كانت تمر على ذلك المكان كل ليلة .. الساحة والأتوبيسات ..الرجال يعتنون بالأتوبيسات تحضيرًا للغد .. هى تعرف أن النافذة هناك ..النافذة التى تقودها للعالم الآخر .. اكتشفت أمرها منذ زمن .. زوجها هناك .. حدث الأمر منذ شهور .حين كانت تستعين بذلك الطريق كطريق مختصر إلى منزلها .. ورأت الأضواء فى النافذة .. شاهدتها تخفت وتشتد .. فاقتربت لتلقى نظرة عن كثب .. ثم ... هوباااا ..انسحبت إلى الداخل بقوى غامضة .. ورأتهم هناك .. أخبروها أن ذاك هو عالمهم ..نافذة الأتوبيس هذه هى ثغرة إليه .. من بُعد تراها مجرد نافذة أتوبيس مسالمة بريئة ..أما لو تسلقتها وعبرتها ..لوجدتهم ..ولكان عليهم حينئذ محو ذاكرتك ..ولكن -بالله عليك- مَن سيتسلق نافذة أتوبيس ويمر منها ؟ ولأى سبب ؟؟ .. لقد أحبت واحدًا منه وأحبها .. وأصرت على حدوث الأمر بقواعد عالمها هى .. ودبّر هو أمر خروجه من النافذة ليعقدا قرانهما ..
كانت تزوره كل ليلة .تتسلق النافذة .. وتشعر بذلك الشعور وكأنها تخترق حاجزًا ما .. حاجزًا شفافًا ذا نفاذية .. كانت تحرص على عدم وجود شهود .. لا يعنى هذا أنها تقتل من يرى الأمر يحدث أو شيئًا من هذا القبيل ..لا لا .. هى فقط تحرص على ألا يراها أحد .. حين تصير الساحة خالية والوقت ليلًا فليس من مصلحتك أن تـpay A visit لساحة الأتوبيسات .. إلا لو كنت مريضًا بداء تذكر الماضى ..وكنت تتطلع إلى التخلص من ذاكرتك للأبد .. عندها فقط تعال .. سيتولون المهمة ..!!
فى تلك الليلة .. كان ناصر يقظًا .. متنبهًا .. سينطلق بأتوبيس الرحلات فى السادسة فجرًا ..لن يجد الوقت للعودة إلى منزله وقضاء الليلة هناك .. سينام ها هنا .. وما بقى على الفجر إلا ساعات قليلات .. نعم ، سيكون بخير .. معه البطانية والسبرتاية لإعداد الشاى .. فلم عليه القلق إذن ؟؟
أتودّ عرض الشريط بسرعة .. أسأمت الأحداث السخيفة المتوالية ببطء .. أتحب قراءة الكتاب من صفحاته الأخيرة .. حسنًا إذن ..
لقد رأى ناصر تلك الليلة امرأة شابة تتسلق نافذة الأتوبيس،ذاك الذى سيقوده صباحًا إلى مرسى مطروح .. صاح وحاول إيقافها بصوته ..لكنها واصلت التسلق إلى داخل الأتوبيس .. فتوكل على الله وجرى نحوها ..وجذبها من ساقيها برفق.. فتخلت يداها عن النافذة وسقطت .. ثم وقفت سريعًا على قدميها وتقدمت نحوه وأمسكت برأسه ..وأغمضت عينيها وتجعد أنفها من شدة التركيز .. أخذ هو يبسمل ويحوقل ويقول الكثير من "الله ؟؟ ..الله ؟؟ .. فيه ايه يا ست انتى ؟؟ .. الله ؟ الله ؟؟"
كان يخشى إبداء أى مقاومة ..من السهل أن تتهمه بأنه قد تحرش بها أو حاول.. لكنها لم تترك له خيارًا.. فرفع يديه القويتين ..وأبعد يديها اللتان أحاطتهما برأسه -لسبب ما- .. وجرى إلى ذلك المكتب .. المكتب الصغير الذى يستخدمونه الآن مستودعًا للنفايات .. هناك ذلك الهاتف .. سيتصل بالمصح العقلى .. لو لم تكن هذه مجنونة فإن لديه مشكلة حقيقية فى التفريق بين العاقل والمجنون إذن ..
********
كانت تقاوم كالقطة البرية .. لكنهم أحاطوها وحملوها من تحت إبطيها إلى تلك العربة التى توسطت الساحة ..
كانت تصرخ وتصيح :
"سيبونى .. الشباك .. عايزة أعدى من الشباك .. عايزة أدخل من الشباك .. جوزى مش هايسيبكم .. جوزى مش هايسيبكم !!"
لكن الباب فى مؤخرة عربة المصح قد انغلق .. وتلاشى الصراخ ببطء !!
كانت تزوره كل ليلة .تتسلق النافذة .. وتشعر بذلك الشعور وكأنها تخترق حاجزًا ما .. حاجزًا شفافًا ذا نفاذية .. كانت تحرص على عدم وجود شهود .. لا يعنى هذا أنها تقتل من يرى الأمر يحدث أو شيئًا من هذا القبيل ..لا لا .. هى فقط تحرص على ألا يراها أحد .. حين تصير الساحة خالية والوقت ليلًا فليس من مصلحتك أن تـpay A visit لساحة الأتوبيسات .. إلا لو كنت مريضًا بداء تذكر الماضى ..وكنت تتطلع إلى التخلص من ذاكرتك للأبد .. عندها فقط تعال .. سيتولون المهمة ..!!
فى تلك الليلة .. كان ناصر يقظًا .. متنبهًا .. سينطلق بأتوبيس الرحلات فى السادسة فجرًا ..لن يجد الوقت للعودة إلى منزله وقضاء الليلة هناك .. سينام ها هنا .. وما بقى على الفجر إلا ساعات قليلات .. نعم ، سيكون بخير .. معه البطانية والسبرتاية لإعداد الشاى .. فلم عليه القلق إذن ؟؟
أتودّ عرض الشريط بسرعة .. أسأمت الأحداث السخيفة المتوالية ببطء .. أتحب قراءة الكتاب من صفحاته الأخيرة .. حسنًا إذن ..
لقد رأى ناصر تلك الليلة امرأة شابة تتسلق نافذة الأتوبيس،ذاك الذى سيقوده صباحًا إلى مرسى مطروح .. صاح وحاول إيقافها بصوته ..لكنها واصلت التسلق إلى داخل الأتوبيس .. فتوكل على الله وجرى نحوها ..وجذبها من ساقيها برفق.. فتخلت يداها عن النافذة وسقطت .. ثم وقفت سريعًا على قدميها وتقدمت نحوه وأمسكت برأسه ..وأغمضت عينيها وتجعد أنفها من شدة التركيز .. أخذ هو يبسمل ويحوقل ويقول الكثير من "الله ؟؟ ..الله ؟؟ .. فيه ايه يا ست انتى ؟؟ .. الله ؟ الله ؟؟"
كان يخشى إبداء أى مقاومة ..من السهل أن تتهمه بأنه قد تحرش بها أو حاول.. لكنها لم تترك له خيارًا.. فرفع يديه القويتين ..وأبعد يديها اللتان أحاطتهما برأسه -لسبب ما- .. وجرى إلى ذلك المكتب .. المكتب الصغير الذى يستخدمونه الآن مستودعًا للنفايات .. هناك ذلك الهاتف .. سيتصل بالمصح العقلى .. لو لم تكن هذه مجنونة فإن لديه مشكلة حقيقية فى التفريق بين العاقل والمجنون إذن ..
********
كانت تقاوم كالقطة البرية .. لكنهم أحاطوها وحملوها من تحت إبطيها إلى تلك العربة التى توسطت الساحة ..
كانت تصرخ وتصيح :
"سيبونى .. الشباك .. عايزة أعدى من الشباك .. عايزة أدخل من الشباك .. جوزى مش هايسيبكم .. جوزى مش هايسيبكم !!"
لكن الباب فى مؤخرة عربة المصح قد انغلق .. وتلاشى الصراخ ببطء !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق