الأحد، 8 سبتمبر 2013

هاكتب كتير ..كتير ..كتير

لو لم أكتب اليوم من وحى تدوينة ما كتبها شخص ما على مدونة ما .. هممممممممم .. لن أهلك أو أصاب بالكوليرا عامةً ..فقط سأشعر وكأننى أمزق رباطًا ما أو أقتطع صلة من نوع ما .. فليكن إذن .. 
Currently reading : الزُهير ..لـباولو كويللو -على طريقة Good Reads فى تنظيم القراءات ..
أشعرنى المذكور أعلاه برغبة عارمة فى الكتابة ..عن أى شىء؟؟.. ومن يكترث ؟؟ .. عن أى بتنجان فى  الزيت الحار يعنى .. فى مقطع من الكتاب يقول أنه كان يشعر ببعض الـ(لا جدوى) تكتنف حياته من كل جانب .إذ كان يستيقظ فيشرب القهوة .. يلقى نظرة إلى الكمبيوتر مذكرًا نفسه بأن عليه البدء فى ذلك النشاط : الكتابة .. يتجه نحو الكمبيوتر وهو لا يكاد يبتلع قهوته .. وقبل وصول سبابته إلى زر التشغيل ..يتذكر موعدًا ما .. وحين تنتهى المواعيد ..يكون موعد الغداء قد حان .. لا يقدر على تجاهل نداءات معدته الجائعة المستجدية .. فيتناوله ..ثم يشعر بشىء من النعاس ..ويعلن لنفسه أن فى "نفسه" ميل إلى قيلولة .. يرمق الكمبيوتر القابع هناك فى الركن صامتًا مراقبًا كل شىء ..صمته يتحدث كما لو لم يكن -الكمبيوتر- جمادًا أو كتلة عجماء .. يرمقه فى ذنب .. ثم يسقط نائمًا من فوره ..ويبدأ فى الغطيط ..
تبدأ قيلولته تلك فى الخامسة عصرًا . يستيقظ ليلًا .. فيسارع إلى الكومبيوتر الصامت المتكلم .. الكمبيوتر لا زال ينظر إلى كل شىء بتلك النظرة .."أنا فاهم كل حاجة بس مدكّن " .. شاشته السوداء اللامعة الصمّاء ...تتبدى فيها فجأة عينان وأنف وفم ..ملامح مكتملة لوجه بشرى .. ينظر نظرة الفاهم العالم .. إنه ينظر ذات النظرة ولن يتوقف عن إلقاء ذات النظرة .. تبًا له !!
السيد كويللو يجبر نفسه على الجلوس أمام الشاشة السوداء ذات الملامح المطاطة .. يفكر : "الكتابة مجرد نشاط أمارسه كتحصيل حاصل .. شىء اعتدته وأعانى من غصة فى الحلق لو قررت فى يوم التوقف عنه .لا تعنى لى أى شىء .. شىء كترتيب الفراش فى الصباح أو كغسل الأطباق بعد العشاء ..!!"
يقرر تفقد رسائله على البريد الإلكترونى .. لكنه يتذكر - ببعض الندم- أنه فى يوم سابق قد وطأ بقدمه وصلة الإنترنت التى كانت تضمن ولوجه إلى الشبكة بقدمه ..فتحطمت تمامًا تحت ثقله و(تدشدشت) -إن كان لى أن أستخدم ذلك الفعل - إلى قطع إلكترونية صغيرة تذكرك بالمرايا المحطمة .. تختلج ملامحه ..ثم يقرر أن يشرع فى الكتابة .. عن أى شىء يكتب ؟؟ هه ؟؟ عن أى شىء يكتب ؟ .. إن لديه عُقد محكمة لملايين الحبكات .. فقط هو بحاجة لتوسيع تلك العقد وإحكامها .. ولكن يظل السؤال .. عن أى شىء يكتب يا أوغاد ؟هه ؟؟ عن أى شىء يكتب؟؟
ثم .... لا تسألنى عن نوعية تلك المعجزات ..تلك التى تأتى كصاعقة برق ..تلك التى تنهال كسيل مطر ..تلك التى .....
اللعنة .. وها قد قدتنى إلى هاوية الإبتذال .. أى سخافة تلك التى (تأتى كصاعقة برق) و (وتنهال كسيل مطر) ..هه ؟؟ .. خنازير طائرة قررت أنها لا تجيد الطيران فبدأت فى التساقط على المارة ؟؟ ..يا وغد !!
المهم .. تأتى الفكرة ..ومن ثم يشرع فورًا فى طبعها من عقله إلى الكمبيوتر .. يستولى عليه (الشىء) -على حد قوله- فلا يستطيع للتوقف سبيلًا .. الخادمة تناديه للعشاء : "مستر كويللو .العشاء "
لكنه يرفع يدًا واحدة ويكتب بأخرى ..يرفع يده ويطلب منها عدم مقاطعته .. يكتب كالمحموم .. سيذهب لتناول العشاء بعد هذه الكلمة .. بعد أن ينهى هذه الجملة ..ذلك المقطع ..بعد ذلك السطر ..بعد إنهاء تلك الصفحة - وقد وصف كويللو الأمر هكذا تمامًا فى كتابه- ..صبرًا أيتها المعدة اللحوح .. 
يقضى وقتًا طويلًا قبل أن يقرر التخلص من نداءات معدته الجائعة ..والذهاب لأكل (لقمة) قبل استكمال الكتابة مجددًا ..
الأكل بارد .بارد .. فاتر بمعنى أصح .. يدسه دسًّا فى فتحة الفم .. عجبًا لهذا .فى مناسبة أخرى ما كان لتأخر عن الطعام هكذا .. بل ما كان ليعطى الخادمة فرصة لاستدعائه ..إذ أنه سيكون على المائدة فورًا ما أن تلمح عيناه الأطباق توضع والمائدة تُعَد .. 
يصير الطعام تحصيلًا حاصلًا هو الآخر ..فقط فى ظروف معينة ..معينة جدًا .. 
المهم أن ذلك أشعرنى بحماس شديد .. ولهفة إلى الـ(كي بورد) .. مما جعلنى أصول وأجول وأكافح لتحرير اللاب توب من شقيقى المريض بلعبة ما من تلك الألعاب الـ(أون لاين) التى لا تنتهى .. ما أن يتفوه أحدهم على (شات) اللعبة بكلمة ما عن العرب أو يبدأ فى امتداح (أوباما) .حتى يكون له شقيقى بالمرصاد .. وتبدأ مناقشة حامية -بالإنجليزية طبعًا لأن اللعبة أمريكية أصلًا وكذا اللاعبين أو معظمهم على الأقل- ..مناقشة تتضمن الكثير من (you're no thing but a Nope ) .. و(don't play with me dumb ass) و الكثير من الألفاظ التى يستبدلون بعض حروفها غالبًا بالنجوم **** .. 
المهم أننى عافرت وتحايلت حتى نلت مبتغاى ..لم يتلبسنى الشىء كما حدث مع كويللو ..لا أظن وليس بى أى نية للكتابة طوال الليل .. لكن لا بأس .. فى أيام أخرى كنت أكتب عدة سطور كتحصيل حاصل .. أشعر ناحيتها بكراهية شديد-السطور- ...وكأنها تقليدية جدًا .. لا تحتوى على مصطلحات عربية رصينة تؤدى غرض مصطلحات الإنجليزية ذات الرطانة والوزن الثقيلين ..ربما  لتضفى على الكلمات وقارًا .. لكن بالله عليك Who cares .. هل سيترك رواد الفضاء -الذين تفصلهم عن الأرض مسافات لا أدرى لها عددًا- الأجهزة بدون تحكم يدوى ويتكومون أمام شاشة الكومبيوتر لمتابعة مدونتى ؟؟ .. فيتناقشون ويختلفون ويتفقون ويتنازعون ويتصارعون ويملأون الفضاء صراخًا لن يخرج من سفينتهم ولن ينتقل إلى أى مكان نظرًا لعدم وجود هواء من أجل تدوينة الأمس ..أو التدوينة التى دونتها منذ أسبوع .. أو يجزعون حين أذكر أننى سأتوقف عن التدوين لأسبوعين نظرًا لظروف قهرية ..فيرمى أحدهم بنفسه فى أحد الثقوب السوداء آملًا أن يصح كلام روايات الخيال العلمى وتكون الثقوب السوداء منفذًا إلى زمن لاحق ..فيمر من الثقب ليجد الأسبوعين وقد انقضيا ..أو يصيب أحدهم نفسه بصدمة كهربائية ليصاب بإغمائة تخفف عليه الإنتظار ،فيستيقظ فإذا بالأسبوعين ذهبا إلى حال سبيلهما ..
لا أظن .. لا أظن .. قد انجرفت فى الفانتازيا خاااااااالص ..
هممممممم .. ذلك النقش العجيب الذى رسمه أحدهم فى صفحة من صفحات كتاب (الزُهير) .. شىء عجيب رسمه أحد القراء ..كالشخبطة .. لا أدرى .. ربما تركه ذكرى يراها بعد سنوات فيتذكر أيامًا باسمة ماضية قرأ فيها ذلك الكتاب .. 
مسحة صغيرة من ممحاة تقضى على مخططه ذلك ..
علىّ فقط أن أتحلى ببعض القسوة للقيام بذلك ..
أعرف أننى لن أمسح النقش .. كان بالإمكان أن أكون فى مكانه ..أترك لنفسى المستقبلية ذكرى ذات معنى .. لن أحب أن أعود فى المستقبل لأجد أحدهم فى لحظة عبث وقد محا تلك الذكرى للأبد ..
كان عليه أن يرسم ذلك النقش السخيف بالقلم الجاف .. إنهم يزدادون حماقةً هذه الأيام !!    

هناك تعليقان (2):

  1. D:
    nice....
    بحب لمسة الجنون دى D: اسلوبك مميز مع ان سنك لسه صغير وده شىء مبهر D:
    بس ارجوكى ابقى استخدمى الوان مختلفة فى الكتابة لتلوين الكلام اللى مش على لسانك مثلا او الافكار المجردة اللى فى وسط الكلام والجمل الاعتراضية وكده عشان ساعات بفصل فى النص D:

    ردحذف
    الردود
    1. بدايةً أشكرك .. وإشطة موضوع الألوان ده ..أنا نَفسى بافصل لما باجى أقرأ اللى كتبته .. حاضر :))

      حذف