الثلاثاء، 9 يوليو 2013

لا داعى

حياتها لم تكن أبدًا تحوى أى أثر للإنصاف .. لا إنصاف ..
حين تفكر فى الأمر تستشعر عبثية لا تخطئها الأحاسيس .. بلا مزاح إنها الدليل الحى على الـ(لا إنصاف) لو كان لى أن أقول هذا ..
حين اخترق الصراخ أذنيها علمت أن عليها ارتداء ذاك القناع من جديد .. صنعته من قماش الحنان ومطاط الشفقة وخيوط المسئولية حيالهم .. هى أمهم نعم ..وشقيقتهم نعم .. هم من لها هنا وهى من لهم هنا .. 
غصة تأتيها حين يقابلون واحدًا من (أمثالهم) .. هائمًا فى الطرقات .. تعلَّموا -هى من علمتهم ..أما هى فلا تدرى من علمها- أن ينكبوا على شئونهم الخاصة .. ربما تخطئهم عيون المصائب المترصدة .. ينظرون جميعًا لـ(مثيلهم) الهائم كالشبح هذا .. وبدون معرفة منها ..تجد نفسها تنظر إليه نظرة قاسية ..
لمصلحتك الخاصة ..ابتعد عن هنا ..أنا أمهم هم لا أمك أنت ..لن أكون أمك أبدًا .. وصدرى لا يتسع لضمكم جميعًا ..أنت لا أم لك ...فابحث واحدةً بعيدًا عن هنا ..أو عش دونها فالأمر سيان !!
نفضت عنها الخواطر وهمت بارتداء قناعها الذى أتقنت صنعه .. كانا هناك ..جسداهما الصغيران مرتميان على أرض الزقاق المثلجة .. تأكدت من وضع القناع على رأسها ..يجب ألا يريا وجهها الحقيقى الباكى ..هى لا تبكى ..لا حق لها فى محكمة البكاء .. 
أوقفتهما ..
 اتسعت المساحة بين قدميها الصغيرتين .. فتحت ما بين ساقيها .. وثبتت قدمًا ناحيته..وقدمًا ناحيتها ..
"لكما العدل .. جزء منى لك ..وجزء منى لكِ ..فلا تتشاجرا مرة أخرى ..وبهذا لن تفترقا أبدًا ..لن نفترق أبدًا !!"

 قبضت على الأيدى الصغيرة .. ورفعتهما فى ثقة  .. وضمتهما بشدة إلى صدرها .. صدرها الواسع الصغير !!

هناك تعليق واحد:

  1. هل تعلمين أنهما يضحكان؟لكن معظم من دوّن عن الصورة - بمن فيهم أنا - رأينا في الطفلين أنهم حزينان/يبكيان..
    هل يا ترى هي انعكاسات اللاوعي : الطفولة الحزينة ؟
    أم هو حزن على طفولتنا نحن ؟
    أم تراه تشاؤمنا ؟

    ردحذف