استكمالًا لسلسلة الأحاديث التى بدأتها عن الأيام السابقة للعيد .. أتحدث عن (سوليتارية) اليوم .. ركبت دراجتى حتى نادى الرماية .. جلست تحت مظلة فى المكان المخصص لأسر الضباط .. أتانى ذلك البستانى الغاضب الحانق .. حين لمحنى من بعيد أحاول فض المظلة بنفسى ..
"يا آنسة "
جاء غاضبًا ..لابد أن له وجهة نظر منطقية تعلل كل هذا الغضب .. لم أرتكب جرمًا ،إلا إذا كان فرد المظلات جريمة بشعة تعادل قتل رجل لزوجته وإغراق جثتها فى البانيو الملىء بالحمض !!
سألنى فى احتقار غريب : "انتى من أسر الظباط ؟؟"
قلت وأنا أناوله حبل المظلة الذى كان مربوطًا ليُمسك بالمظلة ويمنعها من أن تنفتح .. :
"أيون"
وفى ضيق أخرجت الكارنيه .. فتح المظلة لى .. فانحجبت أشعة الشمس الضارية .. واخترقت الأشعة المظلة الحمراء المخططة ..ليسقط ضوء أحمر على وجهى ..ثم رسمت على وجهى ألطف ابتسامة -لم يرها على أية حال لأنه لم ينظر إلىّ وهو منصرف- وقلت : "شكرًا "
لعلها أعباء المهنة .. لا أدرى .. لكنه كان حانقًا .. علىّ أو على غيرى ..لا أدرى ..
ربطت الدراجة بعامود .. ثم قررت ربطها إلى المظلة لتكون بجوارى وتحت ناظرىّ .. لمحنى -لسوء الحظ- رجل الأمن الوسيم ذاك ..
النداء المعتاد : "يا آنسة"
وأنا أردد كالبلهاء كاللص الذى ضبطوه متلبسًا فصار يردد : "ماتقبضوش عليا . ماتقبضوش عليا "
:"أنا بس هاركنها جنبى .. أنا بس هاركنها جنبى"
فيقول هو : "لأ .. طلعيها برة الجنينة .. "
إذن .. فلأربطها بذلك العامود الذى يحاذى الطاولة التى أجلس عليها ..
انهمكت بإخراج القفل والجنزير الحديدى من حقيبتى .. كان ذلك قبل أن أراه عائدًا إلىّ من جديد
"انتِ هاتربطيها هنا فى العامود"
"أيون .."
"أصله ..."
"أصله ؟؟ .. العامود ممكن يقع ؟؟"
"آممممم .. العامود ممكن يقع .. وكمان لو العميد عدا من هنا وشافها كده هاتحصل مشاكل .. هاتيها عندنا عند البوابة ."
ثم أشار إلى تلك الشجرة فى موضع خفى .. وطلب منى ربطها بتلك الشجرة ..
عنكبوت عملاق رمادى من النوع الذى يملك أقدامًا لا تدرى أهى شَعر أم أقدام .تحرك فوق الغصن إثر الحركة التى أثرتها فى الغصن حين بدأت فى ربط الجنزير حوله .. تبًا !!
..
كانت جلسة جميلة .. رحت أستذكر درس الأحياء الأول .. لكم أمقت الأحياء .. أفضل الرياضيات .. علمى رياضة سينتشلنى من هوة الأحياء بالتأكيد ..
الضغط الإسموزى وخاصية التشرب .. والجدر السليوزية ..والبكتين والكيوتين .. البلازموديزما ..والنقل النشط .
عوالم الأحياء بكل عنفوانها ..
ذلك الفتى ذو القميص الذى لا أذكر لونه والبنطال الجينز .. يجلس فى الركن القصى من الحديقة .. يراقبنى من حين لآخر .. عرفت هذا لأننى ضبطته ينظر إلىّ من حين لآخر ..
قضيت بعض الوقت ساهمةً.. فى حيرة من أمرى ..أتساءل : أهذه ريهام ؟؟ ..أيمكن أن تكون هذه البائعة فى الكشك المجاور للطاولة التى أجلس عليها هى ريهام ؟؟ .. وإن كانت ريهام .فلماذا انتقلت إلى ذلك الكشك بعد أن كانت تبيع الألعاب البلاستيكية بجوار ملاه الأطفال ؟؟
قضيت بعض الوقت كذلك فى تأمل الكراسى المتناثرة فى الحديقة .. بعضها مخطط بالطول .. الآخر مخطط بالعرض .. ما الفَن فى ذلك ؟؟ .. ولماذا لا تكون جميعها مخططة بالطول ؟؟ ..أو جميعها مخططة بالعرض ؟؟
فى لحظة معينة .. فطنت إلى حقيقة أننى وحدى بالكامل فى الحديقة .. الكراسى من حولى خالية ..خالية ..
خليط من الشجن والوحشة ..والسوليتارى !!
ثم الغرابان اللذن أتيا من مكان ما .. يمشيان بطريقة مضحكة ..غراب أتى من ناحية ..وغراب أتى من الناحية المعاكسة .. ثم اجتمع الإثنان قرب بعضهما البعض .. أمسكت بالموبايل .. والتقطت لهما بعض الصور .. وصورتهما فيديو قصيرًا .. أظن تلك الفتاة -التى كنت فى حالة جدل بخصوص هويتها- قد لاحظت تصويرى إياهما .. لم أستطع تبين اتجاه أنظارها نظرًا لعدم ارتدائى نظارات قصر النظر خاصتى .. لكنى ابتسمت على كل حال .. ولاحظت فيما بعد أنها بدأت تراقب الغربان مثلى باهتمام .. كلما مر غراب كنت أرى رأسها يتجه فى نفس الإتجاه الذى يتحرك فيه هذا الغراب أو ذاك ..
أنهيت اليوم : "الآن نفتح الصندوق #2" .. وسأستكمل الآن " الشيطانة" لـستيفن كينج ..
* * * * * * * * *
كلمة واحدة : "القميص الأحمر"
كلمة واحدة : "النادى"
كلمتين : "لأول مرة "
!!
"يا آنسة "
جاء غاضبًا ..لابد أن له وجهة نظر منطقية تعلل كل هذا الغضب .. لم أرتكب جرمًا ،إلا إذا كان فرد المظلات جريمة بشعة تعادل قتل رجل لزوجته وإغراق جثتها فى البانيو الملىء بالحمض !!
سألنى فى احتقار غريب : "انتى من أسر الظباط ؟؟"
قلت وأنا أناوله حبل المظلة الذى كان مربوطًا ليُمسك بالمظلة ويمنعها من أن تنفتح .. :
"أيون"
وفى ضيق أخرجت الكارنيه .. فتح المظلة لى .. فانحجبت أشعة الشمس الضارية .. واخترقت الأشعة المظلة الحمراء المخططة ..ليسقط ضوء أحمر على وجهى ..ثم رسمت على وجهى ألطف ابتسامة -لم يرها على أية حال لأنه لم ينظر إلىّ وهو منصرف- وقلت : "شكرًا "
لعلها أعباء المهنة .. لا أدرى .. لكنه كان حانقًا .. علىّ أو على غيرى ..لا أدرى ..
ربطت الدراجة بعامود .. ثم قررت ربطها إلى المظلة لتكون بجوارى وتحت ناظرىّ .. لمحنى -لسوء الحظ- رجل الأمن الوسيم ذاك ..
النداء المعتاد : "يا آنسة"
وأنا أردد كالبلهاء كاللص الذى ضبطوه متلبسًا فصار يردد : "ماتقبضوش عليا . ماتقبضوش عليا "
:"أنا بس هاركنها جنبى .. أنا بس هاركنها جنبى"
فيقول هو : "لأ .. طلعيها برة الجنينة .. "
إذن .. فلأربطها بذلك العامود الذى يحاذى الطاولة التى أجلس عليها ..
انهمكت بإخراج القفل والجنزير الحديدى من حقيبتى .. كان ذلك قبل أن أراه عائدًا إلىّ من جديد
"انتِ هاتربطيها هنا فى العامود"
"أيون .."
"أصله ..."
"أصله ؟؟ .. العامود ممكن يقع ؟؟"
"آممممم .. العامود ممكن يقع .. وكمان لو العميد عدا من هنا وشافها كده هاتحصل مشاكل .. هاتيها عندنا عند البوابة ."
ثم أشار إلى تلك الشجرة فى موضع خفى .. وطلب منى ربطها بتلك الشجرة ..
عنكبوت عملاق رمادى من النوع الذى يملك أقدامًا لا تدرى أهى شَعر أم أقدام .تحرك فوق الغصن إثر الحركة التى أثرتها فى الغصن حين بدأت فى ربط الجنزير حوله .. تبًا !!
..
كانت جلسة جميلة .. رحت أستذكر درس الأحياء الأول .. لكم أمقت الأحياء .. أفضل الرياضيات .. علمى رياضة سينتشلنى من هوة الأحياء بالتأكيد ..
الضغط الإسموزى وخاصية التشرب .. والجدر السليوزية ..والبكتين والكيوتين .. البلازموديزما ..والنقل النشط .
عوالم الأحياء بكل عنفوانها ..
ذلك الفتى ذو القميص الذى لا أذكر لونه والبنطال الجينز .. يجلس فى الركن القصى من الحديقة .. يراقبنى من حين لآخر .. عرفت هذا لأننى ضبطته ينظر إلىّ من حين لآخر ..
قضيت بعض الوقت ساهمةً.. فى حيرة من أمرى ..أتساءل : أهذه ريهام ؟؟ ..أيمكن أن تكون هذه البائعة فى الكشك المجاور للطاولة التى أجلس عليها هى ريهام ؟؟ .. وإن كانت ريهام .فلماذا انتقلت إلى ذلك الكشك بعد أن كانت تبيع الألعاب البلاستيكية بجوار ملاه الأطفال ؟؟
قضيت بعض الوقت كذلك فى تأمل الكراسى المتناثرة فى الحديقة .. بعضها مخطط بالطول .. الآخر مخطط بالعرض .. ما الفَن فى ذلك ؟؟ .. ولماذا لا تكون جميعها مخططة بالطول ؟؟ ..أو جميعها مخططة بالعرض ؟؟
فى لحظة معينة .. فطنت إلى حقيقة أننى وحدى بالكامل فى الحديقة .. الكراسى من حولى خالية ..خالية ..
خليط من الشجن والوحشة ..والسوليتارى !!
ثم الغرابان اللذن أتيا من مكان ما .. يمشيان بطريقة مضحكة ..غراب أتى من ناحية ..وغراب أتى من الناحية المعاكسة .. ثم اجتمع الإثنان قرب بعضهما البعض .. أمسكت بالموبايل .. والتقطت لهما بعض الصور .. وصورتهما فيديو قصيرًا .. أظن تلك الفتاة -التى كنت فى حالة جدل بخصوص هويتها- قد لاحظت تصويرى إياهما .. لم أستطع تبين اتجاه أنظارها نظرًا لعدم ارتدائى نظارات قصر النظر خاصتى .. لكنى ابتسمت على كل حال .. ولاحظت فيما بعد أنها بدأت تراقب الغربان مثلى باهتمام .. كلما مر غراب كنت أرى رأسها يتجه فى نفس الإتجاه الذى يتحرك فيه هذا الغراب أو ذاك ..
أنهيت اليوم : "الآن نفتح الصندوق #2" .. وسأستكمل الآن " الشيطانة" لـستيفن كينج ..
* * * * * * * * *
كلمة واحدة : "القميص الأحمر"
كلمة واحدة : "النادى"
كلمتين : "لأول مرة "
!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق