قالوا نكتب عن الأحلام .. قلت فلأكتب عن الأحلام .. توقعت -بشكل ما- أن يكون ذاك هو موضوعنا القادم .. أو أننى فقط توقعت أنه قادم فى وقت ما لا محالة .. أأكتب عن أحلامى التى أراها فى نومى ..ولهذا الموضوع ملأت عدة صفحات من نوتة وكشكول على مر العامين الماضيين .. أم أكتب عن الأحلام التى على غرار : (باحلم أموت مستريحة) أو (باحلم بعروسة باربى أصحى ألاقيها جنبى ع المخدة) .. لست انحيازية يا عزيزى - لست كذلك فى هذا الأمر على الأقل- .. ولكنى -والحق يقال- أُفضّل الكتابة عما يتراءى لى أثناء نومى .. لدى نوتة أرجوانية اللون من آخر أعوام عهد الأسطورة .. كنت أكتب فيها ما يتراءى لى فى النوم..لدىّ بضعة صفحات كذلك فى دفتر مذكراتى عن أحلام رأيتها فى وقت قريب .. فقد مررت بفترة كانت أحلامى تُنحت فى ذاكرتى ..ما يقرب من الخمسة أحلام فى الليلة الواحدة .. فكاد عقلى يخرج من جلد رأسى ويتمرد على الجمجمة وينفجر ..وتتناثر أشلاءه على حوائط الغرفة وتفسد طلاءها .. فاضررت إلى القىء الفكرى على الورق فى دفتر المذكرات .. ربما أعتمد على ذلك الدفتر فى يوم من أيام التدوين عن الأحلام .. وربما أبذل جهدًا أكبر فى تذكر أحلامى .. ربما أذكر أحلامًا من عهد الأسطورة .. ربما .....
الإحتمالات كثيرة .. الإحتمالات أكبر من أن أحتويها جميعها ..
لذا دعنى أستخرج حلمًا جاءنى فى أيام عهد الأسطورة .. لنركب آلة الزمن الآن .. ونعود للعام 2003 .. عامى الخامس .. بعد أن تعلمت القراءة .. وما كدت أن أفعل حتى شرعت فى تحقيق تطلعى الذى احتل خلاياى منذ كنت فى الثالثة ..أن أحصل على تذكرة إلى ذلك العالم .. أعنى قراءة (صرخة الرعب) التى كانت شقيقتى المراهقة -وقتها- تجمعها كجامع محارم ورقية ومناشف من التى يوزعونها فى الطائرات فيركب الطائرة ويقوم بعدة رحلات خصيصًا للحصول عليها ..
العدد الأول الذى قرأته حينها كان (القناع) .. الذى يحكى عن الفتاة التى اشترت قناعًا لعيد الهالووين .. فالتصق القناع بوجهها واتضح أن له روحًا خاصة به .فتحاول تمزيقه بالمقص فلا تجد قاعًا للقناع حتى تبدأ منه التمزيق ..فترمح فى الشوارع كالجواميس البرية الطليقة وتـ.... إلخ ..
كانت شقيقتى تُحرّف الأحداث حين أطلب منها أن تسردها علىّ -قبل أن أطّلع على أسرار الكلمات- ،وذلك ما اكتشفته بعد أن قرأت (القناع) تلك .. لعلها أحبت أن تستوحى قصتها الخاصة تستخدم مخيلتها قليلًا علىّ ..
المهم ، فى ليلة رأيت نفسى مستلقية على السرير الذى اعتدت مشاركته مع شقيقتى .. فى الحلم أستيقظ لسبب ما ..وكأن ثمة شىء علىّ أن أراه الآن ولا مفر من رؤيته .. أستيقظ من نومى فى الحلم ..فأرى كتلة سوداء مستلقية على السرير بجانبى ..
"إيمان .. إيمان .."
تستدير فأرى وجهها ..القناع على غلاف الرواية .. على جسدها النحيل بدلًا من الوجه .. يضحك ..
صرختى .. ثم استيقاظى الحقيقى ...
حلم آخر يعتمد على (الحركة البطيئة) المستفزة فى الأحلام ..وكأنه فيلم ردىء بالسرعة البطيئة .. فى الحلم أجلس مع اخوتى على الأريكة .. نتحادث .. ثم فجأة وبدون كلمة ينظران -شقيقى وشقيقتى- لبعضهما ..ويهبان قيامًا من فوق الأريكة ..
"ايه ؟؟ ..قمتوا ليه ؟؟ "
لا رد .. وجوههم امتقعت ..ولم يردا .. نظراتهم قاسية .. وكأنهما فى ماراثون تذهب أرباحه للجمعيات الخيرية . سابقا الريح إلى المطبخ ..بعيدًا عن الأريكة ..إلى أمى حيث الأمان . . شعرت بارتعادة ..تركانى ..وأنا أشعر بحركة مريبة .. أعرف أن ثمة شىء سيخرج الآن من خلف الأريكة ويفعل .... لا أعرف ما سيفعله ..لكننى أعرف تمامًا ما لن يفعله .. أعرف أنه لن يفعل بى خيرًا فقط ..
"استنونى .. استنونى "
حركة خلف الأريكة ..
"ثانية .. استنونى .."
خرفشة حول الأريكة
"لحظة استنونى"
كانت ركبتاى بوزن طن أو ما يزيد .. وكل ساق من ساقىّ تزن ما يزيد عن وزن ركبتىّ..
انتهى أمرى ..لقد ظهر ..
أرفع ساقىّ بما أوتيت من قوة .. لماذا لا أتحرك .. هل أصبت بداء الفيل فصرت لا أقدر على رفع قدمىّ ملليمترًا عن الأرض .. لا أعرف ما رأيته بالضبط ..لكنه كان مريعًا .. واستيقظت صارخةً كالعادة...
تذكرت الآن شيئًا مريعًا أود أن أسرده فى الغد .مستخرج من مناجم عقلى الباطن ومن تحت ركام أحلامى ..
لا أدعى أن أحلامى السخيفة تلك تحوى شيئًا من الشفافية .. ولن أسير فى الشارع صارخةً أن الرؤيا أتتنى .. وألقب نفسى بالـ(شيخة) ،وأنشر عبق البخور أينما ذهبت .. أعنى ... لا تهتم ..فلست هنا للإمتاع أو للإستمتاع ..أنا أكتب فقط يا عزيزى.. سمه قيئًا فكريًا ،أى اسم يروق لك...
إننى أنفث الحروف بلا حساب .. ليس على التنين حرج ..معدته تحترق من النيران داخلها وقد بلغت الحلقوم .. ووجدت طريقها للخروج .. لا تمنع التنين من نفثها يا عزيزى .. فهو تنين !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق