الاثنين، 8 يوليو 2013

الإطلالة


قلت لها والفضول يحركنى : "أهى ساقية ..أترينها ..إنها ساقية ..أليست كذلك ؟؟ .. "
فتمط هى شفتيها فى عدم اكتراث وتقول : "هى ساقية تهين اسمها ..إذ أنها تستخدم فى غير استخدامها !!"
فأخرجت صوتًا ينم عن الإستهجان .. وقلت : " السواقى جميعها سواقى .. إنها تسقى عطش أولئك الأطفال للمتعة !!"
"بل للسادية يا عزيزتى المغمضة العينين ..السادية !!"
هززت رأسى فى عدم اكتراث .. وكورت أنفى ..وأضفيت على ملامح وجهى تأثيرًا يوحى بأن : "كلٌ له آرائه الخاصة !!"
كنا نحب اقتناص بقع الماء على الرصيف .. أحدهم يلقى الماء هناك بإهمال .. أحدهم لا يكترث لإزالته ..أحدهم ينسى ذلك ...أحدهم يمر من فوق البقعة الكبيرة المرتسمة معالمها بكل وضوح لا يمكن تجاهله على حجارة الرصيف .. وينسونها ..
وذلك لحظنا الحسن .. نحب أن نطل منها لننظر إلى ذلك العالم على الجانب الآخر .. إنهم يروننا حين ينظرون للمرآة ..يروننا كما يحبون أن يروننا ..انعكاسات تفعل ما يفعلونه فى كل شىء ..حركة يد ..ارتعاشة ..انفعالة ..رفعة حاجب .. عقلهم يوحى لهم بتلك الصورة .. لأن الحقيقة أكبر من إدراك ذلك الجنس البائس ..لقد فات الأوان بالنسبة لهم .. صدقنى..
أنا وهى .. نتخذ الهواية ذاتها .. نجلس معًا بالساعات نطل من تلك النافذة -بقعة الماء المنسية- ..نرى تلك الساقية وذلك العمود .. أوراق الأشجار يحركها النسيم حتى نكاد نشعر به يُمَلّس على أبداننا .. 
ثم -وكأنها تدهسنا- خطت أقدام دقيقة مدببة على البقعة .. فى تأنى فهى تملك كل الوقت فى العالم .. نظرت إلى أسفل حين أدركت وجودنا .. وابتسمت كما للحمام أن يبتسم .. 
ثم طارت تلتقط فتات الخبز من مكان جاف ..بعيد ..
وسرعان ما جفت البقعة .. ففضضنا جلستنا .. ورحنا نطل من بقعة أخرى !!

هناك تعليق واحد:

  1. ربما تحتاجين لإضافة الصورة
    ها هي كي لا تبحثي عنها :
    http://3.bp.blogspot.com/-TnmbYifQLmY/Udn-XkxZElI/AAAAAAAAAEw/2FNHNy5gE48/s320/8-7.jpg

    ردحذف