وقد فكرت فى ألا أكتب اليوم عن الألوان .. تتراءى فى خيالك صورًا لى بينما أجلس حزينة مطرقة الرأس ، أحدث نفسى بحديث مغزاه : "الدنيا سودا مش ألوان " أو "وايه الألوان إلا خدعة كبيرة " إلى نهاية تلك الأحاديث ذات اللهجة الإنتحارية الكارهة المصابة بالبارانويا .. عزيزى .. حين يراودنى الحزن .. لا أبدأ فى التعامل مع الأمر بطريقة الأطفال التى تنص على : "يا إما اللى أنا عايزه يا إما مافيش "
أى نعم ثمة مواقف تستدعى العمل بذلك المبدأ ..أو أنها لا تستدعيه .إنما أتخيل أنا أنها تستدعيه .. لكن .. إصابة أجهزة التقاط السعادة لدىّ بالعطب ..لا يعنى أن الألوان ستنسحب ببطء من العالم فى صورة جنائزية تنقلها لنا قناة الجزيرة ..مع مذيعة تقف فوق سطح بناية .. تشير بيدها إلى البناية المقابلة لها والتى يتحول فيها لون الطوب ببطء إلى الأبيض والأسود..يحدث الأمر كموجة مدّ عملاقة تحمل معها الأبيض والأسود ،فيأتيان على كل شىء .. ثم تطلب من المصور الإقتراب منها لتصوير ملابسها المبهرجة فى مراحل انسحاب الألوان منها ..
وفى موضع آخر من العالم ، يبكى صانعو الحلوى السويسريون على عِصىّ النعناع الملونة خاصتهم ..وتتحول الماصّات الدائرية ذات القلب الحلزونى الملفوف إلى شىء أسود بالٍ .. ويتوقف الناس عن التعامل مع الأمور ووصفها على طريقة : "الحياة بقى لونها وردى " ..أو "حمرا يا طماطم " .. وتحلّ بنا مصيبة مرورية بسبب تشابه الألوان فى إشارة المرور .. أتعرف كيف تبدو الألوان فى أفلام الأبيض وأسود .. تظهر فاتحةً وتستطيع تمييزها عن اللونين الأبيض والأسود ..
فها هو الأحمر يظهر داكنًا.. والأصفر فاتحًا بشدة .. والأخضر فاتحًا باعتدال .. لكن لن يقومون بإذاعة بيان فى التلفاز بالتأكيد لإقناع الناس بالتعامل مع الأمر على هذا الأساس
"ركّز كده ع الإشارة .. لو لاقيته فاتح ..يبقى يلا على بركة الله ..اطلع ..وحظك م السما لو طلع الأخضر فعلًا .. والمخالفات هى المخالفات .. اللى هايطلع فى إشارة حمرا هاتتاخد منه الغرامة وهاتتعمله مخالفة .. ودمتم سالمين !! "
هذا إذا تغاضينا عن أننا -بكل بساطة- نحفظ مواضع الأضواء فى الإشارة .. فالأحمر فى الأعلى ..والأوسط هو الأصفر ..والأخضر فى الأسفل ..
لكن الناس سيثيرون ضجة لا بأس بها عن هذا الموضوع ..وسيغمضون أعينهم عن هذه الحقيقة .. لتحل بالبلد أزمة ما ..عشق الحوادث عادة مستشرية فى قلوبنا جميعًا ولا داعى للإنكار .. أول ما يتساءلون عنه : "كام واحد اتقتل ؟؟ "
لو كان الرقم معقولًا.. يتنهدون ويتنفسون الصعداء قائلين : "الحمد لله " .. لكنك - إن كنت تملك عينًا تلتفت إلى مثل تلك الأمور- ستلمح خيبة الأمل تشوب كل ملمح من ملامحهم ...
و ...
عم أتحدث ؟.. كعادتك (تجرجرنى) فى الحديث .. وتدفن جسدى تحت رمال من الإستطرادات الغير مجدية ..
وداعًا يا صاحبى الآن .. وحظًا سعيدًا ..ستحتاجه !!
أى نعم ثمة مواقف تستدعى العمل بذلك المبدأ ..أو أنها لا تستدعيه .إنما أتخيل أنا أنها تستدعيه .. لكن .. إصابة أجهزة التقاط السعادة لدىّ بالعطب ..لا يعنى أن الألوان ستنسحب ببطء من العالم فى صورة جنائزية تنقلها لنا قناة الجزيرة ..مع مذيعة تقف فوق سطح بناية .. تشير بيدها إلى البناية المقابلة لها والتى يتحول فيها لون الطوب ببطء إلى الأبيض والأسود..يحدث الأمر كموجة مدّ عملاقة تحمل معها الأبيض والأسود ،فيأتيان على كل شىء .. ثم تطلب من المصور الإقتراب منها لتصوير ملابسها المبهرجة فى مراحل انسحاب الألوان منها ..
وفى موضع آخر من العالم ، يبكى صانعو الحلوى السويسريون على عِصىّ النعناع الملونة خاصتهم ..وتتحول الماصّات الدائرية ذات القلب الحلزونى الملفوف إلى شىء أسود بالٍ .. ويتوقف الناس عن التعامل مع الأمور ووصفها على طريقة : "الحياة بقى لونها وردى " ..أو "حمرا يا طماطم " .. وتحلّ بنا مصيبة مرورية بسبب تشابه الألوان فى إشارة المرور .. أتعرف كيف تبدو الألوان فى أفلام الأبيض وأسود .. تظهر فاتحةً وتستطيع تمييزها عن اللونين الأبيض والأسود ..
فها هو الأحمر يظهر داكنًا.. والأصفر فاتحًا بشدة .. والأخضر فاتحًا باعتدال .. لكن لن يقومون بإذاعة بيان فى التلفاز بالتأكيد لإقناع الناس بالتعامل مع الأمر على هذا الأساس
"ركّز كده ع الإشارة .. لو لاقيته فاتح ..يبقى يلا على بركة الله ..اطلع ..وحظك م السما لو طلع الأخضر فعلًا .. والمخالفات هى المخالفات .. اللى هايطلع فى إشارة حمرا هاتتاخد منه الغرامة وهاتتعمله مخالفة .. ودمتم سالمين !! "
هذا إذا تغاضينا عن أننا -بكل بساطة- نحفظ مواضع الأضواء فى الإشارة .. فالأحمر فى الأعلى ..والأوسط هو الأصفر ..والأخضر فى الأسفل ..
لكن الناس سيثيرون ضجة لا بأس بها عن هذا الموضوع ..وسيغمضون أعينهم عن هذه الحقيقة .. لتحل بالبلد أزمة ما ..عشق الحوادث عادة مستشرية فى قلوبنا جميعًا ولا داعى للإنكار .. أول ما يتساءلون عنه : "كام واحد اتقتل ؟؟ "
لو كان الرقم معقولًا.. يتنهدون ويتنفسون الصعداء قائلين : "الحمد لله " .. لكنك - إن كنت تملك عينًا تلتفت إلى مثل تلك الأمور- ستلمح خيبة الأمل تشوب كل ملمح من ملامحهم ...
و ...
عم أتحدث ؟.. كعادتك (تجرجرنى) فى الحديث .. وتدفن جسدى تحت رمال من الإستطرادات الغير مجدية ..
وداعًا يا صاحبى الآن .. وحظًا سعيدًا ..ستحتاجه !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق