لماذا يشعر المرء بالمسئولية تجاه طليقته ؟؟
هكذا تساءل بينما يجوس فى طرقات المستشفى السيراميكية البيضاء .. يمشى فى أنصاف دوائر ..أنصاف دوائر ..
لماذا وقد زال ذلك الرباط .. ذلك الرباط قد زال منذ زمن بعيد ..لماذا يشعر بذلك القدر من القلق والمسئولية .... من المفترض ألا يشعر إلا بالقدر العادى من الأحاسيس التى تنتاب الشخص فى موقف مماثل .. شعور بأداء الواجب لا أكثر .. حتى أن الشخص لا يذرف الدموع فى موقف مماثل إذا حلّ مكروه بالثانى ..
"تبًا لى من حسّاس !!"
همس بها لنفسه بينما كان يتجه إلى الممرضة المتشحة بالبياض مرسلة شعرها البنى على كتفيها ..
"نعم نعم ..أنا الرجل إياه .. بالله عليك طمئنينى .. هل تستطيع الحديث الآن ؟؟"
قالت بلا مبالاة بينما تنظر إلى وجهها فى مرآة الجيب الصغيرة ..: "سيدى من فضلك استرح .. زوجتك تحت الفحص الدورى ..ستكون مستعدة خلال دقائق "
"زو..زوجتك ؟؟"
لم تلق بالًا لتساؤله الأخير .. وراحت تصبغ شفتيها بالأحمر ..
عاد إلى مكانه وهو يردد : "ولكنها ليست ..ليست زوجتى ..أنتِ لا تفهمين !! "
أخرج صورة من حقيبة الأوراق خاصته .. صورة لرجل فارع القامة نحيل الجسد لكن أثر الرياضة جلىّ على جسده ..فاحم الشعر وعيناه عسليتان ..يضم إلى صدره حسناء ذات شعر بنى فاتح ناحلة وترتدى جونلة قصيرة وتايور تركوازى مطرز الأطراف ..
لقد كانا رائعين .. أى والله ..كانا رائعين والحق يقال !!
"والله زمان !!"
"سيدى يمكنك الدخول الآن !!"
ضغط على الصورة فى قبضته .. واستعد لجلسة التذكر ....معها!!
دلف إلى العنبر ..الأسرّة متناثرة هنا وهناك وكأنها الكمون على السلاطة .. امرأة رآها تُطعم رجلًا شيئًا سميك القوام ..لا عجب أن يكون (سيريلاك) فالرجل بلا أسنان تقريبًا !!
ها هى هناك ..مستلقية على ذلك السرير ..منظرها الخارجى يُرثى له ..لكنها متماسكة على ما يبدو ..
ارتبك ..فهم لم يحادثها منذ عامين تقريبًا ..
"ألف لا بأس "
"تسلم " ثم استطردت متهكمة : "يا لك من لبق"
لم يستشعر التهكم فى صوتها .. من فرط ارتباكه من اللحظة ..فاكتفى بأن قال : "شكرًا !!"
وألقى نظرة خاطفة على الصورة فى قبضته ..
"علام تقبض ؟"
"يااه .. أنتِ قوية الملاحظة !!"
"حتى السِن لا تأخذ منا أشياء كهذه ..!!"
فتحت قبضته لترى الصورة المتوارية .. أصدرت صوتًا من حلقها .. وشرعت تتأملها
"لقد كنت وسيمًا "
"لقد كنتِ صاروخًا برمائيًا "
انفجرت فى ضحك مفاجئ وقالت :"ليس هناك ما يسمى بالصاروخ البرمائى ..أنت تعرف هذا !!"
"أنتِ كنتِ كذلك ..لا أتفوه إلا بالحقيقة !!"
"لماذا أضعت ذلك الصاروخ البرمائى إذن ؟؟"
"لإنه أوقفنى أمامه فى مجال هجماته ..لم يوقفنى خلفه !!"
"وها قد فقد الصاروخ البرمائى وقوده ..فما قولك فى لحظات ضعفه تلك ؟"
هنا لم يقاوم ارادة عضلات وجهه وابتسم .. ثم همس :
"أنت بحاجة إلى الراحة .. الصواريخ البرمائية لا تفقد وقودها أبدًا "
وانفجرا فى الضحك !!
هكذا تساءل بينما يجوس فى طرقات المستشفى السيراميكية البيضاء .. يمشى فى أنصاف دوائر ..أنصاف دوائر ..
لماذا وقد زال ذلك الرباط .. ذلك الرباط قد زال منذ زمن بعيد ..لماذا يشعر بذلك القدر من القلق والمسئولية .... من المفترض ألا يشعر إلا بالقدر العادى من الأحاسيس التى تنتاب الشخص فى موقف مماثل .. شعور بأداء الواجب لا أكثر .. حتى أن الشخص لا يذرف الدموع فى موقف مماثل إذا حلّ مكروه بالثانى ..
"تبًا لى من حسّاس !!"
همس بها لنفسه بينما كان يتجه إلى الممرضة المتشحة بالبياض مرسلة شعرها البنى على كتفيها ..
"نعم نعم ..أنا الرجل إياه .. بالله عليك طمئنينى .. هل تستطيع الحديث الآن ؟؟"
قالت بلا مبالاة بينما تنظر إلى وجهها فى مرآة الجيب الصغيرة ..: "سيدى من فضلك استرح .. زوجتك تحت الفحص الدورى ..ستكون مستعدة خلال دقائق "
"زو..زوجتك ؟؟"
لم تلق بالًا لتساؤله الأخير .. وراحت تصبغ شفتيها بالأحمر ..
عاد إلى مكانه وهو يردد : "ولكنها ليست ..ليست زوجتى ..أنتِ لا تفهمين !! "
أخرج صورة من حقيبة الأوراق خاصته .. صورة لرجل فارع القامة نحيل الجسد لكن أثر الرياضة جلىّ على جسده ..فاحم الشعر وعيناه عسليتان ..يضم إلى صدره حسناء ذات شعر بنى فاتح ناحلة وترتدى جونلة قصيرة وتايور تركوازى مطرز الأطراف ..
لقد كانا رائعين .. أى والله ..كانا رائعين والحق يقال !!
"والله زمان !!"
"سيدى يمكنك الدخول الآن !!"
ضغط على الصورة فى قبضته .. واستعد لجلسة التذكر ....معها!!
دلف إلى العنبر ..الأسرّة متناثرة هنا وهناك وكأنها الكمون على السلاطة .. امرأة رآها تُطعم رجلًا شيئًا سميك القوام ..لا عجب أن يكون (سيريلاك) فالرجل بلا أسنان تقريبًا !!
ها هى هناك ..مستلقية على ذلك السرير ..منظرها الخارجى يُرثى له ..لكنها متماسكة على ما يبدو ..
ارتبك ..فهم لم يحادثها منذ عامين تقريبًا ..
"ألف لا بأس "
"تسلم " ثم استطردت متهكمة : "يا لك من لبق"
لم يستشعر التهكم فى صوتها .. من فرط ارتباكه من اللحظة ..فاكتفى بأن قال : "شكرًا !!"
وألقى نظرة خاطفة على الصورة فى قبضته ..
"علام تقبض ؟"
"يااه .. أنتِ قوية الملاحظة !!"
"حتى السِن لا تأخذ منا أشياء كهذه ..!!"
فتحت قبضته لترى الصورة المتوارية .. أصدرت صوتًا من حلقها .. وشرعت تتأملها
"لقد كنت وسيمًا "
"لقد كنتِ صاروخًا برمائيًا "
انفجرت فى ضحك مفاجئ وقالت :"ليس هناك ما يسمى بالصاروخ البرمائى ..أنت تعرف هذا !!"
"أنتِ كنتِ كذلك ..لا أتفوه إلا بالحقيقة !!"
"لماذا أضعت ذلك الصاروخ البرمائى إذن ؟؟"
"لإنه أوقفنى أمامه فى مجال هجماته ..لم يوقفنى خلفه !!"
"وها قد فقد الصاروخ البرمائى وقوده ..فما قولك فى لحظات ضعفه تلك ؟"
هنا لم يقاوم ارادة عضلات وجهه وابتسم .. ثم همس :
"أنت بحاجة إلى الراحة .. الصواريخ البرمائية لا تفقد وقودها أبدًا "
وانفجرا فى الضحك !!
ردحذفحلوه اوي كلها وفاء
رشيق هو قلمك .. تحياتي
شكرًا :)
حذفزورينى هنا كتير D:
جميلة جميلة يا رانيا .. جميلة قوي .. :)
ردحذفلولا أنيّ رجل ... لبكيت !
ردحذف