الاثنين، 30 سبتمبر 2013

الـ45 دقيقة الحلوين :))

وأنه فى اليوم التاسع والعشرين من الشهر التاسع .فى السنة الثالثة عشر بعد الألف الثانية من سنوات البشر .. قابلت منال .. فى حوالى الثانية ظهرًا .. كان الأمر رائعًا .. بدايةً من عثورها علىّ وانتشالها إياى من وسط الزحام واحتضانها لى .. وانتهاءً بمشيها معى إلى سيارة أمى .. وتلويحة الوداع الصغيرة التى لوحت لى بها ..
منال يا عزيزى نموذج لشقيقة كبرى تمنيتها دومًا .. أعنى أننى أحب شقيقتى وأبذل فى سبيل رقبتها -إن تعرضت رقبتها لتهديد ما- كل ما فى مقدورى بذله .. لكن ذلك بدافع (الأخوة) بيننا لا أكثر .. 
إنما منال .. فأنا أحبها لأنها هى .. لا لأنى أشعر أنها شقيقة قرينة لى .. إنما لأنها هى .. لأنها منال .. لا أكثر ..
 أحب أن أذكر كذلك مراسلاتى لها أثناء الحصص .. فى حصة التربية الوطنية مثلًا .. حين كان ذلك الرجل ذو الحاجبين المشذبين -ولا خطأ لغوى هنالك- يهذى بأشياء عن (الولاء) و(الإنتماء) .. التربية الوطنية فى كل زمان ومكان عبارة عن كلمتين : الولاء والإنتماء .. لأى شىء بالضبط ؟؟ ..الله أعلم .. 
بعثت لها بماسيجات عدة فى تلك الحصة بالذات .. 
وحين صعدت معها إلى حجرة الموسيقى .. وعرضت عليها (الأورج) الجديد .. وأخرجت لها الكمان لتعزف عليه .. وسمعتها تتحدث مع مُعلمى -مستر محمد- .. I felt like HOME :))
شعرت بحاسة الإتجاهات لدى تصدر أصواتًا تدلنى على أن ذلك هو الإتجاه الصحيح . الإتجاه الذى سأعثر على ضالتى فى نهايته ..
منال تأتى وتتعرف على جزء كبير من عالمى .. المدرسة وحجرة الموسيقى .. منال تتحدث مع مستر محمد .. تصافح تلك وهذه .. تتبادل كلمتين مع هذه وهاته .. تدخل إلى عالمى بطريقتها الخاصة ..
ثمة الكثير مما حدث فى تلك الـ45 دقيقة التى توقف فيها الزمن .. بعضه - ما حدث- مما لا أحب أن أذكره ها هنا منعًا للإبتذال .. لا أقصد إلى إدخال تشبيهات (عبيطة) لتفسد كل شىء .. لذا ...
فلتكتفى بهذا .. لا أحب مشاركة (الأمور الحلوة) كما تعرف .. :))

عن اليوم (2013-9-30) : 
دنيا/شعر دنيا والكوافير/ الجنيه/البنت الصغيرة اللى بتشحت واللى كانت شبهى/ حضنتنى وهى بتطلب فلوس/طبطبة ووعد بإنى هاجيب فلوس بكرة/ الجنيه على الأرض/دنيا: هانقسمه على بعض/ مى :هانشترى بيه حاجة بجنيه/ الكشك /البسكوت/ مستر إبراهيم/النظرة/الحاجب المرفوع/تعدية الشارع/ناهد ومصطفى كثنائى (إخواتى) رائع /ناهد كشخصية حلوة وحضور حلو/ مصطفى كـكائن مش عارفة أوصفة من كتر ما دماغه حلوة وعايزة أكلمه وأعرفه أكتر/العمارة/التشريفة/نفرشله السجادة الحمرا/الدوال كثيرة الحدود/الشقة/النظافة من الإيمان/النوم ع الكرسى زى القطط/علمى رياضة/ممتازة/القهوة/هيام/كريم/محمد الصغير/مى/إيمان اللى ماتت-مش أختى-/الإذاعة/ذا بلو دانوب ووايفز أوف ذا دانوب/فيروز !!

الأحد، 29 سبتمبر 2013

إعادة !!

بالأمس كتبت تدوينة توثيقية توثق كل ماحدث -تقريبًا- بالأمس ..لكنها انمحت بسبب خطأ سخيف من بلوجر كما كنت ستعلم لو أنك قرأت ما كتبت بالأمس ..
كتبت فى تلك التدوينة المُمحاة عن كل شىء دار بالأمس تقريبًا .. منذ أن رفعت وأبوىّ أجزاء (النيش) والسُفرة البيضاوية .. إلى أن عُدت من شقة الهرم بعد جلسة التأمل الطويلة فى الشرفة .. وآه نعم ..ما إن عدت من هناك ..حتى جئت باللاب توب .. وتعلمت مقطوعة  (waves of the Danube) .لأفاجئ بها منال فى اليوم التالى بالإضافة إلى ذلك الجزء الصغير من الإنترو الخاص بـ (Asturias) .. 
بالأمس أنهينا عملية نقل السفرة و(النيش) ..تحت إشراف عمو إسماعيل .. الذى كنت ألقبه حين كنت فى الرابعة بـ(هريدى) ..لا أدرى أية صلة قرابة تربط بين الإسمين .لكنى كنت أملك وجهة نظر ما بالتأكيد .. من الغريب أن يشرف عم إسماعيل على  إجراءات انتقالنا من شقة الهرم إلى الرماية .ثم بعد تلك السنوات ..يشرف على إجراءات انتقالنا من الرماية إلى الهرم .. هاااااه .. It's a sign !! 
قدت دراجتى إلى (إكسبشن) بعد عملية نفخ قصيرة للإطارات .. وابتعت بعض السكر ،وغزل البنات لشقيقى .. غزل بنات من شركة (بابول) ..تلك الشركة الخاصة بإنتاج العلكة ..
أنهينا بالأمس درس اللغة العربية .. ولن أكتب عن انبهار ذلك المدرس بى ..ما أن يلمحون رواية بين يَدىّ حتى يبدأون فى الشهيق اعجابًا .. 
ثم انطلقت من فورى إلى شقة الهرم .. وجلست جلسة تأملية طويلة فى الشرفة .. أراقب الفيللا القديمة التى أتمنى من كل قلبى أن أتخذها مسكنى يومًا ما .. الكلب النائم ..الذى تعطيك وضعية نومه انطباعًا بأنه ميت .. جسد مُلقى بإهمال .متروك ..مُهمَل ..  
كلب نائم فى شرفة تظللها شجرة توت .تتساقط منها حبات التوت من حين لآخر ..متراكمة ً،صانعة حلقة متوسطة الحجم من حبات التوت ..بجوار الكلب النائم ..
والدرج المتصل بالشرفة ..والذى يقودك إلى الحديقة .. والنباتات التى تغطى كل شىء .. وجماعة الماعز التى تسكن السطح .. وعشة الحمام .. والسور الفاصل بين الفيللا وبين العمارة التى نسكن بها ..
أعربت عن رغبتى فى امتلاك تلك الفيللا بشىء من المزاح إلى أبى وأمى .. أخبرنى أبى أنها -الفيللا- قد عُرضت عليه للإيجار منذ سنوات طوال بحوالى الـ60 جنيهًا ..وكان ذلك أجر ثلاثة موظفين فى ذلك الزمن السعيد .. حين كان مرتب أبى حوالى 29 جنيهًا .. وكان -بمرتب كهذا- يحوز احترامًا فائقًا من قِبَل جيرانه ومعارفه ..
آه لو كنت تدخر قليلًا يا أبى ... من يدرى .لربما كنا نحن مستأجرين تلك الروعة المتمثلة فى شكل فيللا قديمة من دورين .. أرجح أن  ثمنها ليس بالغالى .. فيللا قديمة من دورين متربة ومغطاة بالنباتات .. لا أظن سعرها سيكون مُغالى فيه ..
لكنى حين ألقى عليها نظرة من الخارج ..أرى تلك اللافتة :"الهلال للبلاستيك" 
إذن فذلك الشخص -أيًا من كان- مالك تلك الشركة السخيفة ..قد تقدمنى بخطوات وسرق منى تلك الروعة مستأجرًا إياها ..لتحقيق مآرب شخصية مادية متعفنة .. شخص سخيف بلافتته المضيئة الملونة تلك .. قال النجمة للبلاستيك قال !!
أما عن اليوم ..فقد قابلت منال .. جاءتنى فى المدرسة .. وعن ذلك تدوينة أخرى :))

السبت، 28 سبتمبر 2013

!

يجب علىّ التوثيق ..
لو لم يجب علىّ التوثيق لما كتبت تدوينة ذات طول محترم .. 
أتدرى ؟؟ ..كتبت بالفعل .. لكن حدث خطأ ما .. خطأ مُحيت معه كل تلك الكلمات التى كتبتها .. كانت تدوينة طويلة .. وانمحت .. اللعنة اللعنة اللعنة .. كانت توثق كل شىء عن اليوم .. يلا مافيش نصيب !!

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

let it be !!

الإستعدادت على أوجها .. قضى الأمر .. اتُخذ القرار .وجارى تنفيذه بالفعل .. سننتقل !!
فى لحظة أنت هنا .. فى اللحظة التالية أنت هناك ..يعتمد الأمر على سرعة السيارة التى تنتقل بها من هنا إلى هناك .. فى لحظة يكون هذا هو محل سكنك المتفق عليه من قبل الجميع .. فإن سألك أحدهم أين تعيش .. فلن تتردد كثيرًا فى الإجابة ..وفى اللحظة التالية تضطر إلى تغيير تلك المعلومة عن محل سكنك فى أذهان الجميع . لم أعد هنا يا جماعة ..بل صرت هناك ..
أفرغت (النيش) اليوم ..أغلف أطقم الأطباق والأكواب والكؤوس بورق الجرائد .. وأعبأها فى بعض صناديق الـ(تايد) التى وفرها لنا عمو (عصام) ..
 وعثرت -فى الضلفة السفلية- على الكثير من الأوراق .. الكشاكيل التى كانت فيروز تكتب لى فيها قطعًا من هبلنا المشترك ..
آمل ألا تمحو أمى هذا محوًا حين تتولى استكمال تفريغ (النيش) بعد أن أنتهى أنا من الجزء المطلوب منى تفريغه .. لكنى اشعر ببعض الإرتياح حيال هذا رغم كل شىء .. ربما على أمى أن تمحو كل هذا ..لكى أكف عن التمسك بكل شىء بهذا الشكل ..
فليكن إذن !!

الخميس، 26 سبتمبر 2013

تعالى بكرة

ثمة الكثير لأكتب عنه اليوم ..الكثييييير
لكنه الخميس ..وساعات من عدم النوم تدق ناقوس النوم الآن معلنةً تمردها وتطفو على السطح من جديد ..وقبر النوم يدعونى ..
لذا ..فدع الحكى للغد ... واترك جفنى! يسقطان صريعين !!

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

الخميس والمزيكا ..

كما كتبت فى الإستايتس خاصتى :
على موعد غدًا مع أورج المدرسة الجديد
المسؤولون-أيًا ما ما كانت هوياتهم- بيخافوا ع الأورج مننا .. فوجئت بمستر محمد النهادرة بيقطع دور الشطرنج اللى كان بيلعبه عشان يقوللى إنهم منعوا الأمر -العزف على الآلات عمومًا- .. طبعًا قاطعته وبدأت فى سيمفونية من الصراخ اللى مالوش معنى تقريبًا ..والتبريرات واللعنات وكل حاجة .. ثم لاقيته بيقاطعنى وبيقوللى : "استنى بس استنى ..أكمل كلامى .. أكمل كلامى يووووه "
.. هنا لاقيته بيقول : "بس عايزة تستخدميه فى الخباثة .. استخدميه طبعًا ..انتى بس .. "
احساس المسئولية عامةً -وإن كان عن أورج- حلو ..ومريح :))
..
نعم هو احساس جيد .. حين ينحون الآخرين جانبًا .. ويختارونك أنت لتتولى شيئًا معينًا ..أنت دون الآخرين .. 
..
قُضى الأمر .. فيروز صارحتنى بأنها قد عمدت إلى ما نحن فيه الآن .. أعنى أنها عمدت إلى تغيير علاقتنا للأبد .. كان كل ذلك عن قصد منها ...
تركتها اليوم وحيدة على الرصيف وسط شقيقتها وشقيقها .. تمتمت بكلمة تشبه : "سلام" ..أو لم أتمتم بشىء ..ربما لوحت بيدى تلوحية لا مبالية ،متكاسلة ..لا أدرى ألاحظتها أم لا .. لكن ذلك لن يزيد الأمور سوءًا أكثر مما هى عليه أصلًا .. سواء أظنت أننى تركتها فجأة بدون سابق إنذار.. فالأمر سىء بما فيه الكفاية أصلًا ..
بوف !! 

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

وكان جفناه ثقيلين كثقالتين فى موقع بناء !!

إن قررت الكتابة عن "علامات التعجب" .. فسأكتب كثيرًا لدرجة لن أقدر معها على الإستيقاظ بالغد .. أتعلمين أيتها البلوجر .. قد تسببتِ لى فى مشكلات عدة .. بالأمس لم أحظ من النوم إلا بثلاث ساعات .. ورحت أغالب لفتح جفنىّ فى حصص معينة يساهم فيها صوت المدرس بشكل كبير فى زيادة وزن جفنىّ ..
وشعرت فعلًا بمدى صحة ذلك التعبير : "شعر بجفنيه ثقيلين كقدمىّ فيل" .. عادةً أسخر من تعبيرات مشابهة لأنها -كما تعلم- استُهلكت تمامًا .. تعبيرات على غرار : "شربت من كأس الـ(شىء ما) حتى الثمالة " ..أو "شعرت بنفسى أرتج كما يرتج راكب أحصة الروديو " ..أيًا كانت الحقيقة الحقيقية وراء مصطلحات مماثلة .فإننى أعرف -وأؤكد لك- أن تعبير شعر بجفنيه ثقيلين كقدمىّ فيل" صحيح إلى درجة مرعبة .. علىّ إذن الخلود إلى النوم الآن .. 
بالمناسبة حصتين الموسيقى طلعوا يوم الخميس .. أما حصتين "المجالات" النهاردة فكانتا تتطلب اختيارًا ما بين المجال الصناعى المجال الزراعى .. فضّلت الصناعى بالطبع .. كلمة (زراعى) تُشعرنى بأننى أتهيأ لأن أكون فلاحة ترث الفدادين من أبيها وتستكمل مسيرة العائلة .. أعرف أنها نظرة سخيفة إلى الموضوع .. وأن الأمر ليس بهذه الضحالة ..لكن تلك السيدة -مدرسة المجال الزراعى- لا تشعرنى بالراحة مذ كنت فى العاشرة من عمرى .. إنها فى تلك المرحلة من العمر حين يكون الإنسان راضيًا عن نفسه بشدة .. فيظل على (استايل) معين لعدة سنوات .. أظنها لم تشتر ملابس جديدة منذ كنت أنا فى العاشرة .أو أنها اشترت ،لكنها - ما اشترته-قطع مماثلة تماثلًا لا نقص فيه لتلك التى اعتادت ارتدائها .. لذا لُذت بالفرار إلى المجال الصناعى ..وذلك المدرس الستّينى طويل القامة ذى بشرة الشيكولاتة .. 
وقد كنت أصبو إلى الأورج كالعادة ..
تبًا لك من بلوجر سيئة الطباع ..دعى السيد الآن لينام الآن ..دعى السيد لينام فى سلام D:

الاثنين، 23 سبتمبر 2013

عن الكائنات الفضائية اللى بتخطف المدرسين ،والسلاحف المصابة بالإلتهاب الرئوى، وأشياء أخرى !!

كان يومًا حافلًا .. بدايةً من مجلسنا فى حجرة الموسيقى بالمدرسة .. وذلك الوعد الذى قطعته لمحمد -الفتى الذى أشرف على تدريبه- بأننى سأُحضر ريشة الجيتار بالغد ..
وحتى مجلسنا بمنزل ناهد .. نلعن المدرس الذى لم يأت .. ونضع احتمالات مجنونة لعدم مجيئه ..احتمالات تتطلب قدرًا غير معقول من النحس لتحدث .. فنقول اختطفوه ..ونقول سُرق هاتفه ..ونقول طعنه البلطجية طعنة تطلبت نقله إلى مستشفى ..ونقول ونقول .. كانت جلسة ممتعة فى الحقيقة .. ضِعنا تمامًا فى أحاديث شتى كان العامل المشترك بينها هو ذلك السؤال :
"هو المستر ماجاش ليه ."
تارةً نقول : "اتأمص عشان لغينا الحصة اللى فاتت"
وتارة نقول : "هو الجيل بتاعه ده كله عنده مفاهيم غريبة ..العواجيز بقى !!"
بس لأ كانت حصة كلام ممتعة .. استمعت جدًا بأن أكون طرفًا من سحابة الغضب التى تكثفت فى الجو بمزل ناهد .. سلمى كانت أكثرنا انفعالًا .. كدت أرى الشرر يتطاير من عينيها ..
أقول لك ؟؟ ..الأمر بالنسبة لى ليس بتلك الأهمية .. أعنى أن شيئًا كـ(درس الرياضة) له قسط من الأهمية بالطبع ..لكن عدم مجيئه -ذاك المدرس- لن يدفعنى إلى ملأ الدنيا صراخًا عن "قلة الذوق" و "الإنتهازية " .. لا أدرى أى علاقة تربط الإنتهازية بحديثى هذا .. لكنهم يقولون أشياءًا مماثلة فى أى شجار .. الكثير من الكلام عن الإنتهازية والدنيا التى أضحت غابةً تشريعاتها الوحيدة هى قانون الغاب .. 
كانت جلسة تكهن ممتعة .. ما ينقصنا فقط كان كرة بلورية تظهر لك صورًا من المستقبل بطريقة ضبابية غائمة .. 
"ده أكيد ماجاش عشان مانزلناش نجيبه من تحت ..أكيد ماعرفش يوصل للعنوان "
"ده أكيد ماجاش عشان البوليس قبض عليه .."
"ده أكيد ماجاش عشان السلحفاة بتاعته عندها التهاب رئوى"
"ده أكيد ماجاش عشان الكائنات الفضائية خطفته !! "
كان يوم حلو جدًا .. وبدايته كانت حلوة جدًا ..وذروته كانت حلوة جدًا جدًا .. وكان يوم مجمله حلو يعنى :)) 
tomorrow is a big day BTW
حصتان من الموسيقى .. وأشعر بأصابعى تلعب على الأورج منذ الآن .. لا زلت متحيرة بصدد أى مقطوعة سأتعلم غدًا .. لكن لا يهم .. يكفينى الأورج أصلًا ..

الأحد، 22 سبتمبر 2013

يوم الأحد السوليتارى الحبيب :))



هييييح ، عامى الثانوى الثانى .. ها أنا أسير فى تلك المسيرة الأبدية التى سُلكت ملايين المرات من قِبَل فتيات غيرى من قبل ..
لو كان لى أن أصف اليوم فى كلمة واحدة ..فستكون –الكلمة- بلا شك : solitary
 بعد الشجار مع أمى ،لأنها لم تقم بتصغير قياس (تيشيرت) المدرسة على مقاسى .. وبعد أن قلت لها شيئًا كـ :"كأنكِ تقتطعين من نفسكِ جزءًا مع كل خيط تخيطين به القماش ببعضه" .. ضحكت
ثم استرسلنا الشجار فيما بعد حين قُمت بما يقومون به على أجساد المانيكات أثناء تصميم الفساتين : تثبيت القماش ببعضه عن طريق الدبابيس .. فقط قمت بضَم هذا الجزء إلى ذاك الجزء .. تلك القماشة إلى هاته ..
بالطبع لم يرق لها الأمر .. وكانت هى صاحبة الرأى الخاص بالمانيكات هذا ..
"شيلى الدبابيس دى"
"هاشيلها حاضر ..بس هاخودها معايا المدرسة واحطها تانى هناك "
"والله ؟ ..طب ايه رأيك بقى ان انتى مش هاتعملى كده ؟؟!"
فى النهاية أخرجت ذراعيها من الموضوع .. ونسَت الأمر نوعًا ما .. 


وأقتبس لك من كومنت كتبته لمنال منذ نصف ساعة أو أقل .. لتلقى نظرة على أول ما فعلت فور وصولى للمدرسة .. وآخر ما فعلت قبل المغادرة :
  
 "النهاردة الصبح ..دخلت أول ما دخلت من أجزاء المدرسة : أوضة الموسيقى .. كانت فاضية .. والمستر كان فى الطابور بيشرف على عزف النشيد بينما الطوابير بتطلع .. ولاقيتنى لوحدى ..وقعدت أتأمل كل حاجة .. الرفوف والجيتارات التلاتة المتخربين .ورغم كده صوتهم رائع وأحلى من صوت جيتارى حتى .. والكمانجة اليتيمة وجارتها الكمانجة مقطعة الأوصال -الأوتار- .. وفوجئت بأورج جديد .. New comer .. وقعدت أتلمسه بصوابعى .. والولد اللى كنت مشرفة على تدريبه السنة اللى فاتت -.. قعدت معاه وقعدنا نفتكر مع بعض مقطوعة ذا جاد فاذر -على الجيتارات الخَرِبة-..
ثم قعدت أعزف لوحدى فى الأوضة .. لحَد ما المستر جه .. وعزفنا مع بعض فى النهاية ذا جاد فاذر .. هو ع الأورج القديم ..وأنا ع الجديد .."
أما عن الحصص .. فالحصة الأولى كانت تشعبًا ..ما بين العلمى والأدبى .. فى البداية .. سأشرح لك أن مراحلنا الثانوية جميعًا تتكون من فصلين للفتيات ..وفصلًا واحدًا للفتيان –وأحيانًا ما ينقسم لفصلين نظرًا لأولئك المستعينين بالواسطات للولوج إلى المدرسة - .. فتذهب فتيات العلمى من فصلنا فى حصص التشعب، إلى فصل الفتيات (الآخر) .. بينما تذهب فتيات الأدبى فى ذلك الفصل (الآخر) إلى فصلنا .. ولن أحدثك عن صرخات الترحاب واللعاب المتطاير من القُبلات المبالغ فيها .. كل فتاة تصاب بهيستيريا مفاجئة لأنه مُقدرٌ لها حضور حصص التشعب جميعًا مع صديقتها على الضفة الأخرى –فى الفصل الآخر- بعد أن فصلوا الواحدة منهن عن الأخرى ..
كانت حصة كيمياء .. رجل أشعث الشعر أبيضه ..ذو شارب مماثل فى اللون ..وصلعة لا بأس بها .. وكرش مأسور داخل حزام بنى عملاق .. وقميص (بيج) مع بنطال لا أذكر لونه صراحةً ..والقميص مدسوس بعناية إلى داخل البنطال ..
مستر (عزيز) على ما أذكر ..
أستطيع أن أجزم بأن عمره لا يقل عن الستين .. ربما أكبر ..ربما أصغر .. لا أدرى .. لكنه قال بضعة كلمات أثارت بركانًا داخليًا من الضحك لم نقدر على إعلان ثورته على الملأ ..
"أنا هاتعالم معاكى معاملة الأب لبنته ..أنا أبوكى ..وانتى بنتى .. أما بقى اللى عايزة تتعامل بطريقة تانية .. علاقة تانية غير علاقة الأب والإبنة .... "
يسكت لحظات ويمسك عن الكلام .. ثم يسترسل : 
"انتوا كريمات الخلق .. طبعًا !! "
لم يضحك أحد .. لم يحدث شىء صراحةً اللهم من بعض الوجوم .. الكثير منه فى الحقيقة .. 
بحق الـ ....
وهل ستقيم مراهقة طفلة فى السادسة عشر علاقة عاطفية طرفها الآخر عجوز مترهل فى الستين ؟؟ ..
 لا أقسو عليه .. لكن تعليقه ذلك قد شَوّه صورته فى ذهنى .. وكأن أمرًا كفتاة فى مثل سننا تتطلع إلى شىء كهذا .هو أمر طبيعى بصورة بحتة .. 

بُص .. هو م الآخر كده كان يوم (سوليتارى) خااااالص .. 
قضيته ما بين الفصل وأوضة الموسيقى .. مليان بالحَر .. بشوية عياط وارتعاشات فى وقت بعد الضُهر .. اليوم كله كان مليان -مليان ولا خطأ لغوى هنالك- بـالمصافحة الباردة اللى صافحتها لفيروز .. وايديها المشغولة بالأكل ..واللى اضطرتها لمصافحتى بصباعها الصغير .. مش قصدى إنها بتستهين بيا بالطريقة دى ..عادى يعنى أصلًا دايمًا كُنا بنسلم على بعض بالطريقة دى فى الأيام الغابرة .. بس دلوقتى ماعادش من الأيام الغابرة .. دلوقتى أى مصافحة ما بيننا بَقِت مصافحة باردة وبَس ..
ندمى الوحيد -الشىء اللى خلانى أندم على تقضية فترة المرواح بأكملها فى أوضة الموسيقى والعزف -: إنه ماتسناش الوقت ليا لمقابلة سلمى .. شفتها وكانت فى حالة غريبة .. ومتجهة لتشعب الأدبى بينما كنت أنا متجهة لتشعب العلمى .. ومن غير كلمة قبضت على ايدها بشدة .. وضحكت .. وهى قالتلى حاجة ماسمعتهاش كويس ..حاجة زى : " ادخلى بسرعة طيب يلا عشان مستر إسلام-مدرس الأحياء خاصتنا- بيزعّق ..هانتكلم بعدين" ..





السبت، 21 سبتمبر 2013

السبت الدامى المعهود !!

الثانية صباحًا .. نعم هى كذلك .. أجلس متكومة على نفسى أمامك أيها اللاب العزيز .. سأتوحشك كثيرًا .. لا أعنى بذلك أن فراقًا تامًا على الأبواب .. فقط ستقل ساعات اجتماعنا معًا .. سألتزم بالتدوين قدرما فى استطاعتى -أو على حسب مزاج أمى-  ..لكننى سأقوم بالمستحيل ..وأنت أدرى منى بهذا ..
إنها الثانية صباحًا .. نعم هى كذلك ..أجلس متكومة على نفسى أمامك أيها اللاب العزيز.. لونك الفضى لا زال لامعًا ..فى بعض مناطقك انطفأ لمعانك ..لكن مع بعض التنظيف الجاد بذلك المنظف السائل أزرق اللون ..ولن تبرح إلا كالجديد .. 
كما ترى يا عزيزى .. الكتاب الثانى من The Hunger Games يقعى كالجرو الصغير بجانبى ..متكوم هو الآخر .. وعبوة عصير جهينة بنكهة الجوافة متكومة هى الأخرى بجانبى بعد أن فرغت منها .. 
من المفترض أن أنام .. لكن .. 
أحب دومًا أن أصنع من اليوم الأخير فى الإجازة يومًا استثنائيًا .. أشعر بنفسى وقد ارتكب جرمًا ما أؤاخَذ عليه فى محكمة الجنايات إذا أنا نسيت اليوم الأخير من الإجازة الخاص بسنة من السنوات ..
إجازة العام الماضى مثلًا .. لا أذكر منها الكثير حقيقةً .. أذكر فقط ارتباكى حين وضعت نفسى فى الزى الجديد .. وكأن الأمر بهذه السهولة .. وداعًا ملابس إعدادى ..ويل كام ملابس ثانوى .. بهذه السهولة كطرقعة بأصبع .. لماذا لا يضعون -هم من هم- ذلك فى الإعتبار .. لِم لا يؤاخذونا على عُثراتنا وتعثراتنا ؟؟ .. فالتغيير ليس بالهين لهذه الدرجة وإن كان متعلقًا بزى ..مجرد زى ..
فإن كان الأمر كذلك حين يتعلق بالأزياء .. فماذا إذا تعلق بتغير رقم .. بسنة تزيد على سنوات عُمرك ؟؟ .. آه ، هذا صعب !!
اليوم -السبت- .أو فلنقل الأمس .. فهى الثانية فجرًا الآن ..ولا تأخذ بالتوقيت الظاهر على مدونتى ..فهو -إحم- مزيف .. 
اليوم /الأمس -كما كنت أقول- .. بدأنا أول حصص اللغة العربية .. لست من محبّى جو الدروس . أمقته أمقته أمقته .. 
أشعر بالإرتباك حين يعلن ذلك المدرس أو ذاك انتهاء الحصة .. ويبدأ فى التململ فى كرسيه استعدادًا للوقوف على قدميه .. ارتباك -وأى ارتباك- يساورنى حين أستخرج أوراق النقود من تحت أنقاض جيب بنطالى .. أشعر وكأنه العامل الكادح ..وأننى -وأهلى- السادة الأشرار المتسلطين المتزمتين المتعالين المتعجرفين ..السادة الذين جلدوا أجداده بالسياط ..ونهبوا طعامهم فتضوروا -أجداده- جوعًا .. 
ألوذ بشريكات الدرس .. فأحتمى من شعورى ..وأجعل من أيديهم التى تمتد بالنقود صخرة ألوذ بها وأحتمى خلفها من ذلك الشعور المقيت .. الجميع يمرر النقود له .. مع بعض التعليقات المازحة :
"ماعيش فَكّة ..هى ميت جنيه والله .. اتصرف بقى يا مستر نياهاهاهاها "
"طب أنا كل اللى معايا فكّة بقى يا مستر .. معلشى بقى باركب مواصلات انت عارف .. الفكة بالنسبالى كالماء والهواء نيهاهاهاهاها ..!!"
أتراهم يلتمسون الأمان من تلك المزحات هم الآخرون ؟؟ .. 
هممممممم ، دعنى الآن لأستكمل تجفيف شعرى .. الغد -أو اليوم-  حافل بإذن الله .. فقط فلأبتهل لئلا ينمحى السبت السابق للدراسة من عقلى .للأبد على الأقل !!

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

جو ويز ذا فلو !!

غدًا يوم مصيرى .. غدًا ؟؟ . أو بالأحرى اليوم .. الساعة الآن -بالتوقيت الحقيقى لا توقيت مالاجاش السارى على مدونتى وأستعمله لأكتب فى وقت متأخر بعدما تتعدى عقارب الساعة منتصف الليل ،إذ أن الساعة الآن فى ملاجاش حوالى الحادية عشر صباحًا - الثانية بعد منتصف الليل .
كما كنت أقول .. غدًا يوم مصيرى جدًا ..اليوم الأخير من العطلة الصيفية ..صيف 2013 يحتضر وقد بدأ فى سيمفونية من حشرجة الموتى أول ريدى .. لن أبدأ فى العويل استغاثةً بالأفئدة الرحيمة لكى تتوسط لى عند الوزير لتأجيل الدراسة .. الدراسة -أصلًا هى الأخرى- تحصيل حاصل يا عزيزى ..انسياق مع التيار واستسلام للموجة .. مريض شلل العضلات يعرف جيدًا ما أعنيه .. عضلاته (سايبة) ..لا يقوى على التحكم فى عضلات وجهه فـ(تتهدل) شفتاه إلى الخارج .. ما تحت عينيه يتحول لشىء شبيه بالزبد .. يتهدل هو الآخر صانعًا بعض التجاعيد .. ويكاد يصل ما تحت عينيه إلى ركنىّ فمه .. وتقع يداه إلى جانبىّ جسده عديمتى النفع وخاليتين من الحياة و (يوزليس) ..
لذا فالموضوع لا يشكل فارقًا ..بدراسة أو بغير دراسة .. جميعنا ننساق وخلاص !!


الخميس، 19 سبتمبر 2013

على جنب بعيدًا عن (الصوت يعرف أفضل) #3

إن لم تكن تدرى -أى عزيزى- فإن الدراسة تبتدئ فى الحادى والعشرين من هذا الشهر .. هيييح .. لن أملأ الدنيا صراخًا ..كذلك لن أصدع رأسك بكلام على غرار : "هايأجلوها ..هايأجلوها " 
الجدال فى الأمر فقط صار عبثيًا بشدة .. 
آه ، لن تفهم .. ثمة قسط كبير من الـ(فِهم) لن تحصل عليه إلا لو اطلعت على دفتر مذكراتى مثلًا .. 
ابتعت اليوم The Hunger Games : Catching fire .. بعد أن ختمت الفصل الثامن منها على ملف PDF بالفعل .. ابتعتها بـ75 جنيهًا .. فإن لم تكن أمى مصابة بهَوَس الـ(إحتياطى)  لكنت فى موقف محرج للغاية .. أعنى أنها -أمى- تحرص دومًا على تحصين محفظتى بجنيهات إضافية "تحسبًا للظروف" على حَد قولها .. 
هوف .. علىّ إنهاء ذلك الجزء ببطء إذن ..فالحصول على الجزء التالى -والأخير- سيستلزم خمسة وسبعين جنيهًا أخرى .. 
ملحوظة : درس الإنجلش كان النهاردة لعلمك يعنى .. just usual stuffs .. مافيش حاجة مهمة حصلت ..

وهابى هانجر جايمز ..وماى ذا أودز بى إيفر إن يور فيفر !!

تصبح على خير يا بتاع !!

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

على جنب بعيدًا عن (الصوت يعرف أفضل) 2#

على جنب : اتعلمت (على جنب) دى واترسخت فى دماغى  عن طريق القرينة منال .. باحب طريقتها فى استعمال (على جنب) ..
ولما بيبقى فيه أكتر من حاجة تستحق لقب (على جنب) ..بتكتب: (على جنب ثانى) .و (على جنب ثالث) ،و (على جنب رابع) أحيانًا  :))
 اللعنة . The Hunger Games قد استولت على ما تبقى من حيز فى عقلى ..

غدًا أعرج على مكتبة (ألف) لشراء الكتاب الثانى من الملحمة .. قرأت منه ما يزيد عن الـ100 صفحة بالفعل .. الصبر قيمة أنستنى إياها هذه الرواية ..أعنى أن الروايات عامةً -حين تتوزع على عدة كتب - ..أجد منّى بعض الصبر إزاء الحصول عليها .. لا أصاب بأى نوع من الهوس بها ..إنما أتحين الفرص لشرائها ..دون أن تستولى على تفكيرى على هذا النحو المرعب .. هذا فقط (كريبى) .. كريبى بغباء يعنى !!

لا تلمنى على صغر حجم التدوينة .. أعنى .. من يكترث لذلك أصلًا إلاىّ .. التدوينات تتراوح فى القصر والطول تبعًا للحالة .
اخرس يا مجهول إذن ولا تنعتنى بالتكاسل .. وإن كنت متكاسلة فبإمكانك الذهاب إلى حيث ألقت .. الجحيم يسع الكثيرين عامةً ..يمكنك الذهاب هناك حاملًا رأيك ..فلا أكترث له بأى حال !!


الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

على جنب.. بعيدًا عن (الصوت يعرف أفضل) !!

لأننى قضيت أيامًا لا أكتب عن شىء إلا حلقات تلك القصة القصيرة (الصوت يعرف أفضل) ..لا أدرى أى جحيم أقحمت نفسى فيه بالبدء فى قصة جديدة .. ولا أدرى كذلك بأى هراء ستنتهى وبأى كيفية ..لكننى سأعمل بالمثل القائل : "Just go with it" .. سأدع الموجة لتسوقنى أينما يحلو لها .. 
بما إنه أسبوع يستوحى كلٌ من شخص ما .. كنت أفكر فى كتابة شىء أو شيئين عن منال أو سلمى .أو ...... لا ، ليس لدى إلاهما .. 
لكن ..
أرغب فى رغيفين ساخنيين بدون محتويات داخلهما .. فقط رغيفين .. وجلسة فى السرير ..وتحديق طويل فى صفحات "البؤساء" .. ربما أتبادل كلمة أو كلمتين مع (سلمى) على الواتس آب .. إنها فى تلك الحالة ،حالة "يا رب أموت أو أختفى" و "ياااه لو الإنتحار ماكانش حرام" -على حد تشخيصها لحالتها -
أوتعلم ماذا .. سأشاهد (The Hunger Games) مع الأرغفة الساخنة ..بينما أحاول ترميم ما يمكن ترميمه مع سلمى 
..

 
سى يو ..

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

الصوت يعرف أفضل (5/10).. "قصة قصيرة"


الدار تقبع فى مكان ما من مصر القديمة .. قريبة من مطار القاهرة قربًا معتدلًا .. أخرجت بعض المقرمشات من حقيبة أمى الخضراء العملاقة التى كانت تضع لى فيها حاجياتى وملابسى منذ سنوات حين كنت أتمرن على السباحة .. هى حقيبة مناسبة لأشياء مماثلة بالفعل .. كما أنها بمثابة خزانة متنقلة .عملاقة ،واسعة، وسحيقة !!

الرقائق المقرمشة تنسحق فى فمى وتتحول إلى مزيج سميك القوام .. أجد صعوبة فى ابتلاع الطعام دون فترة مضغ كافية ..
ولك أن تصدق أن الزبادى لا يشق طريقه إلى معدتى -أو حتى حَلقى- دون ثوانٍ من المضغ على الأقل .. وسواس قهرى، لك أن تقول هذا ولن أنبس ببنت شفة اعتراضًا .. لكن لا تلق بكل الذنب على عاتقى ..إنها آثار الصوت كما تعلم..
"عندِك أى اعتراض؟"
"وأنا هاعترض على ايه ؟ ..انت حقيقة مجردة لازم أعترف بيها"
"آه ،باحسب !!"
هكذا مرت ساعتين على هذا الحال .. الطرق تتغير من حين لآخر ..تتراوح ما بين ازدحام وشوارع خالية كالطريق الصحراوى ..
لا زالت الرقائق تنسحق فى فمى .. ولم أزل أتساءل هل يسمع الآخرون الصوت العصبى لتلك القرمشة كما أسمعه أنا فى أذنىّ ..حتى رأيت الدار على مرمى البصر .. لا داعى لوصفها على ما أظن ..هى خليط من نادٍ وفندق وقاعة حفلات .. تبحث أمى عن مكان مناسب للسيارة .. ولم تكد تفعل حتى وجدنا ذلك الرجل ذى الجلباب المهلهل واللحية النصف نامية نحونا .. تردد شفتاه بضعة كلمات ,,ويشيح بيديه فى اتجاهات شتّى ..
لا أدرى أى هراء يخرج من ذلك الفَم .. لكنى أراهن أنه يقول الكثير من :
"يمين ..لأ لِفّى العجلة كمان شوية .. شمال شوية حبتين ..بس ..باااااس ..خشى خشى .أيوة العجلة شمال شوية ..أيوااا الله ينور !!"
أحدنا لا يدرى شيئًا مما يقول ،فالنوافذ مغلقة دون الأصوات بالخارج.. لكن أمى تقبض على بضعة جنيهات على أى حال .. تهيأةً لتسليمهم إياها .. مجرد تحصيل حاصل ..تقديرًا لجاعورته التى استُنزِفَت !!
 نترجل .. ثم  here come رجال الأمن ..لا يُعلقون أهميةً كبيرة على دخول أحدهم أو خروجه .. فقط لَوّح لهم من بعيد بالكارنيه خاصتك ..كأنك عميل (FBI) يُظهر شارته فى فيلم أمريكى ردىء .. وستكون بخير !!
حفل التكريم فى قاعة ببناية شاهقة .. أستطيع أن أرى كمية لا يستهان بها من الرافعات .. ثمة بلدوزر هنا وهناك .. بناية جديدة يتم تشييدها ..محاطة بالصقالات والدعامات الخشبية والعُمّال ..
الآباء يقبضون على أيدى أبنائهم تقريبًا عند المرور بجانب موقع البناء ..المنظر مرعب بالفعل ..الوحوش الحديدية الضخمة تسيطر على المكان وتدب الرعب فى قلوب الآباء !!
أبى يتقدمنا .. وأمى فى ذيولنا ..تسرع الخطى لتلحق بى ..وتهمس :
"ادخلوا انتوا ..أنا هاقعد هنا أشرب قهوة ..وبعدين مش قالوا ما ينفعش يدخل مع الطالب أكتر من شخصين .. خلاص ادخلى انتى وباباكى ..!!"
ألقيت نظرة خاطفة على القاعة .. ونظرية (ماينفعش يدخل مع الطالب أكتر من شخصين) هذه كانت قد انمحيت تمامًا من ذهنى .. التفتت من جديد إلى أمى لأعترض .. فلم تكن هناك ..لمحتها تجلس على أريكة وثيرة بالحديقة أمام البناية ..تراقب البلدوزر بينما يقوم بعمله ..
أمرنا لله إذن .. فليكن إذن .. هى حرة على أى حال ..!!
 دلفت إلى القاعة .. و ... لم أكن أدرى أننى على وشك التعرض لأكثر المواقف إحراجًا فى حياتى ..
                                  ******
"المكان pretty crowded .. هه ؟؟"
"يا ريت صوت الجَمع الخفير ده يقدر يغطى على صوتك ..دى الحاجة الوحيدة اللى بافكر فيها !!"
"ها ..ها .. صوتى هايوصللك فى أى مكان .انتى عارفة كده كويس !! "

 


 

الأحد، 15 سبتمبر 2013

الصوت يعرف أفضل (4/10) "قصة قصيرة"

نندسّ على عجل فى سيارة أمى الكُحلية .. أمى تجلس خلف عجلة القيادة .. ولا تمر دقائق حتى يظهر أبى قادمًا ..أستطيع أن أراه يتقدم نحونا بتعبيرات صارمة محايدة لا تحدد أيًا مما يعتمل بداخله ..وما أن يصير ملحوظًا لأمى .. تبدأ فى وضع القليل من آيات نفاد الصبر على وجهها .. تبدأ فى هز ساقيها .تبدأ العربة بأكلمها فى الإهتزاز وكأن (جودزيللا) قادم إلى المدينة ..مُدخلًا المدينة كلها فى حالة (فايبرايشن) بلا رحمة ..
"ماما .. بالراحة شوية" 
لا شىء يدل على أن كلماتى قد وصلت إلى جزء من عقلها .. لكنها تُصدر صوتًا وكأنها تزوم ..تضع يديها على عجلة القيادة وتدق بأصابعها على الجلد الأسود المحيط بالعجلة..
مشية أبى والطريقة التى يجر بها قدميه على الرصيف تُشعرك بأن لديه كل الوقت فى العالم..
يصل إلى السيارة .. وما إن يفتح الباب وتستعد أمى لوصلة (نَكَد) .. يقول أبى : 
"نضارتى .. نسيتها فوق .. حَد يطلع يجيبها بقى !! "
وكأنه أمر غير مباشر لى .. إنها أنا دومًا من تتولى أمورًا كجلب الأشياء المنسية أو المتروكة .. جربت فى مرات سابقة أن "أستهبل" وأبقى فى مكانى بلا حراك حين نست أمى هاتفها الخلوى فى مرة من المرات .. فلم يحرك أحدًا ساكنًا وانتهى بى الأمر أقفز على درجات الدرج أعبّ الهواء فى رئتى حاملةً مفاتيح الشقة ..
فقط أتمنى أن لا يتضرر شعرى من ارتطام الهواء به حين أعدو صعودًا للشقة ..
وحين وقفت أمام باب الشقة لاهثةً أجاهد للتشبث بعملية التنفس التى أجدها شديدة الصعوبة بعد كل ذلك العدو .. أسمع صوت (الصوت) ..كان يقهقه بشدة .. فى عقلى أقول له شيئًا مماثلًا لـ:"What's so funny!!"
"أصل أبوكى يا ناصحة كان حاطط نضارته على راسه من فوق ..طول الوقت كانت على راسه يا زرقاء اليمامة !! "
أردد بصوت خفيض أنشودة من اللعنات .. ويتصاعد الدخان من أُذنىّ وتخرج من رأسى سحابة صغيرة بها قنبلة وعبوة ناسفة وديناميت أحمر مشتعل الفتيل وجمجمة مع عظمتين متقابلتين ..
"اخرس !!"
أشق طريقى من جديد نزولًا على السلالم .. يطير فستانى وينتفش .. أزيد من سرعة نزولى فينتفش أكثر .وأستشعر ضربات الهواء إذ تلسع ساقىّ من تحت الفستان .. آه هذا يعيد النشاط !!
إلى السيارة أتجه .. فى ذهنى ألف تصور لغضبة أسطورية أنهال بها على رأس أبى .. ستؤازرنى أمى بالتأكيد .. أتخيلنى أشيح بذراعىّ يمينًا ويسارًا .. رافضةً أى محاولة من أبى لدفعى إلى نسيان الأمر .. 
أدلف إلى السيارة .. وما كدت أهم بالتفكير فى تحريك عضلات فمى حتى صاح أبى فى ارتياح :
أها .. انتى هنا .. وانا بادوّر عليكى ف كل حتّة ..تخيلى يا شدوى ..كنت لابس النضارة كل ده على دماغى و أنا مش ..... هأهأهأهأهأهأ.. شفتى يا شدوى ؟؟.. شوفى يا شدوى بنتك نزلت م العربية راحت فين .. احنا هانتأخر كده .."
تيرمومتر غضبى كان قد وصل إلى درجة الـSky High .. رُحت أضغط على حنجرتى بشدة لتُصدر صوتًا ناعمًا خفيضًا جديرًا بابنة مطيعة لا بطائر عنقاء غاضب ،وأعقبت :
" أنا ...هنا !!"
.."كله on board.. طب يلا يا شدوى اطلعى !! "
..
"أبوكى شكله مش نايم كويس كده !!"
"هو انت تعرف النوم عشان تتكلم عنه ..يا ريتك تنام .وأستريح من أزيزك شوية !!"
"أنا .. مش..بانام!!"





السبت، 14 سبتمبر 2013

الصوت يعرف أفضل (3/10) "قصة قصيرة"

الفُستان يكشف عن ساق نحيلة عظمية .. ينحسر قليلًا إلى ركبتى اليُسرى حين أرفع ساقى اليمنى قليلًا لأتمكن من دسّ قدمى فى الحذاء .. أمى تعقب على هذا بينما تضع لمسات من الآى شادو خاصتها : " ابقى اقعدى وانتى بتبلسى الجزمة .. مش فاهمة بتعذبى نفسك ليه وتلبسيها وانتى واقفة .. هاااه "
أهمهم بشىء ما لا أدرى أنا نفسى ما هو .. ثم أروح وأجىء هنا وهناك .أدور حول نفسى أو أخطو إلى الأمام خطوة وأخرى إلى الخلف كنمر حبيس .. ناظرةً إلى قدمىّ اللتين أبرز بياضهما ذلك الحذاء الجلدى الأسود ..
مؤكد أن أمى رددت بضعة كلمات عن أن أننى "خيلتها" أو أمرتنى غالبًا بأن "أهمد واثبتلى على مكان" .. بالتأكيد فعلت ..وبالتأكيد لم أنتبه إلى ذلك ..أو انتبهت لكن الصوت أنسانى الأمر فور حدوثه .. ومحاه من أرشيف ذكرياتى ..إنه يستمتع بذلك .. العبث فى عقلى وقتما يحلو له ..محو هذه المعلومة أو تلك .. زرع ذكرى معينة لم تحدث .. أحيانًا يصيبنى بهلوسة سمعية أثناء الصف أظن فيها أن مستر عادل ينادينى .. أرد بالـ(نعم) فقط لأكتشف أننى قاطعت لحظة من اللحظات التى يكون قد وصل فيها إلى أوج استمتاعه بالشرح ..
(الصوت) يعيث فسادًا هناك فى خلاياى عابثًا بها . صانعًا من الخلايا خيوط دميته الماريونيت الخاصة .. إنه كطفل يستيقظ صباحًا فيبدأ من فوره بالتفكير فى الطرق المثلى للإستمتاع بيومه ..لكن عوضًا عن تناول الآيس كريم على الفطور والتزلج وقيادة الدراجة فى مضمار متعرج .. هناك : إيهامها بأن أمها كائن فضائى .. محو الدرس الثالث من الوحدة الثانية فى الجغرافيا من عقلها تمامًا .. 
..
تضع أمى لمساتها الأخيرة من تلك المساحيق العجيبة ذات الأسماء الفرنسية الهشة .. ثم تأخذ حقيبتها الجلدية .. ثم -موجهةً لى الحديث- : 
"أنا نازلة أسخن العربية .. ابقى عرّفى أبوكِ إنى نزلت قبله ..عشان زى ما كان بيعمل فينا كل خروجة ويقصد ينزل قبلنا عشان  يعرف يقول فى الآخر إننا بنتلكع ونتدلع ونتأخر .. انزليلى انتى وقاسم بعد دقايق"
تصفق الباب خلفها .. وأقف أنا متوسطة الصالة تمامًا .. أنحنى إلى الأمام ثم إلى الخلف ..إلى الأمام ثم إلى الخلف ..Back and forth ..back and forth .. فى حركة عبثية ..أترك نفسى إلى الأمام كأننى بناية تتهاوى ..أو فتاة تترك نفسها إلى ذراعىّ الموت ملقيةً نفسها فى شلالات نياجرا ..ثم أتماسك فى اللحظة الأخيرة قبل فقدان التوازن الذى يليه نقطة اللا عودة فالسقوط والحصول على غرزتين فى جبهتى ..ثم أميل إلى الخلف كأننى فتاة تنتحر كذلك لكن مواجهة الموت بظهرها هذه المرة !!

ثم أقطع عبثى ذاك فجأة بانطلاقة نحو الغرفة .. حيث (قاسم) شقيقى .. أراهن أنه قد ارتدى زوجًا مختلفًا من الجوارب .. واحد أسود وآخر أبيض ..أو شىء كهذا . تلك هى (عوايده) على أية حال ..
أطلق بعض الصراخ فى وجهه .. يتبعنى دون كلمة واحدة وهو لا يزال محدقًا فى شاشة الهاتف المضيئة .. سنضع قدمينا خارج الشقة قبل أبى .. بهذه الطريقة نُشعره بمدى تأخره و (تلكعه) ..وكأنه إن لم يلحق بنا فى غضون دقائق فسنخلفه وراءنا .. لا بأس من انتقام صغير مقابل كل تلك "الحركات" المقصودة التى كان يمارسها معنا ..
..
"جينات أمك بتشتغل كويس أهو .. well well well .. عايزة تنزلى قبليه وتسبقيه .. يا للمهزلة ..يا للمعيلة "
"حِل عن نافوخى النهاردة .. أحب على يدك"
"أروح فين من بعد نافوخك ؟؟ ..أنا عايش فى نافوخك  !!"

  
 

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

الصوت يعرف أفضل ..(2/10) "قصة قصيرة"

أتعلم ماذا ؟؟ .. كلٌ لديه (صوته) الخاص .. لا أعنى ذاك الذى تُحدثه الأحبال الصوتية وتلتقفه آذان الآخرين وتترجمه إلى أفعال وأسماء وإشارات .. بل أعنى (صوت) آخر .. 
(الصوت) يلازمنى منذ ستة أعوام .. سمعته لأول مرة حين كنت فى التاسعة .. كنت أشاهد التلفاز ..صوت (مستر بليك) يملأ الجو إذ يوبّخ (وافل) على رعونته ونزقه ..ويقرّع (جوردون) على حماقته واهتمامه الزائد بـ(الفتاة كيمبرلى) .. 
كنت منهمكة فى الدراما الكارتونية تمامًا .. حين شعرت بذلك الغثيان .. ورأيت تلك اللطخة السوداء التى تلطخ بها مجال إبصارى .. وكأن أحدهم يضع غمامة سوداء على عدسات عينىّ .. كنت أدرك أنها واحدة من إغماءات الأنيميا .. كل أولئك الأطباء ذوى الشوارب والسوالف واللكنات الغريبة لم يفلحوا فى وضع حد لتلك الإغماءات المفاجئة .. جاهدت لكى أتماسك .. إنهم بالخارج جميعًا .. تركونى وشقيقى النائم حتى الآن بالداخل لا يدرى بأى مما يحدث الآن ..
هل أقف على قدمىّ ..أم ألازم مكانى وألتزم بجلستى على الأرض .. أم أستلقى .. أم أتربّع .. أم ماذا بالضبط ؟؟ هه؟؟
سمعت حينها الصوت لأول مرة .. آت من لا مكان .وكل مكان .. جالبًا معه سلسلة من التساؤلات وعلامات التعجب .. 
"هشششش .. بطّلى تفكير !! "
أمهتم أنت حقًا بمعرفة طبيعة ذلك الصوت ؟؟ ..رخيم هو أم ضعيف ؟؟ .عالٍ أم خفيض ؟؟ .. ذو نبرة رفيعة مفعمة بالصبا أم عجوز متراخٍ متحشرج مشروخ ؟؟.
أتدرى ماذا ؟؟ . إنه كل شىء .. إنه رخيم وضعيف وعالٍ وخفيض ورفيع وصبى وعجوز ومتراخٍ ومتحشرج ومشروخ .. إنه النقطة التى تلتقى عندها كل الأضداد لتصنع مزيجًا متجانسًا خالٍ من الشوائب أو العوالق التى تشوب أى مزيج عادى ..
يمكنك تخيل مليون سيناريو لردّ فعلى حينها .. لو أن فتاة نحيلة مصابة بالأنيميا وعلى شفا إغماءة من إغماءاتها .تركها والديها وحدها مع شقيق لم يتعد الخمسة أعوام وهى ولم تتعد التاسعة .فوجأت بصوت آتٍ من لا مكان يخبرها بأن تتوقف على التفكير ..فلا تتوقع منها أن ترقص طربًا أو تضحك وتُحضر (إسكيتش) رسم ،وترسم بيتًا بمدخنة وأمامه فتاة صغيرة تشبك يديها بيدىّ كائن غريب  بجانبه سهم يشير إليه ..وتكتب أمام السهم : "الصوت" .. 
حتى بعد أن تعودت الأمر وصرت أتعامل مع الصوت كحقيقة مجردة ..لم يحدث أن شعرت بألفة أو أى نوع من الحميمة تجاهه .. على الأقل ليست الحميمية التى تدفعنى إلى رسم نفسى ممسكة بيد شكل تخيلى للكائن صاحب الصوت أمام بيت ذى مدخنة .هذا مبالغ فيه على ما أظن ..!!
كفانا إستطرادًا الآن .. الصوت يعرف فيم أفكر .. أسمعه يطقطق بلسانه -إن كان يملك واحدًا- ويقول : 
"اللى فات مات يا روحى !! "
"يا مصبر الوحش ....."
أزلت اللحاف تمامًا عن جسدى .. ووقفت على قدمىّ أخيرًا .. منحنية الظهر قليلًا .لكن بخير .. 
أخذت خطوتين لأقف أمام المرآة ..وتأملت الكارثة الكونية التى شرعت تتأملنى هى الأخرى .. رُباه .. هل اشتركت فى جيوش هانيبال ليتشعث شعرى بهذا الشكل ؟؟ ..وما بال عيناىّ .؟.. 
لئن لم تحدث معجزة الآن بصدد شكلى الخارجى ..لصرت فى مأزق حقيقى .. ألقيت نظرة على شقيقى الذى كان لا يزال منكبًا على الـ(شىء ما) ذاك الذى يثير اهتمامه بهذا الشكل ..
سحبت الباب من الأكرة النحاسية الباردة . خطوت إلى الخارج .. لشدّ ما تختلف درجة الحرارة هناك -فى الغرفة- وهنا خارجها .. فى بيتنا هناك دومًا تلك الـ(يوتوبيا) المتمثلة فى غرفتنا الباردة دومًا فى الصيف .الدافئة فى الشتاء ..و (خارج غرفتنا) الحار كالجحيم دومًا فى الصيف..والبارد كثلاجة لحوم دومًا فى الشتاء .. التكييف له كل الأثر بالتأكيد ..
أكان يجب أن تكون حفلة التكريم السخيفة تلك فى العاشرة صباحًا ؟؟ ..من ساعات اليوم الأربع وعشرين يختارون العاشرة ؟؟ .. سُحقًا .!!
"عشان تتعلمى تبقى من الطيور المبكرة !! "
"اخرس!!"
أُنهى طقوس الإستيقاظ .. لابد أن أمى قد استيقظت بالفعل .. إن لم تكن مستيقظة ..فقد استيقظت بالتأكيد من صوت انغلاق باب الحمام .. يقولون أن (نومها خفيف) .. أما أنا فأظنها تناك بعين مفتوحة وأخرى مغلقة ..

آه .. نسيت إخبارك .. 
اليوم يقام حفل تكريم سخيف فى إحدى دور القوات المسلحة .تعلم تلك الدارات التى لا تنتهى والتى تحمل أسماءً على غرار : "دار الدفاع " ،"دار المشاة" .."دار الحُفاة " .."الدار دارك" ..المهم أنها دومًا دار الـ(شىء ما).. سيحظى شقيقى بمصافحة لواء ما .. وبشهادة تقدير مؤطرة بشرائط حمراء .. بـ300 جنيه هى السبب الوحيد الذى دفعه للموافقة على الأمر برمته .. 
"حتى المفعوص ده عنده جشع !! "
"أبوس ايدك اقفل بُقك دقيقتين "
"أنا .. ماعنديش ..بُق !! "
"ما هو لو كان عندك كان زمانى كممته من زمان !! "

 
 

الخميس، 12 سبتمبر 2013

الصوت يعرف أفضل (1/10) "قصة قصيرة"

عيناى تنفتحان .. لا ..لست أنا فاتحتهما ..آه الأمر معقد .. دعك من هذا ..فلنقل : "فتحت عينىّ" ليكون هذا أقرب إلى ذهنك ..
شقيقى الصغير منحنى على شىء ما ..أراه من دون الإضطرار إلى الجلوس أو التربّع على السرير .. أستند على مرفق واحد لأحصل على رؤية أفضل .. آه إنه الموبايل ..بإنحناءة وظهر متقوس قليلًا انكب شقيقى على هاتفه الخلوى ..لا أدرى علام ذلك الإنتباه المفرط ..ولا أبالى حقيقةً .. ما يهمنى فى الأمر برمته أنه -شقيقى- ما دام جالسًا جلسته هاته .فإن الساعة قد اقتربت من السابعة .. إنه أمر يأتى بالتعود .أن تعرف كم الساعة بدقة من أدلّة بسيطة كـجلسة أخيك أو كصوت اصطدام الأطباق ببعضها حين تقرر أمك الشروع فى غسل الأطباق بعد وجبة عشاء ثقيلة .. 
لا دراية له باستيقاظى على الإطلاق.. لا زال منكبًا على ذلك الشىء البالغ الأهمية على شاشة هاتفه .. 
أُرسل طرفًا إلى الشرفة .. الضوء يتسلل من خصاص النافذة صانعًا هالة صغيرة هى خليط من الأخضر والأصفر .. أتحسس الملاءة بجانبى بحثًا عن هاتفى .. ها هو ذا ..الكتلة الباردة الكبيرة .. أضغط زرًا و ... أها ..إنها السابعة إلا عشرة ..لم أخطئ فى تقدير الوقت .. قلّما صرت أخطئ بهذا الشأن فى الحقيقة .. علىّ النهوض إذن .. شعرى مبعثر بشدة وكأننى نهضت توًا من القبر .. وعيناى لو تركت لهما العنان لانغلقتا وأوصدتا عليهما بالمتاريس والمزاليج .. علىّ القيام بمعجزة القرن إذا كانت بى رغبة للظهور بمظهر ملائم اليوم .. معجزة بصدد شكلى أعنى .. عيناى منتفختان كعينى ضفدعة يقوم طالب طب بتشريحها ..والسواد يغلب على المنطقة تحت العينين .وكأننى خرجت من حريق كبير للتو والسناج يغطى ما تحت عينىّ تمامًا .. أحتاج لما هو أكثر من (سيجنال) لإصلاح رائحة فمّى .. أشعر بألم فى خَدى الأيمن ..أراهن أن الرسوم البارزة على اللحاف قد انطبعت على وجهى .على طريقة (القوالب) .. تحسست خدّى واستطعت تلمّس الأماكن الغائرة فى بشرتى .. شبيهة بذلك النقش على اللحاف .. بدأت فى تطويح رأسى يمينًا ويسارًا لفكّ ذلك التشنج فى رقبتى .. ثم جاهدت لإزالة اللحاف من على جسدى .. وضعت قدمًا على الأرض ..برررر ..البلاط بارد ..تبًا للمكيف .. إنه الصيف ..لم علىّ الشعور بالبرد الآن وفى الشتاء كذلك ؟؟ .. 
"اعترفى ..بذمتك مش التكييف حلو برضه .. مش بترجعى م النادى وبتبقى ممتنة لأخوكى عشان فاتح التكييف فى الأوضة ..مش بتحبى تدخلى الأوضة وتفتحى الباب جامد وبدفعة قوية من دراعك عشان الهوا يتخبط فى وشّك ..الهوا الساقع .. مش كده ؟؟ "
همس بها الصوت .. 
"اسكت دلوقتى .. مافيش أى داعى تبدأ فى وسوساتك من دلوقتى ..أدامك النهار بطوله .. أما دلوقتى فـلأ .."
كنت الآن أحاول جاهدةً إخفاء كل ما يدور هناك بالداخل .. لربما يلتفت شقيقى التفاتى مفاجئة .. كل جدالاتى مع (الصوت) تصحبها اختلاجات فى ملامح وجهى ..لا أردد كلامى مع (الصوت) جهرًا ..لكن انفعالات وجهى تشى بكل كلمة أنبس بها إليه و ...
أنت لا تدرى حقيقة عم أتكلم ؟؟ ..هه ؟؟ .. 
حسن إذن ..أنت لا تعرف الصوت ..كشفت أمرك يا عزيزى ..أنت لا تعرف الصوت ..لعمرى هذا خطأ موغل فى بئر الخطيئة !!

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

تَلبّس

 ملحوظة : المحتوى لا علاقة له -بأى شكل ولا طعم ولا ريحة ولا أى بتنجان- بقصة يوسف إدريس التى تحمل نفس العنوان ..ولو كنت مؤمنًا بتناسخ الأرواح ..فـلأ ..مش تناسخ للدكتور إدريس ولا حاجة .. مش ناقصة بتنجان هى يعنى !!
من المفترض علىّ -أم علىّ أن أقول : كان من المفترض علىّ- أن أكتب قصة قصيرة اليوم . الفكرة قد تبلورت فى ذهنى حتى تلبستنى.. الأحداث تمثلت أمام عينىّ .. دعك من أننى متعبة ..دعك من أننى -اليوم صباحًا- تعرضت لإحراج لن/لم أتعرض لمثله أبدًا /قَط من قِبَل والدى العزيز .. بس الفكرة كانت بجد متبلورة ..حتى دونت شوية أفكار فى نوتة أمى .. هى -أمى- قالت حاجة أو حاجتين عن إن دى نوتتها الخاصة وماينفعش أكتب فيها .. بس أنا همهمت بشىء ما واستكملت كتابة ..وهى نسيت الموضوع برمّته وانهمكت فى القيادة .. 
عزيزى ..كـحقيقة :أنا أُفضّل النهايات التراجيدية عامةً ..أحب رؤية أبطالى يموتون فى حوادث تراجيدية مؤلمة -أيوة قول عليّا ماسوشية-..ربما حينها سيدركون -ولا تسلنى عن هؤلاء الذين تشير إليهم واو الجماعة- أنهم كانوا موجودين ..كانوا موجودين ثم انتهت فترة كينونتهم .. أحب أن يكون لأبطالى -عادةً- نفسية معينة .. يرغبون فى إنهاء وجودهم .لأن ذلك يعنى أنهم كانوا يمتلكون "وجودًا" ..مما يثبت أنهم "كائنات حية" أو كانوا كذلك بمعنى أصح .. !!
طيب ، واضح إن القصة مش هاتطلع من دماغى دلوقتى بالمرّة ..
موعدنا غدًا إذن ..تعالى بُكرة فعلًا مافيش قصص النهاردة فعلًا ..
 غدًا -يا رب يعنى- لى موعد مع القرينة .. القرينة التى نالت لقبها مؤخرًا .. سلمى :)
مش هانتكعبل فى فردة حذاء (سوء الحظ) اللى بنتكعبل فيها كل مرة يا سلمى .. المرة دى هاقابلك ..فعليًا !!
..
كـذكرى : حفلة/بابا/نظرات نارية/الولد أبو قميص كاروهات/مديح/الخاطئة/كاميرا/اللواء/الكورة/المِتر/قهوة من غير سكر/إكسبشن/فستان كحلى/يوسف/شيش طاووك/عربية المشتريات!!
 

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

ادّينى فى السخافة. ادّينى .. ده العبط وراثى وجينى !!

مؤخرًا ..صرت ومنال نتحدث على الإختراع الرائع : Gmail ..دومًا -وكعادة الكثيرين- كنت أتعامل مع جوجل على أنه محرك بحث آخر فحسب .. أما عن الـGmail فكنت أعرف أن علىّ الحصول على واحد ..فقط ليكون بمقدورى إنشاء مدونة إلكترونية ..كما أن بريدى على الياهو قد انتهى أمره منذ زمن غالبًا فصار من الواجب علىّ البحث عن إيميل بديل ..وفى هذا تتجلى فائدة الـجى ميل فى نظرى .. لا أكثر .. 
المهم .. 
فى هذه المناسبة النادرة -حين أقرر فتح الـInbox خاصتى على الجى ميل- .. أجد هذا التعليق على تدوينتى : "كابوسية بلا أى مبالغة " .. أحدهم يكتب من مصدر مجهول -بما إننى أتحدث دومًا فى تدويناتى إلى شخص أصطلح على تسميته بـ(مجهول) -
يقول :  "ها أنا أردّ عليك هاهنا كما طلبت ِ
لن أخبرك ِ بالكثير
فقط شاهدي هذا الأنمي : (Death Note) هذا ما سيوضح لكِ كل شيء..بل أكثر مما تعتقدين حتى !"

أنا الصراحة توجست خيفة ..
ثمة شىء جعلنى أرتعد للحظة .. رغم كل جمل  : "ايه الهيافة دى " و "أعمللك ايه يعنى" و "كارتون عادى جدًا وممكن يخوف آه ..بس ده كارتون إنمى على أى حال" التى أخذت تطنّ فى عقلى ..إلا أننى ارتعدت رغم كل شىء ..
ذكّرنى الأمر بالرسائل التى يتركها أفراد الجماعات لبعضهم البعض .. you know .. لا أعنى بذلك جماعات عبادة الشيطان وسواها من جذور كراولى الشيطانية .. إنما أعنى أى جماعة مهتمة بالماورائيات بشكل يصير معه كل شىء واجب التجريب .. خد عندك بقى تحضير الأرواح .. الخروج من الجسد .. طاقة الكاى .. إلى نهايته ..

من الغريب بمكان أن يتكبد أحدهم عناء الدخول ها هنا ..والقراءة -حتى النهاية- ..لاحظ كذلك أن التدوينة طويلة نسبيًا ..أى أن الأمر يحتاج إلى شخص صبور إلى أقصى درجة .. ثم -خصيصًا من أجلى- يقوم بالـSign out  لكون بمقدوره أن يترك تعليقًا مجهول المصدر من شخص مجهول الهوية (غير مُعرف).. ثم يراعى قواعد الإملاء والتنوين والتشكيل و ......
لا أدرى .. لربما هو عابث آخر .. مثل ذلك الـ(طارق مسلم) والذى -لسبب ما- يجد أنه الشخص الأكثر انشغالًا فى العالم ..الذى يتلقى كل دقيقتين مكالمة هاتفية تنبأه فيها سكرتيرته الخاصة أن أسعار الأسهم قد هبطت إلى حد كبير أو ارتفعت ..فيصرخ هو فيها بلهجة لا تخلو من توتر أن تبيع هذا فورًا أو تشترى ذاك .. المهم ..يرى أنه الشخص الأكثر انشغالًا فى العالم لدرجة أنه خصص لى وقتًا من وقته الثمين وترك لى تعليقًا ثمينًا جدًا جدًا : "إيه الفراغ ده ؟!"
معذرةً يا سيد طارق ..فأنا -كما تعلم- مراهقة غريرة لا دراية لها بأهمية الوقت وأفضل الطرق لاستثماره .. المراهقون ..What you gonna do .. 
هيييييح .. اللعنة يعنى !! 

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

عن البنت اللى بتعيط .. والموسيقى اللى بتؤدى لنتائج غريبة!!

لا أدرى أكنت أدرى أن تلك هى غياهب الحلم .. أن تلك هى أقاصى أرض الفانتازيا ربما .. ربما كنت أدرى وأتناسى ذلك .. أخادع نفسى متخذة الشِبه بين ذلك الحلم وبين الواقع ذريعة ..
ربما ..
لا أدرى ..لكن أتعلم ما أدريه .. 
أعرف أنك لن تخرج من هنا قبل أن تسمع ذلك الحلم .. ربما الأمر كله (طشاش) .لكن على الأقل ستخرج من هنا بقصة لطيفة وظريفة خالص .. هذا منوط جدًا بقدرتك على الصبر والإحتمال ..هناك من لن يحتملنى لأكثر من سطرين ..  ربما ثلاثة .. البعض يتحلون بدزينة من الصبر وسيقرأون للنهاية ربما ..
المهم .. فلنبدأ فورًا فى الحكى :
                                              

مشهد :
الفتاتان اللامعتان الدقيقتان النظيفتان .. تجلس كل واحدة منهما أمام بيانو .. كل شىء فيهما نظيف ..كمن استحم للتو .حتى لتشعر برائحة عطر ظفائرهن تداعب أنفك ..
ثمة فتاة ثالثة ..تجلس فى منتصف المسافة بين البيانو الأول والبيانو الثانى .. الفتاة الثالثة التى تجلس فى موقع محايد من الآلتين الموسيقيتين لا تشعر بنفسها ..لا تدرى أين هى ولا ما خطوتها التالية .لا تدرى أجالسة هى على كرسى خشبى أم واقفة على بلاط الغرفة البارد ..أم مسجاة على الأرض كسجادة لا جالسة ولا واقفة .. لا تدرى ..لا تدرى ..
كانت الفتاة -الثالثة- موصومة بتلك العلامة الغير مرئية ..علامة موجودة فى أحلام الجميع تنطبع على شخص معين أو عنصر معين فى الحلم . علامة غير مرئية تخبرك بإصرار أن ذلك الشخص الموصوم بالعلامة هو ..أنت ..ربما ..
كان (الشىء) يخبرنى أن تلك هى أنا .. الفتاة الثالثة المسجاة/الواقفة/الجالسة .. هى لا تدرى حقًا ..ما من أحد يدرى ما موضعها من الوجود أصلًا ..
الفتاتان على البيانو تستعدان لشىء ما .. الحشد -الذى لا تدرى من أين أتى ولا متى - يستعد هو الآخر لشىء ما ..
ثم .....
تنهال أصابعهما -إن كان لى أن أستعمل هذا التعبير- على المفاتيح .. بسرعة وبدقة .. تبًا .. من أين تأتى هذه الموسيقى ؟؟ .. هل نغير من معتقداتنا ونؤمن بتناسخ الأرواح ؟؟.لأن هذه الروعة الموسيقية لا يعقل -بل يستحيل- أن تنبعث من عقل إلا عقل كارل أورف ذاته .. فتاتان صغيرتان طفلتان ..لم تتجاوزا المحطة السادسة أو السابعة فى محطات العمر .. أنّى لهما بالخبرة أو المقدرة ؟؟ .. تقرآن النوتة وتفهمان لغة الموسيقى .. 
الموسيقى تنبعث ..تنبعث .. الفتاة الثالثة المسجاة/الجالسة/الواقفة تسمعها بالتأكيد .. تنفجر فى البكاء فجأةً .. تصرخ وتعوى .. تأِنّ وتتلوى .. أيتلبسها الشيطان مثلًا ؟؟ ..
الموسيقى الرائعة لا زالت تنبعث فى الأجواء .. إنها تشجع بشدة على الرقص ..تمامًا كموسيقى الفالس .. الموسيقى والبكاء ..عويل ..صراخ .. وكأن النغمات تمزق طبلة أذنها تمزيقًا ..أو تقع منها موقع الخوازيق فتشق جسدها وتهتكه ..
الحشد يتظاهر بالإهتمام ..رجال يتظاهرون بالشهامة يبدأون فى التجمع حولها .يرتدون الفراك الأحذية اللامعة ..الملابس الرسمية التى كانوا يمنعون الدخول من دونها إلى الأوبرا فى حقبة ما .. ونساء يرتدين فساتين مطرزة بالدانتيللا وثياب سهرة قطيفة .. يبدأون فى مساعدتها على التماسك ..فإن كانت جالسة أوقفوها .. وإن كانت واقفة أحضروا لها كرسيًا لتجلس وتهدأ ..وإن كانت مسجاة على الأرض ساعدوها للوقوف على قدميها  ..  (الشىء) يخبرنى أن أولئك -الرجال والنساء- معارفها .أو أقاربها ممكن ..
الفتاة ترتعب .. تستمر فى البكاء ..والفتاتان على البيانو لا تتوقفان .. الموسيقى تعلو ..تعلو .. تبًا تبًا تبًا .. ماذا أتى بها إلى هنا ؟؟ .. إنها تقف/تجلس/تفترش الأرض .. وتدفع هذا وذاك بعيدًا ..وتستمر فى الأنين !!
تعرف ؟؟ ...هاقوللك سر ..أنا عارفة البنت كانت بتعيط ليه .. بس تعرف ؟؟.. ده سر !! 

الأحد، 8 سبتمبر 2013

هاكتب كتير ..كتير ..كتير

لو لم أكتب اليوم من وحى تدوينة ما كتبها شخص ما على مدونة ما .. هممممممممم .. لن أهلك أو أصاب بالكوليرا عامةً ..فقط سأشعر وكأننى أمزق رباطًا ما أو أقتطع صلة من نوع ما .. فليكن إذن .. 
Currently reading : الزُهير ..لـباولو كويللو -على طريقة Good Reads فى تنظيم القراءات ..
أشعرنى المذكور أعلاه برغبة عارمة فى الكتابة ..عن أى شىء؟؟.. ومن يكترث ؟؟ .. عن أى بتنجان فى  الزيت الحار يعنى .. فى مقطع من الكتاب يقول أنه كان يشعر ببعض الـ(لا جدوى) تكتنف حياته من كل جانب .إذ كان يستيقظ فيشرب القهوة .. يلقى نظرة إلى الكمبيوتر مذكرًا نفسه بأن عليه البدء فى ذلك النشاط : الكتابة .. يتجه نحو الكمبيوتر وهو لا يكاد يبتلع قهوته .. وقبل وصول سبابته إلى زر التشغيل ..يتذكر موعدًا ما .. وحين تنتهى المواعيد ..يكون موعد الغداء قد حان .. لا يقدر على تجاهل نداءات معدته الجائعة المستجدية .. فيتناوله ..ثم يشعر بشىء من النعاس ..ويعلن لنفسه أن فى "نفسه" ميل إلى قيلولة .. يرمق الكمبيوتر القابع هناك فى الركن صامتًا مراقبًا كل شىء ..صمته يتحدث كما لو لم يكن -الكمبيوتر- جمادًا أو كتلة عجماء .. يرمقه فى ذنب .. ثم يسقط نائمًا من فوره ..ويبدأ فى الغطيط ..
تبدأ قيلولته تلك فى الخامسة عصرًا . يستيقظ ليلًا .. فيسارع إلى الكومبيوتر الصامت المتكلم .. الكمبيوتر لا زال ينظر إلى كل شىء بتلك النظرة .."أنا فاهم كل حاجة بس مدكّن " .. شاشته السوداء اللامعة الصمّاء ...تتبدى فيها فجأة عينان وأنف وفم ..ملامح مكتملة لوجه بشرى .. ينظر نظرة الفاهم العالم .. إنه ينظر ذات النظرة ولن يتوقف عن إلقاء ذات النظرة .. تبًا له !!
السيد كويللو يجبر نفسه على الجلوس أمام الشاشة السوداء ذات الملامح المطاطة .. يفكر : "الكتابة مجرد نشاط أمارسه كتحصيل حاصل .. شىء اعتدته وأعانى من غصة فى الحلق لو قررت فى يوم التوقف عنه .لا تعنى لى أى شىء .. شىء كترتيب الفراش فى الصباح أو كغسل الأطباق بعد العشاء ..!!"
يقرر تفقد رسائله على البريد الإلكترونى .. لكنه يتذكر - ببعض الندم- أنه فى يوم سابق قد وطأ بقدمه وصلة الإنترنت التى كانت تضمن ولوجه إلى الشبكة بقدمه ..فتحطمت تمامًا تحت ثقله و(تدشدشت) -إن كان لى أن أستخدم ذلك الفعل - إلى قطع إلكترونية صغيرة تذكرك بالمرايا المحطمة .. تختلج ملامحه ..ثم يقرر أن يشرع فى الكتابة .. عن أى شىء يكتب ؟؟ هه ؟؟ عن أى شىء يكتب ؟ .. إن لديه عُقد محكمة لملايين الحبكات .. فقط هو بحاجة لتوسيع تلك العقد وإحكامها .. ولكن يظل السؤال .. عن أى شىء يكتب يا أوغاد ؟هه ؟؟ عن أى شىء يكتب؟؟
ثم .... لا تسألنى عن نوعية تلك المعجزات ..تلك التى تأتى كصاعقة برق ..تلك التى تنهال كسيل مطر ..تلك التى .....
اللعنة .. وها قد قدتنى إلى هاوية الإبتذال .. أى سخافة تلك التى (تأتى كصاعقة برق) و (وتنهال كسيل مطر) ..هه ؟؟ .. خنازير طائرة قررت أنها لا تجيد الطيران فبدأت فى التساقط على المارة ؟؟ ..يا وغد !!
المهم .. تأتى الفكرة ..ومن ثم يشرع فورًا فى طبعها من عقله إلى الكمبيوتر .. يستولى عليه (الشىء) -على حد قوله- فلا يستطيع للتوقف سبيلًا .. الخادمة تناديه للعشاء : "مستر كويللو .العشاء "
لكنه يرفع يدًا واحدة ويكتب بأخرى ..يرفع يده ويطلب منها عدم مقاطعته .. يكتب كالمحموم .. سيذهب لتناول العشاء بعد هذه الكلمة .. بعد أن ينهى هذه الجملة ..ذلك المقطع ..بعد ذلك السطر ..بعد إنهاء تلك الصفحة - وقد وصف كويللو الأمر هكذا تمامًا فى كتابه- ..صبرًا أيتها المعدة اللحوح .. 
يقضى وقتًا طويلًا قبل أن يقرر التخلص من نداءات معدته الجائعة ..والذهاب لأكل (لقمة) قبل استكمال الكتابة مجددًا ..
الأكل بارد .بارد .. فاتر بمعنى أصح .. يدسه دسًّا فى فتحة الفم .. عجبًا لهذا .فى مناسبة أخرى ما كان لتأخر عن الطعام هكذا .. بل ما كان ليعطى الخادمة فرصة لاستدعائه ..إذ أنه سيكون على المائدة فورًا ما أن تلمح عيناه الأطباق توضع والمائدة تُعَد .. 
يصير الطعام تحصيلًا حاصلًا هو الآخر ..فقط فى ظروف معينة ..معينة جدًا .. 
المهم أن ذلك أشعرنى بحماس شديد .. ولهفة إلى الـ(كي بورد) .. مما جعلنى أصول وأجول وأكافح لتحرير اللاب توب من شقيقى المريض بلعبة ما من تلك الألعاب الـ(أون لاين) التى لا تنتهى .. ما أن يتفوه أحدهم على (شات) اللعبة بكلمة ما عن العرب أو يبدأ فى امتداح (أوباما) .حتى يكون له شقيقى بالمرصاد .. وتبدأ مناقشة حامية -بالإنجليزية طبعًا لأن اللعبة أمريكية أصلًا وكذا اللاعبين أو معظمهم على الأقل- ..مناقشة تتضمن الكثير من (you're no thing but a Nope ) .. و(don't play with me dumb ass) و الكثير من الألفاظ التى يستبدلون بعض حروفها غالبًا بالنجوم **** .. 
المهم أننى عافرت وتحايلت حتى نلت مبتغاى ..لم يتلبسنى الشىء كما حدث مع كويللو ..لا أظن وليس بى أى نية للكتابة طوال الليل .. لكن لا بأس .. فى أيام أخرى كنت أكتب عدة سطور كتحصيل حاصل .. أشعر ناحيتها بكراهية شديد-السطور- ...وكأنها تقليدية جدًا .. لا تحتوى على مصطلحات عربية رصينة تؤدى غرض مصطلحات الإنجليزية ذات الرطانة والوزن الثقيلين ..ربما  لتضفى على الكلمات وقارًا .. لكن بالله عليك Who cares .. هل سيترك رواد الفضاء -الذين تفصلهم عن الأرض مسافات لا أدرى لها عددًا- الأجهزة بدون تحكم يدوى ويتكومون أمام شاشة الكومبيوتر لمتابعة مدونتى ؟؟ .. فيتناقشون ويختلفون ويتفقون ويتنازعون ويتصارعون ويملأون الفضاء صراخًا لن يخرج من سفينتهم ولن ينتقل إلى أى مكان نظرًا لعدم وجود هواء من أجل تدوينة الأمس ..أو التدوينة التى دونتها منذ أسبوع .. أو يجزعون حين أذكر أننى سأتوقف عن التدوين لأسبوعين نظرًا لظروف قهرية ..فيرمى أحدهم بنفسه فى أحد الثقوب السوداء آملًا أن يصح كلام روايات الخيال العلمى وتكون الثقوب السوداء منفذًا إلى زمن لاحق ..فيمر من الثقب ليجد الأسبوعين وقد انقضيا ..أو يصيب أحدهم نفسه بصدمة كهربائية ليصاب بإغمائة تخفف عليه الإنتظار ،فيستيقظ فإذا بالأسبوعين ذهبا إلى حال سبيلهما ..
لا أظن .. لا أظن .. قد انجرفت فى الفانتازيا خاااااااالص ..
هممممممم .. ذلك النقش العجيب الذى رسمه أحدهم فى صفحة من صفحات كتاب (الزُهير) .. شىء عجيب رسمه أحد القراء ..كالشخبطة .. لا أدرى .. ربما تركه ذكرى يراها بعد سنوات فيتذكر أيامًا باسمة ماضية قرأ فيها ذلك الكتاب .. 
مسحة صغيرة من ممحاة تقضى على مخططه ذلك ..
علىّ فقط أن أتحلى ببعض القسوة للقيام بذلك ..
أعرف أننى لن أمسح النقش .. كان بالإمكان أن أكون فى مكانه ..أترك لنفسى المستقبلية ذكرى ذات معنى .. لن أحب أن أعود فى المستقبل لأجد أحدهم فى لحظة عبث وقد محا تلك الذكرى للأبد ..
كان عليه أن يرسم ذلك النقش السخيف بالقلم الجاف .. إنهم يزدادون حماقةً هذه الأيام !!    

السبت، 7 سبتمبر 2013

الفيروس

البحر هائج .. الزبد يتراكم .. الأمواج تتصارع .. السفينة الخشبية تبدو كنموذج مصغر أو كلعبة أطفال فى متحف بحرى ما ،ستفهم ما أعنى بالتأكيد لو شاهدت المشهد بمنظور عين الطائر .. وما يدور على السفينة من أحداث متروك لخيالك الواسع .. تمثلية سخيفة يدرى الجميع نهايتها ..فقط يقومون بالأمر كتحصيل حاصل .. من باب :"لن نموت من دون إثارة بعض الضوضاء"  .. القبطان يعيش أفضل لحظات حياته متعمقًا فى دور المنقذ المسئول عن كل خطوة .. معافرًا الصعوبات .لا يألو جهدًا فى سبيل إلقاء الأوامر هنا وهناك .. هو يدرى دراية كاملة أنها أفضل لحظات حياته ..وختامها كذلك ..
تلك هى الذروة ..أوج حياته .. زهرة يانعة فائرة النضج فى مراحلها الأخيرة قبل الذبول .. إلا أن قباطنة السُفن عامةً لا يُجدر وصفهم بالزهور .. حسنًا ..أنت تدرى ما أعنيه ..
فى تلك القمرة .. خلف ذلك الباب ..جلس رجل أمام مكتب خشبى بدائى،لا ريب فى أن يكون تحتمس الثالث قد جلس عليه يومًا يدون رسالة لشعوب البحر المتوسط .. المياه قد وصلت لمستوى خطِر يضطر معه كل مُحِب للحياة إلى الفرار بحياته .. لكن مع رجل كهذا فلا تطالبه بأى شىء ..فلن يرضخ لك أبدًا ..
كانت الريشة ملتصقة بإبهامه وسبابته .. والحبر يتساقط من حين لآخر من الدواة .. و.....................
بووووووف .. سيبنى أقرأ بقى .. مافيش حاجة هاتحصل عامةً بعد كده ..وماتحسّش بالتشويق -ده إن حسيت بيه- لإن أصلًا كل ده ................. بوف !!
بى إس : اللاب توب كان بايظ بطريقة عجيبة .. وكنت هاعمل أى حاجة عشان أكتب التدوينة .. أى حاجة بما فيها اقتراض لاب توب بابا وتحمل سيل من آراءه فى الفيسبوك والـ(هبل ده) على حد قوله .. فتح لاب توب إيمان وهى بتستحمى .. عملت كده فعلًا ..بس سمعت صوت حنافية البانيو بتتقفل ..اترعبت الصراحة وقفلته ..وقررت أكتب التدوينة النهاردة عن ناس بيكتبوا فى أسوأ الظروف ..حينما تكون الكاتبة آخر تصرف منطقى ..فبيبقى الأمر مضحك ..كأن واحد قاعد فى مركز إعصار وبياكل بطاطس محمرة بالكاتشب والمايونيز ..
عمومًا لاقيت اللاب اتصلّح أصلًا -وماتسألنيش ازاى- ..البرنامج الشيطانى اللى تسبب فى العطل رِضى يتمسح أخيرًا .. 
الفاير وول اتهَدّ بس يلا .. أهو قضيت مصلحتى وخلاص :))
فعلًا .. لما بتحصل مشكلة بافكر إنى هانام وهاصحى هالاقى المشكلة انتهت ..وكل حاجة هاتبقى كويسة .. "على ما يرام" 
هاااااااااه .. شكرًا يا لاب توب :)

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

أى عنوان بقى ..الله ؟

مافيش حاجة يتكتب عنها أصلًا .. كان ممكن أُصاب بنوع من الرغبة فى إنتهاز الفرصة والكتابة عن أى حاجة فى اليوم الأخير من أسبوع (المفضلات) .. بس أهو يعنى .عايزة أُترك وشأنى .وأشرب قهوة .وأقرأ ..
اليوم أقرأ رواية -لا أدرى أإنجليزية هى أم أمريكية- من سلسلة : The Bug files .. اسم الرواية : DragonFry ! .. مع علامة التعجب ضمن الإسم .. غالبًا هى أمريكية . أمور مثل هذه تشتمها الأنوف بسهولة .. الكثير من : "What the hick " و "Bunch of Crap" ..
بالطبع تلاحظ المعنى المزدوج ..حيث استبدلت (Fly) بـ(Fry) ..  والرواية تدور فى الإطار المعتاد .. التلوث البيلوجى ..شركة ما تلقى بمخلفاتها ومخلفات الجيران ومخلفات حيوانات الجيران ..وأى مخلفات يتعثر بها مدير الشركة وهو فى طريقه للعمل فى مستنقع من مستنقعات بلدة هادئة .. فيحدث الأمر المعتاد الروتينى جدًا .. تبدأ الحشرات فى التغير جينيًا وتتضخم وتتورم وتخرج بحثًا عن لحم بشرى ترضى به غريزتها للطعام !!
يلا ..سيبنى بقى أقرأ !!

الخميس، 5 سبتمبر 2013

مش وقت كتابة !!

عدت مؤخرًا إلى قراءة مؤلفات (R.L.Stine) .. لم يعد الأمر يقتصر على (صرخة الرعب) فقط .. على أننى أقرأها الآن بالإنجليزية كما كانت تصدر فى أمريكا .. فلا تفقد القصة شيئًا من قوامها .. ولا أجد نفسى عرضةً لخداع نتيجة حذف جزء لا لزوم لحذفه من قِبَل الرقابة العتيدة ..
أظننى سأندس تحت اللحاف .. وأُنهى قراءة (College Weekend) وهى رواية من سلسلة أخرى لنفس المؤلف : Fear Street  -ده إسم السلسة أكيد مش الكاتب-.أدرك مدى سخافة الأمر برمّته .. مدى سخافتى أنا نفسى إذ أعود للقراءة لكاتب كنت أقرأ له فى عمر الخمسة أعوام .. لكنهم يقولون أن الحُب الأول يبقى ولو قامت فى وجهه الأعاصير
فُتّكم بعافية :)))

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

الحاجات الحلوة

طيب .. كنت أتوقع شيئًا كهذا مِنّى .. شىء كماذا ؟؟ .. كهذا يا عزيزى ..كهذا ..آه أنت لا تدرى ما أعنى ..وتظن -كل الظن- أننى حبة سودانى (Nuts) .. وتبدأ فى الشك فى قواىّ العقلية.. أنا سليمة كالدائرة يا عزيزى ..أعنى أن الدائرة مكتملة ومغلقة ومكتفية ذاتيًا ومنغلقة على نفسها ..مستديرة وبلا قطع ناقصة .. ربما لا أملك من صفات الدائرة إلا أننى سليمة العقل كسلامة شكلها الدائرة الغير ناقص .. لا أهذى ولا أهرطق .. فقط أدردش مع أشباحى قليلًا .. 
حسنًا .. كنت أتوقع مِنّى أن أكتب عن اليوم .. ربما للإحتفاظ برائحته -اليوم- قبل أن تتبدد وتضمها ذرات الهواء فتأتى عليها ولا تترك لى منها عبقًا ولا دليل أن وجودها كان قائمًا ..أوتيت اليوم ذكرى جديدة تُضَم إلى أرشيف الذكريات .. ربما تأخذ مكانها جنبًا إلى جنب مع ذكريات عهد الأسطورة .. أنت تعرف -أى عزيزى- معزة ذكريات عهد الأسطورة إلى روحى ..وتدرى بالحيز الذى تشغله من سويداء قلبى .. 
لا أبالغ ..لا أبالغ .. فقط دعنى أتحدث اليوم كما يحلو لى أن أتحدث .. ولم أعتد منك مقاطعتى على أية حال .. ففى كل الأحوال ما أنت -أى عزيزى- إلا شبح ..هه ؟؟..هو كذلك ؟؟ ..
ماعرفش بس أنا حبيت كل حاجة متعلقة بالنهاردة ..بدايةً من الصبح ..والجو المعتدل نسبيًا ..زعيق ماما ..أخويا مش راضى يلبس .. مش عايز ينزل .. حتى لما تعثرت وأنا نازلة من سلم المكتبة ووقعت ..ولما لاحظت إن راجل الأمن الشاب كان باصصلى ..ولما لوّحتله بإيدى كمن يقول : "كل شىء على ما يرام " .. ولما أومألى براسه وابتسم ..ولما منال كلمتنى وقالت إنها جنب الباب .. ولما سِبت الكتب اللى كانت فى إيدى ومُجلد ميكى الأثير لبنت خالتى وطلبت منها تستعيرهم .. وودعتها .. ولما شفت منال وكانت بتظبط شىء ما فى شنطتها مسندة إياها- الشنطة- على موتوسيكل ما كان مركون حذاء الحائط ..
وأنا باحب نضارة منال السودا على فكرة ..ماعرفش ليه ..
تعثراتى على البيانو ..وتسرعها اللى كانت بتسيطر عليه وهى بتلعب ع الكمانجة .. ولما القوس مش بينفصل عن الأوتار وبيدّى إحساس غريب مش هاتعرفه غير لما تشوف حَد أدامك بيلعب كمانجة ع الحقيقة ..
بتاع الأمن العجيب اللى بيفكرنى بمبعوث الجحيم اللى جاى عشان يصطحبنا عبر نهر هيدز إلى العالم الآخر .. أو باعتلنا رسالة من السيد بعلزبول مصحوبة ببوست كارد من (سَقَر) .. واللوائح والقوانين وبلا بلا بلا بلا ..
والمصطلحات اللى بتذكرها فى نُص الكلام وباكون سمعتها فى مكان ما بس مش فاكرة هى كان معناها ايه.. أو بابقى مش عارفة من الأصل ..وهى بتضحك وبتسألنى : انتى عارفة يعنى ايه كذا ؟..أو كيت ؟؟ .. وأنا باضحك وباقول :  لأ ..إحم ..لأ !! 
ولما قعدت وسابتنى آخد راحتى تمامًا فى العزف .. ولما كانت بتقوللى أستريح خالص وماتوترش وأنا باعزف .. ولما كانت بتضحك واحنا بنسجل لما صوابعى بتختلج ع البيانو أو بانسى المقطوعة كانت بتتعزف ازاى أصلًا ..
"ده بيانو حقيقى .. ده بيانو حقيقى !! "
"كانت بتقوللى إنى بافكرها بالقطة بتاعتها !!"
"الناس اللى بتبيع آلاتها الموسيقية بابقى عايزة أروح أقتلهم الصراحة !!"
"كل حاجة روسية بتبقى حلوة"
"أنا بازعق لمحمد لما بينقطع عن العزف"
"لأ الشمس مش حلوة يا عمو .. ماكانش هاينفع نمشى فى الشمس كده .."
"كان بيلعب أوستورياس"
"انتى طالبة فى الأوبرا ؟؟"
"لأ"
"طب بتدرسى هنا أو مشتركة فى الـ...... إلخ إلخ"
"لأ برضه ..أنا من عامة الشعب حضرتك "

..
*تنهيدة* :)))))))    
 

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

مجتمع مثقفين بصحيح

بحق الـ ... بحق الـ(أى حاجة) .. لو كان علىّ أن أكتب عن مفضلاتى .. فيحق لى -على الأقل- أن أكتب عن مفضلاتى .. ألا تفهم ؟؟ .. إنهم يعيثون فيها فسادًا .. من هم ؟؟ ..مصطنعو الثقافة يا عزيزى .. 
فلنفرض -مجرد فرض- أننى فتاة عادية تقرأ بمعدل يفوق المعتاد حتى تشعر بتنميل فى عينيها -ولا أدرى إلام يشير هذا لكنه يحدث على أية حال- ..تسمع مزيكا بمعدل يفوق المعتاد .. وتفكر فى أن توصى أحفادها -لو حدث وصار لها أحفادًا- بوضع ورقة وقلم بجوار سريرها ..لربما يواتيها شىء من القوة فتكتب عن مشاعرها قبل أن توافيها المنية.. طيب . لنفترض أننى تلك الفتاة .. فتاة تود أن تكتب عن أغنية منير التى علقت -كالأجسام الصلبة التى تعلق فى المصفاة - بذهنها .فلا تقدر نظرًا لإبتذالـ(ـهم) منير نفسه .. 
إنهم كالنمل .يعششون فيما يحلو لهم من أمكنة .. 
ربما نصفهم بالهواء .. أو الغاز عامةً .. يشغلون أى حيز من الفراغ .. وإن لم يكن لهم فيه مكان .. وانطلاقًا من ذلك المبدأ -أنهم كالهواء- ستخبرنى بأن أتناسى وجودهم .. كما أتناسى وجود الهواء .. نياهااهاهاهها .. انت كيوت .. 
لا تنس -أى عزيزى- أن الماء له من الصفات ما يوافق ذلك .. فلا تتناسى آثار الفيضانات .. كما أن الهواء يأخذ شكل الأعاصير فى بعض الأحايين .. فلا تتحدث بما لا علم لك به .. 
يواتينى شىء من الإشمئزاز عند ترديد تلك الكلمة : (مجتمع المثقفين) .. من كثرة ما رددتها الألسنة صارت كالـ ..... كالشىء الذى تصفه بكلمه : أعععععععععع .. 
مثل كلمة (سيسى) مثلًا ..وكلمة (إخوان) ..كلمة (أخونة) ..
اشمئزاز اشمئزاز .. يخادعون أنفسهم فيتهامسون بأن : 
"دى رمووووز .. من كتر ما بنقولها بقت رموز" 
فتنغلق عيونهم دون الحقيقة الحقيقية .. لا الحقيقة المصطنعة .. كلمة (مجتمع المثقفين) صار لها وقع واحد لا ثانى له فى الأذهان جميعها .. شوية أغانى لمنير ..على أغنيتين لفرانك سيناترا .. لثغة مصطنعة فى الكلام .. وكلمتين إنجلش فى كل جملة .. شوية روايات إنجلش .. موسيقى جاز..ومن حين لآخر حفلة لبلاك تيما أو كايروكى .. صورة مع مؤلف مشهور ..صورة فى مكتبة البلد ..صورة فى كافيه مع كتاب ..وكوتس من روايات ..أغانى لويس أرمسترونج.. أفشات أفلام قديمة ..وأغانى لعبد الوهاب ..
طب افرض لو كنت باحب كل ده بغباء وعايزة أكتب عنه .. بحق الـ(أى حاجة) .. اعمل ايه يعنى ؟؟.. أترمى فى هوة ..أو أُصاب بالزهايمر وأنسى إنى باحب أى حاجة من ده ؟؟

الاثنين، 2 سبتمبر 2013

السر العظيم وراء جملة (مافيش حاجة تستاهل)

من باب الحديث عن (المفضلات) .. فكرت لدقيقتين أن أكتب عن جولاتى بالدراجة .. وذلك الشعور بالوَحشة الذى ينتابنى .. السكون والشوراع الخالية من المارة .. أتدرى بمنظر الشاطئ الخالى من المصطافين .. هو كذلك .. نعم .هو كذلك .. المنظر ذاته .. لكن ، أتدرى ؟؟ .. حدثت بضعة مستجدات .. قررت معها أن أدخل فى حالة حداد نَفسى .. مشادات المنزل الغبية .. والشجارات الجوفاء .. فكرت فى ذلك -الدخول فى حالة حداد- لدقيقة ..ثم عدلت عن الأمر .. فى اللغة الدارجة يقولون : "مافيش حاجة تستاهل" .. لذا ..دعنا نسير على هذا النهج لبعض الوقت .. أقول لـ(بعض الوقت) علمًا منى بإننى سرعان ما سأعود إلى عادتى القديمة فى الرثاء لحالى .. تبًا لى من مثيرة للشفقة .. 
كما كنت أقول -عزيزى- .. جولات الدراجة لهى جديرة كل الجدارة بأن تُضاف إلى رفوف مفضلاتى .. فقط لو أسلمنى المارة -وهم قلة لحسن الحظ- من نظراتهم الحادة المخوزقة ..لاكتملت سعادتى .. ليس ثمة داعى -طبعًا- لأن أحكى لك قصة الـ(بسبسات) التى لا أسلم منها .. أدركت حقيقةً أن الدنيا تكاد لا تخلو من الشباب النزق المولع بالـ(بسبسة) بمناسبة أو بغير مناسبة .. إنهم يبسبسون والسلام .. حتى لو تلحفت بملاءة لَف ..أو ارتديت البرقع وخلعت على نفسى ثوبًا فضفاضًا أقرب للشوال .. فسأثير اهتمامهم ..مؤكد أن منظرًا كهذا سيثير اهتمامهم .. 
لكن ذلك ليس بالشىء القمين بهدم سعادتى .. فقط لو كفّ المارة عن إشعارى بأننى كائنة من كوكب الـ(متالمتلتمبتليانيس) لكانت الحياة أفضل بكثير ..لما كانت أضيق من .. من قلبى مثلًا !!

الأحد، 1 سبتمبر 2013

أيام الشباك

مشهد : السرير صغير الحجم .. النافذة ذات المصراعين والمحفورة فى الحائط بجانب السرير .. والشمس تكسو كل شىء بغلالة محببة .. من يطل برأسه من النافذة يرى حائطًا قرميديًا ..المنور..المحطة ..باصات الجمعية تروح وتجىء فى مشهد عبثى محبب ..والتكييف وخرطومه ..
الفتاة الجالسة على السرير تقرر اليوم أن تعيش يومًا جديرًا بالإلتصاق بذاكرتها .. يومًا يظل محفورًا هناك فى القلب -أو الذاكرة- ربما .. لذا ..أحضرت الإزميل والشواكيش وبعض الجبس .. وشرعت فى مهمتها .. 
اليوم ستفتح تلك النافذة .. وستدع الشمس تنبثق إلى الداخل ..وستقرأ على ذلك الضوء  .. النافذة توفر لها ضوءًا لا توفره لها الشرفة عند فتح مصراعيها .. ستتجاهل جثث الصراصير التى لقت حتفها ،والتى ستظهر لها حتمًا على تلك الخشبة تحت المصراعين فور فتحها لهما .. 
ستستلقى ..موسيقى عمر خيرت ..بعض أغانى فيروز .. رواية لسومرست موم .. تحوم فى ذاكرتها بضعة ذكريات لأيام انفتحت فيها تلك النافذة .. فهى لا تُفتَح إلا لمامًا .. وبالتالى يكون يوم فتحها ذاك يومًا يُحفر فى الذاكرة حفرًا ..
هواء التكييف قمين باستكمال الجو .. القهوة باللبن كذلك .. همممم .. لا داعى لأن تهز رأسك أيها المهزار وتقول : small things ..تبًا ،لا تفسد الأمر يا حمار !! 
3 إبتدائى/الأوضة الجديدة/هدية فى الكورن فليكس/القعدة تحت المكتب/هى سيبت شعرها/قصر الموت/الألوان ساحت/الساعة بتعكس نور الشمس اللى جاى من الشباك.
ستتناسى أن أمها آتية بعد قليل..هى آتية إلى هنا لا محالة ..ستفسد كل شىء ..ستقرعها قليلًا لفتحها الشباك ..فهى تخشى الصراصير أكثر مما تحب ذلك الجو الذى يوفره فتح الشباك .. ربما هى لا تدرى بذلك (الجو) الذى يوفره فتحه أصلًا .. سينغلق الشباك وتنفتح البلاكونة .. وسيتبدد الجو .. 
لكنه الإزميل كان قد أتم مهمته ..وحفر الذكرى..
يوم آخر من أيام الشباك :)
ملحوظة : منال .. بُكرة ..مدرسة :)