لو أخبرتك أن خزينتى قد نفدت من ذكريات الأحلام ..فهل ستصدقنى ؟؟ .. ذاكرتى ليست على ما يرام فى الآونة الأخيرة .. هناك ذلك الحلم السخيف عن احتلال الحشرات .. حينما حزمنا أمتعتنا واستعددنا للرحيل بعيدًا عن الغزو .. حين توسلنا إلى شقيقتى التى كانت -فى الحلم- تجلس أمام شاشة الكومبيوتر القديم مشدوهة .. مغيبة وكأن غمامة ما قد غطت على بصرها ..فلم تعد ترى إلا ما يظهر على الشاشة .. توسلنا إليها أن تلحق بنا . توسلنا إليها بينما الحشرات تعبث من حولها ..واحدة تتلوى على الجدار وأخرى تتدلى من السقف وقد قاربت قوى الجاذبية على اسقاطها ..وأخرى تسير بمفصلاتها الشبيه بالشعر على شاشة الكومبيوتر .. أخبرتنا بينما تكاد لا تبعد بصرها عن الشاشة المضيئة أن لا تقلقوا ..سأضع الإسدال فوق جسدى وملابس البيت .وسألحق بكم ..وسيكون كل شىء على ما يرام .. أخذناه منها وعدًا مقطوعًا ومحسوبًا عليها ..ولا أدرى كيف أتى لنا الرحيل دونها .. وحين تركنا البناية .. وأخذنا سلالم الجاراج قفزًا كصراصير الحقل .. وحين أوينا للسيارة نحتمى بها ونتوسل بها للرحيل والنفاذ من ذلك الكابوس ..أعلن أبى أن علينا شراء بعض المؤونات .. رأينا الجموع تهرب وتجرى بما جمعت وحملت من ثمين المقتنيات والمتاع .. ذلك المتجر عند الجاراج ..إنه متجر مشويات -فى واقعنا- ..فى الحلم أراه وقد تحول إلى متجر بقالة .. لعل الكارثة اضطرت أصحابه إلى ذلك الإجراء بغية الحصول على مكسب أكثر ..فالجميع يهرع بلا تفكير إلى أول بقالة للإتيان على المؤن والأطعمة .. خرج أبى من السيارة .. وشق الزحام وعاد لنا حاملًا كيسًا من المقرمشات .. أعطاه إياى وأخى قائلًا : "نوع جديد من الشيبسى .. شيبسى بالجبنة القريش!! "
تتسع عيناى وأصرخ صرخة اشمئزاز : "بالجبنة القريش ؟؟ ..يع !"
ويشاركنى شقيقى العواء الإشمئزازى الصريح .. وينتهى الحلم فجأة ..أظن أن الكابوسية فى الأمر ليست فيما يتعلق بغزو الحشرات الذى سيأتى على البشرية كما يحدث فى أفلام الزومبى .. الكابوسية فى الأمر -كذلك- ليست فيما يتعلق بترك شقيقتى فى المنزل والتخلى عنها وفقدانها تحت جحافل الحشرات التى بالتأكيد أتت عليها وهى جالسة لا تفقه مما يحدث شيئًا أمام الشاشة المضيئة ..إنما الكارثة -وأظنك خمنتها - هو أن مؤونتنا الوحيدة -والله يدرى متى سنجرى تجديدًا لها أو نحصل على غيرها - كانت : شيبسى بالجبنة القريش ..تصور المعاناة التى سيعانيها أولئك الموازيين لعائلتى -أبطال الحلم- ..كيف ستتعامل (أنا) فى الحلم مع الموقف ..لعلها الآن تعيش فى مأوى ما وقد صار الشيبسى بالجبنة القريش غذاءها الروحى .. أو ربما لم تتحمل الأمر وماتت بعد القضمة الأولى ..لعلها تضورت جوعًا لأيام وكادت تموت . إن لم تقتلها الحشرات فسيقتلها الجوع بالتأكيد .. لربما دسّت أمها الموازية لأمى بعض القطع من الشيبسى فى فيها أثناء نومها .. وربما ما إن تذوقت حلمات لسانها المذاق حتى توقفت عن التنفس بعد شهقة قصيرة وحشرجة ..وتموت المسكينة فى العام الخامس عشر من حياتها ..
أتعلم ؟ .. ربما يكونون -هم الذين يعيشون فى العوالم الموازية- يرون مشاهد من حياتنا فى أحلامهم مثلما نرى نحن فى المنام .. ربما لو لم تمت (أنا) الأخرى تحت تأثير شيبسى الجبن القريش لكانت الآن تغط فى النوم وترانى كما أنا جالسة الآن أمام شاشة اللاب توب .. أكتب تدوينة جديدة ضمن فعاليات ما يسمى بالحوليات التدوينية .. ستندهش للإسم فهى لم تر حاسوبًا أو تلج إلى الشبكة العنكبوتية منذ بدأ الغزو ..وستتساءل من أين أتى ذلك المصطلح (حوليات تدوينية) .. وستتساءل لماذا ترى فى الحلم منزلها وغرفتها ولاب توبّـ(ها) .. وستعلل ذلك بالحنين إلى حياتها القديمة قبل الغزو ..لكنها ستظل تتساءل عن ذلك المصطلح العجيب (حوليات تدوينية) .. ولن تجد له معنى معين بالتأكيد ..
لعلها تتوصل للحقيقة يومًا ما !!
تتسع عيناى وأصرخ صرخة اشمئزاز : "بالجبنة القريش ؟؟ ..يع !"
ويشاركنى شقيقى العواء الإشمئزازى الصريح .. وينتهى الحلم فجأة ..أظن أن الكابوسية فى الأمر ليست فيما يتعلق بغزو الحشرات الذى سيأتى على البشرية كما يحدث فى أفلام الزومبى .. الكابوسية فى الأمر -كذلك- ليست فيما يتعلق بترك شقيقتى فى المنزل والتخلى عنها وفقدانها تحت جحافل الحشرات التى بالتأكيد أتت عليها وهى جالسة لا تفقه مما يحدث شيئًا أمام الشاشة المضيئة ..إنما الكارثة -وأظنك خمنتها - هو أن مؤونتنا الوحيدة -والله يدرى متى سنجرى تجديدًا لها أو نحصل على غيرها - كانت : شيبسى بالجبنة القريش ..تصور المعاناة التى سيعانيها أولئك الموازيين لعائلتى -أبطال الحلم- ..كيف ستتعامل (أنا) فى الحلم مع الموقف ..لعلها الآن تعيش فى مأوى ما وقد صار الشيبسى بالجبنة القريش غذاءها الروحى .. أو ربما لم تتحمل الأمر وماتت بعد القضمة الأولى ..لعلها تضورت جوعًا لأيام وكادت تموت . إن لم تقتلها الحشرات فسيقتلها الجوع بالتأكيد .. لربما دسّت أمها الموازية لأمى بعض القطع من الشيبسى فى فيها أثناء نومها .. وربما ما إن تذوقت حلمات لسانها المذاق حتى توقفت عن التنفس بعد شهقة قصيرة وحشرجة ..وتموت المسكينة فى العام الخامس عشر من حياتها ..
أتعلم ؟ .. ربما يكونون -هم الذين يعيشون فى العوالم الموازية- يرون مشاهد من حياتنا فى أحلامهم مثلما نرى نحن فى المنام .. ربما لو لم تمت (أنا) الأخرى تحت تأثير شيبسى الجبن القريش لكانت الآن تغط فى النوم وترانى كما أنا جالسة الآن أمام شاشة اللاب توب .. أكتب تدوينة جديدة ضمن فعاليات ما يسمى بالحوليات التدوينية .. ستندهش للإسم فهى لم تر حاسوبًا أو تلج إلى الشبكة العنكبوتية منذ بدأ الغزو ..وستتساءل من أين أتى ذلك المصطلح (حوليات تدوينية) .. وستتساءل لماذا ترى فى الحلم منزلها وغرفتها ولاب توبّـ(ها) .. وستعلل ذلك بالحنين إلى حياتها القديمة قبل الغزو ..لكنها ستظل تتساءل عن ذلك المصطلح العجيب (حوليات تدوينية) .. ولن تجد له معنى معين بالتأكيد ..
لعلها تتوصل للحقيقة يومًا ما !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق