الثلاثاء، 11 فبراير 2014

العائد برضه (يبدو كعنوان قصة رعب) ،فيه قصة رعب فعلًا لـتامر إبراهيم اسمها كده ..لول !! (كلاكيت تانى مرة)

أهلًا من جديد ..
لنعود لمسلسل الحياة من جديد .. لنر ما فاتك يا عزيزى .. آه ، ذاك المعهد الموسيقى فى العريش .. نعم نعم سأحكى لك أيها (اللتّات) محب (الرغىّ) ..
لا شىء.. فقط هو معهد يدعى (قيثارة) .. ظن أحدهم أنها آلة جديرة باسم معهد موسيقى .. لا أدرى ما السبب فى تسميته بـ(قيثارة) لكن أحدهم رآه مناسبًا .. وما أدرانى أنا يا أخى ؟؟ ..ما أنا إلا طالبة أخرى فى ذاك المعهد المغمور .. تسأل لِم لَم أتدرب فى الأوبرا؟؟ .. هنا يشعرنى سؤالك بمرارة شديدة .. وشعور آخر وكأن كائنًا من المقت والغضب يتحرك هناك بالداخل .. وارتعادة بتلك المنطقة فوق الرئتين تشى برغبة ذلك الكائن المكون من المقت والغضب فى الخروج .. 
هممم .. تسألنى لم لم أتدرب فى الأوبرا .. من حسن حظك أن بالى رائق اليوم للكتابة ..وإلا لكنت تحولت إلى غبار كونى إثر سؤالك هذا .. 
أنا يا عزيزى أعزف على البيانو منذ كنت فى الخامسة .. حسنٌ ؟؟ .. لا أدرى عدد المرات التى طلبت فيها من أبوىّ أن أتدرب فى أحد المعاهد .. لكن فى كل مرة كانت الإجابة مطاطة جدًا من نوع : "ربنا يسهل" أو "إن شاء الله " أو ربما "أكيد" 
أذكر المرات التى كنت أعزف فيها مقطوعات لعمر خيرت ..فأسمع أبى يحدث أمى همسًا بأن عليهم أن يتخذوا خطوة إيجابية حيال موهبتى الخام تلك بأن يشركانى فى معهد موسيقى أو شىء من هذا القبيل.. ويومآن برأسيهما موافقَين على أنهما يقولان كلامًا جيدًا هو عين الصواب .. ثم ....
لا شىء !! 
وحتى أكون منصفة .. اشتركت لى أمى فى مرة من المرات فى النشاط الصيفى -كما يسمونه- فى القسم الموسيقى بالمدرسة ..فبالإضافة لكونها -المدرسة- معتقلًا ومؤسسة للتعذيب ..فهى تتحول فى إجازة آخر العام إلى مقر لما يدعى (النشاط الصيفى) ..كان ذلك حينما كنت فى الصف الخامس الإبتدائى .. وكانت مدربتى -أو كان من المفترض بها أن تكون كذلك- معلمة الموسيقى المرعبة التى لطالما زارتنى فى كوابيسى .. الكابوس الأعظم .. مُرهبة دراكولا ..ومنافسة (جونى ديب) فى وضع كحل العينين .. 
ميييييييييييييييييييييييييييس هدى !!
فلو استطعت لجعلت قطرات الدم تتساقط من الإسم على طريقة سلسلة (صرخة الرعب) .. ومن مكان ما تنطلق صرخة امرأة فور ذِكر الإسم .. وتضاء السماء بألسنة البرق .. ويخرج الموتى أيديهم المتحللة من القبور .. ويهلل الأخ أزيموديوس من مكان ما فى العالم السفلى !!
حسنٌ دعونا لا نبالغ .. تلك كانت فكرتى عنها .. حتى ..
حتى تعرفت عليها أكثر ربما ؟ .. ربما طريقتها وإفراطها فى وضع الكحل والآى شادو كانت تؤيد نظريتى التى كانت تقول أنها شيطان مخضرم من العالم السفلى بلا شَك.. ربما صوتها ؟؟ .. ربما ..

على أى حال لم (أُعمّر) معها طويلًا .. أربع حصص على ما أظن وبدأت الدراسة ..وانتهى الشىء المدعو (النشاط الصيفى) . ودعنى أصف لك الحصة يا عزيزى .. كنت أدلف لحجرة الموسيقى لأجد امرأة منهكة متعبة تسند قدميها إلى كرسى أمامها ولا تبدو مستعدة أبدًا للحديث عن الـ(دو) والـ(رى) ومفتاح (صول) وما إلى ذلك ..
كانت تصل (الأورج) الخَرِب بالقابس .. ثم تقول كلمتين عن مقطوعة هابى بيرث داى -وكأنها مقطوعة مماثلة لسيمفونيات بتهوفن- .. وتتركنى فى الحجرة وحدى وتذهب وتمارس 

 الـChit -Chat مع معلمة أخرى متعبة منهكة تسند قدميها إلى كرسى ..
لكنى والحق يقال كنت أستمتع بالساعات التى أُترك فيها وحيدة مع الأورج .. 
فى الحصة الثالثة -ما قبل الأخيرة- يبدو أنها كانت رائقة البال حينها ..فقالت لى : "هاعزف أدامك موسيقى كده .. وورينى هاتعرفى تعزفيها ولا لأ"
تعجبت أنا لذلك التغير الجذرى ..غريب .. وفزعت فى الوقت ذاته .. أتحاول إرضائى كنوع من تحقيق رغباتى الأخيرة قبل أن .. تأكلنى ؟؟ .. تضعنى فى قدْر أسود ضخم ملىء بالماء الساخن.؟؟ ..وراح سيناريو (هانسل وجريتل) الشهير يداعب ذهنى .. لكن يبدو أنها لم تكن تخطط لأى من هذا ..ربما قررت فقط -على غير العادة- أن تكون لطيفة !
المهم ،عزفت بيديها اليمنى واليسرى .. وأظافرها الطويلة تصطدم بالمفاتيح فتصدر صوتًا محطمًا للأعصاب .. إن لم تكن تلك أظافر أبراكساس نفسه .. فأظافر من هى إذن ؟!! .. بعلزبول مثلًا ؟؟ 
بدت لى صعبة فى البداية .. خاصة أن بها كوردات باليد اليسرى وما إلى ذلك .. وما إن انتهت حتى قالت فى تحدٍ : 
"تدّينى كام وأعلمك دى ؟؟"
لكنها لم تكن جادة بالتأكيد .. عزفتها مرة أخرى أمامى .. وتركتنى من جديد مع الأورج وذهبت لتمارس الـChit - Chat كالعادة ..
وعكفت أنا على الأورج الخَرِب حتى أتقنتها .. أو هذا ما ظننته .. كنت أخطئ فيها أحيانًا ..لكن بعد ساعات من التدريب أتقنتها تمامًا .. 
تبدو كقصة كفاح (على مبارك) مثلًا ..صح ؟ .. لا تعقد الأمور يا عزيزى ولا تزيدها حجمًا عن حجمها الطبيعى..  هى قصة عادية جدًا مرّ بها أكثر من مُحبّ للموسيقى أو عازف فى الغالب ..
المهم ..نعود الآن للموضوع الأصلى . سألتنى لم لم أتدرب فى الأوبرا  .. حسنٌ .. بعد كل تلك الصعوبات التى واجهتها فى موضوع (العزف) ذاك .. قررت أن ألجأ للتعليم الذاتى .. من أنا ؟؟ . أنا المتدربة .. ومن أنا ؟؟ ..أنا المُدرّبة كذلك ..
والحمد لله ..أستطيع أن أقول بقلب مستريح أننى قد بلغت مرحلة الـ(Pro) ..
تتساءل عن السبب الذى دفعنى إلى أن أصدع رأسك بقصص الكفاح والمذاكرة على ضوء لمبة الجاز تلك ..تلك هى إجابة سؤالك يا عزيزى .. بعد تلك الرحلة الطويلة .. تعلمت أن أكتفى تمامًا بما هو موجود .. الأوبرا ؟؟ ..كيف أطلب شيئًا كهذا ؟؟.. أعنى أننى مثل شحاذ أعطوه عشر جنيهات .. ماذا يفعل ؟؟ ..يصرخ بالدعاء ويسجد ويبتهل ويشكر .. ربما يرقص أو يشد ما تبقى من شعره فرحًا  .. والآن أجبنى ..ماذا يفعل ذلك الشحاذ إن أعطيته مائة جنيه ؟؟ .. أنت هكذا قد قتلت المسكين .. فإصابته بنوبة قلبية هى أقل تقدير لـرد فعله حيال ورقة نقدية من فئة المائة جنيه .. 
هذا هو حالى والأوبرا .. لول !!
ما زال فى جعبتى ما أحكيه لك .. وهذا يستدعى تدوينات أخرى .. اذهب إذن الآن .. هششش ..العب بعيدًا .. shooo يا ذبابة .. shoooo !!


هناك تعليقان (2):