الأحد، 7 يوليو 2013

من ليس ضحية فهو ..ماذا أقول؟؟..ضحية !!



تسير ناظرةً للأرض .. تسمع صوت خطواتها المحددة المدروسة ككل شىء فيها على رصيف المحطة .. جونلتها القصيرة (لما تحت الركبة بقليل) ..ومعطف بذلتها باللون الزيتى .. تتأمل مربعات البلاط .. مربعات صغيرة صغيرة ..كلعبة إكس -أو كبيرة .. لو أن (عمرو) معها .. لو أن السنوات عادت بطريقة (الفلاش باك) .. لكانا هنا يلعبان (إكس-أو) سويًا على رصيف المحطة ...
(سلمى) قد رحلت بعد أن طبعت على خدها قبلة .. وتركت مع قبلتها ثقبًا بداخلها كجرح لن يندمل .. 
فاتن السيدة العملية جدًا .. الباردة جدًا ..القاسية جدًا . لا وقت للزواج ..لا وقت للإنجاب ..تفاحة محرمة على شجرة لن يطالها أحدهم فى الغالب .. لو كنت لا تؤمن بنظريات التطور فى الصفات المورفولوجية فستلعن (حموريتك) وحماقتك الأولى بعد أن ترى ما تحور إليه وجهها ..تلك التجعيدة فى ركن فمها ليست عيبًا خلقيًا بل أثر (القسوة) .. وذلك الحاجب المرفوع دائمًا هو ليس طريقتها فى جذب الرجال إليها بل هو نتاج (البرود) الذى لا يرضيه شىء أيًا كان ...
فاتن تنظر إلى البلاط .. وتستجدى الزمن أن يسمح لها بدور (إكس-أو) واحد فقط مع عمرو .. واحد فقط ..لكن الزمن فتى شقى ..المعانى المجردة تتشاجر ..ومعنى مجرد كالزمن قد تشاجر مع النضج منذ زمن طويل .. لذا فإن الزمن مجرد من النضج ..أما النضج فلا يحتاج الزمن .. إنما هو ينتقم من الزمن فى أن يضفى نفسه على ضحايا الزمن .. فما إن يظن الزمن أنه قد استأثر بأحدهم وجعل السنين تمر عليه كعجلات قطار ..جاء النضج ليعلن أنه رأى الضحية أولًا لذا فهى من حقه .وينتهى الأمر برضوخ الزمن وترك النضج يضفى ما يضفى من تأثير .. ومن هنا يولد الرضا ..الإبن الغير شرعى للنضج ..فتشعر الضحية بشىء من الرضا وأن كل تلك السنوات لم تذهب سدى ..فكل شىء فى سبيل النضج مباح ..وإن لم يكن عمره هو الثمن فما هو الثمن فى رأيك ؟؟!..
شعور الرضا هذا هو بالضبط ما لا يريده الزمن ..الزمن كأى مراهق رقيع أو كأى طفل سادى ..يريدك أن تبكى فى كل مرة تنظر فيها إلى المرآة وترى التجاعيد التى خلفتها عجلات القطار الزمنى على وجهك ..
المهم .. ركز معى فى ذلك المشهد ..مشهد فاتن الواقفة هناك على رصيف المحطة ..قاسية تبدو ..باردة تبدو ..لكن باطنها يفيض بدموع ..لأنها لم تلحق بدور الـ(إكس -أو) ..أو أنها هى التى قد سبقته ونضجت قبل الأوان ..ودور الـ(إكس - أو) ظل طفلًا ولم يلحق بها !!

هناك تعليق واحد:

  1. أشعر بالقشعريرة , كلماتك قد مرّت عليّ من قبل , من5-6 سنوات , تحمل ذكرى لا أريدها ... أنا أحارب الذكريات لكن هذه الذكرى نسيتها لذلك لم أحاربها ,و هاهي تطفو على السطح و تمدّ لسانها كجثّة ماتت على هذا الشكل ..
    أنا الآن مضطر للتعامل مع ذكرى إضافية , تباً

    ردحذف