فوضى العقل الباطن

أيقظتنى اليقظة من المنام فى التاسعة .. عرفت ذلك من جوّالى الملقى بجانب وسادتى -كالعادة- ..أترى علامة البطارية وتلك الشرطة الحمراء ذات البريق الشيطانى ؟؟..نعم هو كذلك ..يحتاج اللعين إلى الطعام ..يمتلك أصغر معدة وعصاراته الهاضمة تعمل بشكل ممتاز ..فما ذنبى ..ليس الإهمال من طرفى ..ولا من طرف أحد على وجه الدقة ..
رأيت قبلها فيما يرى النائم أن عمى -العائد مؤخرًا من البحرين- سيقوم بزيارتنا فى (الجمعة 7-20) على ما أذكر .. 
حين أفقت من غيبوبة الحلم .. تذكرت أن جوالى له فوائد عديدة بجانب إجراء المكالمات ..أعنى تلك (الكاليندر) -على حد تعبير جوالى- التى يمكنك ان تترك فيها (مذكِّرات ) لأيام قادمة فى أعوام قادمة .. ثم تبينت أن 2013-7-20هذا ليس بيوم جمعة من الأساس .. هذا يحطم آمالى كما ترى فى أن أكون قارئة فنجان أو كف ..لا يهم ..لا زال أمامى الخيار لأكون مهندسة !!
ثم أخذت أضغط بأصبعى زر الإتجاه الأيمن على لوحة مفاتيح الجوال ..فأنتقل للعام التالى ..والذى يليه ..والذى يليه .. وكنت قد سجلت أعياد ميلاد عدة أشخاص من معارفى بتاريخ ميلادهم ..وحين يمر المؤشر على يوم ميلاد أحدهم ..يذكر لى فى مسودة على اليمين كم سيبلغ من العمر فى هذا العام .. هى عملية سخيفة يمكن لأى مريض كالا آزار إجرائها .. لا يحتاج المرء فيها لأكثر من الورقة والقلم لو كان الأمر متعلقًا بسنة بعيدة ..ولكن ..الأمر أشبه بإلقاء نظرة على المستقبل ..
يااه .. سأبلغ السابعة عشر فى العام كذا .. يااه ..فيروز ستكون فى العشرين فى العام كذا .. وانظرى لأخيكِ كيف نضج ..سيبلغ الخامسة عشر فى غضون (عدد من السنين) ..يااه ..لقد حاق الزمن بإيمان ..هل ستبلغ حقًا السادسة والعشرين فى العام كذا ؟؟ ..
وهكذا أخذت أجول فى السنوات .. واكتشفت أننى فى العام (2016) سأكون قد التحقت بالجامعة ..واكتشفت كذلك أننى فى يوم ما من العام 2012 حين ابتعت الجوال ..سجلت يوم عيد ميلادى عام 2016 وكتبت (College) .. أعنى أننى كنت قد نسيت الأمر برمته ..أليس هذا رائعًا ؟؟!!
حسن ..لا تظن بعقلى الظنون ..لكنى أنجرف قليلًا حين يتعلق الأمر بالزمن ..
وهنا قررت أن أترك لنفسى رسالة أتلقاها -بإذن الله- يوم عيد ميلادى 2016-1-1 ..فى الحادية عشر صباحًا .. لن أذكر تفاصيلها حتى لا أصيّرها شيئًا منتظرًا ..أود أن أنسى أمرها .لا حتى أتناساه بل أنساه بإرادة عقلى الباطن .. أو بغير إرادته ..المهم هنا أن أنساه تمامًا ..أود أن يأتى ذلك اليوم ..يرن جرس التذكرة .. تُرى هل سأكون نائمة وسيوقظنى ..هل سأكون قد تخليت عن عادة الإستيقاظ مبكرًا .. فى أى جامعة سأكون .. بأى مجموع سأنفذ من الثانوية العامة .. أود الشعور بذلك الحنين الجارف لـ(أنا) فى العام 2013 .. وربما حين أقرأ رسالتـ(ها) فسأترك لها رسالة فى العام 2013 ..تصل إليها فى الماضى .. ستشعر بالدهشة حين يرن هاتفها يوم عيد ميلادها برسالة منـ(ها) فى العام 2016 ..
الأمر مسل لو كنت قد لاحظت !!