الأحد، 23 يونيو 2013

شىء شرير

العامة يحتشدون حولك .. العامة يتهامسون .. هسيس أفعى ..هسيس أفعى .. "بس بس هس هس ..يا له من أحمق ..هس هس بس بس "
همساتهم توحى بالتوحش ..والترقب لحدوث الشىء .. الترقب لرؤيتك بين شدقى الوحش ..يترقبون فى وحشية انقضاض شفرة المقصلة على عنقك .. ولتقل رأسك وداعًا للجسد ..وسط الضحكات والشهقات ...
الحشد يزداد .. والأشجار ذات الأوراق الذابلة تتاميل تتأرجح ..وكأنها تهتز .ضحكًا عليك..واستهزاءً بك .. الأزهار تكتم ضحكة خبيثة ..والتراب يشيح بوجهه بعيدًا عنك ..نعم لابد أنه يشيح وجهه عنك وإلا فلم يتطاير على هذه الصورة بعيدًا على الرغم من عدم وجود ذرة هواء ..
لا تنخدعن بهذا الحفيف .. تريد الأشجار منك أن تؤمن أن هذا هو صوت الهواء يتخلل أوراقها .. لا لا .. هذا هو صوت همساتها ونميمتها .. وتعتمد على أن أذن الانسان الفانية لا تلتقط تلك الترددات ..إنما فقط هوامش منها بلا تفاصيل أكثر ..
إنهم يتقدمون ..أمامهم ذلك الرجل الذى -ولابد- يمتلك من الكاريزما الكثير ..ها هو ذا ..يقترب ..تقل المسافات بعدما كانت متباعدة وكنت أنت على بعد آمن ..
لا أمان ...
الرجل والذى لابد أنك لاحظت شاربه المفتول ..يقترب ..حتى إذا مد ذراعه إلى الأمام ومددت أنت ذراعك لتلامس الذراعان ..

"أنا خالك .. لابد أنك مندهش من كل هذا الجمع الغريب يا طفلى .."
يشير إليك واحد من الجمع -والذى لابد أنك لاحظت الشبه المذهل بين ملامح سحنته وملامح سحنتك- إشارة خفية بأن (تأدب)...
يفتح الرجل ذو الشارب ذراعيه عن آخرهما ويقول فى فخر وبكلمات مفصلة وكأنه يظنك من ذوى الإحتياجات الخاصة :
"نحن ....عائلتك !!"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق