أعانى من عقدة ما تجاه الشحاذين ..حتى أننى أحفظ وجوههم :وجوه شحاذى الهرم .. الشحاذون الرجال يكونون (غلابة) وفى الغالب -إن لم يكن دائمًا- طاعنين فى السن أو مشلولين أو حتى معاقين.. يرضون بالنصف جنيه دونما كلمة واحدة ..مع دعاء بصوت عالٍ لك ولذريتك ولأجدادك ولأبنائك وأولاد وبنات أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك .. الشحاذات من النساء -على حسب تجاربى- يكنّ أحيانًا مثل الشحاذين من الرجال .. بعضهن مشلول .. وأذكر واحدةً رأيتها فى الشارع المدعو بشارع (البنك) وكانت مصابة بحالة من التخلف العقلى .. لعلها تتظاهر ..لا أدرى .. كانت فتاة أصلًا . .تجلس على كرسى متحرك ..ولا أدرى أتخيلت هذا أم أن ساقيها لم يكون لهما وجود .. كانت تتكلم بلغة عجيبة ..لا ،ليست لغة .. إنما هى تحاول التكلم فلا تستطيع فيخرج منها هذا الخليط العجيب من الأصوات الغير مفهومة .. فيظنها السامع تتكلم لغة سكان أطلنطس مثلًا .. كانت دومًا تبتسم فتبرز أسنانها المشوهة -بعضها غير موجود أصلًا- وتتحدث بلغتها تلك !!
المهم ، النصف الآخر من الشحاذات يكُنّ ،إحم، وقحات أحيانًا .. مثل تلك التى قابلتها فى العريش بالأمس .. حين كنت أنتظر رجل لف الهدايا حتى يلف لى تلك الهدية .. لا لا تنظر لى تلك النظرة اللئيمة وتهز رأسك فى فهم .. ليست هدية للبوى فريند خاصتى ..ليست للفالانتين أصلًا .. هى هدية لعيد ميلاد أمى .. المهم ، جاءت هى لتطلب النقود وتقول كلامًا عن ابنها المريض .. ثم قالت : "ادينى فلوس إنشالله عشرة جنيه ..انتى تشتريله الدوا يا بنتى "
لم يكن معى إلا أربعين جنيهًا ..بعد أن اشتريت الهدية ..واحتاج لخمسة عشر جنيهًا لأنقد بها رجل لف الهدايا .. والباقى لم يكن من الفكّة .. عشرون جنيهًا وعشرة جنيهات وخمس جنيهات .. ففتحت حقيبتى وأمرى لله .. وأعطيتها الفئة القليلة من الجنيهات ..لأنى لاقيت فى نفسى نفورًا شديدًا من أن أعطيها العشرين جنيهًا .. خاصةً أن تمثيلها مفضوح تمامًا .. لا أود أن أظلمها لكنى من كثرة تعاملى معهم -الشحاذين- أصبحت عيناىّ حساستين جدًا تجاههم ..وصرت أميز الصادق من الكاذب .. المهم ، لن أظلمها ..
حين فتحت الشنطة لإخراج النقود .. رفعت عينىّ تجاهها ..فرأيتها تنظر نظرة جشعة للنقود فى الحقيبة .. فضممت الحقيبة إلى صدرى ..واستكملت إخراج الخمس جنيهات من الحقيبة على هذا الوضع .. لم يتبق معى هكذا إلى ثلاثين جنيهًا .. عشرون وعشرة .. وبما أنى لن أعطيها العشرين أبدًا .. فإننى أحتاج تلك العشرة لأعود لمنزلى بها .. سأفكها فى الأتوبيس الذى سأستقله ...العشرون لا أمل لى فى فكّها فى أتوبيس عام .. ورجل لفّ الهدايا لم يكن يملك فكّة لنقودى ..
بدأت (تتباكى) من جديد ..رأيت ملامح وجهها تتجعد فجأة وكأنها ستبكى حالًا .. وبدأت تقول لى أن أكملها بالعشرة .. كدت أضعف أمام كل ذلك لكنى أخبرتها بصرامة تصنعتها أن : "دى الفلوس اللى هاروّح بيها" ..
تغيرت ملامحها فورًا ثم ابتعدت مسرعة إلى امرأة مرت من أمامنا..وبدأت فى مسلسل التسول من جديد ..
وحين انتهى الفتى من لف الهدية أخيرًا .. نقدته حقّه .. ومشيت إلى أول الشارع استعدادًا للتلويح لأية حافلة متجهة للرماية .. وحين وصلت تقريبًا لبداية الشارع رأيتها من جديد .. يبدو أنها نست أو لم ترنى جيدًا ..
"والنبى يا بنتى أى حاجة ..ربنا يـ....."
ثم يبدو أنها رأت وجهى وتذكرتنى .. فابتعدت فى صمت ..وإن لم تكن عيناى تخدعانى فأظن شيئًا من الخجل بدا عليها ..بينما أنا لا أبدى على وجهى أى شىء على الإطلاق ..وملامحى تحارب لإبداء صرامة ولو أنها مصطنعة !!
المهم ، النصف الآخر من الشحاذات يكُنّ ،إحم، وقحات أحيانًا .. مثل تلك التى قابلتها فى العريش بالأمس .. حين كنت أنتظر رجل لف الهدايا حتى يلف لى تلك الهدية .. لا لا تنظر لى تلك النظرة اللئيمة وتهز رأسك فى فهم .. ليست هدية للبوى فريند خاصتى ..ليست للفالانتين أصلًا .. هى هدية لعيد ميلاد أمى .. المهم ، جاءت هى لتطلب النقود وتقول كلامًا عن ابنها المريض .. ثم قالت : "ادينى فلوس إنشالله عشرة جنيه ..انتى تشتريله الدوا يا بنتى "
لم يكن معى إلا أربعين جنيهًا ..بعد أن اشتريت الهدية ..واحتاج لخمسة عشر جنيهًا لأنقد بها رجل لف الهدايا .. والباقى لم يكن من الفكّة .. عشرون جنيهًا وعشرة جنيهات وخمس جنيهات .. ففتحت حقيبتى وأمرى لله .. وأعطيتها الفئة القليلة من الجنيهات ..لأنى لاقيت فى نفسى نفورًا شديدًا من أن أعطيها العشرين جنيهًا .. خاصةً أن تمثيلها مفضوح تمامًا .. لا أود أن أظلمها لكنى من كثرة تعاملى معهم -الشحاذين- أصبحت عيناىّ حساستين جدًا تجاههم ..وصرت أميز الصادق من الكاذب .. المهم ، لن أظلمها ..
حين فتحت الشنطة لإخراج النقود .. رفعت عينىّ تجاهها ..فرأيتها تنظر نظرة جشعة للنقود فى الحقيبة .. فضممت الحقيبة إلى صدرى ..واستكملت إخراج الخمس جنيهات من الحقيبة على هذا الوضع .. لم يتبق معى هكذا إلى ثلاثين جنيهًا .. عشرون وعشرة .. وبما أنى لن أعطيها العشرين أبدًا .. فإننى أحتاج تلك العشرة لأعود لمنزلى بها .. سأفكها فى الأتوبيس الذى سأستقله ...العشرون لا أمل لى فى فكّها فى أتوبيس عام .. ورجل لفّ الهدايا لم يكن يملك فكّة لنقودى ..
بدأت (تتباكى) من جديد ..رأيت ملامح وجهها تتجعد فجأة وكأنها ستبكى حالًا .. وبدأت تقول لى أن أكملها بالعشرة .. كدت أضعف أمام كل ذلك لكنى أخبرتها بصرامة تصنعتها أن : "دى الفلوس اللى هاروّح بيها" ..
تغيرت ملامحها فورًا ثم ابتعدت مسرعة إلى امرأة مرت من أمامنا..وبدأت فى مسلسل التسول من جديد ..
وحين انتهى الفتى من لف الهدية أخيرًا .. نقدته حقّه .. ومشيت إلى أول الشارع استعدادًا للتلويح لأية حافلة متجهة للرماية .. وحين وصلت تقريبًا لبداية الشارع رأيتها من جديد .. يبدو أنها نست أو لم ترنى جيدًا ..
"والنبى يا بنتى أى حاجة ..ربنا يـ....."
ثم يبدو أنها رأت وجهى وتذكرتنى .. فابتعدت فى صمت ..وإن لم تكن عيناى تخدعانى فأظن شيئًا من الخجل بدا عليها ..بينما أنا لا أبدى على وجهى أى شىء على الإطلاق ..وملامحى تحارب لإبداء صرامة ولو أنها مصطنعة !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق