طيب .. كنت أتوق دومًا إلى بعض المساحة ..يطلقون عليها -أحيانًا- الحرية .. بعض المساحة لى وحدى ..الجميع فى حاجة إلى المساحات ..وإلا فلم كان العالم واسعًا .. ليأخذ كل مساحته الخاصة..نعم هو كذلك ..
أحصل على تلك المساحة -يا عزيزى- حين أكون على دراجتى ..حين أضع مفاتيح قِفل الجنزير فى جيب بنطالى الجينز .. وأراقب شفتىّ أمى تتحركان بلا هوادة ..لم أعد أعى مما تقول شيئًا .. أنا فقط أحدق .. وأقول من حين لآخر :"هممممم.. امممم" ..بالتناوب بين الـ(همممم) -التى تبتدأ بالهاء- والـ(إممممم) - التى تبتدأ بالألف -.. تردد الكثير من (ماتتأخريش) و (حاولى ماتطلعيش ع الشارع الرئيسى) .. وخلاف ذلك ..وحين تطلق سراحى -أخيرًا- أقفز فوق درجات السلم نزولًا .. أصل إلى ذلك الموضع من الدرابزين فى الدور الأرضى .. أمام بئر السلم المظلمة ..الجنزير مُلتف حول الدرابزين وحول الدراجة .. والقفل يجمع طرفىّ الجنزير
..أُخرج المفاتيح من جيب سروالى .. ينفتح القفل .. أربط الجنزير حول الدرابزين -ولا أدرى أى نوع من اللصوص يخاطر بدخول بناية لسرقة سلسلة حديدية -جنزير- وقفل .. ثم أجاهد لفتح باب العمارة بينما أجر العجلة إلى جانبى ..
أصوات سيدات تقتحم أذنى على غير استحياء .. أمهات يتحدثن عن (السوق مابقاش يدخل المدينة) أو (اتفقنا مع مدرس زى الفُل عشان الواد سامح ) .. يرمقننى شذرًا وبنظرة متفحصة .. تشعرنى وكأن لسان حالهم يقول : "آدى آخرة البنات ..البت راكبالنا عجلة ونازلة تدور بيها فى الشوارع"
أرفع رأسى ولا أبالى .. ففى ثوانٍ سينمحى وجودهن من أمامى .. سيحل مكانه الأفق ..
الحرارة شديدة .. رأسى يدور .. ألهث .. منزَل .. ثم مطلع .. أتحرك بسرعة فى البداية ثم تنقطع أنفاسى ويضربنى القيظ على أم رأسى وأستكمل المطلع على قدمىّ .. منحدر واحد تليه مطالع مطالع مطالع ..
لِم أشعر بالشقاء يلفنى إذن وقد نلت مبتغاى من المساحة ؟..
حسن .. إدراك السبب ليس بالأمر المستعصى .. المدينة تبدو كمدينة أشباح فى مثل هذه الساعة .. اللهم من بعض عمال النظافة يروحون ويجيئون ..منهمكين فى حمل أكياس سوداء لا تدرى محتواها أبدًا .. أهى قمامة أم فقط بعض الجثث ..!
هناك بضعة سيارات كذلك .. خمسة سيارات -لا غير- مرّت حذائى خلال تلك الجولة الطويلة .. الجميع مشغول بالـ(شىء ما) خاصته .. مساحات شاسعة تخلو من المارة .. صاحب الكافيتيريا اليتيمة التى تقبع بين الأشجار يرمقنى بشىء من الفضول .. وراكبو الدراجات البخارية كذلك .. ما مشكلتهم ؟
الوَحشة .. تلك هى الكلمة .. أنا وحيدة بغباء ..ذلك هو الأمر ...
أجرّ قدمىّ إلى المنزل من جديد .. صعلوكان يستندان على السور المحيط بالعمارة .. بالتأكيد يتحدثان عن فتاة ما أو يتبادلان النكات البذيئة .. بالطبع لم أسلم من بضعة كلمات من تلك الكلمات المحفوظة فى أى قاموس معاكسة ..
أمرّ بسرعة وعيناى صوب باب العمارة .. أرى بطرف عينى نظراتهما تتحول إلىّ على الفور .. ويبدأ واحد -بدون سابق إنذار أو مبرر- فى إنشاد مقطع من أغنية ما .. والكثير من كلمات (آه يا قلبى ) و( الشوق هايموتنى) إلى آخر ذلك الهراء ..
أربعة درجات وأصل إلى الباب .. أرفع الدراجة عن الأرض وأبدأ فى الصعود .. فتتناهى إلى سمعى الكثير من الـ (أووووو ) والـ(واااااو) و الـ(ايه القوة دى) .. أدلف إلى الداخل مستشعرةً النظرات تخترقنى من الخلف .. أترك الباب لـ(يترزع) فى وجوههم .. لا زلت أسمع أصواتهم التى تذكرنى بالعناكب -ولا أدرى لذلك سببًا -
المهم يعنى .. ايه علاقة ده بالشىء وضده ..
بُص يا عزيزى ..أنا حصلت على مساحتى الخاصة .. ولسة برضه شقية .. شقية !!
أحصل على تلك المساحة -يا عزيزى- حين أكون على دراجتى ..حين أضع مفاتيح قِفل الجنزير فى جيب بنطالى الجينز .. وأراقب شفتىّ أمى تتحركان بلا هوادة ..لم أعد أعى مما تقول شيئًا .. أنا فقط أحدق .. وأقول من حين لآخر :"هممممم.. امممم" ..بالتناوب بين الـ(همممم) -التى تبتدأ بالهاء- والـ(إممممم) - التى تبتدأ بالألف -.. تردد الكثير من (ماتتأخريش) و (حاولى ماتطلعيش ع الشارع الرئيسى) .. وخلاف ذلك ..وحين تطلق سراحى -أخيرًا- أقفز فوق درجات السلم نزولًا .. أصل إلى ذلك الموضع من الدرابزين فى الدور الأرضى .. أمام بئر السلم المظلمة ..الجنزير مُلتف حول الدرابزين وحول الدراجة .. والقفل يجمع طرفىّ الجنزير
..أُخرج المفاتيح من جيب سروالى .. ينفتح القفل .. أربط الجنزير حول الدرابزين -ولا أدرى أى نوع من اللصوص يخاطر بدخول بناية لسرقة سلسلة حديدية -جنزير- وقفل .. ثم أجاهد لفتح باب العمارة بينما أجر العجلة إلى جانبى ..
أصوات سيدات تقتحم أذنى على غير استحياء .. أمهات يتحدثن عن (السوق مابقاش يدخل المدينة) أو (اتفقنا مع مدرس زى الفُل عشان الواد سامح ) .. يرمقننى شذرًا وبنظرة متفحصة .. تشعرنى وكأن لسان حالهم يقول : "آدى آخرة البنات ..البت راكبالنا عجلة ونازلة تدور بيها فى الشوارع"
أرفع رأسى ولا أبالى .. ففى ثوانٍ سينمحى وجودهن من أمامى .. سيحل مكانه الأفق ..
الحرارة شديدة .. رأسى يدور .. ألهث .. منزَل .. ثم مطلع .. أتحرك بسرعة فى البداية ثم تنقطع أنفاسى ويضربنى القيظ على أم رأسى وأستكمل المطلع على قدمىّ .. منحدر واحد تليه مطالع مطالع مطالع ..
لِم أشعر بالشقاء يلفنى إذن وقد نلت مبتغاى من المساحة ؟..
حسن .. إدراك السبب ليس بالأمر المستعصى .. المدينة تبدو كمدينة أشباح فى مثل هذه الساعة .. اللهم من بعض عمال النظافة يروحون ويجيئون ..منهمكين فى حمل أكياس سوداء لا تدرى محتواها أبدًا .. أهى قمامة أم فقط بعض الجثث ..!
هناك بضعة سيارات كذلك .. خمسة سيارات -لا غير- مرّت حذائى خلال تلك الجولة الطويلة .. الجميع مشغول بالـ(شىء ما) خاصته .. مساحات شاسعة تخلو من المارة .. صاحب الكافيتيريا اليتيمة التى تقبع بين الأشجار يرمقنى بشىء من الفضول .. وراكبو الدراجات البخارية كذلك .. ما مشكلتهم ؟
الوَحشة .. تلك هى الكلمة .. أنا وحيدة بغباء ..ذلك هو الأمر ...
أجرّ قدمىّ إلى المنزل من جديد .. صعلوكان يستندان على السور المحيط بالعمارة .. بالتأكيد يتحدثان عن فتاة ما أو يتبادلان النكات البذيئة .. بالطبع لم أسلم من بضعة كلمات من تلك الكلمات المحفوظة فى أى قاموس معاكسة ..
أمرّ بسرعة وعيناى صوب باب العمارة .. أرى بطرف عينى نظراتهما تتحول إلىّ على الفور .. ويبدأ واحد -بدون سابق إنذار أو مبرر- فى إنشاد مقطع من أغنية ما .. والكثير من كلمات (آه يا قلبى ) و( الشوق هايموتنى) إلى آخر ذلك الهراء ..
أربعة درجات وأصل إلى الباب .. أرفع الدراجة عن الأرض وأبدأ فى الصعود .. فتتناهى إلى سمعى الكثير من الـ (أووووو ) والـ(واااااو) و الـ(ايه القوة دى) .. أدلف إلى الداخل مستشعرةً النظرات تخترقنى من الخلف .. أترك الباب لـ(يترزع) فى وجوههم .. لا زلت أسمع أصواتهم التى تذكرنى بالعناكب -ولا أدرى لذلك سببًا -
المهم يعنى .. ايه علاقة ده بالشىء وضده ..
بُص يا عزيزى ..أنا حصلت على مساحتى الخاصة .. ولسة برضه شقية .. شقية !!
{أُخرج المفاتيح من جيب سروالى .. ينفتح القفل ..} , معقول ؟؟؟ بمجرد اخراج المفاتيح .. ينفتح القفل لوحده ؟؟؟!! شيء لا يُصدق حقيقة ً !
ردحذف