الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

توثيقًا ..

الأشقاء فى الكون قليلون .. نعم ، إنهم كذلك ..
لا تحدثنى عن أشقائك من أمك وأبيك .. أو شقيقك من أبيك ..شقيقك من أمك ..
أشقاؤك فى الكون يختلفون .. وعليك أن تعثر عليهم إن أردت سندًا حقيقيًا ..لا ذلك السند الذى يقدمه لك أفراد العائلة متمنيين أن تصاب بالفواق حتى الموت أو أن تموت بنوبة قلبية فى أية لحظة للتخلص من عبأك ..
المهم ، الأحداث كثيرة ..وأنا -لعلمك- أحب التوثيق بشدة .. يتيح لى السفر عبر الزمن .. يومًا ما فى المستقبل سأعود إلى هنا لأقرأ ما كتبت منذ سنوات .. لم يكن (هـ.ج.ويلز) مجنونًا إلى هذا الحد حين تحدث عن أناس يسافرون عبر الزمن ..الطرق تختلف يا عزيزى ..لكنها جميعًا تحدو بنا إلى طريق واحدة ..
محمد -الفتى الذى أدربه على الجيتار- قد بدأ للتو فى تعلم (نسم علينا الهوا) . تركته لفترة لأعود وأجده معتمدًا على نفسه ..وقد بدأ فعلًا فى تعلمها دونما أخبره بذلك حتى ..اندهشت من السرعة التى آلت إليها حركات أصابعه .. ورحت أبتسم فى سرى ..وشعرت -ولا أخفى عليك سرًا- بنوع من الفخر .. 
وتذكرته منذ عام .. حين أتانى -صغيرًا ومرتبكًا وآملًا-يسألنى إن كان بالإمكان أن أدربه .. أتذكر تلك المشاعر المتضاربة بداخلى .. رحت أفكر لحظتها : لا يجب علىّ تجاهله ،لكنه كالآخرين .. لن يقدّر الآلة .. ولن يرى أية معجزة تحدث فى اخراج أصوات من آلة خشبية صماء .. أوتارها تتحدث ..
قررت فقط أن أقوم بما علىّ أن أقوم به .. أبديت برودًا فى البداية .. عزفت أمامه جزءًا من موسيقى (الأب الروحى) لـ(نينو روتا) .. تعثر فى البداية على الأوتار .. كانت تلك هى مرته الأولى .. فلم يسبق له أن حمل جيتارًا من قبل ..
توالت المرات والتدريبات والجلسات فى حجرة الموسيقى .. وبدأت أوقن شيئًا فشيئًا أنه ثمة أمل أن يكون ذلك الصغير هو من كنت أبحث عنه . شخص يفهم الآلة ويدرك ما تعنيه كل حركة من تحركات الأصابع .. 
حين أعزف أمام أحدهم .. يكون سؤاله الأول إلىّ : "انتى ازاى بتطلعى الصوت ؟؟ .. وليه بتحركى ايدك الشمال على الأوتار ؟؟ .. وكل حركة معناها ايه ؟؟ .. وايه معنى إنك تحركى صوابعك وتغيرى مواضعها كل شوية ؟؟ .." 
من الجيد أن يجد المرء شخصًا يفهم إجابات تلك الأسئلة ويراها شيئًا مسلًما به ..
غدًا ألقنه جزءًا جديدًا من (نسم علينا الهوا) .. مستر كريم كذلك يود أن يتلقى الدرس غدًا مع محمد هو الآخر .. 
مستر كريم ..العضو الجديد فى حجرة الموسيقى .. أظنه يُدرّس للسنوات الدراسية الأولى من المرحلة الإبتدائية .. لا أملك أدنى فكرة عن الآلة التى يتقن العزف عليها .. لكنها ليست الجيتار طبعًا .. وإلا لما طلب أن يشارك محمد التمرين ..
..
فى الغد -بإذن الله- .. قررت أن أذهب إلى مكاننا السرى أنا وسلسبيل .. سلسبيل لن تتواجد معى بالغد .. طلبت منى ألا أبدأ فى عملية تنظيف المكان دونها .. إذن فأظننى سأجلس على الكراسى المتهشمة أمام المنضدة المتربة ذات الغبار الكثيف ..
لأقرأ أو أكتب .. أو حتى أجد حلولًا لبعض مسائل الرياضيات ..
لعلى ألتقط بعض الصور بالغد لذلك المكان .. سيروق لك -أى مجهول- بالتأكيد !
..
كان لى لقاء مع منال اليوم بالمناسبة .. قضينا نصف ساعة معًا .. لكنها -منال- قد برعت فى تجميل الأوقات مهما بلغ قُصرها .. 
كالعادة لن أتحدث عن أمر من الأمور الجميلة ها هنا .. حتى لو كانت مدونتى مكانًا منعزلًا على سفوح التبت .. 
:)) 

هناك 5 تعليقات:

  1. انا فخورة بيكِ أكتر وأكتر يا روني :)))

    وزعلانة علشان ملحقتيش تحكيلي عن "محمد" :((

    بس هتتعوّض قريباً ;)

    ردحذف
  2. هههههههههههههههه تبت مرة واحدة طب لية ده انتي بقيتي زي فنجان القهوة اللي بيعدل مزاجي الاكتئابيووردتي الجميلة التي تقول لي صباحك مشرق يا انتي

    جميلة جدا كتاباتك وتلقائيتك رانيا فعلا انتي مميزة

    ردحذف