الفُستان يكشف عن ساق نحيلة عظمية .. ينحسر قليلًا إلى ركبتى اليُسرى حين أرفع ساقى اليمنى قليلًا لأتمكن من دسّ قدمى فى الحذاء .. أمى تعقب على هذا بينما تضع لمسات من الآى شادو خاصتها : " ابقى اقعدى وانتى بتبلسى الجزمة .. مش فاهمة بتعذبى نفسك ليه وتلبسيها وانتى واقفة .. هاااه "
أهمهم بشىء ما لا أدرى أنا نفسى ما هو .. ثم أروح وأجىء هنا وهناك .أدور حول نفسى أو أخطو إلى الأمام خطوة وأخرى إلى الخلف كنمر حبيس .. ناظرةً إلى قدمىّ اللتين أبرز بياضهما ذلك الحذاء الجلدى الأسود ..
مؤكد أن أمى رددت بضعة كلمات عن أن أننى "خيلتها" أو أمرتنى غالبًا بأن "أهمد واثبتلى على مكان" .. بالتأكيد فعلت ..وبالتأكيد لم أنتبه إلى ذلك ..أو انتبهت لكن الصوت أنسانى الأمر فور حدوثه .. ومحاه من أرشيف ذكرياتى ..إنه يستمتع بذلك .. العبث فى عقلى وقتما يحلو له ..محو هذه المعلومة أو تلك .. زرع ذكرى معينة لم تحدث .. أحيانًا يصيبنى بهلوسة سمعية أثناء الصف أظن فيها أن مستر عادل ينادينى .. أرد بالـ(نعم) فقط لأكتشف أننى قاطعت لحظة من اللحظات التى يكون قد وصل فيها إلى أوج استمتاعه بالشرح ..
(الصوت) يعيث فسادًا هناك فى خلاياى عابثًا بها . صانعًا من الخلايا خيوط دميته الماريونيت الخاصة .. إنه كطفل يستيقظ صباحًا فيبدأ من فوره بالتفكير فى الطرق المثلى للإستمتاع بيومه ..لكن عوضًا عن تناول الآيس كريم على الفطور والتزلج وقيادة الدراجة فى مضمار متعرج .. هناك : إيهامها بأن أمها كائن فضائى .. محو الدرس الثالث من الوحدة الثانية فى الجغرافيا من عقلها تمامًا ..
..
تضع أمى لمساتها الأخيرة من تلك المساحيق العجيبة ذات الأسماء الفرنسية الهشة .. ثم تأخذ حقيبتها الجلدية .. ثم -موجهةً لى الحديث- :
"أنا نازلة أسخن العربية .. ابقى عرّفى أبوكِ إنى نزلت قبله ..عشان زى ما كان بيعمل فينا كل خروجة ويقصد ينزل قبلنا عشان يعرف يقول فى الآخر إننا بنتلكع ونتدلع ونتأخر .. انزليلى انتى وقاسم بعد دقايق"
تصفق الباب خلفها .. وأقف أنا متوسطة الصالة تمامًا .. أنحنى إلى الأمام ثم إلى الخلف ..إلى الأمام ثم إلى الخلف ..Back and forth ..back and forth .. فى حركة عبثية ..أترك نفسى إلى الأمام كأننى بناية تتهاوى ..أو فتاة تترك نفسها إلى ذراعىّ الموت ملقيةً نفسها فى شلالات نياجرا ..ثم أتماسك فى اللحظة الأخيرة قبل فقدان التوازن الذى يليه نقطة اللا عودة فالسقوط والحصول على غرزتين فى جبهتى ..ثم أميل إلى الخلف كأننى فتاة تنتحر كذلك لكن مواجهة الموت بظهرها هذه المرة !!
ثم أقطع عبثى ذاك فجأة بانطلاقة نحو الغرفة .. حيث (قاسم) شقيقى .. أراهن أنه قد ارتدى زوجًا مختلفًا من الجوارب .. واحد أسود وآخر أبيض ..أو شىء كهذا . تلك هى (عوايده) على أية حال ..
أطلق بعض الصراخ فى وجهه .. يتبعنى دون كلمة واحدة وهو لا يزال محدقًا فى شاشة الهاتف المضيئة .. سنضع قدمينا خارج الشقة قبل أبى .. بهذه الطريقة نُشعره بمدى تأخره و (تلكعه) ..وكأنه إن لم يلحق بنا فى غضون دقائق فسنخلفه وراءنا .. لا بأس من انتقام صغير مقابل كل تلك "الحركات" المقصودة التى كان يمارسها معنا ..
..
"جينات أمك بتشتغل كويس أهو .. well well well .. عايزة تنزلى قبليه وتسبقيه .. يا للمهزلة ..يا للمعيلة "
"حِل عن نافوخى النهاردة .. أحب على يدك"
"أروح فين من بعد نافوخك ؟؟ ..أنا عايش فى نافوخك !!"
أهمهم بشىء ما لا أدرى أنا نفسى ما هو .. ثم أروح وأجىء هنا وهناك .أدور حول نفسى أو أخطو إلى الأمام خطوة وأخرى إلى الخلف كنمر حبيس .. ناظرةً إلى قدمىّ اللتين أبرز بياضهما ذلك الحذاء الجلدى الأسود ..
مؤكد أن أمى رددت بضعة كلمات عن أن أننى "خيلتها" أو أمرتنى غالبًا بأن "أهمد واثبتلى على مكان" .. بالتأكيد فعلت ..وبالتأكيد لم أنتبه إلى ذلك ..أو انتبهت لكن الصوت أنسانى الأمر فور حدوثه .. ومحاه من أرشيف ذكرياتى ..إنه يستمتع بذلك .. العبث فى عقلى وقتما يحلو له ..محو هذه المعلومة أو تلك .. زرع ذكرى معينة لم تحدث .. أحيانًا يصيبنى بهلوسة سمعية أثناء الصف أظن فيها أن مستر عادل ينادينى .. أرد بالـ(نعم) فقط لأكتشف أننى قاطعت لحظة من اللحظات التى يكون قد وصل فيها إلى أوج استمتاعه بالشرح ..
(الصوت) يعيث فسادًا هناك فى خلاياى عابثًا بها . صانعًا من الخلايا خيوط دميته الماريونيت الخاصة .. إنه كطفل يستيقظ صباحًا فيبدأ من فوره بالتفكير فى الطرق المثلى للإستمتاع بيومه ..لكن عوضًا عن تناول الآيس كريم على الفطور والتزلج وقيادة الدراجة فى مضمار متعرج .. هناك : إيهامها بأن أمها كائن فضائى .. محو الدرس الثالث من الوحدة الثانية فى الجغرافيا من عقلها تمامًا ..
..
تضع أمى لمساتها الأخيرة من تلك المساحيق العجيبة ذات الأسماء الفرنسية الهشة .. ثم تأخذ حقيبتها الجلدية .. ثم -موجهةً لى الحديث- :
"أنا نازلة أسخن العربية .. ابقى عرّفى أبوكِ إنى نزلت قبله ..عشان زى ما كان بيعمل فينا كل خروجة ويقصد ينزل قبلنا عشان يعرف يقول فى الآخر إننا بنتلكع ونتدلع ونتأخر .. انزليلى انتى وقاسم بعد دقايق"
تصفق الباب خلفها .. وأقف أنا متوسطة الصالة تمامًا .. أنحنى إلى الأمام ثم إلى الخلف ..إلى الأمام ثم إلى الخلف ..Back and forth ..back and forth .. فى حركة عبثية ..أترك نفسى إلى الأمام كأننى بناية تتهاوى ..أو فتاة تترك نفسها إلى ذراعىّ الموت ملقيةً نفسها فى شلالات نياجرا ..ثم أتماسك فى اللحظة الأخيرة قبل فقدان التوازن الذى يليه نقطة اللا عودة فالسقوط والحصول على غرزتين فى جبهتى ..ثم أميل إلى الخلف كأننى فتاة تنتحر كذلك لكن مواجهة الموت بظهرها هذه المرة !!
ثم أقطع عبثى ذاك فجأة بانطلاقة نحو الغرفة .. حيث (قاسم) شقيقى .. أراهن أنه قد ارتدى زوجًا مختلفًا من الجوارب .. واحد أسود وآخر أبيض ..أو شىء كهذا . تلك هى (عوايده) على أية حال ..
أطلق بعض الصراخ فى وجهه .. يتبعنى دون كلمة واحدة وهو لا يزال محدقًا فى شاشة الهاتف المضيئة .. سنضع قدمينا خارج الشقة قبل أبى .. بهذه الطريقة نُشعره بمدى تأخره و (تلكعه) ..وكأنه إن لم يلحق بنا فى غضون دقائق فسنخلفه وراءنا .. لا بأس من انتقام صغير مقابل كل تلك "الحركات" المقصودة التى كان يمارسها معنا ..
..
"جينات أمك بتشتغل كويس أهو .. well well well .. عايزة تنزلى قبليه وتسبقيه .. يا للمهزلة ..يا للمعيلة "
"حِل عن نافوخى النهاردة .. أحب على يدك"
"أروح فين من بعد نافوخك ؟؟ ..أنا عايش فى نافوخك !!"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق