الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

إنه كان بيقرأ

فى زمن ما ..كان ثمة فتى .. يقرأ كثيرًا ويسمع موزارت وشتراوس .. يأكل كما يأكلون ويشرب كما يشربون .. ينزل من المواصلات مع من ينزل .. ويركبها مع من يركب .. يعرج إلى المدرسة صباحًا ..يعود منها ظهرًا .. 
كان يقرأ .. وكان يقرأ ..
عيناه صارتا تشعان بما يقرأ .. ونضحت دماغه بما فيها فخرج ما بدماغه لينضح على وجهه وينيره .. وصارت عيناه كمنارة فى بحر مظلم ..الصواعق تأز والرعود تعلن سلطانها .. والسفينة تتخبط فى البحر وتهتز كما لو كانت لعبة لطفل سادىّ .. والبحارة يتصايحون .. وعازف الكمان يقول لرفاقه : 
"لقد كان شرفًا لى يا سادة أن أعزف معكم الليلة "
رغم ابتذال الأمر لمن يراه .. إلا أن الموقف قد حتّم عليه قول ذلك .. لن يضيع فرصة للاعتراف لهم بذلك لأن الناس سيبتذلونه ويقولون أنه (عايش فى الدور) ويظن أنه بداخل تيتانيك .!!
البحر مظلم مظلم .. 
مظلم مظلم مظلم مظلم مظلم مظلم مظلم مظـ.....
وهنا يصرخ الملّاح صرخة جاعورية يتدفق لها الأدرينالين -كما لم يتدفق من قبل- فى دمائهم جميعًا .. 
النور النور ..
شعاعان من الضوء .. من أين أتيا ؟؟ .. أثمة منارة بكشافين .. 
أثمة منارة تشع ضوءً فى قوة هذا الضوء أصلًا؟؟ .. 
صفقوا يا سادة فقد نجونا ..
الفتى كان يقرأ .. وهذا كافٍ جدًا !!
 

هناك 5 تعليقات: