الأحد، 1 سبتمبر 2013

أيام الشباك

مشهد : السرير صغير الحجم .. النافذة ذات المصراعين والمحفورة فى الحائط بجانب السرير .. والشمس تكسو كل شىء بغلالة محببة .. من يطل برأسه من النافذة يرى حائطًا قرميديًا ..المنور..المحطة ..باصات الجمعية تروح وتجىء فى مشهد عبثى محبب ..والتكييف وخرطومه ..
الفتاة الجالسة على السرير تقرر اليوم أن تعيش يومًا جديرًا بالإلتصاق بذاكرتها .. يومًا يظل محفورًا هناك فى القلب -أو الذاكرة- ربما .. لذا ..أحضرت الإزميل والشواكيش وبعض الجبس .. وشرعت فى مهمتها .. 
اليوم ستفتح تلك النافذة .. وستدع الشمس تنبثق إلى الداخل ..وستقرأ على ذلك الضوء  .. النافذة توفر لها ضوءًا لا توفره لها الشرفة عند فتح مصراعيها .. ستتجاهل جثث الصراصير التى لقت حتفها ،والتى ستظهر لها حتمًا على تلك الخشبة تحت المصراعين فور فتحها لهما .. 
ستستلقى ..موسيقى عمر خيرت ..بعض أغانى فيروز .. رواية لسومرست موم .. تحوم فى ذاكرتها بضعة ذكريات لأيام انفتحت فيها تلك النافذة .. فهى لا تُفتَح إلا لمامًا .. وبالتالى يكون يوم فتحها ذاك يومًا يُحفر فى الذاكرة حفرًا ..
هواء التكييف قمين باستكمال الجو .. القهوة باللبن كذلك .. همممم .. لا داعى لأن تهز رأسك أيها المهزار وتقول : small things ..تبًا ،لا تفسد الأمر يا حمار !! 
3 إبتدائى/الأوضة الجديدة/هدية فى الكورن فليكس/القعدة تحت المكتب/هى سيبت شعرها/قصر الموت/الألوان ساحت/الساعة بتعكس نور الشمس اللى جاى من الشباك.
ستتناسى أن أمها آتية بعد قليل..هى آتية إلى هنا لا محالة ..ستفسد كل شىء ..ستقرعها قليلًا لفتحها الشباك ..فهى تخشى الصراصير أكثر مما تحب ذلك الجو الذى يوفره فتح الشباك .. ربما هى لا تدرى بذلك (الجو) الذى يوفره فتحه أصلًا .. سينغلق الشباك وتنفتح البلاكونة .. وسيتبدد الجو .. 
لكنه الإزميل كان قد أتم مهمته ..وحفر الذكرى..
يوم آخر من أيام الشباك :)
ملحوظة : منال .. بُكرة ..مدرسة :)
 

هناك تعليقان (2):