الخميس، 27 فبراير 2014

الغريب !!

عدنا إلى موال الكتابة من جديد ..لم أعد منتظمة كما كنت ..لكن .لا بأس .. المهم المنطق نفسه ..المهم الـ....
اللعنة على المقدمات !!
ليس علىّ أن أبرر أفعالى لمجهول من المرجح ألا يكون موجودًا أصلًا .. 
المهم ...
سأتحدث اليوم عن ذلك الكائن : مستر/إبراهيم .. لا شأن لك بهذا هى جت ف دماغى أتكلم عنه ..
يُدعى مستر/إبراهيم المغازى .. والـ(مغازى) كإختصار .. لا يمكنك أن تقول مستر/إبراهيم دون أن تقول المغازى بعدها .. لن تشعر أنك تتحدث عنه فعلًا دون أن تقول اسمه بالكامل ..
المهم أن مستر إبراهيم المغازى ذاك ذو طبيعة غريبة .. علىّ أن أقول أيضًا أنه قد تعدى مرحلة (الكهولة) منذ زمن وقد خطا بقدميه إلى حجرة الشيخوخة .. بما يصاحبها من أمراض ضغط وسكر وما إلى ذلك .. لكنه -والحق يقال- نشط بالنسبة إلى شيخ فى السبعين ..
تتساءل عن تلك الحمقاء التى تتحدث عن شيخ فى السبعين يدعى إبراهيم المغازى وله طبيعة غريبة ..
صبرًا يا عزيزى ..
نسيت أن أقول أنه مدرس رياضيات .. وهم يحتفظون به فى المدرسة كنوع من (البركة) رغم أنه لا يدرس فى الفصول .. أى أنه قد أصبح نوعًا من الرموز فى المدرسة .. اسمه مقترن بها منذ افتتاحها .. قطعة جديرة بمتحف المدرسة .يستخدمونه أحيانًا كمشرف على (الكونترول) أو كواضع لامتحانات الرياضيات والميكانيكا .. وكما يقال لجميع (الرموز) /القطع الفنية فى متحف المدرسة، يقولون له :يا عم إبراهيم .. كما نقول نحن على صلاح جاهين ..عم جاهين ..على أحمد فؤاد نجم :عمنا نجم .. وما إلى ذلك .. الخبرة والسن وكل ذلك تؤدى إلى تلك الكلمة التى يسبقون بها إسمه : "عم" ..
المهم .. شاء القَدَر أن يكون ذاك الرجل "عم إبراهيم" مدرسنا ..أعنى فى الدرس طبعًا .. ولفظة (الدرس) لا تعنى درسًا فى كتاب القراءة أو الفيزياء .. ماذا ؟؟ ..تقول أنك لست أحمق وأنك تفهم أن لفظة (درس) تعنى درسًا خصوصيًا ؟؟ .. حسنًا إذن ..أرفع لك القبعة ..آسفة لإساءة ظنى فيك أيها العبقرى !!
المهم ، سبق لى أن حكيت شيئًا أو شيئين عنه فى تدوينة سابقة فى شهر 9 على ما أظن ..لكن الأمر كان بدون ذكر أسماء ..حيث أن مدونتى كانت فى تلك الفترة مثارًا للتعليقات والزيارات والتساؤلات والـ... كل شىء .. كانت كالمزار السياحى ..وكانت كتابة أية لفظة (كده ولا كده ) أو اسم شخص معروف فى محيط معارفى لهو خطر داهم يضعنى فى ذلك المكان الذى يطلقون عليه الـ(ستين داهية) .. ربما أحب أن تقرأ فئة معينة ما أكتب ..أما مَن خارج تلك الفئة فإلى الجحيم ..
كنا نتحدث عن عمنا إبراهيم .. وإليك هذا اللينك لتفهم أكثر :اللينك
دعك من تلك الفرحة العارمة التى كانت تعترينى وقت كتابة تلك التدوينة ..لكن المغزى هو أنه من أولئك الناس ذوى (الكبرياء المجنونة) .. الكبرياء معنى مجرد جميل جدًا وكل حاجة .. لكن ألا ترى أن المرء يصير مثيرًا للإشمئزاز إذا بدأت الكبرياء فى ملأ فراغات روحه والـ(إنطفاح) على وجهه وملامحه ؟؟ .. 
د.أحمد خالد توفيق يقول :"الإنسان الحساس !!.. باختصار شخص مشكلته طیلة الیوم ھى نفسه .. كم أنه رائع والآخرون أوغاد.. ھذا لا يطاق"
لا أعنى بهذا أنه شخص سمج لا يطاق ،يخنق القطط فى الأزقة لإرضاء كبريائه .. لكن المشاعر التى يستقبلها يتم تكبيرها بعدسات مكبرة متخصصة ..فيعطى تلك المشاعر أكثر من حقها .. خد عندك مثلًا . أتدرى لِم لَم يأت فى المرة الأولى فى بداية العام الدراسى ؟؟ .. لأننا -نحن الأوغاد الأوباش- لم ننزل لإستقباله على مدخل العمارة وإرشاده إلى الدَرج وفتح باب المصعد له .. والضغط على الزر من أجله حتى لا نُتعِب إصبعه ..
كان من المفترض أن نأتى بـRed carpet منثور عليها ورود حمراء وأرجوانية .. ونستأجر فساتين خصيصًا لهذه المناسبة لنبدو فى مظهر لائق .. ونأتى بفتاة صغيرة تحمل فى يديها باقة من الزهور العطرة تقدمها له فور أن تطأ قدماه نهاية السجادة الحمراء ..ثم فور دخوله العمارة نشير إلى الفرقة الموسيقية لتدق بالطبل البلدى .. وينشد المغنى ذى الصوت الصعيدى الأجش متغنيًا بإسمه .. 
"يا ناس يا عسل .. ابعدوا البصل .. والنت فصل ..عمنا إبراهيم وصل !!"
لا أدرى ما علاقة (فصلان النت)  بوصول (عمنا إبراهيم) .لكن القافية ممتازة بها !!
ثم تنسحب الفرقة الموسيقية إلى مكان تم إعداده مسبقا لتنسحب إليه فقرات الحفل بعد إنهاء استعراضها ..
ثم يدخل تامر حسنى ليضع يده فى يد مستر إبراهيم .. ويخبره -تامر- أنه من أشد المعجبين به .. ويبدأ فى الغناء ويحدّث الأخ (شاجى) على جواله ليأتى ويشاركه هذا الحدث الجلل .. فتأتى الهيليكوبتر الخاصة بالأخ شاجى وتحط أمام عمارة ناهد بشارع العريش وسط التصفيق الحار .. ويبدأ الإثنان -تامر وشاجى- فى أداء تلك الأغنية التى كتباها ولحناها مسبقًا من أجل مستر إبراهيم ..
"أوووووه .. مستر إبراهيم .. أوووووه ..إنسان عظيييم .. أوووووه هايخليلك المنهج مش عقيم ..أووووه .. مش هاتحتاج تعمل ريجيم "
من فضلك من فضلك ..لا تسألنى عن علاقة الريجيم بالموضوع ..اعذر الأخ شاجى فهو (فهمه على أدّه) ويبحث عن كلمات متشابهة تخدم القافية وخلاص ..وتامر يجاريه وخلاص برضه !!
وبعد انسحاب تامر وشاجى إلى الباحة الخلفية حيث تجلس فقرات الحفل التى انتهت من الأداء .. نطفئ الأضواء .. ونجلس متشابكى الأيدى لنقوم بجلسة تحضير أرواح ..هدفها استدعاء روح أم كلثوم لتحيى لنا الليلة ..فمستر إبراهيم من مدمنى السِت .. فتحضر بفستان أحمر قطيفة فاخر وطرحة (منديل) حمراء مخططة بالأسود تحملها فى يدها اليمنى .. وكأنها كانت تتحضر لليلة منذ أيام .. وننظر فى رعب إلى مستر إبراهيم لنتفقد إن كان راضيًا أم لا .. وترتعد فرائصنا إذا لمحنا تقلصًا على وجهه ..إذ يمكن أن لا نكون قد فعلنا ما يكفى لإرضائه .. ربما يترك الحفل ويقلب الموائد والكراسى ويرحل غاضبًا متذمرًا من تلك الخدمة السيئة والمعاملة الغير محتملة .. لكننا نلمح على وجهه شبح ابتسامة فنتنفس الصعداء !!
كان هذا سيناريو صغير لما كان من المفترض أن نقوم به للحصول على تلك الحصة .. أتعرف الآن لِمَ وصفته بالـ(غريب) فى البداية ؟؟ .. لا لوم علىّ ولا تثريب !!   
 

هناك تعليقان (2):

  1. هذا شخص لديه كبرياء وصل إلى مرحلة الكبر
    أما الإنسان الحساس فهو أمر آخر مختلف صديقتي العزيزة
    تحياتي البوست عجبني جدا وأسلوبك لذيذ
    :)

    ردحذف
    الردود
    1. نسيتِ حاجة مهمة جدًا ..ألا وهى إن البوست اسمه :"الغريب" .. ولأنه غريب فهو خليط من الكبرياء والحساسية ..كان المحللين النفسيين هايطلقوا عليه حاجة شبيهة بـالكبرياء الحساسة أو الحساسية الكبريائية أو وات إيفر ..
      شكرًا فى كل الأحوال .. فرحانة إنها عجبتك :)

      حذف