(سـ)ـاعدها لكى تصعد الدرج .. قسماته تبدو عليها الحنكة .. يبدو أنه قام بالأمر لعدة مرات ..حتى لم يعد يرى الفارق بين الجريمة والواجب .. ولا يرى أى اقتران بين الجريمة والعقاب .. ولا يفترض أن الرحمة هى ما يكبح المرتكب عن ارتكابها ..بل يراها هى -الجريمة- الرحمة عينها !!
"لازم أساعدك يا حجّة .. الشنط هاتدخل لحد عندك فى المطبخ"
كانت المرأة العجوز المتصابية قد عادت لتوها من كوافير (نانى) القابع عند أول الشارع ..وقد أخبرها (نانى) هذا بينما يتلمس فروة رأسها التى لم يبق منها إلا غبار شعر :
"خلاص يا حجّة ..هاصبغلك فيه ايه ؟؟ .. "
وقد حاول المدعو (نانى) أن يخلع على طريقته فى الحديث نبرة من الألم أو الشفقة أو حتى التعاطف .. لكنها خرجت قاسية متراخية وغير مبالية .. العجوز تأتيه كل عشرة أيام تقريبًا طالبةً صبغ شعرها -أو ما تبقى منه- ..فيلف رأسها بالصبغة .. ويتلطخ جلد رأسها باللون الأصفر الضارب ..وحين تتشرب الشعيرات الباقية على رأسها اللون الأصفر ..فإنه يفعل ما بوسعه لإزالة لطخات الصبغة من على جلد رأسها العارية من الشعر .. كل هذا وهى مرسلة رأسها إلى الوراء مسندةً إياها على ظهر الكرسى الأسود أمام المرآة فى صالون (نانى) للتجميل .. لا تلق بالًا للنظر إلى عملية الصبغة - التى يجريها نانى فى أناة وصبر- فى المرآة .. هى فقط تتأمل السقف وتدندن من حين لآخر بأغنية صباح (يانا يانا) .. وتتساءل فى سرها عن عدد العمليات التى أجرتها لتبدو فى ذلك المظهر ..كم تبلغ من العمر صباح هذه ؟؟ ..هى ليست أصبى منى على أية حال .. سيبذل نانى قصارى جهده وسأنفحه بقشيشًا لن يجد بعده مجالًا للرفض ..
اليوم أخذت تحايله لكى يفعل ما بوسعه من جديد
"اعمل فيه أى حاجة .. وأنا هاديك اللى انت عايزُه"
إنه يشعر بـ(لا جدوى ) الأمر ..لكنه يضع الصبغة على رأسها فى كل الأحوال..
تعطى (نانى) حقه الذى استحقه عن جدارة .. اضاعة وقته لصبغ عدة شعيرات تستطيع أن تراها فقط ببصر حاد أو بعدسة مكبرة ..
تضع (البندانة) حول مقدمة رأسها لتدارى البقعة الكبيرة الخالية من الشعر .. وتتحسس الشعيرات المصبوغة كطفلة صففت لها أمها شعرها بالسيشوار للمرة الأولى ..
تخرج من صالون نانى لتمشى بصعوبة إلى الماركيت متحاملة على نفسها ..فتشترى ما يلزمها للـ(دايت) الذى تسير عليه .. زبادوو .. بسكويت دايجستيف .. خبز بنى .. زبدة فول سودانى خالية من الزيوت النباتية .. عصير بيور .. بروكلى .. وشتى أنواع الفاكهة .. تكدس كل هذا فى عربة التسوق ..وتمشى مشيًا أقرب للعرج إلى الكاشيير .. يعبأون لها كل شىء فى أكياس .. ويساعدها أحيانًا ذلك الصبى المراهق فى حمل كل تلك الأكياس ثقيلة الوزن .. لكنه اليوم لم يكن هناك .. عرضوا عليها أن يصحبها (سامح) الشاب الذى يشرف على تعبأة الثلاجات بالمشروبات وتنظيم البضائع على الأرفف .. لكنها لم تذعن مدعية أنها ستتولى الأمر .. أشعرها ذلك بأن بإمكانها التخلى عن الآخرين .. لم لا ؟؟ ..
بالطبع كادت تتهاوى كبناية تالفة الأساسات بعد ابتعادها عدة أمتار عن (الماركيت) .. الأكياس تفرغ محتواياتها على الرصيف ..وهى لا تقدر حتى على الإنحناء لجمعها من جديد .. بتنورتها المزركشة وبلوزتها السوداء قصيرة الأكمام ارتمت جالسةً على الرصيف .. تتنفس بصعودة وصدرها يعلو ويهبط ..
كان ذلك حين رآها هو !!
يُتبَع ...
"لازم أساعدك يا حجّة .. الشنط هاتدخل لحد عندك فى المطبخ"
كانت المرأة العجوز المتصابية قد عادت لتوها من كوافير (نانى) القابع عند أول الشارع ..وقد أخبرها (نانى) هذا بينما يتلمس فروة رأسها التى لم يبق منها إلا غبار شعر :
"خلاص يا حجّة ..هاصبغلك فيه ايه ؟؟ .. "
وقد حاول المدعو (نانى) أن يخلع على طريقته فى الحديث نبرة من الألم أو الشفقة أو حتى التعاطف .. لكنها خرجت قاسية متراخية وغير مبالية .. العجوز تأتيه كل عشرة أيام تقريبًا طالبةً صبغ شعرها -أو ما تبقى منه- ..فيلف رأسها بالصبغة .. ويتلطخ جلد رأسها باللون الأصفر الضارب ..وحين تتشرب الشعيرات الباقية على رأسها اللون الأصفر ..فإنه يفعل ما بوسعه لإزالة لطخات الصبغة من على جلد رأسها العارية من الشعر .. كل هذا وهى مرسلة رأسها إلى الوراء مسندةً إياها على ظهر الكرسى الأسود أمام المرآة فى صالون (نانى) للتجميل .. لا تلق بالًا للنظر إلى عملية الصبغة - التى يجريها نانى فى أناة وصبر- فى المرآة .. هى فقط تتأمل السقف وتدندن من حين لآخر بأغنية صباح (يانا يانا) .. وتتساءل فى سرها عن عدد العمليات التى أجرتها لتبدو فى ذلك المظهر ..كم تبلغ من العمر صباح هذه ؟؟ ..هى ليست أصبى منى على أية حال .. سيبذل نانى قصارى جهده وسأنفحه بقشيشًا لن يجد بعده مجالًا للرفض ..
اليوم أخذت تحايله لكى يفعل ما بوسعه من جديد
"اعمل فيه أى حاجة .. وأنا هاديك اللى انت عايزُه"
إنه يشعر بـ(لا جدوى ) الأمر ..لكنه يضع الصبغة على رأسها فى كل الأحوال..
تعطى (نانى) حقه الذى استحقه عن جدارة .. اضاعة وقته لصبغ عدة شعيرات تستطيع أن تراها فقط ببصر حاد أو بعدسة مكبرة ..
تضع (البندانة) حول مقدمة رأسها لتدارى البقعة الكبيرة الخالية من الشعر .. وتتحسس الشعيرات المصبوغة كطفلة صففت لها أمها شعرها بالسيشوار للمرة الأولى ..
تخرج من صالون نانى لتمشى بصعوبة إلى الماركيت متحاملة على نفسها ..فتشترى ما يلزمها للـ(دايت) الذى تسير عليه .. زبادوو .. بسكويت دايجستيف .. خبز بنى .. زبدة فول سودانى خالية من الزيوت النباتية .. عصير بيور .. بروكلى .. وشتى أنواع الفاكهة .. تكدس كل هذا فى عربة التسوق ..وتمشى مشيًا أقرب للعرج إلى الكاشيير .. يعبأون لها كل شىء فى أكياس .. ويساعدها أحيانًا ذلك الصبى المراهق فى حمل كل تلك الأكياس ثقيلة الوزن .. لكنه اليوم لم يكن هناك .. عرضوا عليها أن يصحبها (سامح) الشاب الذى يشرف على تعبأة الثلاجات بالمشروبات وتنظيم البضائع على الأرفف .. لكنها لم تذعن مدعية أنها ستتولى الأمر .. أشعرها ذلك بأن بإمكانها التخلى عن الآخرين .. لم لا ؟؟ ..
بالطبع كادت تتهاوى كبناية تالفة الأساسات بعد ابتعادها عدة أمتار عن (الماركيت) .. الأكياس تفرغ محتواياتها على الرصيف ..وهى لا تقدر حتى على الإنحناء لجمعها من جديد .. بتنورتها المزركشة وبلوزتها السوداء قصيرة الأكمام ارتمت جالسةً على الرصيف .. تتنفس بصعودة وصدرها يعلو ويهبط ..
كان ذلك حين رآها هو !!
يُتبَع ...
هفضل مستنية لحد بكرة :)
ردحذفأسلوبك في القص رائع :)
أسرتِني :)
يا رب الحلقة الثانية يبقى ليها نفس الوَقع D:
حذفشكرًا :)
ردحذفحلوه اوي .. عجبني اسلوبك ف العرض
دمت مميزة