الجمعة، 25 أكتوبر 2013

السقطة

لابد أنك الآن قد اعتدت الأمر أى مجهول .. تاريخ التدوينة يقول شيئًا .. وأنا أقول شيئًا آخر خاااااالص .. إنه صباح السبت وأمى تجلس فى المطبخ وتحدث جدتى عن البرص/السحلية الذى/التى وجدته/وجدتها أمام باب الشقة .. أما تاريخ التدوينة فيقول لك بكل ثقة وبرأس شامخة أنه الجمعة -25 من أكتوبر -عام 2013 .. لا تثق بكلام تلك الأنظمة الإلكترونية أبدًا ..
اليوم -أو الأمس- صدمنى موتوسيكل .. نعم يا عزيزى .. كنت أقود فى طريقى إلى النادى .. وكان هناك ذلك المَنزَل المنزلق الذى حدثتك عنه من قبل .. علىّ الآن أن أنعطف يسارًا .. وفجأة أسمع الصوت المميز لموتور عالٍ يشى بأن السائق يضغط بقوة على دواسة البنزين .. صوت موتوسيكل طالع طلعة أمريكانى جدًا .. بدأ فى إطلاق الكلاكسات لى .. فقررت -فى ضجر- أن أفسح له المجال .. وآثرت السلامة بتأجيل الإنعطاف يسارًا لحين مروره .. أفسحت له المجال ليمر واقتربت من الرصيف .. وإذا فجأة أجده خلفى .. مر بجانبى واصطدم بى .. وضع فى الإعتبار أنه كان منطلقًا بسرعة تعادل سرعة دراجتى بخمس مرات على الأقل .. هوباااااااااا .. تنقلب دراجتى بى وتطير بى وأحتك بالأرض لمسافة لا بأس بها .. لحسن الحظ كنت قد غطيت رأسى أثناء السقطة فلم يصبها إلا ارتجاج بسيط أسفر عن صداع لم يستمر طويلًا .. أما جلد ساعدى فقد اكتشفت بعد انتصابى واقفةً أنه قد كُشِط تمامًا .. وكاد اللحم أن يظهر -أو أنه ظهر بالفعل- .. رأيت المجنون -السائق- يمر بحذاء مجموعة من الفتيات المراهقات كانوا على مسافة بسيطة منى .. الفتيات يصرخن .. الأحمق كاد يصطدم بهن ولامس مقبض الموتوسيكل واحدة ذراع واحدة منهن تقريبًا ..هرعن نحوى وساعدننى فى إعادة الدراجة إلى وضع الإنتصاب .. وسألننى إن كنت بخير .. ومن مسافة ليست بالطويلة ..استطعت أن أرى الموتوسيكل يتوقف ..وبدون أن يترجل أو يتجه إلينا ليرى أية مصيبة تسبب بها .. رمقنا السائق بنظرة متفحصة وكأنه يُقيم موقفنا .. أسنسبب له المتاعب .. أم سنكون مطيعات ضعيفات الشخصية .. رمقته شزرًا .. كنت فى حالة صدمة فرحت أسأل أسئلة لا علاقة لها البتة بالموضوع : 
"ده موتوسيكل ايه ده ؟؟ .. بتاع ايه الموتوسيكل ده ؟؟ .. هارديز مثلًا .؟؟ .. هو بتاع ايه ؟؟ "
وكأن معرفة المتجر الذى يعمل الموتوسيكل لحسابه ستفيدنى جدًا .. آه ، هذا فى حالة إذا قررت الإتصال بالمتجر وإعلامهم أن سائقًا أحمق من سائقيهم قد صدمنى .. لكن ،لست أنا هذه الفتاة التى تملأ الدنيا صراخًا من أجل حياتها .. نعم ، الحياة غالية .. لكنى ...... الأمر معقد .. لكنى لا أملأ الدنيا صراخًا من أجل أمر كهذا وخلاص !! 
الفتيات بدأن فى لعب دور (الجدعان) .. وقالت واحدة لرفيقتها : "اتصلى بمامتك يا بنتى تيجى " 
تقصد يعنى إن مامتها تاخدنى على صيدلية لتضميد جراحى .. 
فأسرعت أنا : "مافيش داعى .. شوية مية وشاش وكله هايبقى تمام " 
لا أسعى وراء المتاعب ووجع الدماغ .. ستأتى الأم  مُحملة  بالكثير من "يا عينى" .. و"يا حبيبتى" .. و"الشوارع مابقتش أمان" و"تحبى أوصلك بيتك " ..
وأنا سأحاول مجابهتها .. واختراع الكثير من عبارات الشكر التى تؤدى نفس المعنى .. لكنها تختلف فى الكلمات فقط .. منعًا للتكرار والإملال 
"ميرسى يا طنط " .. "شكرًا يا طنط" .. "ده من ذوقك يا طنط".."مايحرمني من عطفك يا طنط"
 اللطيف فى الأمر : رجل الأمن ذاك الذى كان واقفًا متخذًا وضع المتفرج .. ينقصه فقط وعاء ضخمًا من الفوشار والميلك شيك .. عاقدًا ذراعيه مميلًا رأسه إلى اليمين .. مبطئًا فى حركته نحونا بقدر الإمكان .. حتى يعطى للسائق الفرصة للفرار .. كان السائق لا زال واقفًا هناك على بُعد أمتار منّا .. يشاهد ما يحدث من بعيد ويستعد للفرار إن لم يجد منا بادرة (شخط) أو وعيد .. أخذت الفتيات يلقين محاضرة على رجل الأمن ..
"هو مافيش أمن خالص ولا ايه ؟"
"ما تروح تقوله كلمتين ولا حاجة "
" ده خبطها .. وكان هايخبطنى خلاص "
لكن رجل الأمن هز منكبيه .. وقال : "هاعمله ايه يعنى "
ثم -موجهًا حديثه إلىّ- : "انتى كويسة ؟؟ .. تلاقيه كان مش مركز بس عشان ده مَنزَل "
هنا كدت أقتلع حنجرته من مكانها بيدىّ العاريتين .. مش مركز عشان ده مَنزَل .. وليك عين تلتمسله العذر كمان ؟ 
"أحطلك عليها شوية مية ؟؟ "
"لأ شكرًا .. أنا هاتصرف "
"احمدى ربنا إنها جت على كده "
" الحمد لله "
بعدما أجبت عن أسئلة الفتيات المتعلقة بوجهتى .. سألونى فى البداية إن كنت عائدة من المدرسة .. وتعجبت لذلك إذ أن اليوم الجمعة .. وأرجعت هذا إلى أنه ربما ثمة مدارس فى مكان ما يذهب إليها التلاميذ فى أيام الجمعة .. 
أخبرتهم بوجهتى .. ثم اعتليت الدراجة وانطلقت من جديد ..

هناك 3 تعليقات:

  1. الف سلامة ليكي يا قمر وابقى خدي بالك من المنزززززززززززززل بما ان العميان كتير ومش واخدين بالهم ولا مركزين لانه منزل بعيد عنك اجرنا يا الله

    عجبني دمجك للكلمات بسلاسة

    ردحذف
  2. سلامتك يا رانيا ألف سلامة
    واحمدي ربنا انها فعلا جت على قد كده بكرة نشوف أيام أسود من كده بكتير
    وعلى رأي إنجي خدي بالك من المنززززززززززززززززززززززززززززززززل
    أكتر حاجة عجبتني وصفك لرجل الأمن وهو يبطئ خطواته كي يعطي فرصة للمجرم أن يفر هاربا
    احمدي ربنا انه ما اتفقش مع المجرم عليكي
    ما تستغربيش بكرة نشوف الحاجات دي كتير
    سلامتك ألف سلامة يا رانيا

    ردحذف
  3. كيف حال دراعك دلوقتي ؟

    بالمناسبة , امبارح ذكرت قصتك لأهلي ( لكن طبعا ً بعد تغيير جنسك إلى ذكر من أجل القيل و القال و الاسئلة المقيتة ! ) ... لكن لم أستشعر التعاطف منهم .. !
    تبا ً لهم جميعا ً !
    الأهل لازم يكون ليهم عذاب خاص يوم القيامة .... حتى لو هيخشو الجنة , و لا إيه ؟

    ردحذف