لعل هذه خطوة كبيرة .. لعلها بداية شىء ما .. لعل الأمر ينتهى إلى (لا شىء) ..ولعل الأمر لا يشكل فارقًا ولن يقذف بالتقدم التكنولوجى إلى مكان ما ..لعل الأمر من المفترض به ألا يشكل فارقًا من الأصل وأن يحدث فقط كتحصيل حاصل ..لا لشىء إلا الحدوث ..وعلىّ فقط التعامل مع الأمر كروتين ..
ولعل الأمر يحدث من تلقاء نفسه ليلقننى درسًا كونيًا ما عن (أن تنتظم فى عمل شىء ما) ..
سأسرد لك قصة لطيفة للغاية عن الفتاة المكونة من أعضاء وأجهزة ..ولها جسد ..ولها عقل وتفكر ..
ولهذه الفتاة كان شقيق ..وله ما لها من امتيازات .. أعضاء وأجهزة وجسد وعقل ..
وكان كبقية الأشقاء لا يريد من الحياة أكثر من ألعاب الفيديو والكمبيوتر .. ثم يأتى عيد ميلاد الشقيق ويتوقع من عشيرته أن تجود عليه بالعطاء ولعل جهاز (إكس بوكس) ليس بالشىء الباهظ .. ويطلب من شقيقته التوسط له عند رب العشيرة ..وذكر الـ(إكس بوكس) فى سياق الحديث .. فتذعن له ردًا لدين وخدمة كان قد أسداها لها يومًا ما فى الماضى ..
ووسط نظرات العشيرة الخائفة .. تجتاز الدهليز المؤدى للكهف الضخم ..كهف ذو ثنيات وحفر كأنه جلد رجل عجوز متشقق كمطاط تعرض للأوزون ..
ويبدو الدهليز طويلًا كما الأبد .. ثم تصل أخيرًا .. وتستجمع شجاعتها وتقرر أنها ستدلف إلى هناك .. وستقرر مصير شقيقها بشجاعة .. وقبل أن تشرع فى الدخول .. يتناهى إلى سمعها صوت همهمات أوحت إليها بأن رب العشيرة يهاتف أحدهم .. فوقفت دون حراك .. وأنصتت
"هى العجلة يا إما بلاش ..معاك حق .. هم ناقصين لعب وقرف .. يعملوا رياضة أحسن م القعدة المهببة دى .. أنا هاجيبله عجلة"
ولم تكن بحاجة للإنصات إلى المزيد .. فقد أدركت المضمون على الفور .. أحدهم من فروع العشيرة الأخرى التى تعيش أسفل الهضبة أسدى بـ(نصيحة) إلى رب عشيرتهم بألا يضع عملاته الذهبية على شريط قطار ويعرضها للدهس من قبل ألعاب فيديو سخيفة ..
وهنا ثارت ثائرتها حين سمعت نهنهات من بعيد .. وأدركت أن شقيقها هو الآخر كان ينصت من بعد ليس بالكبير ..
عبرت الدهليز برأس مطرقة .. وارتمت جالسة على الأرض الصخرية .. ثم تسمع الصوت يناديها من بعيد ..من داخل الكهف..
"فتاة .. فتاة "
تهب من مكانها وقد سرت فى جسدها قوة غريبة وطاقة جامحة قررت أن تطلق لها العنان لتقرير مصيرها .. عليها الآن أن تواجه الأمر بصورة حازمة ..
مشت بخطوات أقرب للعدو .. وقد ضاقت عيناها وبرقتا وكأنها أحرزت نصرها بالفعل ..
وبدون حتى أن تدرك هذا دلفت إلى الكهف ..
واندهش العملاق حين رآها وقد لبت النداء بهذه السرعة فقد كان ينتهى للتو من المقطع الأخير من كلمة (فتاة) ..
"ها أنتِ ذا .. لقد هاتفنى رب عشيرة أسفل الهضبة للتو ..وأخبرنى بمعلومات شديدة الخطورة تختص بما ألمحتم علىّ به فى السابق بخصوص هدية عيد الميلاد "
"ثم ؟؟"
"ثم أننى لن أذيب أربعة آلاف عملة ذهبية فى قدر موضوع على نيران بركان فيزوف !! "
"أربعة آلاف ؟؟ ..إن ثمنه لا يتعدى الألف !! "
قالتها بشجاعة مشوبة ببعض الإستسلام وكأنها تطلب منه الصفح لو أغضبه أسلوبها فى الحديث
بدأت عيناه تلمّح بتكون حمم بركانية من الماجما ..سرعان ما ستتحول إلى (لافا) لو لم تتوخ الحذر ..
"لن تصححى لى معلوماتى .. لقد أخبرنى زعيم العشيرة أنه يُقَدَّر بهذا الثمن .. وهو يسكن هناك بجانب مركز التصنيع .. لن تكونى أدرى منه .. ثم ما الشىء الجديد الذى سيضاف إلى ذاك الجهاز ليجعله مختلفًا عن الجهاز المملوك لشقيقكِ أصلًا فى الوقت الحالى ..إنها أجهزة واحدة وألعابها واحدة ..ما الفارق ؟؟"
لم تدر أية قوة دفعت لسانها إلى التلفظ بهذه الكلمات ولكنها قالتها على أية حال ..
"أنت لم تجربها حتى من قبل ..أنت لم تلعبها من قبل ..ورب عشيرة أسفل الهضبة لم يفعل كذلك .. فلا تحكما على شىء أنتما أقرب فيه إلى الجهل التام والضحالة !! "
ومن الواضح أنها أيقظت شيئًا ما به ..فانتفض وسكت ثم ثار وصرخ فيها :
"لا تتحدثى عنه بهذه الطريقة .. ألم تتلقى دروسًا فى التهذيب قبلًا ؟؟! "
خرجت من الكهف دون كلمة اضافية وتركته يموج فى غضبه ..وخشت أن تخرج النيران من أنفه كعادته حين يغضب فتصيّرها إلى رماد فى الحال ..فآثرت السلامة بالخروج ..
وتحلقت العشيرة حولها تتأملها وتنهال عليها بسهام الكلام .. ويملأون الأعين منها فهى التى تحدثت إلى عملاق الكهف رب العشيرة ..
"فتاة ..فتاة"
إنه يناديها من جديد ..لعله استجمع (الماجما) بداخله وسينفثها فيها حالما تدخل إلى هناك ..
ولكنها عبرت الدهليز على أى حال بعد أن تخلصت من حلقة العشيرة التى تجمهرت حولها ..
ولم تصح توقعاتها ولم تُحال إلى رماد .. إنما دخلت إلى هناك بأمان ..
"أروح أجيب العجلة ؟؟ ..ولا ايه ؟؟"
فردت بعد أن أطرقت برأسها وبصوت منخفض :
"هو مش هايعمل حاجة بالعجلة !! "
هنا ثار بشدة :
"بطلى قلة أدب .. أحسن برضه ..مش جايب حاجة !! "
خرجت من هناك تدور بخلدها آلاف التساؤلات .. ما (قلة الأدب) فيما قالت ؟؟ .. ثم أن غضبته جاءت على ما لا يستحق كل ذلك الغضب ..
ينادى من جديد ..
"فتاة .. فتاة "
تعبر الدهليز من جديد .. ناولها القربة التى يستخدمونها فى الشرب وأخبرها :
"طعم الماء غريب .. بدلى الماء بآخر .."
كادت تذهب دون كلمة أخرى ولكنه استوقفها حين قال :
"وبلاش قلة الأدب اللى بتتكلمى بيها دى ..يعنى ايه تقوليلى (مش عايزين حاجة من حد) ؟؟"
هنا انتبهت حواسها وتحفزت بعد أن كانت قد تشتت ...
"ماذا ؟؟ .. أنا حتى لم أقل هذا !!"
وفى جزء من الثانية أدركت الخطأ الشنيع الذى حدث ..وأدركت لم ثارت ثائرته منذ القليل ولم صرخ بها قائلًا :(بطلى قلة أدب) ..
"لحظة واحدة .. أنا لم أقل (مش عايزين حاجة من حد) .."
انتفض غاضبًا وقال :"أتنسين ما تفوهتى به للتو ؟؟..أتنكرين ما أقبلتى عليه من كلام ؟؟"
قالت بصوت عالٍ شبه متوسل : "أنا لم أقل (مش عايزين حاجة من حد) ..بل قلت (مش هايعمل حاجة بالعجلة) .. ولعل الأمور اختلطت عليك .. أقسم أننى لم أقل هذا !! "
فهز رأسه وكأنه يصارع شياطينه الغاضبة ..
"صح صح .. أنا من تراودنى التهيؤات !! "
لم تحاول حتى إقناعه ببراءتها ..لأنها تدرك أنه شديد المراس ولن يشكك أبدًا فيما تمليه عليه حواسه ..
بل خرجت من هناك تتأمل سخرية القدر .. وتعزى أخاها .. وتندب الهدية الضائعة .. لعل العجلة لم تكن بهذا السوء ..
ولكنها الكوميديا الساخرة التى اختصت بها الحياة .. ماذا بوسعها أن تفعل !!
....
فى الواقع هذه القصة اللطيفة لم تضف شيئًا ولم أرد بها إلا محاولة امتاعك ..وكأنى أحاول تقليد أسلوب الحياة الساخر فى الكتابة ..عن طريق سرد حكاياتها الساخرة ..فلعلى أكون كاتبة من غبار كتابات تلك الكاتبة (الحياة) الساخرة ..
ولعل الأمر يكون ذا نفع وأتعلم منها الإنتظام يومًا ما !!
ولعل الأمر يحدث من تلقاء نفسه ليلقننى درسًا كونيًا ما عن (أن تنتظم فى عمل شىء ما) ..
سأسرد لك قصة لطيفة للغاية عن الفتاة المكونة من أعضاء وأجهزة ..ولها جسد ..ولها عقل وتفكر ..
ولهذه الفتاة كان شقيق ..وله ما لها من امتيازات .. أعضاء وأجهزة وجسد وعقل ..
وكان كبقية الأشقاء لا يريد من الحياة أكثر من ألعاب الفيديو والكمبيوتر .. ثم يأتى عيد ميلاد الشقيق ويتوقع من عشيرته أن تجود عليه بالعطاء ولعل جهاز (إكس بوكس) ليس بالشىء الباهظ .. ويطلب من شقيقته التوسط له عند رب العشيرة ..وذكر الـ(إكس بوكس) فى سياق الحديث .. فتذعن له ردًا لدين وخدمة كان قد أسداها لها يومًا ما فى الماضى ..
ووسط نظرات العشيرة الخائفة .. تجتاز الدهليز المؤدى للكهف الضخم ..كهف ذو ثنيات وحفر كأنه جلد رجل عجوز متشقق كمطاط تعرض للأوزون ..
ويبدو الدهليز طويلًا كما الأبد .. ثم تصل أخيرًا .. وتستجمع شجاعتها وتقرر أنها ستدلف إلى هناك .. وستقرر مصير شقيقها بشجاعة .. وقبل أن تشرع فى الدخول .. يتناهى إلى سمعها صوت همهمات أوحت إليها بأن رب العشيرة يهاتف أحدهم .. فوقفت دون حراك .. وأنصتت
"هى العجلة يا إما بلاش ..معاك حق .. هم ناقصين لعب وقرف .. يعملوا رياضة أحسن م القعدة المهببة دى .. أنا هاجيبله عجلة"
ولم تكن بحاجة للإنصات إلى المزيد .. فقد أدركت المضمون على الفور .. أحدهم من فروع العشيرة الأخرى التى تعيش أسفل الهضبة أسدى بـ(نصيحة) إلى رب عشيرتهم بألا يضع عملاته الذهبية على شريط قطار ويعرضها للدهس من قبل ألعاب فيديو سخيفة ..
وهنا ثارت ثائرتها حين سمعت نهنهات من بعيد .. وأدركت أن شقيقها هو الآخر كان ينصت من بعد ليس بالكبير ..
عبرت الدهليز برأس مطرقة .. وارتمت جالسة على الأرض الصخرية .. ثم تسمع الصوت يناديها من بعيد ..من داخل الكهف..
"فتاة .. فتاة "
تهب من مكانها وقد سرت فى جسدها قوة غريبة وطاقة جامحة قررت أن تطلق لها العنان لتقرير مصيرها .. عليها الآن أن تواجه الأمر بصورة حازمة ..
مشت بخطوات أقرب للعدو .. وقد ضاقت عيناها وبرقتا وكأنها أحرزت نصرها بالفعل ..
وبدون حتى أن تدرك هذا دلفت إلى الكهف ..
واندهش العملاق حين رآها وقد لبت النداء بهذه السرعة فقد كان ينتهى للتو من المقطع الأخير من كلمة (فتاة) ..
"ها أنتِ ذا .. لقد هاتفنى رب عشيرة أسفل الهضبة للتو ..وأخبرنى بمعلومات شديدة الخطورة تختص بما ألمحتم علىّ به فى السابق بخصوص هدية عيد الميلاد "
"ثم ؟؟"
"ثم أننى لن أذيب أربعة آلاف عملة ذهبية فى قدر موضوع على نيران بركان فيزوف !! "
"أربعة آلاف ؟؟ ..إن ثمنه لا يتعدى الألف !! "
قالتها بشجاعة مشوبة ببعض الإستسلام وكأنها تطلب منه الصفح لو أغضبه أسلوبها فى الحديث
بدأت عيناه تلمّح بتكون حمم بركانية من الماجما ..سرعان ما ستتحول إلى (لافا) لو لم تتوخ الحذر ..
"لن تصححى لى معلوماتى .. لقد أخبرنى زعيم العشيرة أنه يُقَدَّر بهذا الثمن .. وهو يسكن هناك بجانب مركز التصنيع .. لن تكونى أدرى منه .. ثم ما الشىء الجديد الذى سيضاف إلى ذاك الجهاز ليجعله مختلفًا عن الجهاز المملوك لشقيقكِ أصلًا فى الوقت الحالى ..إنها أجهزة واحدة وألعابها واحدة ..ما الفارق ؟؟"
لم تدر أية قوة دفعت لسانها إلى التلفظ بهذه الكلمات ولكنها قالتها على أية حال ..
"أنت لم تجربها حتى من قبل ..أنت لم تلعبها من قبل ..ورب عشيرة أسفل الهضبة لم يفعل كذلك .. فلا تحكما على شىء أنتما أقرب فيه إلى الجهل التام والضحالة !! "
ومن الواضح أنها أيقظت شيئًا ما به ..فانتفض وسكت ثم ثار وصرخ فيها :
"لا تتحدثى عنه بهذه الطريقة .. ألم تتلقى دروسًا فى التهذيب قبلًا ؟؟! "
خرجت من الكهف دون كلمة اضافية وتركته يموج فى غضبه ..وخشت أن تخرج النيران من أنفه كعادته حين يغضب فتصيّرها إلى رماد فى الحال ..فآثرت السلامة بالخروج ..
وتحلقت العشيرة حولها تتأملها وتنهال عليها بسهام الكلام .. ويملأون الأعين منها فهى التى تحدثت إلى عملاق الكهف رب العشيرة ..
"فتاة ..فتاة"
إنه يناديها من جديد ..لعله استجمع (الماجما) بداخله وسينفثها فيها حالما تدخل إلى هناك ..
ولكنها عبرت الدهليز على أى حال بعد أن تخلصت من حلقة العشيرة التى تجمهرت حولها ..
ولم تصح توقعاتها ولم تُحال إلى رماد .. إنما دخلت إلى هناك بأمان ..
"أروح أجيب العجلة ؟؟ ..ولا ايه ؟؟"
فردت بعد أن أطرقت برأسها وبصوت منخفض :
"هو مش هايعمل حاجة بالعجلة !! "
هنا ثار بشدة :
"بطلى قلة أدب .. أحسن برضه ..مش جايب حاجة !! "
خرجت من هناك تدور بخلدها آلاف التساؤلات .. ما (قلة الأدب) فيما قالت ؟؟ .. ثم أن غضبته جاءت على ما لا يستحق كل ذلك الغضب ..
ينادى من جديد ..
"فتاة .. فتاة "
تعبر الدهليز من جديد .. ناولها القربة التى يستخدمونها فى الشرب وأخبرها :
"طعم الماء غريب .. بدلى الماء بآخر .."
كادت تذهب دون كلمة أخرى ولكنه استوقفها حين قال :
"وبلاش قلة الأدب اللى بتتكلمى بيها دى ..يعنى ايه تقوليلى (مش عايزين حاجة من حد) ؟؟"
هنا انتبهت حواسها وتحفزت بعد أن كانت قد تشتت ...
"ماذا ؟؟ .. أنا حتى لم أقل هذا !!"
وفى جزء من الثانية أدركت الخطأ الشنيع الذى حدث ..وأدركت لم ثارت ثائرته منذ القليل ولم صرخ بها قائلًا :(بطلى قلة أدب) ..
"لحظة واحدة .. أنا لم أقل (مش عايزين حاجة من حد) .."
انتفض غاضبًا وقال :"أتنسين ما تفوهتى به للتو ؟؟..أتنكرين ما أقبلتى عليه من كلام ؟؟"
قالت بصوت عالٍ شبه متوسل : "أنا لم أقل (مش عايزين حاجة من حد) ..بل قلت (مش هايعمل حاجة بالعجلة) .. ولعل الأمور اختلطت عليك .. أقسم أننى لم أقل هذا !! "
فهز رأسه وكأنه يصارع شياطينه الغاضبة ..
"صح صح .. أنا من تراودنى التهيؤات !! "
لم تحاول حتى إقناعه ببراءتها ..لأنها تدرك أنه شديد المراس ولن يشكك أبدًا فيما تمليه عليه حواسه ..
بل خرجت من هناك تتأمل سخرية القدر .. وتعزى أخاها .. وتندب الهدية الضائعة .. لعل العجلة لم تكن بهذا السوء ..
ولكنها الكوميديا الساخرة التى اختصت بها الحياة .. ماذا بوسعها أن تفعل !!
....
فى الواقع هذه القصة اللطيفة لم تضف شيئًا ولم أرد بها إلا محاولة امتاعك ..وكأنى أحاول تقليد أسلوب الحياة الساخر فى الكتابة ..عن طريق سرد حكاياتها الساخرة ..فلعلى أكون كاتبة من غبار كتابات تلك الكاتبة (الحياة) الساخرة ..
ولعل الأمر يكون ذا نفع وأتعلم منها الإنتظام يومًا ما !!
أنا اتابعك , لكن كتابتك للاستمتاع فقط , لا يمكن التعليق عليها فعلا ً , و هذا لقيمتها الصافية من البراءة و اللطف و الجمال ..
ردحذف