الخميس، 27 فبراير 2014

الغريب !!

عدنا إلى موال الكتابة من جديد ..لم أعد منتظمة كما كنت ..لكن .لا بأس .. المهم المنطق نفسه ..المهم الـ....
اللعنة على المقدمات !!
ليس علىّ أن أبرر أفعالى لمجهول من المرجح ألا يكون موجودًا أصلًا .. 
المهم ...
سأتحدث اليوم عن ذلك الكائن : مستر/إبراهيم .. لا شأن لك بهذا هى جت ف دماغى أتكلم عنه ..
يُدعى مستر/إبراهيم المغازى .. والـ(مغازى) كإختصار .. لا يمكنك أن تقول مستر/إبراهيم دون أن تقول المغازى بعدها .. لن تشعر أنك تتحدث عنه فعلًا دون أن تقول اسمه بالكامل ..
المهم أن مستر إبراهيم المغازى ذاك ذو طبيعة غريبة .. علىّ أن أقول أيضًا أنه قد تعدى مرحلة (الكهولة) منذ زمن وقد خطا بقدميه إلى حجرة الشيخوخة .. بما يصاحبها من أمراض ضغط وسكر وما إلى ذلك .. لكنه -والحق يقال- نشط بالنسبة إلى شيخ فى السبعين ..
تتساءل عن تلك الحمقاء التى تتحدث عن شيخ فى السبعين يدعى إبراهيم المغازى وله طبيعة غريبة ..
صبرًا يا عزيزى ..
نسيت أن أقول أنه مدرس رياضيات .. وهم يحتفظون به فى المدرسة كنوع من (البركة) رغم أنه لا يدرس فى الفصول .. أى أنه قد أصبح نوعًا من الرموز فى المدرسة .. اسمه مقترن بها منذ افتتاحها .. قطعة جديرة بمتحف المدرسة .يستخدمونه أحيانًا كمشرف على (الكونترول) أو كواضع لامتحانات الرياضيات والميكانيكا .. وكما يقال لجميع (الرموز) /القطع الفنية فى متحف المدرسة، يقولون له :يا عم إبراهيم .. كما نقول نحن على صلاح جاهين ..عم جاهين ..على أحمد فؤاد نجم :عمنا نجم .. وما إلى ذلك .. الخبرة والسن وكل ذلك تؤدى إلى تلك الكلمة التى يسبقون بها إسمه : "عم" ..
المهم .. شاء القَدَر أن يكون ذاك الرجل "عم إبراهيم" مدرسنا ..أعنى فى الدرس طبعًا .. ولفظة (الدرس) لا تعنى درسًا فى كتاب القراءة أو الفيزياء .. ماذا ؟؟ ..تقول أنك لست أحمق وأنك تفهم أن لفظة (درس) تعنى درسًا خصوصيًا ؟؟ .. حسنًا إذن ..أرفع لك القبعة ..آسفة لإساءة ظنى فيك أيها العبقرى !!
المهم ، سبق لى أن حكيت شيئًا أو شيئين عنه فى تدوينة سابقة فى شهر 9 على ما أظن ..لكن الأمر كان بدون ذكر أسماء ..حيث أن مدونتى كانت فى تلك الفترة مثارًا للتعليقات والزيارات والتساؤلات والـ... كل شىء .. كانت كالمزار السياحى ..وكانت كتابة أية لفظة (كده ولا كده ) أو اسم شخص معروف فى محيط معارفى لهو خطر داهم يضعنى فى ذلك المكان الذى يطلقون عليه الـ(ستين داهية) .. ربما أحب أن تقرأ فئة معينة ما أكتب ..أما مَن خارج تلك الفئة فإلى الجحيم ..
كنا نتحدث عن عمنا إبراهيم .. وإليك هذا اللينك لتفهم أكثر :اللينك
دعك من تلك الفرحة العارمة التى كانت تعترينى وقت كتابة تلك التدوينة ..لكن المغزى هو أنه من أولئك الناس ذوى (الكبرياء المجنونة) .. الكبرياء معنى مجرد جميل جدًا وكل حاجة .. لكن ألا ترى أن المرء يصير مثيرًا للإشمئزاز إذا بدأت الكبرياء فى ملأ فراغات روحه والـ(إنطفاح) على وجهه وملامحه ؟؟ .. 
د.أحمد خالد توفيق يقول :"الإنسان الحساس !!.. باختصار شخص مشكلته طیلة الیوم ھى نفسه .. كم أنه رائع والآخرون أوغاد.. ھذا لا يطاق"
لا أعنى بهذا أنه شخص سمج لا يطاق ،يخنق القطط فى الأزقة لإرضاء كبريائه .. لكن المشاعر التى يستقبلها يتم تكبيرها بعدسات مكبرة متخصصة ..فيعطى تلك المشاعر أكثر من حقها .. خد عندك مثلًا . أتدرى لِم لَم يأت فى المرة الأولى فى بداية العام الدراسى ؟؟ .. لأننا -نحن الأوغاد الأوباش- لم ننزل لإستقباله على مدخل العمارة وإرشاده إلى الدَرج وفتح باب المصعد له .. والضغط على الزر من أجله حتى لا نُتعِب إصبعه ..
كان من المفترض أن نأتى بـRed carpet منثور عليها ورود حمراء وأرجوانية .. ونستأجر فساتين خصيصًا لهذه المناسبة لنبدو فى مظهر لائق .. ونأتى بفتاة صغيرة تحمل فى يديها باقة من الزهور العطرة تقدمها له فور أن تطأ قدماه نهاية السجادة الحمراء ..ثم فور دخوله العمارة نشير إلى الفرقة الموسيقية لتدق بالطبل البلدى .. وينشد المغنى ذى الصوت الصعيدى الأجش متغنيًا بإسمه .. 
"يا ناس يا عسل .. ابعدوا البصل .. والنت فصل ..عمنا إبراهيم وصل !!"
لا أدرى ما علاقة (فصلان النت)  بوصول (عمنا إبراهيم) .لكن القافية ممتازة بها !!
ثم تنسحب الفرقة الموسيقية إلى مكان تم إعداده مسبقا لتنسحب إليه فقرات الحفل بعد إنهاء استعراضها ..
ثم يدخل تامر حسنى ليضع يده فى يد مستر إبراهيم .. ويخبره -تامر- أنه من أشد المعجبين به .. ويبدأ فى الغناء ويحدّث الأخ (شاجى) على جواله ليأتى ويشاركه هذا الحدث الجلل .. فتأتى الهيليكوبتر الخاصة بالأخ شاجى وتحط أمام عمارة ناهد بشارع العريش وسط التصفيق الحار .. ويبدأ الإثنان -تامر وشاجى- فى أداء تلك الأغنية التى كتباها ولحناها مسبقًا من أجل مستر إبراهيم ..
"أوووووه .. مستر إبراهيم .. أوووووه ..إنسان عظيييم .. أوووووه هايخليلك المنهج مش عقيم ..أووووه .. مش هاتحتاج تعمل ريجيم "
من فضلك من فضلك ..لا تسألنى عن علاقة الريجيم بالموضوع ..اعذر الأخ شاجى فهو (فهمه على أدّه) ويبحث عن كلمات متشابهة تخدم القافية وخلاص ..وتامر يجاريه وخلاص برضه !!
وبعد انسحاب تامر وشاجى إلى الباحة الخلفية حيث تجلس فقرات الحفل التى انتهت من الأداء .. نطفئ الأضواء .. ونجلس متشابكى الأيدى لنقوم بجلسة تحضير أرواح ..هدفها استدعاء روح أم كلثوم لتحيى لنا الليلة ..فمستر إبراهيم من مدمنى السِت .. فتحضر بفستان أحمر قطيفة فاخر وطرحة (منديل) حمراء مخططة بالأسود تحملها فى يدها اليمنى .. وكأنها كانت تتحضر لليلة منذ أيام .. وننظر فى رعب إلى مستر إبراهيم لنتفقد إن كان راضيًا أم لا .. وترتعد فرائصنا إذا لمحنا تقلصًا على وجهه ..إذ يمكن أن لا نكون قد فعلنا ما يكفى لإرضائه .. ربما يترك الحفل ويقلب الموائد والكراسى ويرحل غاضبًا متذمرًا من تلك الخدمة السيئة والمعاملة الغير محتملة .. لكننا نلمح على وجهه شبح ابتسامة فنتنفس الصعداء !!
كان هذا سيناريو صغير لما كان من المفترض أن نقوم به للحصول على تلك الحصة .. أتعرف الآن لِمَ وصفته بالـ(غريب) فى البداية ؟؟ .. لا لوم علىّ ولا تثريب !!   
 

السبت، 15 فبراير 2014

السخافة حين تريد التعبير عن نفسها !!

مرحبًا ، أخبرتك عن الحفلة أليس كذلك ؟ .. 
كيف أبليت ؟؟ .. لا أوثر التحدث عن الأمر .. قد عزفت مقطوعة شتراوس على أكمل وجه ..لكن الأخرى .. لم يكن خطأى على أية حال .أو هذا ما أظنه ..فقد اتفقنا على أن أعزف مقطوعة شتراوس فى البداية قبل (نسم علينا الهوا) ..ثم أن يعطينى الرِق دقتين ايذانًا بأن أبدأ فى نسم علينا الهوا .. همس لى مستر محمد -مدرب الكمان- بهذه الجملة بينما أتخذ مكانى على كرسى البيانو .. فأومأت له ظنًا بأنه يقصد أن دقتى الرق هاتين قادمتان بعدما أنهى مقطوعة شتراوس كما اتفقنا قبل الحفل ...فكدت أبدأ فى مقطوعة شتراوس حين سمعت دقتى الرِق .. فأصبت بالإرتباك ولكنى تداركت الموقف فى البداية ...وسرعان ما وضعت يدىّ على المفاتيح الخاصة ببداية نسم علينا الهوا .. لكنى أدرى بنفسى ..فأنا على البراعة التى أظننى أملكها فى العزف لا أقدر على الأخذ بزمام الأمور بسرعة .. وسرعان ما أخفقت فى الضغط على المفاتيح الصحيحة نظرًا لارتباكى لذلك التغير فى المخطط والذى لم يتم إعلامى به .. 
فتداركت الفرقة الأمر وتوقفوا عن العزف ..فنظرت لمستر محمد متسائلة .. وهمست : "كان فيه مقطوعة بتتعزف قبل دى !!"
فأومأ لى بطريقة غريبة .. وانسحبت الفرقة إلى الداخل . 
وصفق الناس فى عدم فهم تصفيقة كاذبة بسيطة لا تُكاد تُسمَع .. فلملمت شتات نفسى ووضعت قدمى اليمنى فوق البدال الأيمن استعدادًا للضغط عليه فى اللحظات المناسبة .. وتظاهرت أن شيئًا لم يحدث وبدأت فى مقطوعة الدانوب الأزرق لـشتراوس .. وأخذت وعدًا على نفسى فى غضون ثانيتين أننى لن أفشل فى هذه أيضًا .. لست تلك المستجدة التى يظنونها ويستخفون بها ..وقد كان .. عزفتها جيدًا ..لكن  حلقى لم يسلم من تلك الغصة الناتجة عن عدم تداركى الأمر حين بدأوا بـ(نسم علينا الهوا) و ...
لحظة واحدة ..لقد قلت أننى لا أريد التحدث عن الأمر ..أنت تستدرجنى إلى هوة البوح يا وغد أنت .. شووو من هنا .. لن أحكى شيئًا .. !!

الخميس، 13 فبراير 2014

العقد فى المنشار لا حلّ لها !!

أعانى من عقدة ما تجاه الشحاذين ..حتى أننى أحفظ وجوههم :وجوه شحاذى الهرم .. الشحاذون الرجال يكونون (غلابة) وفى الغالب -إن لم يكن دائمًا- طاعنين فى السن أو مشلولين أو حتى معاقين.. يرضون بالنصف جنيه دونما كلمة واحدة ..مع دعاء بصوت عالٍ لك ولذريتك ولأجدادك ولأبنائك وأولاد وبنات أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك .. الشحاذات من النساء -على حسب تجاربى- يكنّ أحيانًا مثل الشحاذين من الرجال .. بعضهن مشلول .. وأذكر واحدةً رأيتها فى الشارع المدعو بشارع (البنك) وكانت مصابة بحالة من التخلف العقلى .. لعلها تتظاهر ..لا أدرى .. كانت فتاة أصلًا . .تجلس على كرسى متحرك ..ولا أدرى أتخيلت هذا أم أن ساقيها لم يكون لهما وجود .. كانت تتكلم بلغة عجيبة ..لا ،ليست لغة .. إنما هى تحاول التكلم فلا تستطيع فيخرج منها هذا الخليط العجيب من الأصوات الغير مفهومة .. فيظنها السامع تتكلم لغة سكان أطلنطس مثلًا ..  كانت دومًا تبتسم فتبرز أسنانها المشوهة -بعضها غير موجود أصلًا- وتتحدث بلغتها تلك !!
المهم ، النصف الآخر من الشحاذات يكُنّ ،إحم، وقحات أحيانًا .. مثل تلك التى قابلتها فى العريش بالأمس .. حين كنت أنتظر رجل لف الهدايا حتى يلف لى تلك الهدية .. لا لا تنظر لى تلك النظرة اللئيمة وتهز رأسك فى فهم .. ليست هدية للبوى فريند خاصتى ..ليست للفالانتين أصلًا .. هى هدية لعيد ميلاد أمى .. المهم ، جاءت هى لتطلب النقود وتقول كلامًا عن ابنها المريض .. ثم قالت : "ادينى فلوس إنشالله عشرة جنيه ..انتى تشتريله الدوا يا بنتى "
لم يكن معى إلا أربعين جنيهًا ..بعد أن اشتريت الهدية ..واحتاج لخمسة عشر جنيهًا لأنقد بها رجل لف الهدايا .. والباقى لم يكن من الفكّة .. عشرون جنيهًا وعشرة جنيهات وخمس جنيهات .. ففتحت حقيبتى وأمرى لله .. وأعطيتها الفئة القليلة من الجنيهات ..لأنى لاقيت فى نفسى نفورًا شديدًا من أن أعطيها العشرين جنيهًا .. خاصةً أن تمثيلها مفضوح تمامًا .. لا أود أن أظلمها لكنى من كثرة تعاملى معهم -الشحاذين- أصبحت عيناىّ حساستين جدًا تجاههم ..وصرت أميز الصادق من الكاذب .. المهم ، لن أظلمها .. 
حين فتحت الشنطة لإخراج النقود .. رفعت عينىّ تجاهها ..فرأيتها تنظر نظرة جشعة للنقود فى الحقيبة .. فضممت الحقيبة إلى صدرى ..واستكملت إخراج الخمس جنيهات من الحقيبة على هذا الوضع .. لم يتبق معى هكذا إلى ثلاثين جنيهًا .. عشرون وعشرة .. وبما أنى لن أعطيها العشرين أبدًا .. فإننى أحتاج تلك العشرة لأعود لمنزلى بها .. سأفكها فى الأتوبيس الذى سأستقله ...العشرون لا أمل لى فى فكّها فى أتوبيس عام .. ورجل لفّ الهدايا لم يكن يملك فكّة لنقودى .. 
بدأت (تتباكى) من جديد ..رأيت ملامح وجهها تتجعد فجأة وكأنها ستبكى حالًا .. وبدأت تقول لى أن أكملها بالعشرة .. كدت أضعف أمام كل ذلك لكنى أخبرتها بصرامة تصنعتها أن : "دى الفلوس اللى هاروّح بيها" ..
تغيرت ملامحها فورًا ثم ابتعدت مسرعة إلى امرأة مرت من أمامنا..وبدأت فى مسلسل التسول من جديد ..
وحين انتهى الفتى من لف الهدية أخيرًا .. نقدته حقّه .. ومشيت إلى أول الشارع استعدادًا للتلويح لأية حافلة متجهة للرماية .. وحين وصلت تقريبًا لبداية الشارع رأيتها من جديد .. يبدو أنها نست أو لم ترنى جيدًا ..
"والنبى يا بنتى أى حاجة ..ربنا يـ....."
ثم يبدو أنها رأت وجهى وتذكرتنى .. فابتعدت فى صمت ..وإن لم تكن عيناى تخدعانى فأظن شيئًا من الخجل بدا عليها ..بينما أنا لا أبدى على وجهى أى شىء على الإطلاق ..وملامحى تحارب لإبداء صرامة ولو أنها مصطنعة !!

الأربعاء، 12 فبراير 2014

الكثير من البيانو !!

أتعلم ؟؟ ..حين أنتهى من الكتابة إليك أى مجهول .. 
سأكون فى طريقى إلى معهد قيثارة من جديد .. لمزيد من التدريب .. نعم ، ألم أخبرك عن الحفلة ؟؟ .. آه حسنًا .. فى المرة الأولى التى عرجت فيها على ذاك المعهد .. أخذت الفتاة الموكلة بتعليمى -تدعى (آلاء) أو ميس (آلاء) يعنى- تلقننى سخافات نظرية عن مفتاح صول الذى يعبر عن حركات اليد اليمنى .. ومفتاح -لا أذكر اسمه بصراحة- الذى يعبر عن حركات اليد اليسرى .. وبدأت تطلب منى أن أضغط على مفتاح دو عشر مرات .. كدت أصاب بالشلل .. تخيل أنت أن تظل تضغط على مفتاح واحد طوال الحصة تقريبًا .. ثم أراحتنى من العذاب أخيرًا وقالت لى متحدية : "هااه ؟؟ .. ورينى بتعرفى انتى تعزفى ايه ؟؟ "
قلت شيئًا ما عن مقطوعة شتراوس (الدانوب الأزرق) .. ثم لم أضف كلمة وبدأت العزف .. تصلبت قليلًا واندهشت .. 
وكالعادة سألتنى إن كنت أتدرب فى معهد من قبل .. فنفيت الأمر -ولا أظنها صدقتنى على أى حال- .. ما العبقرية فى أن تعلم نفسك البيانو ؟؟ ..أعرف الآلاف على موقع (Online pianist) يفعلون المثل .. أيجب أن يكون المرء عبقريًا ليلجأ للتعليم الذاتى ؟ .. المهم أنها طلبت منى عزف المزيد مما أعرفه ..فعزفت لها (بحيرة البجع) لـتشايكوفسكى .. ثم ختمت بالمقطوعة الروسية : (أمواج الدانوب) .. صفقت فى حماس وقالت بينما لا تزال تنظر لأصابعى : "انتى هاتشتركى معانا ف الحفلة ؟؟ "
لم أفهم شيئًا فى البداية .. كان حماسها يغلب على أكثر الكلام فيخرج من فيها غير مفهومًا .. 
خرجت من الحجرة ذات الزجاج النصف عازل للصوت .. ونادت على مستر (مينا) 
"مستر ميناااا .. هاينفع تسجل اسم رانيا ف حفلة يوم السبت ؟؟"
وقد كان يا عزيزى .. مطلوب منى ان أعزف مقطوعة (الدانوب الأزرق) وأيضًا (نسم علينا الهوا) لـفيروز .. اليوم سأتدرب مع الفرقة .. سيأتون بكمان وأورج وطبول وما إلى ذلك ..وسنعزف نسم علينا الهوا كفرقة واحدة ..
ادع لى بالتوفيق إذن .. 
وداعًا للآن :)

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

العائد برضه (يبدو كعنوان قصة رعب) ،فيه قصة رعب فعلًا لـتامر إبراهيم اسمها كده ..لول !! (كلاكيت تانى مرة)

أهلًا من جديد ..
لنعود لمسلسل الحياة من جديد .. لنر ما فاتك يا عزيزى .. آه ، ذاك المعهد الموسيقى فى العريش .. نعم نعم سأحكى لك أيها (اللتّات) محب (الرغىّ) ..
لا شىء.. فقط هو معهد يدعى (قيثارة) .. ظن أحدهم أنها آلة جديرة باسم معهد موسيقى .. لا أدرى ما السبب فى تسميته بـ(قيثارة) لكن أحدهم رآه مناسبًا .. وما أدرانى أنا يا أخى ؟؟ ..ما أنا إلا طالبة أخرى فى ذاك المعهد المغمور .. تسأل لِم لَم أتدرب فى الأوبرا؟؟ .. هنا يشعرنى سؤالك بمرارة شديدة .. وشعور آخر وكأن كائنًا من المقت والغضب يتحرك هناك بالداخل .. وارتعادة بتلك المنطقة فوق الرئتين تشى برغبة ذلك الكائن المكون من المقت والغضب فى الخروج .. 
هممم .. تسألنى لم لم أتدرب فى الأوبرا .. من حسن حظك أن بالى رائق اليوم للكتابة ..وإلا لكنت تحولت إلى غبار كونى إثر سؤالك هذا .. 
أنا يا عزيزى أعزف على البيانو منذ كنت فى الخامسة .. حسنٌ ؟؟ .. لا أدرى عدد المرات التى طلبت فيها من أبوىّ أن أتدرب فى أحد المعاهد .. لكن فى كل مرة كانت الإجابة مطاطة جدًا من نوع : "ربنا يسهل" أو "إن شاء الله " أو ربما "أكيد" 
أذكر المرات التى كنت أعزف فيها مقطوعات لعمر خيرت ..فأسمع أبى يحدث أمى همسًا بأن عليهم أن يتخذوا خطوة إيجابية حيال موهبتى الخام تلك بأن يشركانى فى معهد موسيقى أو شىء من هذا القبيل.. ويومآن برأسيهما موافقَين على أنهما يقولان كلامًا جيدًا هو عين الصواب .. ثم ....
لا شىء !! 
وحتى أكون منصفة .. اشتركت لى أمى فى مرة من المرات فى النشاط الصيفى -كما يسمونه- فى القسم الموسيقى بالمدرسة ..فبالإضافة لكونها -المدرسة- معتقلًا ومؤسسة للتعذيب ..فهى تتحول فى إجازة آخر العام إلى مقر لما يدعى (النشاط الصيفى) ..كان ذلك حينما كنت فى الصف الخامس الإبتدائى .. وكانت مدربتى -أو كان من المفترض بها أن تكون كذلك- معلمة الموسيقى المرعبة التى لطالما زارتنى فى كوابيسى .. الكابوس الأعظم .. مُرهبة دراكولا ..ومنافسة (جونى ديب) فى وضع كحل العينين .. 
ميييييييييييييييييييييييييييس هدى !!
فلو استطعت لجعلت قطرات الدم تتساقط من الإسم على طريقة سلسلة (صرخة الرعب) .. ومن مكان ما تنطلق صرخة امرأة فور ذِكر الإسم .. وتضاء السماء بألسنة البرق .. ويخرج الموتى أيديهم المتحللة من القبور .. ويهلل الأخ أزيموديوس من مكان ما فى العالم السفلى !!
حسنٌ دعونا لا نبالغ .. تلك كانت فكرتى عنها .. حتى ..
حتى تعرفت عليها أكثر ربما ؟ .. ربما طريقتها وإفراطها فى وضع الكحل والآى شادو كانت تؤيد نظريتى التى كانت تقول أنها شيطان مخضرم من العالم السفلى بلا شَك.. ربما صوتها ؟؟ .. ربما ..

على أى حال لم (أُعمّر) معها طويلًا .. أربع حصص على ما أظن وبدأت الدراسة ..وانتهى الشىء المدعو (النشاط الصيفى) . ودعنى أصف لك الحصة يا عزيزى .. كنت أدلف لحجرة الموسيقى لأجد امرأة منهكة متعبة تسند قدميها إلى كرسى أمامها ولا تبدو مستعدة أبدًا للحديث عن الـ(دو) والـ(رى) ومفتاح (صول) وما إلى ذلك ..
كانت تصل (الأورج) الخَرِب بالقابس .. ثم تقول كلمتين عن مقطوعة هابى بيرث داى -وكأنها مقطوعة مماثلة لسيمفونيات بتهوفن- .. وتتركنى فى الحجرة وحدى وتذهب وتمارس 

 الـChit -Chat مع معلمة أخرى متعبة منهكة تسند قدميها إلى كرسى ..
لكنى والحق يقال كنت أستمتع بالساعات التى أُترك فيها وحيدة مع الأورج .. 
فى الحصة الثالثة -ما قبل الأخيرة- يبدو أنها كانت رائقة البال حينها ..فقالت لى : "هاعزف أدامك موسيقى كده .. وورينى هاتعرفى تعزفيها ولا لأ"
تعجبت أنا لذلك التغير الجذرى ..غريب .. وفزعت فى الوقت ذاته .. أتحاول إرضائى كنوع من تحقيق رغباتى الأخيرة قبل أن .. تأكلنى ؟؟ .. تضعنى فى قدْر أسود ضخم ملىء بالماء الساخن.؟؟ ..وراح سيناريو (هانسل وجريتل) الشهير يداعب ذهنى .. لكن يبدو أنها لم تكن تخطط لأى من هذا ..ربما قررت فقط -على غير العادة- أن تكون لطيفة !
المهم ،عزفت بيديها اليمنى واليسرى .. وأظافرها الطويلة تصطدم بالمفاتيح فتصدر صوتًا محطمًا للأعصاب .. إن لم تكن تلك أظافر أبراكساس نفسه .. فأظافر من هى إذن ؟!! .. بعلزبول مثلًا ؟؟ 
بدت لى صعبة فى البداية .. خاصة أن بها كوردات باليد اليسرى وما إلى ذلك .. وما إن انتهت حتى قالت فى تحدٍ : 
"تدّينى كام وأعلمك دى ؟؟"
لكنها لم تكن جادة بالتأكيد .. عزفتها مرة أخرى أمامى .. وتركتنى من جديد مع الأورج وذهبت لتمارس الـChit - Chat كالعادة ..
وعكفت أنا على الأورج الخَرِب حتى أتقنتها .. أو هذا ما ظننته .. كنت أخطئ فيها أحيانًا ..لكن بعد ساعات من التدريب أتقنتها تمامًا .. 
تبدو كقصة كفاح (على مبارك) مثلًا ..صح ؟ .. لا تعقد الأمور يا عزيزى ولا تزيدها حجمًا عن حجمها الطبيعى..  هى قصة عادية جدًا مرّ بها أكثر من مُحبّ للموسيقى أو عازف فى الغالب ..
المهم ..نعود الآن للموضوع الأصلى . سألتنى لم لم أتدرب فى الأوبرا  .. حسنٌ .. بعد كل تلك الصعوبات التى واجهتها فى موضوع (العزف) ذاك .. قررت أن ألجأ للتعليم الذاتى .. من أنا ؟؟ . أنا المتدربة .. ومن أنا ؟؟ ..أنا المُدرّبة كذلك ..
والحمد لله ..أستطيع أن أقول بقلب مستريح أننى قد بلغت مرحلة الـ(Pro) ..
تتساءل عن السبب الذى دفعنى إلى أن أصدع رأسك بقصص الكفاح والمذاكرة على ضوء لمبة الجاز تلك ..تلك هى إجابة سؤالك يا عزيزى .. بعد تلك الرحلة الطويلة .. تعلمت أن أكتفى تمامًا بما هو موجود .. الأوبرا ؟؟ ..كيف أطلب شيئًا كهذا ؟؟.. أعنى أننى مثل شحاذ أعطوه عشر جنيهات .. ماذا يفعل ؟؟ ..يصرخ بالدعاء ويسجد ويبتهل ويشكر .. ربما يرقص أو يشد ما تبقى من شعره فرحًا  .. والآن أجبنى ..ماذا يفعل ذلك الشحاذ إن أعطيته مائة جنيه ؟؟ .. أنت هكذا قد قتلت المسكين .. فإصابته بنوبة قلبية هى أقل تقدير لـرد فعله حيال ورقة نقدية من فئة المائة جنيه .. 
هذا هو حالى والأوبرا .. لول !!
ما زال فى جعبتى ما أحكيه لك .. وهذا يستدعى تدوينات أخرى .. اذهب إذن الآن .. هششش ..العب بعيدًا .. shooo يا ذبابة .. shoooo !!


العائد (يبدو كعنوان قصة رعب) ،فيه قصة رعب فعلًا لـتامر إبراهيم اسمها كده ..لول !!

أهلًا من جديد .. الوقت مَرّ ولم نلتق منذ وقت ..اممم ..منذ وقت طويل ربما .. لا حجج لى ؟؟ .. وما أدراك أنت ؟؟ .. أنا فى إجازة ؟؟ .. ولم تهتم ؟ تشعرنى كأن قراءة كلامى لهى مسألة حياة أو موت .إن لم أكتب يُفسَد يومك بالكامل .. وإن كتبت لامتلأ يومك بأقواس قزح والأرانب الضاحكة -ولا أدرى بأى معجزة تضحك الأرانب- والجيران الذين ينزّهون كلابهم فى المتنزهات !!
فلتسكت ولا تسألنى عن شىء .. أيسأل العميل السرى مديره عن شىء ؟؟ .. يسمع وينفذ ..وفى حالتنا هذه يقرأ ويخرس !!
* * * * * * * * * 
آه ،لماذا أكتب بالأزرق الداكن اليوم ؟؟ ..ما المميز جدًا فى اليوم ؟؟ .. حسنًا امممم .. لا أدرى ..لا أحب أن أخيب آمالك فى إجابة رائعة تشى بأن هذا يوم رائع جدير بالكتابة عنه باليوم الأزرق ..لكن ..آسفة يا عزيزى .. لا أحب أن أخيب آمالك لكنى لا أحب أن أكذب كثيرًا .. ربما أكذب أحيانًا لكن لن أكذب فى أمر كهذا .. 
 ما الذى فاتك ؟؟ .. اممممم .. الكثير الكثير .. تمثيلية حياتى قد فاتك منها عدة حلقات .. كاتبة التمثيلية وبطلتها قد تكاسلت بضعة أيام عن كتابة السيناريو ..
نعود لما فاتك ..هممم ..مثلًا : زيارتىّ معرض الكتاب .. مرة مع ناهد وآية وشروق .. ومرة أخرى مع سلمى العزيزة ..
زيارتى مع سلمى كانت فى الأول من فبراير .. موعد زيارة د.أحمد خالد توفيق للمعرض .. 
تفقد هذا اللينك حتى أوفر على نفسى الكثير من الكتابة ..وتوفر على عينيك التعب الذى لابد أنهما تعانيان منه بسبب ذلك اللون اللعين لخلفية مدونتى .. هاك : 
أوه اللعنة .. لا يمكننى كتابة اللينك لأسباب سخيفة تتعلق بالفيسبوك ..
أوه .لحظة ..استطعت الظفر باللينك اللعين .. ها هو ذا إذن :

ماذا الآن ؟؟ .. همممم
هذا يستدعى تدوينة أخرى ..اذهب بعيدًا إذن .. العب بعيدًا هيا ..هيا !! 


الأربعاء، 5 فبراير 2014

الصوت يعرف أفضل (8/10)

التراب على حذائى يثير غضبى .. حذائى اللامع الذى ابتعته منذ وقت قريب ..الجو مفعم به :التراب .. يبدو أن مرد ذلك إلى تلك المبانى التى ينشئونها هناك .. البلدوزرات تعلن سيطرتها على المكان .. وعواء الرافعات يملأ الجو ها هنا .. الأطفال منبهرون والأهالى مرتعبون .. أستطيع أن أقول أن ذاك الرجل الذى تبدو عليه سيماء الأهمية ويرتدى تلك البذة السوداء المخططة والحزام الذى يدارى كرشه هو مدير النادى ..أو له صلة ما بذلك الرجل الكبير .. كان وجهه محمرًا بشدة والعروق فى عنقه قد بدأت تنفجر أول ريدى .. كان فى أوج انفعاله .. يزمجر فى وجه رجل صغير الحجم يعمل جاهدًا لتفادى سيال الرذاذ المتطاير من فم محدثه .. سمعت طرفًا من حديثهما .. كان يتحدث /يزمجر بسبب اختيارهم ذلك اليوم "الخطر" -على حد قوله- لإقامة حفل التكريم .. 
"مالقيتوش غير هو النهاردة .. هى الحفلات مابتحلاش غير والونش موجود .؟؟ .. أنا أعمل ايه أنا لو عيل وقع تحت بلدوزر .. ولا لو عيل شاله الونش .. يبقى ايه موقفى أنا ..هه ؟؟ ..هه؟؟"
وكان يكثر من الـ(هه) وكأنه يتوقع إجابة ما من محدثه ..ويذكرنى فى هذا بشخصية (بندق) أو (Goofy) فى مجلة ميكى .. الغبى الأخرق الذى لا تمر عليه دقيقتين إلا وقال : "هه" ..بمناسبة أو بغير مناسبة .. حتى وإن لم تكن نيته السؤال فإنه يردد "هه" بلا توقف ..
"عايز المنطقة دى تتخلى حالًا ..هه ؟؟ .. عايز المدعوين كلهم وأولادهم يطلعوا من الحتة دى فورًا ..هه؟؟.. سامعنى يا فوزى ؟ ..هه ؟؟ هه ؟؟"

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

الصوت يعرف أفضل (7/10)



ترجمة لحديث لم يدُر بلغة البشر :

الأول :"يتزايدون ..هه ؟؟"

الصوت :"أى نعم .. يتزايدون .. كالذباب والبعوض .."

الأول :"يبدو أن زيارتك الماضية قد علمتك الكثير عن كائناتهم أى .... *وينطق اسمًا غريبًا يحوى الكثير من الفرقعات باصطدام اللسان بسقف الفم..هو اسم أقرب إلى هذه الكلمة : ميخ
ولا تسأل عن الأسماء من فضلك .. أنت من يطلب تفسيرًا ويستعجله ..أتظن أنت أن الأسماء قد تشكل فارقًا فتقدم لك الاجابات على طبق من فضة ؟
الأسماء ..إحم  ..ستعقد الأمور أكثر ..ولن تكشف عن ما هو أكثر من المكشوف !!
الصوت : " عرفت الكثير حقًا .. بعضهم يتنابذ بألقاب هذه الكائنات .. ويتعللون بأنهم أعلى شأنًا منها .. سمعت أمًا ذات مرة تسب ابنها بـ(حيوان) ..وهى فصيلة أخرى تمشى على أربعة أطراف .."

يصدر الأول صوتًا إن سمعته لألقيت بكل كتب الفيزياء فى أقرب مكب نفايات ..يبدو أنه ينم عن التعجب ، ثم يقول :
"غريب هو هذا النوع .. البشر !! "
لحظة من الصمت .. هو ليس صمتًا فلا وجود لمفرداتنا هناك .لكنى فقط أحاول تقريب الصورة إلى ذهنك باستعمال مصطلحات مألوفة 
الأول :"حسنٌ .. نرغب فى إرسالك من جديد .. لقد أظهرت براعة حقيقية المرة الماضية ..لولا ....."

الصوت :"لن يتكرر هذا من جديد .. لقد درست الخطأ جيدًا ..كان قد تعدى السن المطلوبة .. ما كنت لأقدر على التأثير عليه .. كان قويًا وكنت أنا هشًا غير معتاد على البيئة بداخل عقله .."

 الأول : "حسنٌ فعلت بإنهاء وجوده .. كان ليملأ الدنيا صراخًا عن الصوت فى عقله ..وعن عضلاته التى لا تستجيب لأوامره .. كنا لننكشف مبكرًا !!"

"حتى لو فعل ..ثمة ما يدعى بـ(المصحة العقلية) عندهم ..يودعون فيها كل من يقول كلامًا لا يتقبلونه .. يريحون أنفسهم .. لديهم اعتقاد سائد بأن كل ما ينافى قواعد علمهم لا يصلح لأى شىء إلا لعدم الإيمان به .. لهم عدة تجارب مع الجان ..وبعضهم يؤمن بهم بحكم الدين .. لكن أكثر من ذلك فلا أعتقد .. يتجنبون كل ما يتعدى فهمهم فورًا  !!"

الأول :"لن يكفوا عن ابهارى أبدًا .. والآن علىّ أن أسألك .. هل مازلت منتميًا ؟"

الصوت : "منتمى أنا ..باقٍ أنا منتمٍ "

الأول : "والآن ..أطلعنى عما قد خططت له "

الصوت : "سأعيش فى خلايا دماغ كائن آخر منهم .. لكن هذه المرة سأسكن ذلك الدماغ وهو لا زال فى مراحله الأولى .. بعد أن تمر عليه تسع سنين منذ بداية تكوينه على الأقل .."

الأول : "يطلقون على تلك المرحلة من عمرهم الطفيل على ما أعتقد "

الصوت : "بل الطفولة فى الحقيقة .. "

الأول : "وما الحكمة من ذلك ؟؟ ..لمَ هذه المرحلة بالذات ؟"

الصوت : "لقد ارتكبت خطئًا المرة الماضية .. بأن سكنت خلايا دماغ بالغ لم يستجب للموجات التى أرسلتها إلى عضلاته ..ولم أفلح فى حجب موجاته الدماغية والعصبية .. لم أقدر على التحكم ..ولا أنوى تكرار ذلك من جديد ..كان قويًا وكنت هشًا .. "

الأول : "لقد حدثتنى عن ذلك من قبل ..أذكر شيئًا كهذا .. لذلك ابتكرت مصطلح :(السن المطلوبة) إذن؟ .."

الصوت : "تمامًا .. إنها السن التى يكون فيها الجسد والدماغ هشّين .. سأسكن الدماغ مبكرًا بينما هو فى التاسعة .. حتى أعتاد الأمر ويتسنى لى أن أتدرب وقتًا كافيًا .. أما السن المطلوبة فيطلقون عليها : (المراهقة) ..لا أدرى سبب هشاشة الجسد فى تلك السن ..لكنى عرفت أن الجان إذا تلبس إنسانًا فإن تلك السن هى الأنسب للتلبس .. نحن لسنا جانًا لكنى سأخاطر "

 الأول : "أرجو أن تكون قد اخترت الجسد المناسب .."

الصوت : "فتاة فى التاسعة .. ستشعر بالخوف فى البداية .. بالرهبة ..بتلك الأحاسيس الجوفاء..لكنها لن تقاومنى طويلًا ..هشة جدًا ومصابة بمرض يسمونه (فقر الدم) ..أى أن ذلك السائل الذى يغذى أجسادهم موجود بنسبة أقل من المعتاد فى جسدها .. سيكون الأمر سهلًا .. "

الأول : "جيد .. ليس علىّ أن أذكرك .. لا معلومات عنا .. من أين جئنا ولا إلى أين نذهب .. لا عن رئيسنا أو جنسنا ..لا شىء "
 الصوت : "لا داعى لأن تذكرنى ..على الأرجح سيظنون قدومنا نوعًا من الغزو الفضائى إن لم يظنوه مسًا من الجان .."

الأول : "حسنٌ .. نجاحك فى السيطرة على الجسد هو إشارة لنا بأن الأمر ينجح وبأن نرسل آخرين.. أرجو أن تتمم الأمر بنجاح ..اذهب الآن ولتحل بك بركتى !"