الخميس، 25 يوليو 2013

عهد الأسطورة (6/7)

عهد الأسطورة العزيز ..
اليوم رسالتى لك قصيرة ..أوفى بوعد قطعته فى رسالتى بالأمس بأن أقص عليك ذلك السبب الذى دفعنى لدوامة من المخاوف المرضية .. لماذا تكون رسالتى قصيرة ؟؟ ..لأن أمى تصر على إخفاء صندوق البريد منى (اللاب توب) . بحجة أننى لم أحسن السلوك فى الآونة الأخيرة .. هددت شقيقتى بأن أرفع صوت (الفيديو) الذى كنت أشاهده حتى لا تقدر على النوم فلا تستيقظ ولا تلحق بموعدها فى العمل بالشركة .. فقامت الدنيا ولم تقعد .. وكأننى هددتها بخطف كبدها والتبرع به .. التفاهة تستشرى فى الأمور أحيانًا لدرجة لا تعرف معها ..أأنت أحمق مخطئ ..أم هم الذين يبالغون .. وهذا ما قصدته بـ(عدم إحسان السلوك فى الآونة الأخيرة ) الذى تراه أمى فىّ .. لذا تسللت لأراسلك بينما يشاهدون التمثيلية .. هى تمثيلية سخيفة لن أذكر من تفاصيلها سوى أنها بعنوان (حكاية حياة) .. لا أريد حتى الحديث فى الأمر ..أمى -كما تعلم- لا تؤمن كثيرًا بك -كسائر الأمهات أو معظمهن على الأقل- ..
ما علينا ..دعنا لا نخرج عن السياق ..
حين كنت على مشارف عامى الرابع تقريبًا .. رأيت شيئًا غير معتاد ..ظللت أؤمن لعدة سنوات أننى رأيته فعلًا .. ولكننى الآن أراه محض تخيلات بالتأكيد ..
أذكر شقيقتى ..أذكر أبى .. لا أدرى أكان شقيقى قد وُلد وقتها أم لا .. ولكننى لا أذكره فى الكادر .. كان أبى ذاهبًا إلى مكان ما مع شقيقتى .. خرجا من باب الشقة ..أذكر تلك الدمية التى كنت أقبض عليها فى يدى .. وجدت حينها أن وجهها قد انسحب إلى الداخل ..أعنى أن الدمية بلاستيكية مجوفة ..وأظن أن أحدهم قد وطأها بقدمه عن غير قصد فانضغط وجهها إلى الداخل .. وكذلك انضغطت بعض الأجزاء من ذراعيها .. فظننت أنها بهذا الشكل جريحة وتحتاج إلى الميكريكروم والشاش لتتعافى .. فوضعت على مواضع الإنضغاط تلك بعض الميكريكروم .. وبعد أن خرج أبى وشقيقتى ..أخذتنى أمى إلى حجرتى التى أتشاركها مع شقيقتى .. ووضعتنى فى السرير ودثرتنى بالبطانية ..واندست بجانبى فى السرير ..فتحت التلفاز ..أذكر ذلك البرنامج ..كان يدعى (جسم الإنسان) أو شىء من هذا القبيل .. كان مُقَدّمه طبيب مرعب الشكل أحمر الوجه كالبندورة النضرة .. كان يتحدث وعيناه متسعتان عن الهيكل العظمى لجسم الإنسان ..أذكر أنه قال جملة ما عن الهيكل العظمى ..ثم ظهرت على الشاشة صورة لهيكل عظمى طويل القامة .. هنا -ولا تسخر منى أو تمازحنى بصدد هذا الشأن من فضلك- ألقيت نظرة عابرة على باب الغرفة ..فرأيت ....
رأيت هيكلًا عظميًا .. نعم رأيته ولا زلت أذكر المشهد وكأنه الواقع عينه .. اتسعت عيناى -وأذكر ذلك جيدًا- ولم أستشعر من أمى رد فعل معين .. اقترب منا الشىء -أذكر ذلك جيدًا- ثم لا أذكر ما حدث بعدها .. قضيت أعوامًا وأنا أؤمن بأننى مطاردة من الهيكل العظمى الذى ظهر لى ليلًا فى حجرتى .. سردت على أهلى التفاصيل فى الأيام التى تلى تلك الليلة .. وافقونى تمامًا على كل الأحداث ..بالفعل خرج أبى مع شقيقتى ذلك اليوم ..وبالفعل أصررت اصرارًا مرضيًا على أن ألطخ دميتى -لسبب ما لم يفهموه- بالميكروكروم- .. عند نقطة معينة  فقط انفجروا ضاحكين .. لست فى حاجة بالطبع لأن أذكر لك ما تلك النقطة التى فقدوا فيها صوابهم وجديتهم وانفجروا ضاحكين .. 
اتملك تفسيرًا ما يا عهد الأسطورة ؟؟ .. عهدتك دومًا تدرى بما لا أدريه أنا .. أعنى أن نصيبك من المعرفة يزيد عن نصيبى بالتأكيد .. بالله عليك يا عهد الأسطورة .. أخبرنى ..أيكون ما أذكره صورة من الواقع .. أم طبعة متطورة ومنقحة ومعدلة من حلم ما أتانى فى وسنة من الوسنات ..فاختلطت صورة الهيكل العظمى على التلفاز بعقلى الباطن .. ولكنى أذكر وجهه ،أعنى جمجمته جيدًا .. بالله عليك .. قل لى يا عهد الأسطورة .. أتركك الآن إذ أننى أشعر بأن أحدهم قادم .. أنتظر ردًا فى القريب العاجل ..
                                                                  بإخلاص 
                                                                    رانيا   .    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق