الأربعاء، 31 يوليو 2013

بعيدًا عن هوة الهرطقة !!





سأحكى لك حلمًا من أيام عهد الأسطورة .. اتفقنا ؟؟..
المشايخ فى الجوامع يُعملون حناجرهم فى الدعاء برؤية النبى (عليه الصلاة والسلام) فى المنام .. 
إحم ، لن أهرطق ها هنا وأدعى أننى نلت ذلك الشرف .. من أنا على أية حال ؟؟ .. وهل بذلت جهدًا فى العبادات أكثر من ذاك الرجل أوهاته المرأة ؟؟ .. أقول لك ؟؟ ..سأحكى  ولك الحُكم ..
فى الحلم ..أرى أمى وقد فرشت على الأرض سجادة الصلاة .. وبدأت فى صلاة العصر على ما أذكر .. وطالما أن أمى كانت حينها تصلى وقوفًا على السجادة ..فأستدل من هذا أن الحلم راودنى فى وقت سابق لابتدائها فى اقامة الصلاة جلوسًا ..فلم تعد تقدر على الصلاة وقوفًا منذ ردح من الزمان .. المهم .. أرى فجأة نورًا باهرًا يخرج من فم أمى ..كانت قد انتهت من الصلاة تقريبًا .. 
أتعرف كيف يظهر الرسل والأنبياء فى المسلسلات الدينية التى يصنعون أبطالها من الصلصال .. مسلسلات الرسوم المتحركة الدينية تلك .. يرمزون للأنبياء والرسل فيها بضياء له شكل بيضاوى .. ضياء شديد .. وقد استقرت هذه الصورة فى ذهنى وقتها على أنها رمز سامٍ ،علوى، وعظيم .. 
ازدادت دائرة الضياء واتسعت واتخذت مكانًا بجانب سجادة الصلاة .. وكما يحدث فى الأحلام .. ودونما كلمة واحدة ..رنّ الخاطر فى ذهنى أن ذلك هو النبىّ عليه الصلاة والسلام .. أستغفر الله العظيم لو كان فى كلامى هرطقة ما أو كان حديثى لغطًا أو لغوًا .. وما الذى أفعله سوى الحكىّ وتحويل صورة فى ذهنى إلى كلمات ..كنت طفلة حينها ، وربما ....
  لا أدرى ..حقًا .. أيًا يكن الأمر ..فإن ذاك الحلم استحق مكانه على رفوف الأحلام المثيرة للجدل .. بَس !! 

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

كابوسية بلا أى مبالغة !!

وها قد جاءت الساعة التى أحدثك فيها .. صديقان يتناجيان .. نحن غريبا الأطوار يا عزيزى (مجهول) .. أنت خاصةً ..أرأيت فى حياتك من يُدعى (مجهولًا) ، كيف أتى لأبيك وأمك أن يطلقوا عليك مثل ذلك الإسم .. أأصرت أمك لمنع الحسد عنك ؟ ..أم أن أباك له مزاج غريب فى اختيار الأسماء؟؟ ..ربما لأننى أنا ذات مزاج غريب فى اختيار الأسماء،ربما لأن لا وجود لك خارج عقلى .. ربما لأنـ .......
اللعنة ، سنشق طريقنا فى عوالم الفلسفة ولن نخرج إلا بثياب ممزقة وقد شخنا ألف عام ،لو كان لنا أن نعيش تلك المدة أصلًا .. فيما يتعلق بك لا أعرف إن كان لك أن تعيش خمسين عامًا أو ألفًا ، أما فيما يتعلق بى فآسفة يا عزيزى ..أنا فانية ..ستمضى بقية المدة وحيدًا كمصاص الدماء على ما يبدو .. إذن فدعنا -ونحن لا نزال على أول الطريق - لا نسلك طريق الفلسفة .. دعنا نخترق صلب الموضوع على الفور ..
لن أسرد عليك أحلامى اليوم .. لن أحكى عن تمرد الأحلام أو الهلوسة أو أى مما حكيته قبلًا ...
سأقص عليك حلمًا استخرجته من ركام العقل الباطن لشخص ربطتنى به أواصر صداقة قديمة .ربما انفكت تلك الأواصر ..ومن يدرى ،ربما لم تكن أواصر منذ بداية الأمر .وكانت قيودًا وقد تحررت منها بانفكاكها .. الله أدرى أولًا وأخيرًا .. قبل السرد علىّ أن أوضح أن ذلك الشخص فتاة .. لأن أحداث الحلم ستخبرك بذلك أصلًا دونما علم سابق ..لكننى أحببت أن أعلمك حتى لا تتهمنى بعدم المصداقية معك منذ البداية .. ففى الأفلام حين يهدد البطل البشرى الرجل الذئب أنه سيكشف أمره ويفشى بسره لحبيبته -حبيبة المستذئب أعنى- يسارع المستذئب لحبيبته ويخبرها بالأمر .. دعك من الصدمة .دعك من التداعيات والمشاجرات ..دعك من جملة " لماذا كذبت علىّ ؟؟ .. (الثقة) كلمة عليك نسيانها" التى ستتردد كثيرًا على شفتىّ الفتاة .. يُعلمها هو أفضل من أن يُعلمها غريمه .. 
آه ، وها قد بدأنا نتحدث عن الرومانسيات فى عالم ما وراء الطبيعة .. ما لى أنا ومشاعر المستذئب وحبيبته ؟؟ .. اللعنة ، أنت -يا مجهول- تؤثر علىّ بشكل سلبى .. كفانا استطرادًا ..ولأسرد عليك الحلم اللعين ..
ابتداءًا من هنا ..انس الواقعية .. وسيسير كل شىء بمنطق الكابوس .. الأشياء تختفى وتأتى ..وكل شىء مطاط لا أرضية له ..ولتكن صاحبتنا بطلة الحلم بإسم (د):
كانت أمها مدعوة لحفلة فى فندق (انتر كونتيننتال) ..حفلة عمل تستدعى حضورها .. وقد اصطحبت (د) معها
*تدخل صغير : الموقف حدث فى الواقع فعلًا ..وكانت أمها مدعوة لحفلة مماثلة فى الفندق ذاته وقد اصطحبت (د) معها .
عودة إلى السرد : 
انتقل المشهد فجأة إليها ..تظهر فى الكادر المعالم الداخلية لدورة المياه الخاصة بالسيدات فى الفندق .. كانت تعدل من هندامها وتزيد من طبقة أحمر الشفاة .. هنا سمعت البكاء والنهنهة .. تكتشف أنها لم تكن وحدها .. إحداهن تجلس فى واحدة من كابينات دورة المياه وتبكى .. ليس من الصعب تخمين السبب ..هو حبيب غادر على الأرجح أو أسرة متعصبة تأبى أن تعمل ابنتهم نادلة فى ملهى ليلى .. المهم ، كادت تخرج من المكان لكن أنثويتها أملت عليها أن تهب لنجدة أختها من حواء ..الفتيات لبعضهن .. مشت مسترقة السمع .. لتعرف فى أى الكابينات تجلس تلك الفتاة .. 
اهتدت (د) لمكان الفتاة .. ودخلت .. ظهرت فتاة جالسة على الأرض تضم ركبتيها إلى صدرها وتحيطهما بذراعيها .. وقد ذاب الكُحل مع الدموع وصار منظرها جديرًا بالأساطير الإغريقية .. 
اقتربت منها (د) .. وربتت على كتفها .. 
وسألتها : " ايه ؟؟ .. مالك؟ "
رفعت الفتاة رأسها إلى (د)..واتسعت عيناها .. ثم أخفضت رأسها من جديد واستكملت أنينها .. 
لم تيأس (د) وحاولت من جديد : "قوليلى مالك ؟؟ .. يمكن أعرف أساعدك طيب .. مهما كان اللى بتعيطى عشانه فهو شىء مايستحقش زعلك و...."
هنا رفعت الفتاة رأسها واتسعت عيناها فى وحشية وعوت : 
"لأ يستحق .. انتى مش فاهمة حاجة .. أصلك ماتعرفيش .لو تعرفى ..لو تعرفى "
انتفضت (د) على أثر رد الفعل الأخير .. وابتعدت عنها قليلًا .. 
ثم همت بالرحيل حين رفعت الفتاة رأسها من جديد وسألتها :  " عايزة تعرفى أنا باعيط ليه ؟؟ .. عايزة تعرفى ؟؟ ..ماينفعش أخرج م الموضوع خلاص .. أنا انتهيت .. عايزة تعرفى ؟؟ ..أنا هاعرفك ..هاتعرفى !!"
وبمنطق الكوابيس اختفت معالم دورة المياة ..اختفت الفتاة وذابت معالم كل شىء وظهر كادر جديد بالكامل .. أمامك الآن حجرة أم (د) .. أم (د) فى العمل .. (د) وحدها بالمنزل .. وفجأة تبدأ الغرفة فى الدوران .. كأنها فى مغسلة أو خلاط ضخم .. يدور كل شىء ..الغرفة تهتز تدور .. و (د) لا تفهم شيئًا مما يحدث .. لو وجدت غرفتك تدور كخلاط الأسمنت فلست مطالبًا بالفهم طبعًا ، توقفت الغرفة عن الدوران للحظات .. وكان الهلع قد بلغ منها مبلغًا .. فهرعت إلى باب الغرفة لتهم بالخروج .. فكان موصدًا لا ينفتح .. وهنا بدأت الغرفة تدور من جديد .. هنا أيقنت أن الأمر فيه (بسم الله الرحمن الرحيم ) .. بدأت الدموع تتسلل إلى مقلتيها وحين همت بقراءة المعوذتين .. فوجأت بشفتيها لا تستجيبان .. ملتصقتان ببعضهما لا تنفتحان .. كانت الحجرة تدور و(د) تفكر فى المعوذتين .. تفكر فى المعوذتين وشفتاها ملتصقتان وكأن فتحة فمها لم تكن .. شفتاها ملتصقتان والغرفة تدور .. 
وما أن تحول منحنى تفكيرها نحو (من /ما الذى يفعل ذلك ) شعرت بشفتيها حرتين .. وصرخت وقد استجابت شفتيها : " انتوا مين ؟؟ .. انتوا ايه ؟؟ "
سكنت الغرفة فجأة .. وهنا بادرت بسؤال آخر وسط ارتجافاتها : "انتوا أشباح ؟؟ "
بقيت الغرفة على سكونها ..
سألت من جديد :
"انتوا كيانات ؟؟"
بقيت الغرفة على سكونها ..
جربت من جديد : 
"طب انتوا .. انتوا شياطين "
هنا وكما يحدث للفواكه فى الخلاط ..دارت الغرفة بشدة واهتزت معالمها .. 
"انتوا شياطين .. انتوا شياطين "
دارت الغرفة بشدة .. 
سألت من جديد وهى تغالب دموعها : 
"طب .. طب انتوا عايزين منى ايه ؟"
سكنت الغرفة .. ولعنت غباءها ..فمن الواضح أنهم لا يجيبون إلا على أسئلة (نعم ولا) .. لكن لدهشتها لاحظت علبة المجوهرات تلك على (التسريحة) .. علبة المجوهرات التى تحتفظ فيها أمها بذهبها وحليها .. ظلت تنظر مشدوهة إلى اهتزازات علبة المجوهرات ..تهتز وكأن فرقع لوز نفسه يسكن بها .. أو كأن الحياة دبت فيها وأصابها مسًا من الجنون ..
ظلت تراقب دونما أن تقترب ..هنا .. انفتحت العلبة .ووقعت منها دبلة أمها .. دبلة زواجها .. الدبلة الذهبية المنقوش عليها اسمىّ والدتها ووالدها .. علبة مجوهرات تقع منها دبلة ذهبية ..وشياطين وغرفة تهتز .. ما الرسالة المراد منها فهمها ؟؟ .. ما المقصود ؟ ..ما الـ .... ؟
وهنا ، كفكرة أو خاطر جاءها فجأة ..فهمت كل شىء .. 
"فيه حد منكم عايز .. عايز .."
لم تقدر على نطقها .. ولكنها أردفت : 
"عايز يتجوزنى ؟ "
دارت الغرفة ببطء .. ولاحظت أن تغيرًا ما قد حلّ بمرآة التسريحة .. حولت نظرها ببطء إلى المرآة فرأت .. كان الأمر أشبه بغلالة ضبابية وقد اتخذت لنفسها مكانًا على سطح المرآة .. غلالة ضبابية صغيرة تنظر إليها من داخل المرآة ولا وجود لها فى الواقع .. شىء كالطيف يهتز ويتغير كل ثانية .. هز الشىء ما بدا لها أنه رأسه .. هزها بمعنى أن (لا) .. 
سمعت الخاطرة برأسها تخبرها : "مش احنا .. كبيرنا "
فقالت : " مش حد فيكوا اللى عايزنى .. كبيركم هو اللى عايزنى "
اهتزت الغرفة اهتزازًا جنونيًا شعرت معه بالدوار .. هنا أخذت عدة خطوات نحو المرآة .. وازردت لعابها ..ثم سألت :
"اظهرولى .. اظهرولى نفسكوا "
هدوء ..ثم .. 
ثم دُفعة واحدة ..يظهرون جميعًا خلفها فى المرآة .. 
لم تقدر كلماتها وهى تسرد علىّ الحلم وصف ما رأته .. قالت أن الأمر لم يكن كما فى الأفلام الرعب .. كانوا ..
لا أعرف فهى نفسها لا تذكر ما رأته -لحسن الحظ- .. قالت فقط أنهم كانوا شياطين بحق كما يكون الشياطين ..
لعلك تكون صاحب رأى فى موضوع كهذا يا مجهول .. ابعث لى فقد عهدتك صاحب خبرة !!
 

الاثنين، 29 يوليو 2013

القوى الجاذبة المركزية !!

 
الصورة للفتاة (ساشا)
لو سبقت لك مشاهدة (الإخوة جريم) فلا قلق عليك .. ستفهم مقصدى من وضع الصورة ها هنا !!

رأيت فى المنام مرةً -أى عزيزى المجهول- أننى ... 
حسنًا ، من المفترض أن أفكر وأدير الأمر فى ذهنى مرتين قبل السرد ها هنا .. انطلاقًا من أن الأحلام (السيئة) تتحقق إذا ما اقتُرن بها السرد .. ولكن .. أتدرى ؟ .. إنه عبأ .. وحان الوقت لتوزيع الحمل على ظهور عدة .. 
أين كنا ؟؟ .. حسنًا ، كنت أقول ..رأيت فى المنام مرة -أى عزيزى المجهول- أننى ... ممسوسة -والعياذ بالله- ..حين يحدث الأمر ويستحوذ الشىء علىّ .. تنضم شفتىّ إلى بعضهما .. وكأنهما لُصقتا بصمغ عربى .حتى لا أصرخ ولا أنبس بكلمة .لا أستنجد أو أستصرخ .. وكما تفعل المكنسة الكهربائية مع الأوساخ .- وكأنه شيئًا ما يمتلك قوة امتصاص هائلة - أجدنى أُسحب بلا حيلة إلى الغرفة ..وكأننى أنسحب إلى قلب إعصار .. وينغلق الباب ..
وكما يحدث فى الأفلام تختفى اللقطة ويظهر مشهد آخر لأمى وأنا نقف أمام الغرفة .. ملامح أمى وانفعالاتها تشى بأنها على علم بالأمر .. أننى أخبرتها بالأمر أو لمّحت لها على الأقل .. وجهها يوحى بسمت الخطورة .. كمن يواجه تحديًا يقايض فيه على حياة من يحب .. وفجأة يحدث الأمر .. ينغلق فمى فجأة كأن الشفتين التصقتا ..أشير لها أن اهربى .. ولكنها تنسحب معى إلى الغرفة .. طبعًا إذا كان ذلك الكابوس يتمتع بحس من المنطق .. لما انسحبت أو تأثرت بالتأثير الماص إياه .. لأننى أنا الممسوسة فى الحلم لا هى .. من المفترض أن ذلك التأثير الماص مقتصر علىّ فلا يؤثر على من حولى .. هى ليست قوى رياح أو قوى ماصة .. إنما هو الإستحواذ ما يفعل ذلك ويكون مقصورًا على المستحوذ عليه .. لكن ماذا نقول ؟ ..كوابيس مفتقدة لحس المنطق .. !!
ما يهمنا فى الأمر أى عزيزى المجهول أن شعور الفم ذى الشفتين الملتصقتين كان يعبر من الكابوس إلى الواقع ..فكنت أفيق فى بعض اللحظات وأهم بقول كلمة لأمى التى أراها فى الغرفة .. فلا تنفصل شفتاى عن بعضهما ..وكأننى وغدة أحاول التفرقة ما بين الأحبة -شفتىّ-.. لُصقتا ببعضهما .. أذوب فى الحلم من جديد .. ثم أفيق وأرى ما حولى وأسمعه كما يرى ويسمع المتيقظ المستفيق الذى انتهى لتوه من شرب عدة أقداح قهوة ..  أتعلم ؟ .. بعض الإرتياح بدأ يراودنى ..ولا أكذب عليك فذلك الإرتياح مُكتنف ببعض من قلق .. أوتعلم أيضًا ؟؟ .. لعله خيرًا !!

الأحد، 28 يوليو 2013

حتى الأحلام بتتمرد ؟؟!

عزيزى المجهول .. أرسل تحياتى .. 
اكتشفت مؤخرًا أننى أعانى من الهلاوس .. نعم يا عزيزى .. من ماذا  ولأى سبب ؟؟ .. لماذا تسعى دومًا وراء الأسباب وتجرى خلفها كما متسابقى الماراثون ؟؟ .. كفى غباءً واستمع لى .. 
الليلة الماضية .. بقيت حتى الفجر أقرأ .. وتحول جفناى إلى جنازير دبابة ..لا مفر من النوم ..وضعت الرواية على المنضدة الخشبية فى منتصف الغرفة .. وقررت النوم على الأرض .. النوم على الأرض ممتع ولا تؤاخذنى لمعتقداتى العجيبة .. وما إن أغمضت جفنىّ وبدأ النوم يأخذنى ..حتى سمعت الموسيقى ..جيتار كهربائى قوى فى أذنى .. أسمع صوت الأصابع تصطدم بالأوتار وتخبط عليها .. دوم دوم دوم ..يختلط بصوت الموسيقى .. أجاهد لأفيق .. أفتح عينىّ .. فيخفت الصوت ويختفى كأنما لم يكن .. أنظر حولى ..وأعاود غلق عينىّ ..دقيقة تمر .. موسيقى قوية فى أذنىّ ..أسمعها بوضوح وكأننى وضعت سماعاتى السوداء وأوصلتها بهاتفى ونسيتها فى أذنىّ .. من أين تأتى تلك الموسيقى ؟ .. ولماذا تكون نقية ذلك النقاء الصوتى ؟؟ .. 
أفتح عينىّ بصعوبة ..فتخفت الموسيقى ..لا تختفى أو تتوقف بشكل فجائى ..إنما تدريجيًا تخفت حتى تنعدم ..وهكذا استمر الحال .. غمضة عين ..وأسمع طبولًا تدق .. غمضة عين ثم أسمع صوت الجيتار الأسبانى يعزف .. لا أفهم الأمر لكنه كان مرعبًا .. كنت أفتح عينىّ وأنظر لشقيقى المستلقى على السرير يشاهد فيديو على هاتفه .. لا زال مستيقظًا .. فيشعرنى ذلك بنوع من الأمان .. وأنظر لشقيقتى المستغرقة فى النوم ..فيعادونى الأمان ..وأغمض عينىّ ..وما إن أسمع الموسيقى من جديد ..حتى أفتح عينىّ ..وأنظر إليهما ..وأتلقى بعض أشعة الأمان وأحاول النوم من جديد..
الأمر يتعدى الهلاوس السمعية يا عزيزى ليدخل نطاق مملكة الهلاوس البصرية كذلك ..أذكر تلك المرة التى أفقت فيها من نومى ..ورأيت ذلك الجسم الأسود على سرير شقيقتى .. أغمضت عينىّ وفتحتهما  من جديد .. ورأيته على ضوء الصباح المتسلل من خصاص النافذة ..عنكبوت ضخم ..أتعرف سلالة العناكب المنحدرة من العنكبوت الضخم (أراجوج) فى فيلم (هارى بوتر) ..كان ذلك الأخ الذى رأيته يصغر أراجوج حجمًا بقليل ..كان يحرك أطرافه الثمانية على جسد شقيقتى وعلى غطاء سريرها ..صرخت من فورى .. 
"إيمان . إيمان ..عنكبوت ..عنكبوت عليكى"
انتفضت بالطبع مفزوعة .. وراحت تنفض الغطاء .. يا حمقاء إنه ضخم .. أتتوقعين أنه سينسحق اثر تلك التنفيضات الخرقاء للغطاء .. 
"استنى .. ماتتحركيش "
ولكنها صرخت كالملسوعة وفى قفزتين كانت عند باب الغرفة ..خرجت وراحت تصرخ .. 
حين نظرت من جديد إلى السرير رأيته .. نزل من فوق السرير ثم تلاشى !!
أضأنا الأنوار .. وباءت كل محاولاتنا فى إيجاد أى حشرة أصلًا بالفشل ...
لم تكن تلك هى المرة الأولى .. تراودنى الهلاوس كما تراود مدمنى الماريجوانا بالضبط .وكما تراودك أنت الأحلام .. 
أرى مصاصى الدماء بعباءاتهم القطيفة وأنيابهم اللامعة على بُعد أمتار من سريرى ..فى منتصف غرفتى ..بجانب خزانة الثياب .. أرى أطيافًا ذات ملامح تقترب منى وهى تصرخ كمن يلاقى عذابًا شديدًا .. ومن ثم يتلاشى كل ذلك .. حين أهلوس .أعرف أن ما أراه لا يتعدى أن يكون هلوسةً ..أكون على يقين من هذا.. لذلك أظل أفتح عينىّ وأغلقهما مرارًا حتى يتلاشى الوهم ..
لم تكن تدوينة عن الأحلام أى عزيزى المجهول .. كانت تدوينة عن الأحلام التى تتمرد ..وتخرج إلى الواقع !!

السبت، 27 يوليو 2013

فلينفث التنين !!



قالوا نكتب عن الأحلام .. قلت فلأكتب عن الأحلام .. توقعت -بشكل ما- أن يكون ذاك هو موضوعنا القادم .. أو أننى فقط توقعت أنه قادم فى وقت ما لا محالة .. أأكتب عن أحلامى التى أراها فى نومى ..ولهذا الموضوع ملأت عدة صفحات من نوتة وكشكول على مر العامين الماضيين .. أم أكتب عن الأحلام التى على غرار : (باحلم أموت مستريحة) أو (باحلم بعروسة باربى أصحى ألاقيها جنبى ع المخدة) .. لست انحيازية يا عزيزى - لست كذلك فى هذا الأمر على الأقل- .. ولكنى -والحق يقال- أُفضّل الكتابة عما يتراءى لى أثناء نومى .. لدى نوتة أرجوانية اللون من آخر أعوام عهد الأسطورة .. كنت أكتب فيها ما يتراءى لى فى النوم..لدىّ بضعة صفحات كذلك فى دفتر مذكراتى عن أحلام رأيتها فى وقت قريب .. فقد مررت بفترة كانت أحلامى تُنحت فى ذاكرتى ..ما يقرب من الخمسة أحلام فى الليلة الواحدة .. فكاد عقلى يخرج من جلد رأسى ويتمرد على الجمجمة وينفجر ..وتتناثر أشلاءه على حوائط الغرفة وتفسد طلاءها .. فاضررت إلى القىء الفكرى على الورق فى دفتر المذكرات .. ربما أعتمد على ذلك الدفتر فى يوم من أيام التدوين عن الأحلام .. وربما أبذل جهدًا أكبر فى تذكر أحلامى .. ربما أذكر أحلامًا من عهد الأسطورة .. ربما .....
الإحتمالات كثيرة .. الإحتمالات أكبر من أن أحتويها جميعها ..
لذا دعنى أستخرج حلمًا جاءنى فى أيام عهد الأسطورة .. لنركب آلة الزمن الآن .. ونعود للعام 2003 .. عامى الخامس .. بعد أن تعلمت القراءة .. وما كدت أن أفعل حتى شرعت فى تحقيق تطلعى الذى احتل خلاياى منذ كنت فى الثالثة ..أن أحصل على تذكرة إلى ذلك العالم .. أعنى قراءة (صرخة الرعب) التى كانت شقيقتى المراهقة -وقتها- تجمعها كجامع محارم ورقية ومناشف من التى يوزعونها فى الطائرات فيركب الطائرة ويقوم بعدة رحلات خصيصًا للحصول عليها .. 
العدد الأول الذى قرأته حينها كان (القناع) .. الذى يحكى عن الفتاة التى اشترت قناعًا لعيد الهالووين .. فالتصق القناع بوجهها واتضح أن له روحًا خاصة به .فتحاول تمزيقه بالمقص فلا تجد قاعًا للقناع حتى تبدأ منه التمزيق ..فترمح فى الشوارع كالجواميس البرية الطليقة وتـ.... إلخ ..
كانت شقيقتى تُحرّف الأحداث حين أطلب منها أن تسردها علىّ -قبل أن أطّلع على أسرار الكلمات- ،وذلك ما اكتشفته بعد أن قرأت (القناع) تلك .. لعلها أحبت أن تستوحى قصتها الخاصة تستخدم مخيلتها قليلًا علىّ ..
المهم ، فى ليلة رأيت نفسى مستلقية على السرير الذى اعتدت مشاركته مع شقيقتى .. فى الحلم أستيقظ لسبب ما ..وكأن ثمة شىء علىّ أن أراه الآن ولا مفر من رؤيته .. أستيقظ من نومى فى الحلم ..فأرى كتلة سوداء مستلقية على السرير بجانبى .. 
"إيمان .. إيمان .." 
تستدير فأرى وجهها ..القناع على غلاف الرواية .. على جسدها النحيل بدلًا من الوجه .. يضحك .. 
صرختى .. ثم استيقاظى الحقيقى ...
حلم آخر يعتمد على (الحركة البطيئة) المستفزة فى الأحلام ..وكأنه فيلم ردىء بالسرعة البطيئة .. فى الحلم أجلس مع اخوتى على الأريكة .. نتحادث .. ثم فجأة وبدون كلمة ينظران -شقيقى وشقيقتى- لبعضهما ..ويهبان قيامًا من فوق الأريكة .. 
"ايه ؟؟ ..قمتوا ليه ؟؟ "
لا رد .. وجوههم امتقعت ..ولم يردا .. نظراتهم قاسية .. وكأنهما فى ماراثون تذهب أرباحه للجمعيات الخيرية . سابقا الريح إلى المطبخ ..بعيدًا عن الأريكة ..إلى أمى حيث الأمان . . شعرت بارتعادة ..تركانى ..وأنا أشعر بحركة مريبة .. أعرف أن ثمة شىء سيخرج الآن من خلف الأريكة ويفعل .... لا أعرف ما سيفعله ..لكننى أعرف تمامًا ما لن يفعله .. أعرف أنه لن يفعل بى خيرًا فقط ..
"استنونى .. استنونى "
حركة خلف الأريكة ..
"ثانية .. استنونى .."
خرفشة حول الأريكة 
"لحظة استنونى"
كانت ركبتاى بوزن طن أو ما يزيد .. وكل ساق من ساقىّ تزن ما يزيد عن وزن ركبتىّ.. 
انتهى أمرى ..لقد ظهر .. 
أرفع ساقىّ بما أوتيت من قوة .. لماذا لا أتحرك .. هل أصبت بداء الفيل فصرت لا أقدر على رفع قدمىّ ملليمترًا عن الأرض .. لا أعرف ما رأيته بالضبط ..لكنه كان مريعًا .. واستيقظت صارخةً كالعادة... 
تذكرت الآن شيئًا مريعًا أود أن أسرده فى الغد .مستخرج من مناجم عقلى الباطن ومن تحت ركام أحلامى .. 
لا أدعى أن أحلامى السخيفة تلك تحوى شيئًا من الشفافية .. ولن أسير فى الشارع صارخةً أن الرؤيا أتتنى .. وألقب نفسى بالـ(شيخة) ،وأنشر عبق البخور أينما ذهبت .. أعنى ... لا تهتم ..فلست هنا للإمتاع أو للإستمتاع ..أنا أكتب فقط يا عزيزى.. سمه قيئًا فكريًا ،أى اسم يروق لك...
إننى أنفث الحروف بلا حساب .. ليس على التنين حرج ..معدته تحترق من النيران داخلها وقد بلغت الحلقوم .. ووجدت طريقها للخروج .. لا تمنع التنين من نفثها يا عزيزى .. فهو تنين !!

الخميس، 25 يوليو 2013

عهد الأسطورة (7/7)

عاتبةًً عليك يا عهد الأسطورة ..عاتبةً عليك .. لماذا لم تراسلنى حتى الآن ؟؟ .. ألديك أمّ تشغلك دومًا بالأعمال المنزلية؟؟..ألديك شقيق مزعج يستولى دومًا على الحاسوب قبلك ؟؟.. ألديك وظيفة تعمل بها ليلًا نهارًا لأجل قوتك وقوت الأسرة ؟؟ .. ألديك يا عهد الأسطورة ؟؟ .لا أظنك والله تملك هذا .. أنت عهد الأسطورة ..وعهد الأسطورة مجرد من تلك الأشياء ..أو أن تلك الأشياء مجردة منك أنت يا عزيزى .. أنت تنقصها ..وهى لا تنقصك ..إذن فما تلك الذريعة التى ستتذرع بها فى رسالتك -إذا كان قادمة - لتخفف من عتابى عليك ؟؟ .. أتعرف ؟؟..راسلنى بكلمة واحدة فقط ..وسأنسى الأمر وأدعه خلف ظهرى ..ونستكمل المراسلة وكأن شيئًا لم يكن ..فقط ..فقط أعلمنى أننى لا أحدث ما لا وجود له ..أو أفعل ما لا يفعله إلا المصابين بالذهان .. بالله عليك افعل ..راسلنى ..
يا عهد الأسطورة .. هذه هى رسالتى الأخيرة إليك فى هذا المظروف(المدونة) .. وفيما بعد ستأتى رسائلى متقطعة وسأرسلها فى مظروف آخر (على مدونة أخرى)  .. فاستمع إلىّ الآن ..فمن يعلم متى ستتسنى لى مراسلتك من جديد ..
اليوم أذكرك بومضات متقطعة من وقتنا معًا ..
أتذكر جروح ركبتى ..حين وقعت عليهما من فوق الدراجة ..كنت مع أبى فى النادى .. أتذكر حين ابتاع لى الضمادات اللاصقة -بلاستر تفاديًا للتحذلق- الدائرية الشكل .. أحضر لى أشكالًا أخرى .. وتحول الجرح إلى نوع من المتعة .. ورحنا نختار ما بين الأشكال .. أضع الدائرية هنا على هذا الجرح ..أما المستطيلة الشكل أضعها على ذاك .. لطالما ارتبطت صورة أبى بصورتى الميكروكروم والبلاستر .. لطالما كنت أصحبه لركوب الدراجة ..حين يهم بالنزول لإصلاح السيارة ..أصحبه .. حين يذهب للعب البينج بونج أصحبه ..أتذكر ؟؟
لا تذكر ؟؟ .. لا بأس . أتذكر إذن الكلب اللولو ؟؟ .. ذلك الكلب الصغير مع السيدة التى كانت تبتاع شيئًا ما من المتجر .. كنت فى الرابعة أو الخامسة ، ألعب هناك بجانب ذاك المتجر ..وأبى قريب منى ممددًا تحت السيارة التويوتا الحمراء يصلح عطلًا ما من تلك الأعطال اللا منتهية .. أتذكر حين طلبت منه أن يسدى إلى معروفًا ويطلب من السيدة أن أربت على كلبها ..وأشرت له بيدى إلى السيدة وكلبها اللولو الأبيض .. ضحك أبى .. وتقدم نحو السيدة .. قال لها شيئًا ما ..فابتسمت وقهقهت .. وأشارا لى أن تعالى .. وما أن هممت بالتربيت عليه ..حتى قفز علىّ لاعقًا وجهى ووجنتىّ .. وكأنه يحتضننى .. تعلق بى ورفض جذبات السيدة .. وأنا كنت أضحك ملأ فمى فقط ولا ألق بالًا لما يحدث حولى .. السيدة تصرخ ..الكلب لا يستجيب لجذبها .. الكلب يلف الحبل الذى كانت تقبض عليه منذ ثوانٍ فى يدها حول الشجرة العجوز الكبيرة التى قطعوا عنقها الآن ،ويتحدى سيدته .. الحبل يلتف فى عُقَد حول الشجرة ويظهر للعيان مستحيل الفَك أو الحلّ .. وأنا أضحك!! 
جذبته السيدة وساعدها أبى .. هو -الكلب- كان لا يزال منكبًا على مهمته الرسمية : لعق وجهى .. وأبى والسيدة يكافحان لتحريرى منه .. ألم يروننى مستمتعة حينها ..لم لم تتخلى السيدة عنه وتتركه لى ؟؟ هه ؟؟ لم ؟؟ ..كنت سأعتنى به وأغسل فراءه وأعطره .. كنت سأزيل عنه الأوساخ وأنفض عنه الأتربة .. كنت سأجرى له عمليات تجميل حين يشيخ .. كنت سأسافر لولاية فلوريدا لأزوجه مخصوص لكلبة من هناك .. هى لن تعتنى كما كنت أنوى أن أفعل على أية حال .. 
فى النهاية .. تقدم رجال المتجر -واسمه (إكسبشن) على فكرة- الذى كانت السيدة تبتاع منه حاجياتها وفى أريحية وكأنهم ذاهبين للقتال على الجبهة .. انتزعونى /انتزعوه منه /مِنّى .. تمتمت السيدة بشىء ما .. ثم قبضت على الحبل الذى حَلّه العاملين فى اكسبشن منذ ثوانٍ من حول الشجرة..واستدارت برأس مشدود إلى الأعلى وأنف شامخ مبتعدةً عنا .. 
والذى لن أنساه يا عهد الأسطورة ..حين استدار الكلب إلىّ رغم أنف سيدته ،وشرع ينبح ذلك النباح الحزين .. يمشى خطوة ويستدير إلىّ ..فتجذبه السيدة ..فيضطر إلى النظر أمامه حذر الإصطدام بالرصيف .. ثم ما أن يطمأن لمساره ..يستدير من جديد ..فتجذبه هى من جديد .. حتى ابتعدا .. وحتى من تلك المسافة ..كان النباح يجد طريقه إلى مسامعى ..
يومها أغرقتنى أمى صابونًا وماءً.. ولو كان الأمر بيدها -هكذا قالت- لألقمتنى للمغسلة ..وسيلة أسرع ..توفيرًا للجهد والوقت...
أتذكر ذلك الصابون الذى ابتعته وأبى قبل الصعود إلى المنزل فى ذلك اليوم ..  قال لى حينها -مازحًا- أنه -الصابون- لأجل أن أغسل عنى لعابه .. آه، ذلك الكلب ...
أتذكر الصابون على أى حال ؟؟
الصابونتان المصنوعتان على شكل دولفين وابنه ..
الكبير أزرق ..والصغير لبنى .. أتذكرهما ؟؟ ..أتذكرهما ؟؟ أنا أذكرهما .. فلم لا تذكرهما أنت ؟؟ ..أتذكر يا عهد الأسطورة ؟؟ هه ؟؟ أتذكر ؟؟
                                                 بإخلاص
                                                   رانيا

عهد الأسطورة (6/7)

عهد الأسطورة العزيز ..
اليوم رسالتى لك قصيرة ..أوفى بوعد قطعته فى رسالتى بالأمس بأن أقص عليك ذلك السبب الذى دفعنى لدوامة من المخاوف المرضية .. لماذا تكون رسالتى قصيرة ؟؟ ..لأن أمى تصر على إخفاء صندوق البريد منى (اللاب توب) . بحجة أننى لم أحسن السلوك فى الآونة الأخيرة .. هددت شقيقتى بأن أرفع صوت (الفيديو) الذى كنت أشاهده حتى لا تقدر على النوم فلا تستيقظ ولا تلحق بموعدها فى العمل بالشركة .. فقامت الدنيا ولم تقعد .. وكأننى هددتها بخطف كبدها والتبرع به .. التفاهة تستشرى فى الأمور أحيانًا لدرجة لا تعرف معها ..أأنت أحمق مخطئ ..أم هم الذين يبالغون .. وهذا ما قصدته بـ(عدم إحسان السلوك فى الآونة الأخيرة ) الذى تراه أمى فىّ .. لذا تسللت لأراسلك بينما يشاهدون التمثيلية .. هى تمثيلية سخيفة لن أذكر من تفاصيلها سوى أنها بعنوان (حكاية حياة) .. لا أريد حتى الحديث فى الأمر ..أمى -كما تعلم- لا تؤمن كثيرًا بك -كسائر الأمهات أو معظمهن على الأقل- ..
ما علينا ..دعنا لا نخرج عن السياق ..
حين كنت على مشارف عامى الرابع تقريبًا .. رأيت شيئًا غير معتاد ..ظللت أؤمن لعدة سنوات أننى رأيته فعلًا .. ولكننى الآن أراه محض تخيلات بالتأكيد ..
أذكر شقيقتى ..أذكر أبى .. لا أدرى أكان شقيقى قد وُلد وقتها أم لا .. ولكننى لا أذكره فى الكادر .. كان أبى ذاهبًا إلى مكان ما مع شقيقتى .. خرجا من باب الشقة ..أذكر تلك الدمية التى كنت أقبض عليها فى يدى .. وجدت حينها أن وجهها قد انسحب إلى الداخل ..أعنى أن الدمية بلاستيكية مجوفة ..وأظن أن أحدهم قد وطأها بقدمه عن غير قصد فانضغط وجهها إلى الداخل .. وكذلك انضغطت بعض الأجزاء من ذراعيها .. فظننت أنها بهذا الشكل جريحة وتحتاج إلى الميكريكروم والشاش لتتعافى .. فوضعت على مواضع الإنضغاط تلك بعض الميكريكروم .. وبعد أن خرج أبى وشقيقتى ..أخذتنى أمى إلى حجرتى التى أتشاركها مع شقيقتى .. ووضعتنى فى السرير ودثرتنى بالبطانية ..واندست بجانبى فى السرير ..فتحت التلفاز ..أذكر ذلك البرنامج ..كان يدعى (جسم الإنسان) أو شىء من هذا القبيل .. كان مُقَدّمه طبيب مرعب الشكل أحمر الوجه كالبندورة النضرة .. كان يتحدث وعيناه متسعتان عن الهيكل العظمى لجسم الإنسان ..أذكر أنه قال جملة ما عن الهيكل العظمى ..ثم ظهرت على الشاشة صورة لهيكل عظمى طويل القامة .. هنا -ولا تسخر منى أو تمازحنى بصدد هذا الشأن من فضلك- ألقيت نظرة عابرة على باب الغرفة ..فرأيت ....
رأيت هيكلًا عظميًا .. نعم رأيته ولا زلت أذكر المشهد وكأنه الواقع عينه .. اتسعت عيناى -وأذكر ذلك جيدًا- ولم أستشعر من أمى رد فعل معين .. اقترب منا الشىء -أذكر ذلك جيدًا- ثم لا أذكر ما حدث بعدها .. قضيت أعوامًا وأنا أؤمن بأننى مطاردة من الهيكل العظمى الذى ظهر لى ليلًا فى حجرتى .. سردت على أهلى التفاصيل فى الأيام التى تلى تلك الليلة .. وافقونى تمامًا على كل الأحداث ..بالفعل خرج أبى مع شقيقتى ذلك اليوم ..وبالفعل أصررت اصرارًا مرضيًا على أن ألطخ دميتى -لسبب ما لم يفهموه- بالميكروكروم- .. عند نقطة معينة  فقط انفجروا ضاحكين .. لست فى حاجة بالطبع لأن أذكر لك ما تلك النقطة التى فقدوا فيها صوابهم وجديتهم وانفجروا ضاحكين .. 
اتملك تفسيرًا ما يا عهد الأسطورة ؟؟ .. عهدتك دومًا تدرى بما لا أدريه أنا .. أعنى أن نصيبك من المعرفة يزيد عن نصيبى بالتأكيد .. بالله عليك يا عهد الأسطورة .. أخبرنى ..أيكون ما أذكره صورة من الواقع .. أم طبعة متطورة ومنقحة ومعدلة من حلم ما أتانى فى وسنة من الوسنات ..فاختلطت صورة الهيكل العظمى على التلفاز بعقلى الباطن .. ولكنى أذكر وجهه ،أعنى جمجمته جيدًا .. بالله عليك .. قل لى يا عهد الأسطورة .. أتركك الآن إذ أننى أشعر بأن أحدهم قادم .. أنتظر ردًا فى القريب العاجل ..
                                                                  بإخلاص 
                                                                    رانيا   .    

الأربعاء، 24 يوليو 2013

عهد الأسطورة (5/7)

عزيزى عهد الأسطورة ...
أُكمل لك اليوم سلسلة الحكايات التى عشناها زمنًا حينما كنت مصاحبًا لى .. والآن وقد ذهبت ..رأيت أن مراسلتك هى الحل الأمثل .. لا أريد قطع الصلات ما بيننا .. لن يكون ذكرك أو ذكر ذكرياتنا مرتبطًا بالقطيعة أبدًا .. فلنواصل الحكى إذن ..
أتذكر تلك المخاوف التى كانت تؤرقنى .. لم أكن أخطو خطوة فى الحمام دون القيام بثلاثة أشياء لا رابع لها .. 
أولًا : حين كنت أفتح باب الحمام .. لم أكن أفتحه كما يفتحه الناس..بل كنت أفتحه بقوة .. كانت بذهنى فكرة .بأنه ثمة هيكل عظمى شرير يربض خلف الباب منتظرًا اللحظة التى ينفرد فيها بىّ حتى ... حتى يأكلنى أو يقتلنى أو يفعل ما تفعله الهياكل العظمية بالأطفال .. فلو كان ينتظرنى خلف الباب بالفعل ..فإنه سيتهشم ويتهاوى وتتفرق عظامه ولن يلحق بى وقتها الأذى .. فى كل مرة أفتح فيها الباب بقوة ..كنت أطل برأسى إلام خلف الباب ..وكل مرة -بالطبع- لا أجد العظام المتناثرة التى توقعت رؤيتها .. فيخيب أملى .. أو أتخيل أنه -بطريقة ما- يمتلك ميزة الإختفاء أو التلاشى ..التحلل ..شىء من هذا القبيل ..ولابد أنه سيعيد تجميع أجزائه ويعود إلىّ .. ولكنى لن أترك له الفرصه للإنفراد بى .. وسأفتح الباب وأصدمه فى الحائط بقوة .. وسيعود من حيث أتى خائبًا فى كل مرة يعيد فيها الكرّة ..!!
ثانيًا : أفتح ستار البانيو بقوة .. فلا أترك لشىء غير مادى الفرصة للتسلل والإختباء خلف الستار .. أو للإنفراد بى فور إغلاق الباب .. 
ثالثًُأ : أتحقق من الركن الداخلى ..الذى تقبع فيه المغسلة .. فهو ركن مختفى لا يظهر للعيان .. فلربما ينتهزون موقعه الممتاز هذا ويختبأون هناك بجانب المغسلة .. من هم ؟؟ .. لا أعرف حقيقةً .. الكيانات الغير مادية ..الوحوش ..الأشباح .الهياكل العظمية ..المومياوات .. الجثث المتعفنة العائدة .. وكل أولئك الإخوة الأعزاء .. ربما كانت دخولى المبكر لعوالم ما وراء الطبيعة هو السبب الذى ترتد إليه كل تلك التصرفات ..
أتعلم ؟؟ .. لعلنى أدرى  بالسبب الذى جعلنى أبحث بجنون عن الهيكل العظمى فى كل ركن أذهب إليه .. وأفتح الباب بقوة حتى تتكسر عظامه وتتناثر لو كان متواريًا خلفه ..وأفتح ستار البانيو لأتحقق أمن شىء يختبأ وراءه أم لا .. وأتحقق من ركن المغسلة المختفى .. 
نعم .. أظننى أعرف لماذا اعتدت فعل ذلك ولمدة لا تقل عن الأربع سنوات .. كانت عادة ..حتى حين كنا نحلّ ضيوفًا على بعضهم .. لم أكن أتورع عن فتح باب حمامهم بقوة .. والقيام ببقية الطقوس المعتادة .. 
نعم .. أدركت السبب .. أعنى أن السبب كان معروفًا لى ..لكننى -أبدًا- لم أربط بين طقوسى تلك وبين السبب الذى أنا على وشك اطلاعك عليه .. بدأ الأمر حين ........
أقول لك ؟..فلنؤجل الحكىّ للغد .. عدنى أنك ستنتظر رسالتى القادمة يا عهد الأسطورة العزيز .. وسأطلعك على السبب بالغد .. تذكر ..لا تدع ذكرياتنا تنتهى بالقطيعة .. أرجو أن تكون سعيدًا فى المكان الذى تقيم فيه الآن .. أثق تمامًا بأنك تتلقى رسائلى .. فقط احفظها فى مكان أمين واقرأها ..ولا تجعل منها حطبًا للمدفأة !!
                                                        بإخلاص
                                                          رانيا 

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

عهد الأسطورة (4/7)

ارقد بسلام يا عهد الأسطورة .. ارقد بسلام فى صندوقك الخشبى الرابض فى ثنايا عقلى .. صندوق أضفيت عليه 
طبائع الكائنات يا عهد الأسطورة ما أن رقدت فيه .. كعهدى بك دومًا تُحوّل الأشياء إلى أشياء أفضل .. إلى كائنات ذات كينونة .. فما الكائنات من الأشياء إلا أشياء أفضل .. الكائنات أشياء يا عزيزى ..ولكنها أفضل بدرجة قليلة من الأشياء العادية ..
أقص عليك اليوم حكاية خضناها معًا منذ زمن .. حينما كنت فى العاشرة .فى الصف الخامس الإبتدائى .. لا تذكر ؟؟ .. لا عليك..ما واجبى إلا تذكيرك بما نسيت .. 
كان الوقت مبكرًا .. فى السابعة صباحًا على ما أذكر .. كنت وقتها سأخوض امتحان (علوم) بالمدرسة .. لم يكن امتحانًا نهائيًا .. مجرد امتحان شهرى .. ولكن اضفاء صفة (الإمتحان) فقط عليه ..كان كفيلًا لأن أسهر وقتًا لأذاكر جيدًا وكأننى فى طريقى للحصول على الدوكتوراة ..أو شىء كهذا !!
شقيقى كان مريضًا أو ... لا أعرف ..ولكن لسبب ما ..لم يركب معى حافلة المدرسة ذلك اليوم .. تقريبًا كان يعانى وجعًا فى معدته ..شىء كهذا .. وقد كان هذا الغياب عن المدرسة حكمة من حكم الله -جل شأنه- .. 
جلست فى مكانى بالحافلة .. لم تكن ميسون هناك .. ميسون هى تلك الفتاة المتحكمة قوية الشخصية وفى نفس سنتى الدراسية والتى اعتدت الجلوس جوارها ..كانت الحافلة تمر على منزلها بعدما أركب أنا ..لذا جلست أنتظر حتى نصل إلى منزلها الغير بعيد .. ولكنى سمعت ميس نعمة -المشرفة - تخبر عم ناصر -السائق- أن أبا ميسون سيتكفل بمهمة توصيلها حتى تصل فى ميعاد الطابور فلديها فقرة فى الإذاعة المدرسية اليوم ..لذا قبلت بالأمر وجلست وحدى .. ربما لن تتركنى (نعمة) وشأنى ..وستحشر أطفال (كى جى) حشرًا بجانبى .. لا أحد يجلس بمفرده فى هذه الحافلة ..كان هذا هو شعارها الدائم ..
مضت خمس دقائق منذ صعدت للحافلة ..وكنا نكاد نخرج من مدينة الرماية .. كان هذا حين سمعنا الطرقات ..
طرقات على زجاج النافذة بجوار السائق .. وعلى النافذة المجاورة للمقعد بجانب السائق .. صراخ وعويل .. الكل تفاجأ .. وأذكر جيدًا الجملة التى نطقت بها -آملةً فى إثارة جو من المزاح- : " دول ارهابيين دول ولا ايه ؟؟ ." 
قلتها ولم يضحك أحد .. كررتها من جديد .ولم يبد على أحد الإنتباه لكلماتى .. الكل كان مشرئبًا بعنقه إلى الأمام .. توقفت الحافلة .. ورأيت ذلك الرجل الذى كان يطرق على النافذة ..
"افتح يا مجرم .. افتح الشباك ..وقف الباص ..وقف الباص .. افتح يا سفاح .. افتح "
غير فاهم للأمر ، فتح عم ناصر النافذة المجاورة للمقعد بجانبه .. وهنا حاول الرجل إدخال جذعه إلى الداخل .. وهو يصرخ وذراعيه كالكلابات ..تريد الإمساك بتلابيب عم ناصر ..
عم ناصر ذو اللهجة الصعيدية كان من أولئك الـ (غلبانين) .. لا يفهم إلا ما قُدر له أن يفهمه .. ولا يرهق تفكيره بالتأملات ..وكل شىء خارج ذلك النطاق الذى فرضه على نفسه فهو -بلا جدال- هرطقات .لا أكثر ..
"فيه اييه .. فيه ايه .."
هتف عم ناصر .. فصرخ الرجل الذى حاول الدخول بجذعه من النافذة : " مش عارف فيه ايه يا مجرم . قتلتها ..قتلتها "
انتفض عم ناصر من موقعه على المقعد أمام عجلة القيادة .. وقام من مكانه .. لعله فكر أنه هو المستهدف .. ومن الواضح أن ذلك الرجل -أيًا كان مبتغاه- لن يتورع عن القيام بعمل جنونى ..إذن فليجعل المواجهة بالخارج بعيدًا عن أسماعنا وأنظارنا نحن أطفال المدرسة .. 
هتفت به ميس نعمة أن لا تذهب ..لعلهم مختلين أو بلطجية .. لكنه -عم ناصر - فتح الباب الأمامى المجاور لمقعده .. ونزل ..
وبتلقائية ،أطلت نعمة -لم تنزل بل أطلت- إلى الخارج .. ثم عادت على الفور حين فوجأت بالتجمع بالخارج .. لا ندرى من أين أتوا ..لكنهم تجمعوا هناك .. ثمة شىء جمعهم..ثمة شىء ينظرون إليه ويضربون كفًا بكف ويتمتمون : "لا حول ولا قوة إلا بالله" .. ثمة شىء متحور حوله كل ذلك الإهتمام .. 
لا أعلم كيف أتانا الخبر ..أمن عم ناصر حين صعد من جديد .. أم من نعمة التى لم تتحكم فى فضولها ونزلت لترى ما هنالك .. أم من أين .. لا أذكر .. لكننى أذكر أولئك الذين أتوا بورق الجرائد من مكان ما ..ربما من بائع الجرائد المتجول .. أتوا به من مكان ما وتواروا أمام الحافلة يفعلون به شيئًا ما .. عرفت فيما بعد أنهم كانوا يوارونها به ..سواء علمنا من ناصر أو من نعمة ..فقد علمنا .. علمنا بأن حافلتنا صدمت فتاة صغيرة .. قتلت فتاة صغيرة .. 
رأيت نعمة تدفن رأسها بين كفيها وتبكى .. تبكى بصوت عالٍ .. هاجر بكت ..شيرين بكت .. سارة بكت .. الأطفال الصغار فى الأريكة بالخلف فى مؤخرة الحافلة لم يبكوا .. كانوا يدارون استمتاعًا بذلك الحدث الغير اعتيادى الذى عكر صفو الحياة الروتينية .. الحدث الذى مكنهم من رؤية نعمة ،الأسطورة العاتية التى لا يقف فى وجهها طفل إلا ونال ما تناله الغزالة من الأسد ،تبكى ..فكروا بأن ذلك شىء لن يروه فى حياتهم مرتين .. أو لعل عدم بكائهم مرده إلى عدم إمتلاكهم الوعى الكافى أصلًا بما يجرى .. حاولت اعتصار مقلتىّ لأبكى .. فلم أقدر .. رأيت أن مهمتى الوحيدة الآن هى توزيع المناديل .. أمى كانت تستمتع بحشو حقيبتنى المدرسية ببواكى المناديل ..(فاين) و(فلورا) وغيرها .. لذا شرعت فى مهمتى الرسمية تلك .. رحت أستجدى مقلتىّ حتى تسعفانى بالدموع ..لكنهما لم تطيعا ..علام ستبكين يا حمقاء؟؟ ..وعلام يبكون هم ؟؟.. الدموع من نصيب والدىّ تلك التى ماتت .. من نصيب عائلتها .. أو من نصيب عم ناصر ..الذى صعد بخطوات متثاقلة وعاد إلى مقعده.. أسند رأسه لعجلة القيادة ورأيته يهتز وينتفض ..يبكى فى صمت ..
ذلك المراهق المدعو (أحمد هلال) بهرموناته التى تتقافز كالبراغيث مطالبةً إياه باستعراض رجولته ولعب دور المنقذ الهمام أمام الفتيات والأطفال .. قال فى أريحية بصوته الغليظ المشابه لصوت المنشار الكهربائى أثناء تقطيعه للخشب : 
"أنا هانزل يا ميس .. هاشوف اللى بيحـ ..."
"لأ يا أحمد ..إياك ..اقعد هنا بلاش هبل " 
قالتها نعمة وهى تغالب دموعها .. ولكنه -الأحمق- أصرّ وفتح الباب وأزاح ذراع نعمة الذى حاول ردعه من طريقه .. ونزل ..
تركته فى نهاية الأمر .. الأحمق لعب لعبة (الرجولة) إياها عليها .. وأشعرها -بشكل ما- إنه ليس ذلك الطفل الساذج الذى كانه منذ عدة شهور .. آه ،لم يعد طفلًا ساذجًا ..صار مراهقًا غريرًا ..يا له من تغيير يستحق الإعجاب ..
عاد الفتى خالى الوفاض من الأخبار .. لم يقصد بنزوله ذلك إلا إثارة الأهتمام وجذب الأنظار إليه لا أكثر ..
أذكر أننا جلسنا فى انتظار قدوم حافلة أخرى لتقلنا إلى المدرسة ..أما عم ناصر فبيبدو لى أنه كان بانتظار الشرطة أو شىء كهذا .. كنت لا أزال أستجدينى لكى أبكى .. ابكى يا حمقاء ابكى .. لكننى لم أفعل .. حين هبطنا جميعًا من الحافلة .. استعدادًا لاستقلال تلك التى أتت من المدرسة .. جاءت امرأة وراحت تصيح فينا : 
"تعالوا معايا يا حبايبى ..تعالوا اقعدكم معايا ..بيتى فى العمارة دى ..تعالوا ادفّوا(تدفأوا) عندى لحد ما الباص بتاعكم ييجى ..تعالوا .."
لكن صياحها تلاشى فى النهاية .. واختفت فى الزحام .. وسرعان ما أقبلت الحافلة ..وما إن صرنا على متنها حتى انقشع جو التوتر ذلك .. رغم أن بعض الفتيات ظللن فى حالة من الـ(إزبهلال) .. 
أما أنا فرأيت أنه من واجبى أن أقوم ببعض الـ(عويل) .. فلأستعمل موهبتى فى التمثيل .. كان شعورى بأننى لا أملك مشاعر تُبكينى كما بكوا جميعًا يقتلنى .. فقررت البدء فى التظاهر .. رحت أنهنه بصوت خافت ..وصرخت : "مش هايسيبونا ..وممكن البوليس يحقق معانا .. مش هايسيبونا " .. وجلست بجانب (هاجر) على ما أذكر وأوجعت أذنيها بكلماتى الجوفاء .. وحاولت البكاء مرارًا فلم تسعفنى عينيىّ .. سددت نعمة إلىّ نظرة نارية بأن اخرسى .. وكذا نظر إلىّ الجميع حتى لا أزيد الطين بلة بصراخى هذا .. 
كنت لا زلت أحتفظ ببقايا حب المغامرة الذى قتله فىّ أهلى .. بالطبع لست فرحة بموت الفتاة .. أظن أن الحدث خرق قوانين عالمى الروتينى الصارمة .. بالطبع حين وصلت المدرسة .. وما إن دخلت الفصل وجلست فى مكانى ..حتى وضعت رأسى على (الديسك) وتظاهرت بالبكاء .. ربما للفت الأنظار ..ربما لجذب الإنتباه ..لا أدرى ..ولكنى فعلت ذلك .. وأخذوا يسألوننى لم أبكى ..واستمتعت أنا بذلك كله.. لقد قلبت الأمور رأسًا على عقب وأثرت موجة من الإهتمام حولى .. مستر (علىّ) راح يلعب معى دور الأب وأصر على أن يعرف ذلك الذى أبكانى ..وراح يتساءل مازحًا : "قوليلى بس اللى زعللك وأنا هاضربهولك وآخدلك حقك منه "
 وانطلقت أنا أسرد ما جرى .. تمثيلى كان بارعًا لدرجة أنه أرسلنى لأغسل وجهى ..بالرغم من أننى لم أذرف دمعة !!
وقال لى مازحًا وأنا فى طريقى إلى الباب :
"السواق هو اللى خبطها ولا انتى ؟؟..بتعيطى ليه طيب ؟؟"
 ..
قررت بعدها استغلال الموقف لصالحى إلى أقصى حد .. إذا لم أبل حسنًا فى الإمتحان .. فستكون هذه هى ذريعتى أمام أمى .. ملأت يومها الدنيا صراخًا وعرجت على مكتب المدير ..ورحت أسرد على مسامعهم القصة .. لعلهم يتصلون بأمى تقديرًا لصدمتى وحالتى النفسية ..فأنجو من الإمتحان .. وأعود إلى المنزل وترعانى أمى وتُحَضّر لى الشاى باللبن مع شطائر جبن (لا فاش كيرى) .. لكنهم طلبوا إلىّ العودة إلى فصلى ..وأن أخوض الإمتحان ووعدونى بأنهم يهتمون بالأمر .. يبدو أن الخبر لم يصلهم بعد ..وخشيت حينها أن تعرف نعمة أننى أبلغتهم بالأمر، لربما يكون فى عدم علمهم بالأمر حكمة ما ،فأكون أنا من أفسد تلك (الحكمة) .. لكن الخبر قد انتشر كالنار فى الهشيم رغم أنف أصحاب المدرسة .. لا جدوى من إخفاء شىء نفاذ الرائحة كهذا ..
زادت حيرتى حين طلبت من أصدقاء ميسون أن يُعلموها بالأمر .. فجاءتنى فى الفسحة تستند على كتفىّ اثنين من أصدقائها ..تبكى فى حرقة وتسألنى إن كنت أقول الحقيقة أم لا ..أحدث هذا فعلًا أم أننى أداعبها .. 
ميسون التى لم تر من الأمر شيئًا تكاد تفقد الوعى وتبكى بتلك الحرقة .. وأنا .. أنا التى كنت أجلس فى المقدمة ويحدث كل شىء على مرأى ومسمع منى ..لم أذرف دمعة .. !! 
والآن .. أما زلت لا تذكر هذا يا عهد الأسطورة ؟؟ .. الغريب أننى -حتى الآن- لم أذرف على الأمر دمعة واحدة .. ما الأمر يا عهد الأسطورة ؟؟ .. أأكون خالية من الأحاسيس ومعدومتها .. لا أدرى ..راسلنى قريبًا إن بلغتك معلومات بالأمر ..
                                                     
                                                          بإخلاص 
                                                            رانيا

الاثنين، 22 يوليو 2013

عهد الأسطورة (3/7)

أهلًا يا عهد الأسطورة ..لعلك بخير ..
أُذَكّرك اليوم بحكايتى مع الأحلام .. أتَذكُر شيئًا من ذلك ؟؟ لا ؟؟ ..لا بأس .. ذاكرتك ليست على ما يرام وأنا أُقدّر ذلك وأضعه فى الحسبان .. ستتذكر قريبًا كل شىء ..
إليك بالحكاية .. يومًا حلمت بأننى أملك (استيكر) جميل جدًا .. فيه بيض شم نسيم وأشكال يخيم عليها ضباب لا أذكرها جيدًا .. كل شىء مضبب وباهت، ولكنى أذكر مسألة بيض شم النسيم تلك .. المهم أننى استيقظت .. وفكرت فى نفسى : "يا له من حلم ..يا له من استيكر رائع" 
شعرت بشىء حينها على الغطاء ..شىء كاد ينزلق حين هممت بالقيام من الفراش .. توقفت عن الحراك ونظرت لذلك الشىء .. وخمن ماذا يا عهد الأسطورة ..وجدت على الغطاء استيكر جميل به أشكال لبيض شم النسيم وأشياء أخرى -كما قلت- لا أتذكرها .. كنت فى السادسة من عمرى على ما أذكر -أو فى نهايات العام الخامس من عمرى- ..ولا أعرف حتى الآن حقيقةً .. أكان ذلك وليد خيالى الواسع .. أيكون أبى قد أحضره لى مفاجأةً حتى أجده فور استيقاظى وأنا رأيته فى صحوة من الصحوات التى تأتى فى وسط النوم العميق فوجد شكل الإستيكر هذا طريقه إلى عقلى الباطن ومنه إلى أحلامى .. أم يكون الأمر شيئًا آخر .. 
حينها أوجعت آذانهم بكلامى عن الإستيكر الذى خرج من الحلم .. ولم يكترث لى أحد فى الحقيقة .. كانت أمى تحضر الإفطار مع أبى -فقد كان يومًا من أيام الجمعة على ما أذكر- وكنا لا نزال نلتزم بتقاليد هذا اليوم .. يوم الفول والطعمية والبخور والصلاة وما إلى ذلك ..كان الكل مشغولًا بالـ(شىء ما) خاصته ..فلم تبد منهم بادرة بأنهم سمعوا ما قلت من الأصل .. طفلة تصيح بما يصيح به الأطفال .. وتمسك فى يدها استيكر وتلوح به .. ما الطرفة فى الموضوع ؟..مجرد طفلة أخرى ..!!
تُرى أيعقل أن تملك للأمر تفسيرًا يا عهد الأسطورة ؟؟ .. راسلنى فور علمك بجديد ..
                                                بإخلاص
                                                  رانيا
 

الأحد، 21 يوليو 2013

عهد الأسطورة (2/7)

تحياتى من جديد يا عهد الأسطورة .. المار المارق الماضى ..
من جديد ها نحن ذا .. وعلىّ الإسترسال فى الحكىّ .. إن ذاكرتك لم تعد على ما يرام يا عهد الأسطورة .. لا تتذكر أيًا من تلك الأشياء التى مرت بنا اثنتينا .. لذا سأقوم بدورى وأذكرك بكل شىء .. علىّ إذن الإسترسال فى الحكىّ ..
أتذكر يا عهد الأسطورة حينما كنت فى الثالثة عشر من عمرى -أى منذ أكثر من عامين- حين كنت قد بدأت تفارقنى .. حين بدأ كل شىء يتغير أو يتهاوى من وجهة نظرى .. الكل قد تغير شكله .. لم أتغير أنا لتكوينى الجسدى الضعيف حينئذ ..فكنت مثارًا للحديث فى العديد من مجالس الحكىّ للفتيات فى الفسحة .. أتذكر حين كنت أقاوم كل هذا ..وأبكى .. 
نعم ،كنت أبكى حين أتذكر ذكرياتنا معًا يا عهد الأسطورة .. أتذكرنى فى الثامنة من عمرى وأبكى .. أتذكرنى حين كنت أشاهد Shrek أو Ice Age -لا أذكر أيهما فى الحقيقة كنت أشاهد- مع أبى حين أحضرت لى أمى الكيوى ..كانت تلك المرة الأولى لى فى تذوقه ..لم يسبق لى تجربته من قبل ..أخبرتنى أنه نوع جديد من الفاكهة واسمه كيوى .. وما أن تناولت القطعة الأولى حتى أصبت بغثيان ..ولكنى لم أشأ أن أخيب أمل أمى ..فهى اشترته ودفعت ثمنه ..وفكرت حينها أن مشاهدة الفيلم كانت لتكون أروع وأجمل لو لم يكن هذا الضيف الثقيل -الكيوى- موجودًا معى .. وأبكى !!
نعم ، كنت أبكى حين كنت فى الثالثة عشر .. وحين بدأت دراستى فى السنة الثانية الإعدادية - وكان عمرى 13 عامًا كذلك- كنت -وأذكر هذا جيدًا- أجلس فى الفصل بجانب (آية) التى لا تتحدث .. ولا أستمع تقريبًا للشرح ...إنما تدور بعقلى آلاف الصور لى حين كنت مجاورنى يا عهد الأسطورة .. وتجتمع الدموع فى مقلتى لكننى أكبتها وأعيدها إلى الداخل ..فلا ينقصنى معلم يتساءل متظاهرًا بالجزع على سبب بكائى .. لن يصدقنى أبدًا إذا قلت له أننى أبكى عليك أنت يا عهد الأسطورة .. سيصمت غير فاهم .. أو سيلقى بى -أنا :العبء الثقيل عليه- إلى الأخصائية الإجتماعية ..
أتذكر ذلك الجرح الذى اتسع حين كانت معدتى تؤلمنى -فى نفس العام الدراسى(الثانى الإعدادى)-، جرحى الداخلى الذى لا 
أعرف له موقعًا ..ولا علاقة له بعضو من الأعضاء .. أما ألم المعدة هذا فأذكر أن سببه كان الكاتشب الكثير الذى تناولته على الغداء فى اليوم السابق لذاك اليوم ، حيث أننى أعانى حساسية من المواد الحافظة ..وحين عرجت على مكتب المديرة المتزمتة ..وكانت تجلس معها ميس /سهام الأخصائية وقتها .. حين توسلت إليهم أن يتصلوا بأمى ..وجاهدت لأتحدث بشكل جيد رغم الألم .. ولكن هذا ساهم فى تقوية الظن فى نفسيهما بأننى على ما يرام وليس بى شىء .. وأذكر سهامًا حين التفتت لميس منى وهى تقول : "لا .. لا أظنها مريضة .. انتى بتتدلعى "
وحين قالت ميس منى : "أنتِ لست مريضة ..وما الوجع فى البطن إلا شىء وقتى ..سيزول .. بلاش دلع ويلا ع الفصل "
اتسع الجرح أكثر واستبعد تمامًا فكرة الإندمال ..وكأن الجرح يمتلك تفكيرًا خاصًا به وحده ..أنا لم أعد صغيرة .. ويتهموننى بالإدعاء !!
بعدها نزلت الفسحة .. واستنجدت بمشرفة من المشرفات -كانت ترتدى الأسود دومًا لسبب ما- كنت أعرفها شكلًا لأنها كانت تساعد مشرفة حافلة المدرسة أحيانًا حين كنت أركب الحافلة فيما مضى .. وأخبرتها وتوسلتها أن تتصل بأمى لأننى أعانى ألمًا شديدًا فى معدتى.. فسألتنى عن الحصة التى تلى الفسحة .. فأخبرتها وتمنيت ألا تعلّق على قولى هذا :
"عندنا حصتين حساب " 
ولكنها خيبت أملى وعلقت : "وهو لسة اسمه حساب برضه .. مش كبرنا خلاص ع الكلمة دى وبقى اسمه رياضة ؟"
وقالت شيئًا عن أننا لم نعد فى الصف الثالث الإبتدائى بعد الآن،
قالتها مازحة ..غير دارية بأى أشياء تمزقت بداخلى ..وأى غصة لم أقدر على كبتها نَمَت بداخلى .. كانت من وجهة نظرها ،تمزح فقط .. لا أكثر !!
أتذكر يا عهد الأسطورة حين كنت أتدرب سباحة  وأنا فى السادسة.. والكابتن الشاب كابتن / محمد ذو الشعر الملىء بالجيل ..الذى جلس معى صبيحة رحيله قبل التمرين .. وسألنى بلهجة أبوية : " وانتى مش عايزانى أمشى .. صح ؟؟ .. عايزانى أفضل أدربكوا .. "
فصحت : "طبعًا .. أنت أفضل كابتن .. "
وشعرت أننى -وقتها- زدته ثقة بنفسه .. فشعر بشىء من الفخر ..
أتذكر يا عهد الأسطورة حين كنت أشاهد على سبايس تون (نَغَم) قبل النزول لتدريب السباحة.. وكنت أتضايق بشدة حينما كانوا يستبدلونه فى بعض الأيام بكونان .. الذى كنت أعتبره حينها ثقيل الظل بعض الشىء ..
أتذكر حين كنت أغنى الأغنية مع شقيقتى .. أغنية (نغم) 
"هل رأيت الأشجار تغنى ... 
                              فى حناجر من نسيم الجبال ...
وتحنو على قلوبنا بألوان الجمال ..."
لا زلت أحفظها .. تقطعت أوصال الأغنية بالطبع فلم أعد أحفظ إلا بعض الأجزاء واللحن .. ولكنى -أبدًا- لن أنسى يومًا ما مررت به فيك يا عهد الأسطورة .. 

السبت، 20 يوليو 2013

عهد الأسطورة (1/7)

سلامى إليك عهد الأسطورة .. أحدثك من زمان بعيد .. أتذكرك فى آخر لقاء لنا ..حين كانت موجاتنا متساوية تمامًا يا عهد الأسطورة ..أنت تعرف أنك رائع يا عهد الأسطورة .. تعرف هذا جيدًا .. كل ما أحتاجه أن يحفظ لى الله ذاكرتى سليمة لأستعيدك من حين لآخر .. فكما ترى -يا عهد الأسطورة- فقد انحدر بى الحال من بعدك .. انحدر بى كثيرًا .. كنت تعصمنى من الكثير ..ولكن -كما تعلم- فإن هذا مُقَدّر ..أن يشب كل طفل .. ويكون عهد أسطورته مُجبرًا من قبل قوى أكبر منا على تركه ..
لكنك لا ترحل يا عزيزى دون أن تُخلف أثرًا ..أثر يؤكد لى يوميًا أن كل هذا لم يكن حلمًا .. بعض الذكريات ..
والآن تعال يا عزيزى نفتح الصندوق ونتلو الذكريات .. جلست الليلة الماضية أُفند ما لدى من ذكريات وأدون بضعة كلمات تذكرنى بما سأكتبه فى رسالتى إليك ..وإليك ما دونته فى ظهر ملزمة معلومات الويكيبديا عن (إليزابيث باثورى) بقلم جاف أزرق .. كنت أكتب فى الظلام .. فتخيل الصدمة التى أصابتنى حين شاهدت خطى فى الضوء اليوم .. كارثة لغوية إملائية .. ما علينا .. سأنقل لك ما كتبت على أى حال :
الكومبيوتر/منضدته/بابا/الكيوى/طعمه وحش/ Ice Age ولا Shrek / مونيستر جاراج Monster Garage ..
كنت أعود من المدرسة وأنظر إلى الكومبيوتر فى بهجة وكأننى أتأكد من أنه لا زال هنا .. أنظر إليه بمثابة الزائر الجديد ..نفس الشعور حين تقتنى قطًا وتعود من الخارج فتهرع إليه وترمقه ببهجة وتستشعر تلك الرعشة عند منتهى المرىء وكذلك عند الرئتين .. الإضافة الجديدة فى المنزل .. 
حين شاهدت  Ice Age ليلًا ..أنهيته فى العاشرة أو الحادية عشر -أذكر أننى نظرت فى ساعة الحائط وقتها- وخشيت أن يخرج لى نمر من عشيرة (دييجو) ويفاجأنى من وراء ظهرى ..فيفترسنى .. عشيرة دييجو لم ترق لى كما هو واضح .. وأذكر اننى قلت لنفسى حينها أن الوقت سيمر ويختفى ذلك الخوف اللا مبرر سريعًا .. كما تختفى كل تلك المخاوف التى اعتدت المعاناة منها ..أقرأ عن القناع المخيف الذى يلتصق بوجه صاحبته فأظل أشعر بالإنقباض لأقل من يوم كحد أقصى .. ثم أسخر من نفسى لخوفى من ترهات كهذه منذ يوم لا أكثر .. 
كنت حينها -يا عهد الأسطورة- فى السادسة من عمرى ..فى الصف الأول الإبتدائى ..ويا لها من أيام ..
إلا أننى -يا عزيزى- أدخر لك المزيد .. فقط لا تستعجلنى فى الحكىّ ..  

الجمعة، 19 يوليو 2013

ثغرة فى النظام !!

استقبلت خبر أننا سنبدأ التدوين ابتداءً من الغد ولمدة سبعة أيام سنكتب من وحى (الحنين إلى الماضى) أو الـ(نوستالجيا) كما يروق للبعض تسميتها ..ببعض الإرتياح .. وهمممم .. وبعض الندم .. أعنى أننى لم أطق صبرًا وكتبت ما يقرب من الثلاث تدوينات خارقةً بذلك أسبوع (الروحانيات ) .. أعنى .. عن أى روحانيات أتحدث ؟ .. لو خيرتنى ما بين روحى وذاكرتى .. فخُذ روحى ولتبعها عند الروبابيكيا .. أو لتعرضها فى سوق الأدوات المستعملة ..لا آبه ..فقط فلتكن ذاكرتى بداخل رأسى ولا تمسها بسوء .. لعل مرد ذلك الشعور بالندم إلى أنه كان بإمكانى توفير كل تلك الذكريات الى تحدثت عنها فى التدوينات الثلاث السابقات إلى الأسبوع الخاص بذلك النوع من التدوين .. إنه شعور بأنك قد خرقت شيئًا ما .. نظامًا ما ..كسرت شيئًا ..أوجدت شرخًا فى النظام .. أعنى ..أننى لم أواظب فى حياتى بهذا الشكل على شىء ما .. ولهذا فأجد نفسى أحيانًا أبلغ مرتبةً من الهوس حين يتعلق الأمر بالتدوين اليومى .. الأمر أشبه بشخص مهجور فى الصحراء بلا طعام أو شراب .. فلتضع أمامه فقط بعض كسرات الخبز ..أو فلتأخذه لمنزلك ليتناول معك طعام الغداء .. وتحمل النتيجة .. أنا ذلك الشخص يا عزيزى .. فقط اسبتدل الطعام بـ(الإنتظام فى شىء ما) .. ولعلى أختلف بعض الشىء عن ذلك المهجور فى الصحراء المشتهى للطعام .. لأننى لم أعهدنى مشتهية للنظام بأى شكل من الأشكال .. أنا فقط أحتاجه ،لا أشتهيه .. لذا ..من الغد ..أظننى سألتزم بموضوع الأسبوع .. ولن تكون بى حاجة إلى الضغط على نفسى للإلتزام ..فأحبّ الأمور إلىّ هى الكتابة من وحى الذاكرة ...