الأحد، 21 يوليو 2013

عهد الأسطورة (2/7)

تحياتى من جديد يا عهد الأسطورة .. المار المارق الماضى ..
من جديد ها نحن ذا .. وعلىّ الإسترسال فى الحكىّ .. إن ذاكرتك لم تعد على ما يرام يا عهد الأسطورة .. لا تتذكر أيًا من تلك الأشياء التى مرت بنا اثنتينا .. لذا سأقوم بدورى وأذكرك بكل شىء .. علىّ إذن الإسترسال فى الحكىّ ..
أتذكر يا عهد الأسطورة حينما كنت فى الثالثة عشر من عمرى -أى منذ أكثر من عامين- حين كنت قد بدأت تفارقنى .. حين بدأ كل شىء يتغير أو يتهاوى من وجهة نظرى .. الكل قد تغير شكله .. لم أتغير أنا لتكوينى الجسدى الضعيف حينئذ ..فكنت مثارًا للحديث فى العديد من مجالس الحكىّ للفتيات فى الفسحة .. أتذكر حين كنت أقاوم كل هذا ..وأبكى .. 
نعم ،كنت أبكى حين أتذكر ذكرياتنا معًا يا عهد الأسطورة .. أتذكرنى فى الثامنة من عمرى وأبكى .. أتذكرنى حين كنت أشاهد Shrek أو Ice Age -لا أذكر أيهما فى الحقيقة كنت أشاهد- مع أبى حين أحضرت لى أمى الكيوى ..كانت تلك المرة الأولى لى فى تذوقه ..لم يسبق لى تجربته من قبل ..أخبرتنى أنه نوع جديد من الفاكهة واسمه كيوى .. وما أن تناولت القطعة الأولى حتى أصبت بغثيان ..ولكنى لم أشأ أن أخيب أمل أمى ..فهى اشترته ودفعت ثمنه ..وفكرت حينها أن مشاهدة الفيلم كانت لتكون أروع وأجمل لو لم يكن هذا الضيف الثقيل -الكيوى- موجودًا معى .. وأبكى !!
نعم ، كنت أبكى حين كنت فى الثالثة عشر .. وحين بدأت دراستى فى السنة الثانية الإعدادية - وكان عمرى 13 عامًا كذلك- كنت -وأذكر هذا جيدًا- أجلس فى الفصل بجانب (آية) التى لا تتحدث .. ولا أستمع تقريبًا للشرح ...إنما تدور بعقلى آلاف الصور لى حين كنت مجاورنى يا عهد الأسطورة .. وتجتمع الدموع فى مقلتى لكننى أكبتها وأعيدها إلى الداخل ..فلا ينقصنى معلم يتساءل متظاهرًا بالجزع على سبب بكائى .. لن يصدقنى أبدًا إذا قلت له أننى أبكى عليك أنت يا عهد الأسطورة .. سيصمت غير فاهم .. أو سيلقى بى -أنا :العبء الثقيل عليه- إلى الأخصائية الإجتماعية ..
أتذكر ذلك الجرح الذى اتسع حين كانت معدتى تؤلمنى -فى نفس العام الدراسى(الثانى الإعدادى)-، جرحى الداخلى الذى لا 
أعرف له موقعًا ..ولا علاقة له بعضو من الأعضاء .. أما ألم المعدة هذا فأذكر أن سببه كان الكاتشب الكثير الذى تناولته على الغداء فى اليوم السابق لذاك اليوم ، حيث أننى أعانى حساسية من المواد الحافظة ..وحين عرجت على مكتب المديرة المتزمتة ..وكانت تجلس معها ميس /سهام الأخصائية وقتها .. حين توسلت إليهم أن يتصلوا بأمى ..وجاهدت لأتحدث بشكل جيد رغم الألم .. ولكن هذا ساهم فى تقوية الظن فى نفسيهما بأننى على ما يرام وليس بى شىء .. وأذكر سهامًا حين التفتت لميس منى وهى تقول : "لا .. لا أظنها مريضة .. انتى بتتدلعى "
وحين قالت ميس منى : "أنتِ لست مريضة ..وما الوجع فى البطن إلا شىء وقتى ..سيزول .. بلاش دلع ويلا ع الفصل "
اتسع الجرح أكثر واستبعد تمامًا فكرة الإندمال ..وكأن الجرح يمتلك تفكيرًا خاصًا به وحده ..أنا لم أعد صغيرة .. ويتهموننى بالإدعاء !!
بعدها نزلت الفسحة .. واستنجدت بمشرفة من المشرفات -كانت ترتدى الأسود دومًا لسبب ما- كنت أعرفها شكلًا لأنها كانت تساعد مشرفة حافلة المدرسة أحيانًا حين كنت أركب الحافلة فيما مضى .. وأخبرتها وتوسلتها أن تتصل بأمى لأننى أعانى ألمًا شديدًا فى معدتى.. فسألتنى عن الحصة التى تلى الفسحة .. فأخبرتها وتمنيت ألا تعلّق على قولى هذا :
"عندنا حصتين حساب " 
ولكنها خيبت أملى وعلقت : "وهو لسة اسمه حساب برضه .. مش كبرنا خلاص ع الكلمة دى وبقى اسمه رياضة ؟"
وقالت شيئًا عن أننا لم نعد فى الصف الثالث الإبتدائى بعد الآن،
قالتها مازحة ..غير دارية بأى أشياء تمزقت بداخلى ..وأى غصة لم أقدر على كبتها نَمَت بداخلى .. كانت من وجهة نظرها ،تمزح فقط .. لا أكثر !!
أتذكر يا عهد الأسطورة حين كنت أتدرب سباحة  وأنا فى السادسة.. والكابتن الشاب كابتن / محمد ذو الشعر الملىء بالجيل ..الذى جلس معى صبيحة رحيله قبل التمرين .. وسألنى بلهجة أبوية : " وانتى مش عايزانى أمشى .. صح ؟؟ .. عايزانى أفضل أدربكوا .. "
فصحت : "طبعًا .. أنت أفضل كابتن .. "
وشعرت أننى -وقتها- زدته ثقة بنفسه .. فشعر بشىء من الفخر ..
أتذكر يا عهد الأسطورة حين كنت أشاهد على سبايس تون (نَغَم) قبل النزول لتدريب السباحة.. وكنت أتضايق بشدة حينما كانوا يستبدلونه فى بعض الأيام بكونان .. الذى كنت أعتبره حينها ثقيل الظل بعض الشىء ..
أتذكر حين كنت أغنى الأغنية مع شقيقتى .. أغنية (نغم) 
"هل رأيت الأشجار تغنى ... 
                              فى حناجر من نسيم الجبال ...
وتحنو على قلوبنا بألوان الجمال ..."
لا زلت أحفظها .. تقطعت أوصال الأغنية بالطبع فلم أعد أحفظ إلا بعض الأجزاء واللحن .. ولكنى -أبدًا- لن أنسى يومًا ما مررت به فيك يا عهد الأسطورة .. 

هناك تعليقان (2):

  1. غموض
    حاسه بالألم او فاهماه بس مش فاهمه ليه
    ليه ؟

    ردحذف
    الردود
    1. ممكن لأن الموضوع كله بيتفهم من مناظير كتير مش مقتصر على منظور واحد .. أو ممكن لأن موجاته مش متصلة بالدماغ عشان تحتاج إلى الفهم ..ممكن تبقى متصلة بالروح أو شىء تانى بس مش الدماغ.. هو ده طابع النوستالجيا :)

      حذف