الأحد، 30 يونيو 2013

اضحكى عادى

"بحق الـ ..."
ثم تذكرت أن الجملة السابقة منافية لدينها .. لا يجب أن تتلفظ بمثل (بحق السماء) ، (بحق الجحيم) ..
ثم استرسلت متناسية ما بدر منها من زلة فى البداية ومحاولةً جعل محدثتها تغفل عنه لأنها ستعلّق عليه تعليقًا حارًا وستستمسك به استمساك اللبلاب المتسلق للحوائط ..
"وهل آذيتكِ فى شىء.. هل سرقت ممتلكاتك أو شوهت وجهك بالمطواة .. بحـ..."
ثم أمسكت حين كادت تنطقها .. يبدو لها الكلام مبتذلًا بدون قول (بحق "شىء ما") .. 
وكاد حاجباها يتلاقيان بينما زمت شفتيها فبدتا فيما يشبه المدفع المستعد للقذف بشتى أنواع النيران .. فانعكس على حركات ملامحها ما يضطرم ويمور بداخلها من لهب حارق .. 
ابتسمى .. تشفّى .. اضحكى ..ثم أميلى رأسك للوراء ..فافتحى فمك .. اضحكى .. تشفّى .. يا سيدتى .. تشفّى يا صاحبة السعادة .. تشفى يا سمو الملكة ..تشفى يا ...يا ..يا كلبتى !!

السبت، 29 يونيو 2013

يومان

حلت بى لعنة ما ..إنها اللعنة المنتظرة يا عزيزى .. وددت إخبارك أن المواظبة قد ذهبت إلى الجحيم منذ زمن ..يومين للدقة .. فى الحقيقة لست أنا من يقرر إلى أى مكان ستذهب عند انتهاء وجودها أللجحيم أم للجنة .. ولكنها مبدأ على أى حال والمبادئ من صنع البشر .. وأظننى قادرة نوعًا ماعلى تحديد وجهتها الأخيرة .. 
حين تواظب على أمر ما يكتنفك شعور بالنشوة ..أنت تنتصر على عاداتك المقيتة وتفعل (شيئًا) ما .. أنت رائع وستصير إلى (شىء) ما .. ثم تجوس فى عقلك الكثير من (الأشياء) التى تنطوى على الكثير من كلمة (شىء) أو (أشياء) .. وعند أول مقاطعة أو ظرف يدفعك إلى قطع تلك العملية المستمرة تنهار الأرضية الواهية التى بنيها لنفسك وينهار ملاط السقف على أم رأسك وتحمد الله أنك لم تستكمل بناءه -أى السقف- وإلا لتحولت إلى بطاطس مهروسة فى دقائق معدودة ..الأرضية هى أول ما يشرع الشخص (اللا موجود) فى بناءه ..ثم حين يتثبت أن الأمر ممكن ويمكنه فعلًا أن البدء فى ذلك الشىء الغريب -الإنتظام- يشرع فى بناء السقف .. 
حسنٌ .. أظننى سأبدأ من جديد !!

الأربعاء، 26 يونيو 2013

كُف

عليك أن تكون بليغًا .. عليك أن تطلع أكثر... عليك أن تضع الكثير من الأشياء فى الاعتبار .. عليك ألا تدهس سلحفاتك .. عليك ألا تهتم بالسلحفاة الجديدة على حساب الأخرى .. عليك أن تطعم الفمين الجائعين يوميًا بلا توانى ..عليك أن تخفف من قبضة يدك على ألعاب الأتارى .. عليك أن تكف عن الحنين إلى ماضيك وعهد الأسطورة .. عليك أن تتوقف عن التوق إلى العودة ثلاثة أعوام إلى الوراء فى حين أنك منذ ثلاثة أعوام كنت تتوق للعودة أربعة أعوام أو خمسة إلى الوراء كذلك .. عليك ألا تعطى الكثير ..عليك أن تكف الظن السخيف بأن الجميع من القديسين ...ينتظرون أقرب فرصة لإظهار ذلك ..كلا كلا كلا ..
علىّ أن أكف عن هذا ..
آمممم .. عليك أنت أن تكف عن هذا !!

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

حماقة أخرى

ويقول الشيخ للأطفال فى الكُتاب : لا يلدغ المؤمن من حُجر مرتين يا أولاد .. ابتعدوا عن الحماقة !!"
ويقولون أن الحماقة تأتى مرة واحدة فى العمر على ما أظن ..وأنها تصنع المعجزات وتُغير من شخصيات مختبريها ..
ولكن .. يبدو أننى هنا قد خرقت هذا الناموس الصارم ..إذ أننى ارتكبت حماقة بعد حماقة .. حماقة الأمس وحماقة اليوم ..
الوقت ضيق .. ولو لم يكن بى شىء من ضمير لكتبت لك أى مجهول بكل بساطة : "مرحبًا يا هذا .. وداعًا يا هذا"
ولكن السهاد كان سيفتك بى لو فعلت من الندم ..

والآن أمامى ثلاث دقائق أى مجهول .. وداعًا الآن .. 

الاثنين، 24 يونيو 2013

يوم الحريق

أمامك ثلاث دقائق قبل الواحدة صباحًا .. الأنامل تتسابق سباقًا جنونيًا على لوحة المفاتح ..الجنون يأخذك ..يكتنفك ..يضمك ..
عليك أن تكون صلد المشاعر هادئ ..يستطيع المرء أن يعتمد عليك فى الشدائد ..عليك أن تتحامل على نفسك ليتحامل عليك الآخرون ..ألا تشعرهم بضعفك ..
دقيقتان ..الآن بدأت تفقدها ..تفقد أعصابك .. 
دقيقة ..إنك تتحدث ولا تكتب ..اكتب وانه الأمر !!

الأحد، 23 يونيو 2013

شىء شرير

العامة يحتشدون حولك .. العامة يتهامسون .. هسيس أفعى ..هسيس أفعى .. "بس بس هس هس ..يا له من أحمق ..هس هس بس بس "
همساتهم توحى بالتوحش ..والترقب لحدوث الشىء .. الترقب لرؤيتك بين شدقى الوحش ..يترقبون فى وحشية انقضاض شفرة المقصلة على عنقك .. ولتقل رأسك وداعًا للجسد ..وسط الضحكات والشهقات ...
الحشد يزداد .. والأشجار ذات الأوراق الذابلة تتاميل تتأرجح ..وكأنها تهتز .ضحكًا عليك..واستهزاءً بك .. الأزهار تكتم ضحكة خبيثة ..والتراب يشيح بوجهه بعيدًا عنك ..نعم لابد أنه يشيح وجهه عنك وإلا فلم يتطاير على هذه الصورة بعيدًا على الرغم من عدم وجود ذرة هواء ..
لا تنخدعن بهذا الحفيف .. تريد الأشجار منك أن تؤمن أن هذا هو صوت الهواء يتخلل أوراقها .. لا لا .. هذا هو صوت همساتها ونميمتها .. وتعتمد على أن أذن الانسان الفانية لا تلتقط تلك الترددات ..إنما فقط هوامش منها بلا تفاصيل أكثر ..
إنهم يتقدمون ..أمامهم ذلك الرجل الذى -ولابد- يمتلك من الكاريزما الكثير ..ها هو ذا ..يقترب ..تقل المسافات بعدما كانت متباعدة وكنت أنت على بعد آمن ..
لا أمان ...
الرجل والذى لابد أنك لاحظت شاربه المفتول ..يقترب ..حتى إذا مد ذراعه إلى الأمام ومددت أنت ذراعك لتلامس الذراعان ..

"أنا خالك .. لابد أنك مندهش من كل هذا الجمع الغريب يا طفلى .."
يشير إليك واحد من الجمع -والذى لابد أنك لاحظت الشبه المذهل بين ملامح سحنته وملامح سحنتك- إشارة خفية بأن (تأدب)...
يفتح الرجل ذو الشارب ذراعيه عن آخرهما ويقول فى فخر وبكلمات مفصلة وكأنه يظنك من ذوى الإحتياجات الخاصة :
"نحن ....عائلتك !!"

السبت، 22 يونيو 2013

الكرة

لو أن حديثى بدأ يروق لك أى مجهول ..فإنى اليوم أكتب لأجلك .. تشاجرت مع شقيقى لأجلك ..وجذبته من فوق الكرسى الخشبى الذى كان يجلس عليه منذ دقيقة واحدة محدقًا فى الشاشة المضيئة ...لأجلك ..
الأمر ذو حدين ..أعنى أننى لا أود أن يجافينى النوم وأعانى من أدواء السهاد لأننى لم أكتب لك اليوم ..
ثمة كتلة غثيان تحتشد بداخلى .. على هيئة كرة كبيرة ..
والأصوات تدخل إلى أذنى وتمر قبل دخولها برحلة طويلة عصيبة فتمر بين السحب وتشق الطريق بين عائلات الضباب المحتشدة المتجمعة فى جلسة سمر عائلية .. ثم تمر بأماكن لم تستبيح اطلاعى عنها أبدًا .. وتغوص فى أذنىّ بعد هذا مشوبة ببعض من الضباب والأجسام الغريبة من الأماكن الأخرى الغير مستباح علىّ أن أوصف بمعرفتها أو بالدراية عنها ..
بالمناسبة ..لم أطعم سلحفاتى اليوم !!

الجمعة، 21 يونيو 2013

انتصار الكتابة

بعد أن أضفيت على حياتى بعضًا من النظام والتماسك (المؤقت) - حتى حين كنت أعيشه كنت على يقين أنه مؤقت جدًا- انهار كل ذلك ببساطة من دفعة هواء .. وعلى الرغم من يقينى بالتماسك (الوقتى) كان لدى شىء من الظن أن ذاك التماسك سيظل فى كنفى للأبد ..أو لفترة لا بأس بها .. ثم تبين أننى كنت ساذجة ..ساذجة ..
ومن الجيد أننى استجمعت تلك القوى المحركة التى مكنتنى من الاستعانة على ذلك الضنك الذى يسيطر على خلاياى ويشلنى تمامًا ويكون حاكم جزيرتى عند انهيار التماسك وتحريك أصابعى على (الكيبورد) والكتابة عن انهيار تماسكى المؤقت .. وهئنذا ..أنتظر عمال البناء لإعادة الأنقاض إلى ما كانت عليه .. وهكذا هو الأمر ..ما بين فترات انهدام وبناء ..ما بين فترات كالقمة وفترات كالقاع .. 
كأفعى تتلوى !! 

الخميس، 20 يونيو 2013

عودة الابنة الضالة !!

تخلصت اليوم من غصة أو ارتعادة بدأت منذ عدة أيام حين اكتشفت أننى غفلت ونسيت إحدى علامات الكتب -وكل واحدة لها ذكرى خاصة رغم أنها جميعها متشابهة وأنا نفسى لا أعرف بينها فروقًا- .. حدثتك من قبل عن ذلك الشعور حين تغفل عن شىء ما ..وتنسى أنك فعلت ..ثم ما يلى ذلك من اكتشاف لغفلتك الصغيرة تلك ..وما يليه كذلك من شعور وصفته -بشىء من التصرف- فى التدوينة السابقة ..معاتبة النفس على طريقة (كان باستطاعتى أن أكون أكثر حرصًا) ،ثم -أحيانًا- شىء يشبه رغبة ملحة إلى التقيؤ ..ولكن دعنا لا نفسد الأمور بمحاولة استجداء القريحة لإيجاد وصف حرْفى مناسب ..المهم أننى ظفرت بالعلامة اليوم بعد مغالبات نفسية حاولت فيها اقناع نفسى بأنه (يا للتفاهة) أو بأن (ثمة نساء يفقدن أطفالهن ولا يقلقن بهذا الشكل ) ..أو بأن (انظرى للجانب المشرق،لقد حدث الأسوأ بالفعل ..فما الأسوأ منه ؟؟) ..
والآن شعور كامل -شبه كامل ربما- بالرضا ..وكأن ما أعيشه الآن هو أفضل نسخة معدلة من الحياة .. 
بداخل مجلد أعمال (ديستويفسكى )الكاملة كانت .. وكان يحوى-المجلد- بين دفتيه أربع قصص على ما أذكر : (فى قبوى) ،(قصة أليمة) ، (ذكريات شتاء عن مشاعر صيف) -والتى لم ترق لى كثيرًا ،لعل مرد ذلك إلى عدم امتلاكى الوقت لإنهائها قبل موعد رد الكتب -، (التمساح) ..
تسعدنى عودتكِ للمنزل ..تعالى لتتدفأى الآن بين طيات كتاب جديد ..
علامة كتبى الحبيبة ..ويمكنك أن تعتبر (الحبيبة) عائدة على اثنين ..الكتب وعلامة الكتب .. :) 

الأربعاء، 19 يونيو 2013

بدأ الأمر يروقنى فعلًا !!

أهلًا من جديد يا هذا .. 
إنه وقت من تلك الأوقات .. أعنى .. كلٌ يفعل شيئًا هنا فى المنزل ..الكل مشغول بالـ(شىء ما) خاصته..لكن بعضًا من الهدوء يسود .. هذا إذا تغاضينا عن مضايقات أخى التى يفتعلها من حين لآخر .. وأعتقد أنه َركَن أخيرًا إلى الحجرة بالداخل الآن تنفيذًا لأوامرى . فقد أعطانى وعدًا بأن يقرأ سلسلة ما وراء الطبيعة .. من الجيد أن تشعر أنك تؤدى رسالةً من نوع ما .. حتى لو كانت شيئًا كإرغام أخيك على قراءة ما وراء الطبيعة ..هذا يعزز شعورًا ما أو يُرضى نزعة ما ..
منذ الصباح والمخاوف تتضاربنى ويتخلل شعور (غثيانى) خلاياى .. لعل مرد ذلك إلى أن أمى قد أخفت (اللاب توب) فى مكان ما من أماكنها السرية التى أعتقد -ولا أعرف لماذا- أنها تؤدى نفس دور الخزانة السحرية فى فيلم (Chronicles Of Narnia) .. أعنى أننى لا أجد (الشىء) المخفى أبدًا ..
والسبب ؟؟ .. حسنًا ..لذلك أسباب معقدة بعض الشىء ..إحم ...
"سايباكى فى البيت 5 ساعات لوحدك ومافكرتيش تروقى سريرك أو تشيلى الكبايات المتكومة فى الأوضة"
"سايباكى فى البيت 5 ساعات لوحدك ومافكرتيش تعمليلى حاجة تفرحنى وتريحنى لما أرجع"
"سايباكى فى البيت 5 ساعات لوحدك ومافكرتيش تعملى حاجة غير القعدة المهببة دى ."
ومن ثم تقرر أن السرير إذا لم يتم ترتيبه ..فلنقل :وداعًا لاب توب ..لقد كنت اختراعًا ظريفًا !!
والغريب أنها لم تعد تعبأ إذا غابت عن المنزل ساعتين فقط ..إنما الجملة دائمًا على هذا النحو : "سايباكى فى البيت 5 ساعات لوحدك "
وجميع توبيخاتها مطلعها تلك الجملة الميلودرامية ..
هاااه .. لماذا أتطرق إلى هذا أصلًا .. 
نعم نعم ..أردت من ذكر كل هذا أن أنقل إليك النوتة الموسيقية الخاصة بذلك الشعور (الغثيانى) .. ذلك الشىء الذى يستيقظ بداخلك حين تكون قد غادرت منزلك وكدت تصل إلى وجهتك ثم تتذكر أنك قد نسيت إطعام سلحفاتك -هذا ما يحدث معى غالبًا- ..والأنكى من ذلك أنه ليس للعودة سبيلًا .. 
شعور وكأن ثمة شىء ما استيقظ عند تلك المنطقة فى الحجاب الحاجز ويود الخروج ..لا ليست عصارة هاضمة ولا صفراء المعدة .. اللا مادية ربما واحدة من صفات ذلك الشىء .. 
ارتعادة فى تلك المنطقة ثم تشعر بخدر خفيف فى منطقة الرأس وكأنك تفقد طاقة ما من شكرات جسدك -باحب كلمة شكرات دى- .لما كان باستطاعة (أينشتاين) أن يتفوه ببعض الهراء عن كتلة المادة التى تتحول إلى الطاقة ثم يؤيد صحة ذلك ببعض الأرقام الموثوقة مثل مربع سرعة الضوء ثم يقول أن هذا كل شىء وأن بإمكاننا تعليق كل تلك المشاعر على شماعاته تلك .. لما كان باستطاعته فعل هذا ..مؤكد ..
نعم ..كما كنت أقول ..هذا هو ما شعرت به حين تذكرت أن أحد المرادفات التى ترادف إخفاء اللاب توب أننى سأخرق الشىء الوحيد الذى بدأت -وهذا هو الغريب- فى الإنتظام عليه ..
ابتعت اليوم -على غير المعتاد- كمية من سلسلة ما وراء الطبيعة ..الأعداد القديمة والتى أوصيت بها صاحب المكتبة ..فأحضرها حين قام بزيارة للفجالة على ما أعتقد .. فلئن علمتنى السنوات القليلة الماضية شيئًا فهوأن صاحب المكتبة -وأقصد بها تلك التى لا تعتبر الكتب إحدى سلعها إنما الكراريس والأقلام الرصاص-الذى لا (يخطف رجله) ويذهب إلى الفجالة من حين لآخر فإنه لا يحترم نفسه ويا له من عار على رجال البوليس أنهم عدوه رجلًا طاهر الذيل من دون شبهات وتركوه دون مخبر آداب يراقبه .. !!
لعل ذلك يُشعر أخى بشىء من الحماسة للقراءة ..
حسنًا ..أظن أنه الوداع إذن ..إلى الغد أيها المجهول الذى أحدثه منذ بدأ ذلك الأمر كله ..إلى الغد !!

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

مواظبة مستميتة

أعلم تمام العلم أن الحوليات التدوينية لن تبدأ قبل حلول شهر يوليو ..ولكن ماذا أفعل ..يبدو أن الحاجة إلى المواظبة على شىء ما لا تملك القدرة على الإنتظار الأسابيع الباقية لانتهاء الشهر .. وهئنذا أكابد وأجاهد لأواظب على شىء ما لمرة واحدة فى خيط حياتى القصير .. يبدو أن أشياءً مثل الكتابة أو القراءة تُمثل حلقات وصل لحياتى نفسها .. وكأن العقد سينفرط لو تلاشت أو توقفت عنها .. وأعنى بهذا أننى ربما سأفقد آلية حياتى لو محيت يومًا حلقات الوصل تلك ..لذا .. تجدوننى هنا .
ثمة أشياء كثيرة أود التحدث عنها .. مثلًا تلك الأحلام التى بدأت تراودنى مؤخرًا وعكفت كالمجنونة أدونها فى دفتر مذكراتى .. يمكننى أن أسردها عليك ولكنى سأستخدم رموزًا و(سيم) معين فى السرد و .. م الآخر لن تفقه شيئًا ..
لدى مثلًا ذلك الحلم الذى أرى فيه غرفة نومى .. وأمامى ملابس المدرسة ..والوقت كان مساءًا .. وأخى يطلب منى ارتداء ملابس المدرسة والتحضر للذهاب ..لأن أبى يستحم وقد طلب منه أن نكون فى أتم الاستعداد حين ينتهى ..
هناك ذلك الحلم الذى أفقد فيه قدرتى على حل مسائل الرياضيات .. والغريب أننى أخسر فى اختبار الشهر 4 درجات فقط .. وأسمع فى الحلم تصفيقًا لذلك الإنجاز ، لم أجد له -التصفيق- مبررًا على الإطلاق .. وستدرك لماذا بالأخص إذا عرفت أنه لا توجد فتاة فى غرفة الفصل لم تحصل على درجاتها كاملة ونهائية ..
لا أذكر نهاية الحلم ..ولكنى أعتقد أنه ينتهى بى وقد صرت غبية للأبد !! 
لعلى لا أكون متبصرة أو شىء من هذا القبيل ..لست مستعدة لعدو جديد ..خاصة إذا كان عدوًا من نوعية (الغباء) .. 
فمؤكد أنه سيكون "غبيًا" فى مبارازاته معى وسينثر مزيدًا من ذراته فى أنفى بدلًا من جراثيم البرد ..وفى عينىّ بدلًا من غبار النوم ..
 لعلى لا أكون متبصرة .. لعلى لا أكون !!

الاثنين، 17 يونيو 2013

توطأة

لعل هذه خطوة كبيرة .. لعلها بداية شىء ما .. لعل الأمر ينتهى إلى (لا شىء) ..ولعل الأمر لا يشكل فارقًا ولن يقذف بالتقدم التكنولوجى إلى مكان ما ..لعل الأمر من المفترض به ألا يشكل فارقًا من الأصل وأن يحدث فقط كتحصيل حاصل ..لا لشىء إلا الحدوث ..وعلىّ فقط التعامل مع الأمر كروتين .. 
ولعل الأمر يحدث من تلقاء نفسه ليلقننى درسًا كونيًا ما عن (أن تنتظم فى عمل شىء ما) ..
سأسرد لك قصة لطيفة للغاية عن الفتاة المكونة من أعضاء وأجهزة ..ولها جسد ..ولها عقل وتفكر ..
ولهذه الفتاة كان شقيق ..وله ما لها من امتيازات .. أعضاء وأجهزة وجسد وعقل ..
وكان كبقية الأشقاء لا يريد من الحياة أكثر من ألعاب الفيديو والكمبيوتر .. ثم يأتى عيد ميلاد الشقيق ويتوقع من عشيرته أن تجود عليه بالعطاء ولعل جهاز (إكس بوكس) ليس بالشىء الباهظ .. ويطلب من شقيقته التوسط له عند رب العشيرة ..وذكر الـ(إكس بوكس) فى سياق الحديث .. فتذعن له ردًا لدين وخدمة كان قد أسداها لها يومًا ما فى الماضى ..
ووسط نظرات العشيرة الخائفة .. تجتاز الدهليز المؤدى للكهف الضخم ..كهف ذو ثنيات وحفر كأنه جلد رجل عجوز متشقق كمطاط تعرض للأوزون ..
ويبدو الدهليز طويلًا كما الأبد .. ثم تصل أخيرًا .. وتستجمع شجاعتها وتقرر أنها ستدلف إلى هناك .. وستقرر مصير شقيقها بشجاعة .. وقبل أن تشرع فى الدخول .. يتناهى إلى سمعها صوت همهمات أوحت إليها بأن رب العشيرة يهاتف أحدهم .. فوقفت دون حراك .. وأنصتت
"هى العجلة يا إما بلاش ..معاك حق .. هم ناقصين لعب وقرف .. يعملوا رياضة أحسن م القعدة المهببة دى .. أنا هاجيبله عجلة"
ولم تكن بحاجة للإنصات إلى المزيد .. فقد أدركت المضمون على الفور .. أحدهم من فروع العشيرة الأخرى التى تعيش أسفل الهضبة أسدى بـ(نصيحة) إلى رب عشيرتهم بألا يضع عملاته الذهبية على شريط قطار ويعرضها للدهس من قبل ألعاب فيديو سخيفة .. 
وهنا ثارت ثائرتها حين سمعت نهنهات من بعيد .. وأدركت أن شقيقها هو الآخر كان ينصت من بعد ليس بالكبير .. 
عبرت الدهليز برأس مطرقة .. وارتمت جالسة على الأرض الصخرية .. ثم تسمع الصوت يناديها من بعيد ..من داخل الكهف..
"فتاة .. فتاة "
تهب من مكانها وقد سرت فى جسدها قوة غريبة وطاقة جامحة قررت أن تطلق لها العنان لتقرير مصيرها .. عليها الآن أن تواجه الأمر بصورة حازمة ..
مشت بخطوات أقرب للعدو .. وقد ضاقت عيناها وبرقتا وكأنها أحرزت نصرها بالفعل ..
وبدون حتى أن تدرك هذا دلفت إلى الكهف .. 
واندهش العملاق حين رآها وقد لبت النداء بهذه السرعة فقد كان ينتهى للتو من المقطع الأخير من كلمة (فتاة) ..
"ها أنتِ ذا .. لقد هاتفنى رب عشيرة أسفل الهضبة للتو ..وأخبرنى بمعلومات شديدة الخطورة تختص بما ألمحتم علىّ به فى السابق بخصوص هدية عيد الميلاد "
"ثم ؟؟"
"ثم أننى لن أذيب أربعة آلاف عملة ذهبية فى قدر موضوع على نيران بركان فيزوف !! "
"أربعة آلاف ؟؟ ..إن ثمنه لا يتعدى الألف !! "
قالتها بشجاعة مشوبة ببعض الإستسلام وكأنها تطلب منه الصفح لو أغضبه أسلوبها فى الحديث 
بدأت عيناه تلمّح بتكون حمم بركانية من الماجما ..سرعان ما ستتحول إلى (لافا) لو لم تتوخ الحذر ..
"لن تصححى لى معلوماتى .. لقد أخبرنى زعيم العشيرة أنه يُقَدَّر بهذا الثمن .. وهو يسكن هناك بجانب مركز التصنيع .. لن تكونى أدرى منه .. ثم ما الشىء الجديد الذى سيضاف إلى ذاك الجهاز ليجعله مختلفًا عن الجهاز المملوك لشقيقكِ أصلًا فى الوقت الحالى ..إنها أجهزة واحدة وألعابها واحدة ..ما الفارق ؟؟"
لم تدر أية قوة دفعت لسانها إلى التلفظ بهذه الكلمات ولكنها قالتها على أية حال ..
"أنت لم تجربها حتى من قبل ..أنت لم تلعبها من قبل ..ورب عشيرة أسفل الهضبة لم يفعل كذلك .. فلا تحكما على شىء أنتما أقرب فيه إلى الجهل التام والضحالة !! "
ومن الواضح أنها أيقظت شيئًا ما به ..فانتفض وسكت ثم ثار وصرخ فيها :
"لا تتحدثى عنه بهذه الطريقة .. ألم تتلقى دروسًا فى التهذيب قبلًا ؟؟! "
خرجت من الكهف دون كلمة اضافية وتركته يموج فى غضبه ..وخشت أن تخرج النيران من أنفه كعادته حين يغضب فتصيّرها إلى رماد فى الحال ..فآثرت السلامة بالخروج ..
وتحلقت العشيرة حولها تتأملها وتنهال عليها بسهام الكلام .. ويملأون الأعين منها فهى التى تحدثت إلى عملاق الكهف رب العشيرة ..
"فتاة ..فتاة"
إنه يناديها من جديد ..لعله استجمع (الماجما) بداخله وسينفثها فيها حالما تدخل إلى هناك ..
ولكنها عبرت الدهليز على أى حال بعد أن تخلصت من حلقة العشيرة التى تجمهرت حولها ..
ولم تصح توقعاتها ولم تُحال إلى رماد .. إنما دخلت إلى هناك بأمان .. 
"أروح أجيب العجلة ؟؟ ..ولا ايه ؟؟"
فردت بعد أن أطرقت برأسها وبصوت منخفض :
"هو مش هايعمل حاجة بالعجلة !! "
هنا ثار بشدة :
"بطلى قلة أدب .. أحسن برضه ..مش جايب حاجة !! "
خرجت من هناك تدور بخلدها آلاف التساؤلات .. ما (قلة الأدب) فيما قالت ؟؟ .. ثم أن غضبته جاءت على ما لا يستحق كل ذلك الغضب ..
ينادى من جديد ..
"فتاة .. فتاة "
تعبر الدهليز من جديد .. ناولها القربة التى يستخدمونها فى الشرب وأخبرها :
"طعم الماء غريب .. بدلى الماء بآخر .."
كادت تذهب دون كلمة أخرى ولكنه استوقفها حين قال :
"وبلاش قلة الأدب اللى بتتكلمى بيها دى ..يعنى ايه تقوليلى (مش عايزين حاجة من حد) ؟؟"
هنا انتبهت حواسها وتحفزت بعد أن كانت قد تشتت ...
"ماذا ؟؟ .. أنا حتى لم أقل هذا !!"
وفى جزء من الثانية أدركت الخطأ الشنيع الذى حدث ..وأدركت لم ثارت ثائرته منذ القليل ولم صرخ بها قائلًا :(بطلى قلة أدب) ..
"لحظة واحدة .. أنا لم أقل (مش عايزين حاجة من حد) .."
انتفض غاضبًا وقال :"أتنسين ما تفوهتى به للتو ؟؟..أتنكرين ما أقبلتى عليه من كلام ؟؟"
قالت بصوت عالٍ شبه متوسل : "أنا لم أقل (مش عايزين حاجة من حد) ..بل قلت (مش هايعمل حاجة بالعجلة) .. ولعل الأمور اختلطت عليك .. أقسم أننى لم أقل هذا !! "
فهز رأسه وكأنه يصارع شياطينه الغاضبة ..
"صح صح .. أنا من تراودنى التهيؤات !! "
لم تحاول حتى إقناعه ببراءتها ..لأنها تدرك أنه شديد المراس ولن يشكك أبدًا فيما تمليه عليه حواسه ..
بل خرجت من هناك تتأمل سخرية القدر .. وتعزى أخاها .. وتندب الهدية الضائعة .. لعل العجلة لم تكن بهذا السوء ..
ولكنها الكوميديا الساخرة التى اختصت بها الحياة .. ماذا بوسعها أن تفعل !! 
....
فى الواقع هذه القصة اللطيفة لم تضف شيئًا ولم أرد بها إلا محاولة امتاعك ..وكأنى أحاول تقليد أسلوب الحياة الساخر فى الكتابة ..عن طريق سرد حكاياتها الساخرة ..فلعلى أكون كاتبة من غبار كتابات تلك الكاتبة (الحياة) الساخرة ..
ولعل الأمر يكون ذا نفع وأتعلم منها الإنتظام يومًا ما !!